كيف يمكن لأمريكا تحقيق اختراق في إيران؟
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
في 20 نوفمبر(تشرين الثاني) أعلنت فضائية مانوتو في لندن التي يديرها إيرانيون في الخارج وتبث نحو إيران، أنها ستتوقف عن العمل في يناير (كانون الثاني) بعدما سحب راعي الفضائية الدعم عنها.
إيران هي الدولة التي يمكن لدولارات القوة الأمريكية الناعمة أن تحدث فيها فارقاً
وكتب سيث كروسبي وشاي خاتيري في مجلة "ذا هيل" الأمريكية، إن توقف مانوتو، مؤسف بالنسبة إلى الذين يرغبون في رؤية إيران حرة، لكن الشبكة التلفزيونية يمكن أن تجد عزاء لما تركته من أثر دائم وإيجابي حيال الشعب الإيراني، وعلى الحكومة الأمريكية اتخاذ خطوات لملء الفراغ الذي تركته مانوتو، عن طريق تعزيز نوعية بث إذاعة صوت أمريكا بالفارسية، لكن هناك بعض التغييرات الضرورية من أجل تحقيق ذلك.
وفي إيران، يبقى التلفزيون الوسيلة الإعلامية الأكثر شعبية. وكل القنوات التلفزيونية هناك تديرها الدولة، وهكذا فإن الغالبية الواسعة من الإيرانيين في المدن والقرى يملكون صحوناً لاقطة في المنازل من أجل تلقي البث من الخارج، على رغم أنه غير قانوني، وساعد ذلك الإيرانيين في الحصول على الأخبار والتعليقات من دون مقص رقابة الجمهورية الإسلامية. كما أن ذلك وفر لهم بديلاً عن الوسائل الإعلامية الحكومية.
Mr. Biden understands the importance of US international broadcasting. He should take action to improve the quality and resources for Voice of America broadcasts to Iran whose people chafe under their tyrannical rulers. https://t.co/vLalY0P9XI
— Seth Cropsey (@sethcropsey) December 5, 2023
وكان كروسبي المشارك في هذه المقالة عمل مخرجاً لمكتب البث الأمريكي الدولي، وهو الهيئة التي تشرف على عمل راديو "صوت أمريكا"، وساعد في تجهيز شبكة التلفزيون التي تبث بالفارسية، أما خاتيري فكان يعيش في إيران وهو متلقٍ لانتاج الشبكة، وشهد كيف غير "صوت أمريكا" فهم الإيرانيين للسياسة وكيف أوصل لهم التغييرات الثقافية الحاصلة خارج إيران.
ولاحظ دبلوماسيون بارزون وشخصيات سياسية من دول حلف وارسو السابق، منذ انتهاء الحرب الباردة، أهمية صوت أمريكا وإذاعة أوروبا الحرة، بالنسبة لآمال بلادهم في وضع حد للحكم الشيوعي وقيام حكومات منتخبة في ما بعد.
وبخلاف ما جرى إبان الحرب الباردة، فإن صوت أمريكا بالفارسية يفتقر إلى الثبات، وفي العقد الثاني من القرن الجاري، خسرت الإذاعة شعبيتها في إيران. وأخفقت نوعية إنتاجها في الحفاظ على التنافس مع شبكات أخرى، واتخذت منحى بعيداً عن انتقاد الجمهورية الإسلامية، ومالت نحو دعم الإصلاحيين في وقت تخلى الإيرانيون عن الإصلاحيين، وبدأوا في السعي إلى تغيير النظام.
The US is struggling to get through to Iranians. Here’s how to change that. - The Hill https://t.co/l9VsSXRd62
— Alec Chivalry (@ArtVandelay2021) December 5, 2023
وبالمقارنة بدأ تلفزيون مانوتو بثه في 2010 بموقف مناهض للجمهورية الإسلامية، وكانت برامجه السياسية تتضمن بث فيديوهات مسجلة بواسطة الهواتف المحمولة من إيرانيين داخل البلاد، وتوثق المجازر اليومية للنظام مثل المواجهات مع شابات بسبب الحجاب، وكان يعرض روايات حول الفساد المستشري من خلال تسريبات لموظفين داخل إيران.
