قال الخبير الاقتصادي إيهاب سعيد، إنَّه بعد انتهاء التعامل بقيمة الذهب لتقييم العملات في السبعينات، أصبح المتبع هو سعر الصرف الحر القائم على العرض والطلب لكل عملة، والذي يتأثر بمحددات كثيرة مثل التضخم وأسعار الفائدة والاستقرار السياسي والاقتصادي، وحجم الإنتاج وغيرهما.

 جاء ذلك في فيديو تمّ بثه على الصفحة الرسمية لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، ضمن سلسلة فيديوهات بعنوان «ببساطة» والتي تناقش المفاهيم والمصطلحات الاقتصادية.

الدول المستهلكة يكون الطلب أقل على عملتها

وتابع الخبير الاقتصادي، أنَّه «لا شك أن الدول التي تملك ثروات طبيعية وتنتج سلع لا غنى عنها ستجد طلب أكبر على عملتها، على عكس الدول المستهلكة التى يكون الطلب أقل على عملتها، لذلك يكون الحاجة لعملات أجنبية مطلوبة تقدر تحصل بها على احتياجاتها من السلع.

تراجع حجم المعروض من العملات الأجنبية يؤدي إلى ارتفاع قيمتها

 ولفت إلى أنَّ الدول المنتجة بشكل عام  يهمها انخفاض قيمة عملتها لكي تكون السلع التي تنتجها والخدمات التى تقدمها رخيصة أمام العملات الآخرى، وبالتالى تكون أكثر جاذبية، أما  الدول المستهلكة يكون اهتمامها منصب أكثر على استقرار  سعر عملتها عن طريق التوازن بين حجم  السلع والخدمات التي تصدرها أمام السلع والخدمات التي تستوردها، لأن أى خلل  يحصل فى مدخلاتها من العملات  الأجنبية  يؤدي مباشرة إلى انخفاض في سعر العملة المحلية طبقًا لنظرية العرض والطلب، فتراجع حجم المعروض من العملات الأجنبية يؤدي إلى ارتفاع قيمتها، أمام العملة المحلية، والعكس صحيح، بمعنى «قيمة العملة المحلية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا مع حجم العملات الأجنبية المطلوبة والمتاحة عندها»، لذلك تون عملات الدول المستهلكة أكثر عرضة للاضطرابات مع أى أزمة اقتصادية عالمية، لأنَّها تؤثر في حجم المعروض من العملات الأجنبية وهذا ما يجعلها دائمة تلجأ لاعتماد سعر صرف محدد من البنك المركزي، وليس متروك بالكامل لحرية الطلب والعرض.

كيف تدعم الدول سعر العملات؟

ولفت إلى أنَّ الدول تدعم سعر العملات في أوقات كثيرة، خاصة إذا كان لديها تضخم سنوي منتظم يؤدي إلى تراجع القوة الشرائية للعملة المحلية لكنها تضطر في النهاية إلى الإقرار بالتراجع فى قيمة العملة، بعدما تفقد قدرتها على تعويض الفارق للعملات الأجنبية فتخفض قيمتها. 

خفض قيمة العملة من أشهر الإجراءات النقدية

وأشار إلى أنَّ خفض قيمة العملة يعتبر من أشهر الإجراءات النقدية لحل الاختلال فى ميزان المدفوعات استنادًا على أن السلع والخدمات التى تصدرها الدولة ستنخفض قيمتها بالعملات الأجنبية وبالتالي يزيد عليها الطلب، وفي نفس الوقت السلع التي يتمّ استيرادها ترتفع قيمتها في العملة المحلية، وبالتالي يتراجع عليها الطلب، وبذلك يحدث توازن بين الصادرات والوارادات، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية سواء المباشرة أو غير المباشرة في صورة أسهم أو سندات أو أذون خزانة.

