بدأ ينفد صبر وثقة حلفاء إسرائيل الإقليميين والدوليين في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الحرب التي يشنها على غزة، وبينما يسعى إلى إعادة احتلال القطاع وتعزيز احتلال الضفة الغربية، يتحدث حليفه في الحرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حل الدولتين، وهو ما يظهر اختلافا استراتيجيا بينهما.

تلك القراءة طرحها خبراء، في تحليل بـ"معهد الشرق الأوسط بواشنطن" (MEI) ترجمه "الخليج الجديد"، بالتزامن مع اكتمال شهرين من الحرب المدمرة التي يشنها جيش الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وهذه الحرب خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفا و248 شهديا فلسطينيا، بينهم 7112 طفلا و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفا و616 جريحا، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في ذلك اليوم هجوما على مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239، بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونها 7800 فلسطيني.

اقرأ أيضاً

ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 15899.. وانقطاع كامل للاتصالات بالمدينة والشمال

احتلام أم استقلال؟

وبحسب بول سالم، الرئيس والمدير التنفيذي للمعهد، "تريد الولايات المتحدة وإسرائيل تدمير حماس؛ ولكن بينما تشن حكومة نتنياهو هذه الحرب لإعادة إخضاع غزة وتعزيز الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، يقول بايدن إن هدفه السياسي النهائي هو المضي قدما في حل الدولتين (فلسطينية بجوار إسرائيلية)".

وأضاف أنه "ينبغي على واشنطن أن تدرك هذا الاختلاف الاستراتيجي العميق، وأن تستخدم نفوذها الآن لمخاطبة الرأي العام الإسرائيلي بطريقة تبدأ بتشكيل الأحداث وتوجيهها نحو الاتجاه الأخير وليس الأول".

"وقد بدأ شركاء وحلفاء إسرائيل الإقليميين والدوليين، وفي المقام الأول الولايات المتحدة، ينفد صبرهم وثقتهم في قدرة حكومة نتنياهو على التوصل إلى خطة ذات مصداقية "لليوم التالي (لانتهاء الحرب)"، بحسب عيران عتصيون، وهم باحث غير مقيم.

وتابع: "وباستثناء أي أحداث منخفضة الاحتمال وعالية التأثير، فمن المرجح أن يتوقف القتال في المستقبل القريب مع بقاء أهداف الحرب الإسرائيلية بعيدة المنال، وهو الأمر الذي سيلقي نتنياهو باللوم فيه على الإدارة الأمريكية والأوروبيين واليسار الإسرائيلي وسائل الإعلام الدولية والإسرائيلية".

وحتى الآن، يُصر نتنياهو على استمرار الحرب حتى إعادة بقية الأسرى من غزة، وإنهاء حكم "حماس" المتواصل للقطاع منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ عقود.

اقرأ أيضاً

5 دول تطالب بتحقيق الجنائية الدولية في جرائم حرب بالأراضي الفلسطينية

تفاقم الكارثة الإنسانية

ناصر المصري، وهو زميل دراسات عليا في برنامج فلسطين والشؤون الفلسطينية الإسرائيلية بالمعهد، قال إن "الهدنة المؤقتة لم تفعل سوى القليل نسبيا لتقديم المساعدة للفلسطينيين؛ إذ لا يزال الوصول إلى الخدمات الصحية والوقود والغذاء محدودا للغاية والوضع متدهور بشكل متزايد".

ورأى أن "إسرائيل تظل بلا استراتيجية عسكرية واضحة في غزة، ولن تؤدي حملة القصف المكثفة التي تشنها إلا إلى تفاقم الكارثة الإنسانية، في حين تضغط الولايات المتحدة عليها لحملها على إحراز تقدم بسرعة أكبر".

وبالأساس وحتى قبل الحرب، يعاني سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون نسمة، من تداعيات كارثية جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعة في عام 2006.

اقرأ أيضاً

بايدن لإسرائيل: إعادة احتلال غزة خطأ كبير.. وحل الدولتين هو السبيل الوحيد

المحكمة الجنائية

و"تسلط الزيارة غير الرسمية التي قام بها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية الضوء على الجهود المبذولة للتواصل مع السلطات، على الرغم من عدم اعتراف إسرائيل بالمحكمة والوصول المحدود للهيئة القضائية الدولية إلى غزة"، كما قال كارول كسباري، وهو باحث غير مقيم.

واستدرك كسباري: "لكن زيارة خان المقيدة والتفاعل المحدود مع جماعات حقوق الإنسان الفلسطينية أثارت مخاوف بشأن حياد المحكمة، كما أثارت انتقادات لفشله في معالجة جرائم الحرب التي حددها المدعون السابقون للمحكمة".

ووفقا لبريان كاتوليس، نائب رئيس المعهد لشؤون السياسة، "يسلط تجدد الصراع بعد انهيار وقف إطلاق النار الضوء على التناقضات داخل استراتيجية إدارة بايدن، ومع تجاهل دعوات الولايات المتحدة لضبط النفس (من جانب إسرائيل)، تقترب المنطقة من حافة تصعيد أوسع".

