هل خسرت إسرائيل حربها مع حماس وحزب الله؟
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
كلّ المؤشّرات تُشير إلى أنّ إسرائيل تتّجه لتسجيل خسارة أمام "حماس" و"حزب الله"، فرغبتها في القضاء على الحركة في قطاع غزة، تصطدم بمعارضة عربيّة ودوليّة شديدة، لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، أو توزيعهم على بلدان أخرى. أمّا في جنوب لبنان، فالضغط الذي لا تزال تُمارسه "المقاومة الإسلاميّة" على العدوّ، هو ما يقف عائقاً أمام إحتلال القطاع الفلسطينيّ، وإنهاء دور الفصائل الفلسطينيّة هناك.
إلى ذلك، فإنّ مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو أصبح محسوماً، باستبعاده عن الحكومة، بعد فشل فريقه في كشف عمليّة "طوفان الأقصى"، وعدم قدرة الجيش الإسرائيليّ على توجيه ضربة قاضيّة لـ"حماس". ولعلّ آخر هُدَنٍ إنسانيّة، قبل حوالي أسبوعٍ، كانت نقطة إيجابيّة لصالح المقاومة الفلسطينيّة و"حزب الله"، اللذين كانا يُطالبان منذ اليوم الأوّل من بدء الحرب، بالتفاوض، وإدخال المساعدات إلى غزة، وتبادل الرهائن والأسرى.
وفي الوقت الراهن، فإنّ إسرائيل تستكمل عمليّاتها العسكريّة في غزة، وتُشدّد قصفها على جنوب لبنان وعلى القطاع الفلسطينيّ المُحاصر، كيّ تعود حركة "حماس" إلى طاولة المفاوضات التي كانت تُجريها قطر ومصر والولايات المتّحدة الأميركيّة، للتوصّل لهدنة جديدة، تُفضي إلى تحرير محتجزين إسرائيليين، وبعض الأجانب.
وبحسب بعض المحللين العسكريين، فإنّ رغبة تل أبيب في إقامة منطقة عازلة في غزة، خير دليلٍ على فشل الجيش الإسرائيليّ في الاجهاز على "حماس". ويُشيرون إلى أنّ هذه الخطّة الإسرائيليّة، هي بديل عن احتلال القطاع، وتأتي لحماية الحدود الإسرائيليّة والمستوطنات أكثر، عبر التعمّق قليلاً داخل غزة، لمنع أيّ عمليّات مستقبليّة قد تقوم بها "كتائب القسام" أو غيرها، كما جرى في 7 تشرين الأوّل. ووفق المحللين، فإنّه من شأن هكذا خطوة، أنّ تُعارضها العديد من البلدان، لأنّها قائمة على احتلال وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينيّة، وتُشكّل انتهاكاً للقوانين الدوليّة.
وفي هذا السياق أيضاً، يعتبر المحللون العسكريّون أنّ إسرائيل عبر تشييدها للمنطقة العازلة، فإنّها ستُعزّز من قوّة "حماس" مستقبلاً، كما حصل عام 2006، مع "حزب الله"، عندما أخفقت في القضاء عليه، ما سيُشكّل تهديداً أكبر على أمنها. ويوضح المحللون أنّ "المقاومة" في لبنان باتت أقوى بكثير منذ "حرب تموز"، وأمست تُهدّد العدوّ، وتفرض عليه معادلات وقواعد إشتباك.
ويُضيف المحللون العسكريّون أنّ إسرائيل بدأت بالتحضير للمرحلة التي ستلي حرب غزة، والتكيّف مع وجود "حماس"، حتّى لو نجحت في وقت لاحق، من اغتيال بعض الأسماء البارزة فيها، إلّا أنّ الحركة ستنمو عسكريّاً أكثر، والأهمّ شعبيّاً، عبر استقطاب داعمين لها، إنّ في الداخل الفلسطينيّ، وإنّ في خارجه، حيث بات بعض مواطني الدول الإسلاميّة يُحاربون إلى جانب "حزب الله" و"حماس"، وهنا، الإشارة إلى مقتل تركيين في جنوب لبنان، خلال المعارك مع العدوّ الإسرائيليّ، في جولة القتال الأولى.