الأزمات غالبا ما يكون لها أسباب هيكلية في اقتصاد الدولة

وأشار إلى أنَّ بعض الأزمات غالبا مايكون لها أسباب هيكلية في اقتصاد الدولة ذاته، وبالتالي في أزمة العملة تكون هي العرض الناتج من هذا الخلل الهيكلي، وليس المرض نفسه، وهذا يحتاج إلى إصلاح جذري من خلال إجراءات قصيرة الأجل وأخرى طويلة الأجل مثل رفع أسعار الفائدة بهدف جذب رؤؤس الأموال الأجنبية  للاستثمار في أدوات الدين وتحسين بيئة الأعمال، وتقليل الأعباء الحكومية، خفض الإنفاق الحكومي، التنسيق بين السياسات المالية والنقدية بغرض  تحسين إدارة الدين العام، منح حوافز للصناعات التصديرية، توفير مناخ جاذب للاستثمار وغيرها من إجراءات الإصلاح الاقتصادي، مؤكّدًا أنَّ أي مشكلة اقتصادية في أي دولة كبرى كفيلة بأن تؤثر في الاقتصاد العالمي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أذون خزانة أسعار الفائدة اقتصاد الدولة اقتصاد العالم الاستثمارات الأجنبية الذهب العملات الأجنبیة العملة المحلیة قیمة العملة من العملات إلى أن

إقرأ أيضاً:

أسطورة برنارد لويس المدينية

د.عمرو محمد عباس محجوب

حوالي مائة عام عاشها برنارد لويس (١٩١٦-٢٠١٨)وهو يهودي بريطاني وهو أستاذ فخري -أمريكي لدراسات الشرق الأوسط في جامعة برنستون ومستشرق يهودي.وهو من أبرز المخططين لمشاريع تقسيم الوطن العربي. ينسب للمؤرخ "برنارد لويس" انه في بداية الثمانينات وضعه مشروع أطلق عليه اعلاميا " مخطط برنارد لويس لتفتيت الدول العربية والاسلامية " والذي يهدف لتفكيك الوحدة الدستورية لجميع الدول العربية والإسلامية وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية على أساس خطوط التماس الديمغرافي حيث قام بتقديم ثانى محاولات التقسيم والتدخل بعد تقسيم سايكس بيكو الشهير.

وكانت خريطة برنارد لويس لتقسيم السودان تتحدث عن خمس دول من داخل السودان، أولها الدولة النوبية من أسوان وحتى حدود منطقة الدناقلة، دولة جنوب السودان، دولة وسط السودان ، دولة دارفور ودولة الشرق. تجاهل برنارد لويس، كما في كل خرائطه التي تعمل لتقسيم العالم العربي لصالح تقوية الكيان الصهيوني، تجاهل تماما تعايش الحضارة السودانية لقرون طويلة والتداخل بين مجموعاته السكانية، التي خلقت مايعرف بجمهورية السودان.

في أثناء انعقاد المجلس الاستراتيجي لحلف الأطلسي عام ٢٠١٠ في لشبونة بالبرتغال وبحضور برنارد لويس وهنري كيسنجر وقبل الثورات العربية التي سوف يتم فيها تحريك الشعوب العربية ومن ثم الانتهاء بسيطرة ممثلي الاخوان المسلمين (المنضوين تحت التنظيم العالمي للإخوان المسلمين) ووصولها للحكم سواء بانتخابات (تونس ومصر) وبواسطة السيطرة العسكرية (ليبيا) وان تعمل كل الدول لتجنيد مسلحيها لاسقاط سورية المعادية للكيان الصهيوني باعتبار الاخوان المسلمين يقبلون بالتصالح والتطبيع مع الكيان الصهيوني ( كيزان السودان الذي خرجوا من التنظيم الدولي كانوا من ممولين حماس وموقفهم معادي للكيان الصهيوني طوال تاريخهم).

