واشنطن -سانا

جرائم مروعة سجلها التاريخ بفعل من الولايات المتحدة ومن لف لفيفها من دول الاستعمار الكبرى في أفغانستان والعراق وغيرهما من البلدان تحت ذريعة “مكافحة الإرهاب”، إلا أن الجرائم التي ترتكبها “إسرائيل” بحق الفلسطينيين والمتواصلة دون هوادة منذ شهرين تقريباً لم يشهد لها العالم مثيلاً، وبلغت مستوى جديداً من الإجرام والوحشية كما أكد موقع وورلد سوشاليست الأمريكي.

الموقع قال في افتتاحية له: إن جرائم القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق وما ارتكبته من فظائع تجلى واضحا أمام العالم من خلال الغارات الجوية العشوائية على المدنيين الأفغان عبر عقدين من الزمن وحصارها للفلوجة والموصل وارتكابها انتهاكات يندى لها الجبين، لكن مستوى الإجرام الذي وصلت إليه “إسرائيل” في حربها على غزة يجسد الوجه الحقيقي للاستعمار والاحتلال بكل وحشيته ودمويته.

وتابع الموقع: إن أهالي غزة جميعهم بعددهم البالغ مليون نسمة يرزحون تحت حرب إبادة جماعية تشنها “إسرائيل” عليهم منذ تشرين الأول الماضي بدعم مباشر وسافر وعلني من حكومات الغرب، مع تجويعهم وقطع المياه عنهم وتشريدهم من منازلهم وقصفها على رؤوس الأطفال ليستشهد في غضون شهرين نحو 16 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء.

وأشار الموقع إلى أن “إسرائيل” شنت بشكل متعمد ومخطط له منذ زمن بعيد حملة إبادة استهدفت فيها ليس فقط الأحياء السكنية في غزة، بل أيضاً مراكز الإيواء في شمال وجنوب القطاع والمشافي والمدارس، فلم تترك للفلسطينيين مكاناً يفرون إليه وواظبت على شن الغارات الجوية على جميع مشافي القطاع، حيث لجأ الأطفال والنساء للاحتماء من القصف لتجبر المرضى غير القادرين على الحركة والأطفال الرضع والمهجرين والأطباء على الخروج من المشافي.

وقال الموقع: إن جرائم “إسرائيل” تحدث على مرأى العالم بأسره وبمؤازرة من حكومات الغرب التي تقمع أصوات شعوبها المنددة بهذه الجرائم وتلاحق كل من يتجرأ على انتقاد فظائع الاحتلال الإسرائيلي بطريقة أو بأخرى، أما عن طريق الفصل من العمل أو التهديد الشخصي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى عن طريق الاعتقال بذريعة تهم واهية.

وأكد الموقع أن مخطط “إسرائيل” هو إبادة منهجية للفلسطينيين وقتل أكبر عدد ممكن من أهالي غزة وتهجير من تبقى منهم تحت تهديد السلاح والقصف، مشيراً إلى أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يدرك جيدا دعم الولايات المتحدة والغرب له، وهو لا يبالي بكل الأصوات المطالبة بالتهدئة أو وقف إطلاق النار في الوقت الذي لم تخف فيه واشنطن ومسؤولوها دعمهم الثابت وتحيزهم لـ “إسرائيل” بغض النظر عن عدد الشهداء والدمار والأطفال الذين يرتقون كل دقيقة ويعانون من إصابات ليس لها دواء أو حتى مسكنات في ظل الحصار الشامل لقطاع غزة.

وأوضح الموقع أن فظائع “إسرائيل” في قطاع غزة تجسد التعريف الأمثل للإبادة الجماعية بما فيها شن اعتداءات بهدف القتل والدمار وإلحاق أذيات نفسية وجسدية بمجتمع معين، مبيناً أن ما يشهده أهالي غزة وأطفالهم غير مسبوق ولا يوجد كلمات أو وسائل لوصف الرعب الذي يتعرضون له.