ويحافظ الإيرانيون داخل البلاد على علاقات قوية بأقاربهم في الخارج، وساعدهم تلفزيون مانوتو على تعزيز هذه الروابط، وفي الوقت نفسه، ذهبت برامجه إلى ما هو أبعد من القضايا المعاصرة وتضمنت وثائق عن التاريخ الإيراني، والثقافة والسياسة، بإجراء مقارنة بين ماضي إيران سواء المعيب أو الإيجابي من جهة ومع حاضرها الحالي المظلم جداً، من جهة ثانية.
وببساطة، لا بديل عن الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بتأييد الديمقراطية الليبرالية والمصالح الأمريكية في الخارج.
إن عودة الجيوسياسة تجعل من الترويج للديموقراطية الليبرالية في الخارج أمراً إجبارياً وليس ترفاً، وإيران هي الدولة التي يمكن لدولارات القوة الأمريكية الناعمة أن تحدث فارقاً في أسرع ما يمكن وبأعلى معدل.
وحض الكاتبان الكونغرس والإدارة على ضخ استثمار سياسي كبير ومالي صغير، من أجل تعزيز نوعية انتاج وقيمة صوت أمريكا بالفارسية مع رسالة مؤيدة للحرية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إيران صوت أمریکا فی الخارج فی إیران
إقرأ أيضاً:
تحذيرات لترامب: إيران ما تزال قوية وستتمكن من إيذاء أمريكا وحلفائها عبر العراق واليمن
بغداد اليوم - ترجمة
حذرت صحيفة الفورين بوليسي في تقرير نشرته، يوم الجمعة (24 كانون الثاني 2025)، إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب من مغبة "الاستخفاف" بما تبقى لدى ايران من "أدوات" في المنطقة تمكنها من "استهداف وايذاء" الولايات المتحدة وحلفائها.
الصحيفة قالت بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، ان "الخبراء في مركز كرايسي كروب المختص بتقييم المخاطر على الولايات المتحدة، اكدوا لها بان نظرة صقور الإدارة الامريكية الجديدة التي ترى بان ايران "انهكت" هي غير واقعية"، محذرين "طهران ما تزال تملك أدوات واسعة يمكنها الحاق الضرر بالولايات المتحدة وحلفائها من خلال العراق واليمن وقواتها المباشرة".
وتابعت "الحرس الثوري الإيراني ما يزال قويا، وايران ما تزال تملك حتى الان اسطولا من الصواريخ بعيدة المدى بالإضافة الى الدرونات، كما انها تعتمد على عوامل القوة غير المرتبطة بالدول مثل الفصائل المسلحة في العراق واليمن والتي يمكن ان تستخدمها ايران لفرض ضغط على الإدارة الامريكية".
وأضافت "الولايات المتحدة وإسرائيل لا تملك خزينا لا ينضب من مضادات الصواريخ والدرونات، خصوصا وان كلفة تلك المعترضات باهضة الثمن بالمقارنة مع الصواريخ والدرونات الإيرانية الرخيصة التكلفة، كما ان أيران قادرة حتى الان على تحريك اذرعها في العراق واليمن لاستهداف أمريكا وإسرائيل".
الخيارات الامريكية بحسب الصحيفة تتمحور حول استهداف البرنامج النووي الإيراني الان بشكل مباشر، لكن هكذا قرار سيؤدي الى تحرك إيراني في العراق واليمن يستهدف واشنطن، مشيرة الى ان "على إدارة ترامب التعامل مع التهديدات في العراق واليمن أولا قبل التعامل مع ايران".
الصحيفة شددت أيضا على ان" ايران ما تزال حتى اللحظة "تراوغ" في موضوع التسليح النووية، مبينة ان طهران "ترغب بالتفاوض مع الرئيس الأمريكي الجديد وهي تعي ان تلك الامكانية ستنتهي في حال قررت تصنيع قنبلة نووية، الامر الذي يجعلها الان في موضع يمكنها من اكتساب المزيد مما يمكن ان تخسره من خلال اللعب على الخطوط النووية دون تحقيق الإنتاج الفعلي"، بحسب وصفها.
واختتمت الفورين بوليسي تقريرها بالتأكيد على ان " اللحظة الان "تاريخية" لممارسة الدبلوماسية بشكل كامل لمعالجة الملف الإيراني بشكل نهائي، مؤكدة على ان النصيحة الأفضل التي يمكن ان يتعامل من خلالها ترامب، هي استهداف بطاقات القوة لدى ايران في العراق واليمن، والتوجه بعدها للتفاوض دون الاستماع الى صقور ادارته الذين يرون في ايران الان تهديدا ضعيفا يمكن فرض الإملاءات الامريكية عليه بشكل يسير".