في هذا الاجتماع تم الاعتراف فيه ان المنطقة العربية العوامل المؤثرة فيها هي : اسرائيل والنفط والإسلام الذي يوحد بين سكانه. لذلك تم صرف النظر عن الخطة التقسيمية لبرنارد لويس وتبني رأيي هنري كيسنجر. حجة كيسنجر قامت على ان التقسيم الديمغرافي بدلا من الجغرافيا الذي تعتمد عليه نظرية لويس سوف تؤدي لكوارث. فسوف تتكون دولة العلويين وتمتد من سوريا شمالا وتشمل كل غرب تركيا (٢٠٪؜ من تركيا علويين) كما تشمل الدولة شيعة لبنان. هذه المنطقة غنية بمصادر النفط والغاز وموارد أخرى وسوف تكون شيعية. التقسيم الثاني سوف يضم الشيعة في جنوب العراق وجزء من الكويت والمنطقة الشرقية في العربية السعودية (حيث معظم الثروة النفطية) والبحرين وربما عمان واليمن. وهكذا يكون كل الخليج الفارسي وباب المندب تحت سلطة إيران. و لأن خطة لويس وكيسنجر وحلف الاطلسي الغرض الأساسي منه هو حماية الكيان الصهيوني فإن تكوين دولتين شيعيتين في البحر الأبيض المتوسط وامتداد دول الخليج وهما على عداء مع الكيان سوف تكون كارثية. كان هذا الاجتماع هو الحاسم لرفض أسطورة خريطة تقسيم الدول العربية لبرنارد لويس والتي راجت كثيرا كجزء من نظريات المؤامرة. للاسف نجحت خطة لويس في فصل الجنوب على أساس ديمغرافي ولكن كان هذا متفقا عليه كاستراتيجية عامة للغرب والكيزان.

كانت استراتيجية كيسنجر البديلة للتقسيم هي كيفية منع تحول الدول العربية لدول وطنية موحدة. وبالتالي تم الاتفاق على الحفاظ على حدود الكيانات ولكن جعلها دولا رخوة وفاشلة وصوملة المنطقة واشعال خطوط التماس بين الطوائف ومنع قيام دول مستقلة قوية. اي ان الاستراتيجية كانت لا للتقسيم ولا وحدة لا حرب ولاسلم ولا سيادة ولا احتلال، باعتبار الدولة القوية هي التي تستطيع ايجاد حدود سيادية ثابتة ومستقرة. وهكذا تستمر استراتيجية كيسنجر في العالم العربي وخلقت ضمنها دول مطبعة وصهيونية تقوم بتنفيذ تكتيكاتها في ليبيا والسودان وسورية وغيرها . بقايا هذه الاستراتيجية لازالت تعمل في ليبيا دولة واحدة بحكومتين ويتم الحفاظ على التوازن بينها وماحدث في السودان من توترات طائفية وجهوية ودعوات التقسيم وسقوط سوريا بين أيدي القوى الارهابية الجهادية المجرمة وجعلها تحت السيطرة بالعقوبات والعربدة الاسرائيلية.

Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842  

مقالات مشابهة

  • الريال اليمني يواصل الانهيار مجددًا أمام العملات الأجنبية في عدن وصنعاء
  • ضبط قضايا اتجار فى العملة بقيمة 9 ملايين جنيه
  • ترامب يدرس فرض حظر سفر جديد يستهدف 43 دولة
  • مستشار حكومي يحدد موعد افتتاح مجسرات ونفق الكرامة بميسان
  • قضايا قيمتها 7 مليون جنيه.. الأمن العام يوجه ضربات ضد مافيا العملات
  • ضبط قضايا اتجار فى العملات الأجنبية بقيمة 7 ملايين جنيه خلال 24 ساعة
  • أسعار العملات الأجنبية والعربية مقابل الجنيه اليوم 15 مارس
  • أسطورة برنارد لويس المدينية
  • أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم الجمعة 14-3-2025.. فيديو
  • مجمع الفقه الإسلامي يحدد قيمة زكاة الفطر