وتتخوف إسرائيل والولايات المتحدة من تداعيات احتمال تحول الحرب على غزة إلى حرب إقليمية، لاسيما مع إيران والجماعات المتحالفة معها في دول بينها لبنان واليمن والعراق وسوريا.

وتدعم إيران وحلفاؤها المقاومة الفلسطينية، وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتواصل إسرائيل منذ عقود احتلال أراضٍ في كل من فلسطين وسوريا ولبنان.

اقرأ أيضاً

تحذير أممي من كارثة إنسانية تحدث أمام عدسات الكاميرات في غزة

المصدر | معهد الشرق الأوسط بواشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بايدن نتنياهو شركاء حرب السلام غزة فلسطين الولایات المتحدة اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

خبراء: إعادة النظام الصحي بغزة تتطلب 12 عاما

قال خبراء صحيون إن النظام الصحي في قطاع غزة منهار تماما جراء حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل، وإن إعادة بنائه تتطلب نحو 12 عاما.

وأطلقت مجموعة من العاملين في مجال الصحة مؤخرا فعالية بعنوان "الاحتجاج الكبير في الخيمة البيضاء"، أمام مكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية، لتسليط الضوء على الأحداث في غزة.

ووصف المشاركون ممارسات إسرائيل في قطاع غزة بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بأنها "إبادة جماعية"، مؤكدين ضرورة عدم السكوت إزاءها.

وتحدث عدد من المشاركين في الفعالية، عن المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين وزملائهم العاملين في مجال الصحة بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال حسين دورماز، عضو "مبادرة الصحة الدولية"، والمشارك في الاحتجاج، إنهم وجهوا نداء إلى أكثر من 10 منظمات صحية في تركيا، وتواصلوا مع زملائهم في دول أخرى لتنظيم احتجاج يطالب باتخاذ خطوات ملموسة حيال الوضع الصحي المتدهور في غزة.

وأشار دورماز إلى تشكل تحالف دولي صحي لمناصرة غزة، موضحا أن هناك أكثر من 100 منظمة صحية من أكثر من 12 دولة نشطة حاليا في مكان الاحتجاج.

وأضاف "هناك منظمات أخرى من أكثر من 50 دولة وقعت على البيانات التي نشرناها أو أظهرت تضامناً من خلال تنظيم احتجاجات متزامنة".

إعلان

وأكد أنهم نظموا هذا الاحتجاج لتسليط الضوء على ما فعلوه من أجل غزة، ولمطالبة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها باتخاذ "إجراءات ملموسة" لإنقاذ الوضع.

انهيار تام

وقال دورماز إن النظام الصحي في غزة انهار تماما، "وبناء على دراسات علمية قمنا بها، فإنه حتى لو تم السماح لنا بالدخول إلى غزة بدون أي شروط، فإن بناء كل شيء يتطلب 12 عاما".

من جهتها، قالت العاملة الصحية الفرنسية من أصل جزائري نورية بلحاج، "نحن كعاملين في مجال الصحة نتأثر بشكل خاص بما يحدث لزملائنا في فلسطين، ونعتبر أن لدينا مهمة مقدسة تجاه مرضانا، ويجب أن نكون في تضامن تام معهم".

وأكدت أن مهمة الخدمات الصحية يجب أن تحظى باحترام في كل أنحاء العالم دون أي عوائق، ويجب ألا يقبل العاملون الصحيون أبدا بتنفيذ هجمات ضدهم.

أما سارة غالي، وهي عاملة صحة هولندية، فقالت إن الفعالية تطالب الأمم المتحدة بحماية العاملين الصحيين في غزة والضفة الغربية "لأنهم يتعرضون لهجوم لم نره من قبل في حياتنا".

ولفتت غالي إلى أن الوضع الصحي في غزة وصل إلى "مستوى كارثي، حيث وقع أكثر من 1400 هجوم على المنشآت الصحية منذ 7 أكتوبر 2023، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 عامل صحي".

وذكرت أن أكثر من 12 ألف شخص في غزة ينتظرون إجلاء طبيا عاجلا، ولكن لم يُسمح لهم بذلك، معتبرة أن العاملين الصحيين في غزة يعملون في ظروف مرعبة، ويضطرون لإجراء عمليات جراحية حتى للأطفال بدون تخدير.

وفي 19 يناير/ كانون الثاني المنصرم، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • ترامب يفرض رسوما جمركية على شركاء أميركا الرئيسيين
  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية
  • خبراء: إعادة النظام الصحي بغزة تتطلب 12 عاما
  • تركيا: نشر بخيبة أمل من قرار مجلس الأمن بشأن قبرص
  • أهالي حماة يحيون الذكرى السنوية الـ 43 لمجزرة حماة الكبرى التي ارتكبها النظام البائد عام 1982.
  • بريطانيا وألمانيا وفرنسا يصدرون بيانا بشأن حظر إسرائيل وكالة الأونروا
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب
  • خبراء يحذرون.. هذا ما قد يسببه احتلال إسرائيل للبنان وسوريا
  • الأمم المتحدة تدعو إسرائيل إلى إلغاء قرارها بشأن أنشطة الأونروا