باسمة كنون

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

مجلة أميركية: هذا مصير إيران وشركائها في لبنان والمنطقة

نشرت صحيفة "ميديا لاين" تقريراً جديداً قالت فيه إن شبكة وكلاء إيران في منطقة الشرق الأوسط تواجه حالة من الفوضى، مشيرة إلى أن "طهران تواجه تحديات متزايدة مع تعثر استراتيجياتها بالوكالة وتصاعد السخط المحلي وتهديد التحالفات الإقليمية الجديدة لنفوذها".      ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ "الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي اعتمدت منذ فترة طويلة على شبكة من الجماعات التابعة لها لممارسة نفوذها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، تواجه تحديات كبيرة مع تعثر استراتيجيتها"، وأضاف: "لقد بدأت سنوات من الاستثمار في حلفاء مثل حزب الله وحماس وفصائل أخرى في اليمن والعراق وسوريا في التفكك، الأمر الذي ترك طهران تتصارع مع تقلص سلطتها الإقليمية وتزايد السخط الداخلي".   وقال ديفيد مناشري، أستاذ في مركز التحالف للدراسات الإيرانية، في حديثه إلى صحيفة ميديا لاين: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم مختلفة تماماً عما عرفناه قبل 6 أو 7 أشهر. لقد فقدت إيران وكلاءها، وكل هذه السنوات من الاستثمار في مجموعات مثل حزب الله وحماس انهارت تقريباً. لقد تضاءلت هيبة إيران وقوتها الإقليمية".   في المقابل، يقول التقرير إن طهران ردّت على الأقاويل التي تشير إلى تضاؤل نفوذها عبر تكثيف حملتها الدعائية بما في ذلك نشر مقطع فيديو لترسانة بحرية تحت الأرض قبل أيام فقط من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.   وأوضح التقرير أنَّ "آلة الدعاية الإيرانية، على الرغم من عمرها الطويل، تعكس الآن شدة أزمتها"، وأضاف: "إن الفيديو، الذي يعرض أنظمة صاروخية متقدمة يزعم أنها قادرة على استهداف حاملات الطائرات الأميركية، يشكل جزءًا من جهود طهران لإظهار التحدي".   ووفقاً لمناشري، فإنَّ "النظام الإيرانيّ يُحاول تعويض نقاط ضعفه باستخدام الدعاية المكثفة للإيحاء بأن كل شيء طبيعي. لكن الأمر ليس كذلك. مع هذا، تهدف هذه الرسالة إلى طمأنة الشعب الإيراني والإشارة إلى العالم بأن إيران تظل قوة هائلة".   مقابل ذلك، فإنَّ هذه الجهود تفشل في إخفاء معاناة النظام، ويقول نيما باهلي، المحلل السياسي الإيراني، لصحيفة "ميديا لاين": "هذه المناورات تتعلق أكثر بإرسال رسائل خارجية إلى المعارضين مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، لإظهار أن إيران ليست هدفًا سهلاً".   إلى ذلك، يشير التقرير إلى أنَّ "الاقتصاد الإيراني، الذي عانى من سنوات من العقوبات وسوء الإدارة، يقترب من الانهيار، وقد أدى تخصيص النظام لمليارات الدولارات لدعم وكلائه إلى تأجيج الغضب الشعبي في الداخل".   هنا، يلفت مناشري إلى أن "الشعب الإيراني يرى حكومة لا تستطيع إعطاء الأولوية لاقتصادها".     وتسعى طهران إلى تخفيف العقوبات وإعادة بناء علاقاتها الدولية، وأوضح باهلي أن "إيران تحتاج إلى اتفاقيات مع الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات واستقرار وضعها الداخلي".   وذكر أنَّ مشاركة إيلون ماسك في إدارة ترامب قد تفتح قنوات جديدة للحوار، وقال: "من غير الواضح ما إذا كانت تصرفات ماسك تعكس مبادرات شخصية أم سياسات منسقة، لكن عقليته الموجهة نحو الأعمال التجارية قد تسهل المفاوضات".   واستذكر مناشري الجهود الدبلوماسية السابقة قائلاً: "على مدى 4 سنوات، تفاوضت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن مع طهران، حتى أنهم حددوا موعداً للاجتماع في 9 تشرين الأول 2023، والذي تم تأجيله بسبب الحرب في غزة والمنطقة، وقد أبدى الجانبان اهتماماً بالحوار".   وأكمل التقرير: "مع تعثر استراتيجيتها بالوكالة، استحوذ البرنامج النووي الإيراني على مركز الاهتمام، مما أثار المخاوف في واشنطن والقدس".   وفي السياق، قال باهلي: "لا تستطيع إسرائيل أن تتحرك بمفردها ضد المواقع النووية الإيرانية؛ فهي بحاجة إلى دعم الولايات المتحدة. ويبدو أن الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب يفضل الدبلوماسية على العمل العسكري، لكن تحركات إسرائيل مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسياسة الأميركية".   أما مناشري فيقول إنّ إسرائيل سوف تحذو حذو ترامب في هذا الصدد، علماً أنّ الولايات المتحدة أو إسرائيل لا تريدان أن تمتلك إيران أسلحة نووية.   ووفقاً للتقرير، فإنّ مسار إيران يعكس مزيجاً من النكسات العسكرية، والصعوبات الاقتصادية، وتراجع النفوذ. وفي حين تصور دعايتها المرونة والقدرة على الصمود، فإن الواقع هو أن النظام يكافح للتكيف مع الديناميكيات الجيوسياسية المتطورة.   واختتم باهلي حديثه قائلاً: "إن المنطقة في حالة تغير مستمر، حيث تعتمد التطورات الرئيسية على السياسات الأميركية الجديدة، والإجراءات الإيرانية، والتحالفات المتغيرة".   أما مناشري فقال إن "التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه إيران مترابطة، وسيتطلب حلها تحولاً استراتيجياً وهو التحول الذي يبدو أن النظام غير مستعد لإجرائه".

مقالات مشابهة

  • الموسوي: العالم يشهد سلوكاً طاغوتياً غير مسبوق من الأميركيين
  • تصريحات ترامب عن غزة تدفع الذهب لأعلى مستوى في التاريخ
  • التاريخ المغيب
  • جولد بيليون: تصريحات ترامب عن غزة تدفع الذهب لأعلى مستوى في التاريخ
  • ميدل إيست آي: الأردن مستعد للحرب مع إسرائيل إذا طرد الفلسطينيون إلى أراضيه
  • وكيل تعليم سوهاج يتابع البرنامج التدريبي لمعلمات رياض الأطفال
  • إصابة 8 جنود.. إسرائيل تواصل التحقيقات لمعرفة هوية منفذ عملية تياسير.. عاجل
  • مجلة أميركية: هذا مصير إيران وشركائها في لبنان والمنطقة
  • السعودية 2034.. بين المشاريع العملاقة وظلال الغسيل الرياضي
  • مقررة أممية: فظائع إسرائيل بحق فلسطينيات غزة إبادة جماعية للإناث