ويختم المحللون بالقول، إنّ هناك رغبة غربيّة بالتخلّص من "حزب الله" و"حماس"، غير أنّ إنشغال واشنطن بالحرب في أوكرانيا، لا يُتيح لها فتح جبهة في الشرق الأوسط، فإذا قصّرت في دعم كييف والرئيس فلاديمير زيلينسكي، فإنّ روسيا ستكون رابحة، فيما المعركة التي فتحتها تل أبيب على نفسها صعبة جدّاً، ولا تستطيع تحقيق أهدافها، طالما أنّها مُطوّقة من جنوب لبنان، ومن غزة، كذلك، من اليمن والعراق وسوريا. من هذا المنطلق، فإنّ الغرب يُريد إنهاء الصراع الجديد بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسرعة، عبر تحرير جميع الرهائن لدى "حماس"، وإيجاد طريقة تحفظ وجه إسرائيل، ربما عبر الموافقة على المنطقة العازلة، وفرض عقوبات إضافيّة على رجال محور "الممانعة" في المنطقة.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله
قال اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، إن إسرائيل دأبت على عدم الالتزام بتنفيذ أي اتفاقات موقعة، بالإضافة إلى انتهاكاتها المتواصلة لسيادة الدول وخرقها للقانون الدولي.
إسرائيل تعتزم البقاء في جنوب لبنان حتى أبريل المقبل علامات الساعة.. عمرو أديب يعلق على تفتيش طائرة إيرانية في لبنان (فيديو) إسرائيل تواصل انتهاك سيادة الدولة اللبنانيةوأضاف عبد المحسن، خلال مداخلة هاتفية على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن إسرائيل تواصل انتهاك سيادة الدولة اللبنانية من خلال عملياتها العسكرية واستخدام الطائرات المسيرة في الجنوب اللبناني، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع في نوفمبر الماضي ودخل حيز التنفيذ.
وأشار عبد المحسن إلى أن إسرائيل تدعي أن الطائرات المسيرة تُستخدم لمراقبة الأوضاع في الجنوب اللبناني، خاصة تلك المتعلقة بحزب الله. كما تزعم إسرائيل أنها تحذر السكان في المنطقة وتفجر بعض المناطق السكنية بدعوى وجود عناصر مسلحة من حزب الله فيها.
إسرائيل تطالب لبنان بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بينما هي نفسها لا تلتزم بهوأوضح عبد المحسن أن إسرائيل تطالب لبنان بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بينما هي نفسها لا تلتزم به، مؤكدًا أن أهداف إسرائيل من خروقاتها المستمرة للاتفاق هي إرسال رسالة إلى الداخل الإسرائيلي، خاصة في الشمال، تؤكد فيها أنها تسيطر بشكل كامل على الجنوب اللبناني، مما يساعد في تهدئة مخاوف المستوطنات الإسرائيلية.
جدير بالذكر أن الإعلامي كمال ماضي، قال: “إلى الديار اللبنانية نصوب دفّتنا مع بدء عام جديد”، متسائلاً: “أتأتي أيها الجديد بالجديد؟ أتجلب معك رأيًا سديدًا وتوافقًا رشيدًا؟ هل تُنهي الفراغ الرئاسي عنيدًا، الذي استمر لأكثر من عامين؟”، مضيفًا أن لبنان قد عاشت فترة صعبة، حيث تقلبت البلاد على جمر متقد من الفرقة والانقسام. وأصبح الوضع مكبلًا بأغلال الجمود السياسي، في ظل شغور رئاسي وتصريف حكومي.
وتابع ماضي تساؤلاته خلال تقديمه برنامج "ملف اليوم" المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية": “هل ستكون الجلسة البرلمانية المقبلة مغايرة لاثنتي عشرة جلسة سبقتها؟ جميعها حملت ضجيجًا وصخبًا شديدًا، ولكن دون أن تثمر شيئًا ملموسًا”، مشيرًا إلى الظروف الصعبة التي تمر بها لبنان في ظل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى إلى تنفيذ أساطيره التلمودية وفرض دولته الكبرى الخيالية.
وقال ماضي: “هل سيدفعهم مستجد المشهد للنظر إلى المصلحة العليا للبنان، وإعطاء الأولوية لمنفعة الوطن بدلًا من المصالح الفئوية والطائفية والشخصية؟”، مضيفًا: “كما قال الأقدمون: يا أهل لبنان اتحدوا، فالاتحاد قوة، ثم احفروا على الطريق هوّة، اطرحوا فيها خلفكم، فإلام الخلف بينكم إلاما؟”.
وختم ماضي حديثه محذرًا من استمرار العداوة والخصام بين الفرقاء، بينما المحتل على مرمى البصر ينظر ويغذي النار بخروقاته، قائلاً: “اطفئوا نارَه بوحدتكم، فبوحدة الرأي تحيا الأمم، وحينها لا الدهر يخذلها ولا الأيام”، مضيفًا: “إلى أن يأتي الله بفرج من عنده، ويقضي الله أمرًا كان مفعولًا، فصبر جميل”.