قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، إن أكثر من 11 ألف صاروخ أُطلقت من قطاع غزة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ بدء العدوان على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبرز سلاح الصواريخ أحد أهم الأسلحة التي تمتلكها كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وفصائل المقاومة الأخرى ضد الاحتلال.

وتستخدم إسرائيل في التصدي لصواريخ المقاومة 3 أنظمة متكاملة للدفاع الجوي؛ وهي:

القبة الحديدية. نظام أرو (السهم) مقلاع داود.

وهذه المنظومات ذات أبعاد مختلفة، فبعضها يستخدم لصد الصواريخ قصيرة المدى، وأخرى للصواريخ المتوسطة، أو بعيدة المدى.

وتكلف هذه الأنظمة الميزانية الإسرائيلية مبالغ طائلة من المال، وهو ما سنعرفه في هذا التقرير.

القبة الحديدية

تستخدم إسرائيل نظام "القبة الحديدة"  أو "كيبات برزيل" بالعبرية لاعتراض الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية، ردا على القصف الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.

والقبة الحديدية عبارة عن سلسلة من البطاريات التي تستخدم الرادارات لاكتشاف الصواريخ قصيرة المدى واعتراضها، وتحتوي كل بطارية على 3 أو 4 قاذفات و20 صاروخا من نوع "تامير"، ورادار يتحكم بمسار الصاروخ، وفقا لشركة "رايثيون"، عملاق الدفاع الأميركي الذي يشارك في إنتاج النظام بالتعاون مع شركة رافائيل الدفاعية الإسرائيلية، حسب ما ذكرت مجلة "تايم" مؤخرا.

وبمجرد أن يكتشف الرادار صاروخا معاديا، يحدد النظام ما إذا كان الصاروخ متجها نحو منطقة مأهولة بالسكان أو لا، فإن كان الأمر كذلك، فإن القبة تطلق صاروخا لاعتراض الصاروخ المهاجم وتدميره في الجو، وإذا حدّد النظام أن الصاروخ يتجه إلى منطقة مفتوحة أو إلى البحر، فإنه يسمح له بالمرور.

ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على عدد بطاريات القبة الحديدية المنتشرة حاليا، لكن بداية من2021، كان لدى إسرائيل 10 بطاريات منتشرة في جميع أنحاء البلاد، كل منها قادرة على الدفاع عن منطقة تبلغ مساحتها 60 ميلا مربعا (155 كيلومترا مربعا)، وفقا لشركة رايثيون.

 

ما مدى دقة وفعالية القبة الحديدية؟

هي فعالة بنسبة 90% تقريبا، وفقا لشركة رافائيل، ولكن يمكن التغلب عليها إذا أُطلق عدد كبير من الصواريخ في الوقت نفسه، مما يسمح لبعضها بالمرور كما حدث مرات كثيرة أثناء الحرب.

التكلفة المادية للقبة الحديدية على الخزينة الإسرائيلية

التكلفة الإجمالية لتطوير النظام وتصنيعه ونشره وصيانته غير معروفة، لكن من المحتمل أن تصل إلى مليارات عدة حسب ما ذكرت منصة "أكسيوس".

وتقدر تكلفة إنتاج البطارية الكاملة بنحو 100 مليون دولار، في حين تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراضي حوالي 50 ألف دولار، وفقا لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.

وخصصت الولايات المتحدة ما يقرب من 10 مليارات دولار لأنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، بما في ذلك نحو 3 مليارات دولار للقبة الحديدية، وفقا لخدمة أبحاث الكونغرس الأميركي.

واستثمرت الولايات المتحدة بكثافة في النظام، وساعدت في دفع  تكاليف تطويره وتجديده خلال أوقات القتال.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخرا، إنه سيطلب من الكونغرس 14.3 مليار دولار مساعدات عسكرية لإسرائيل.

وسيساعد جزء كبير منها في تطوير أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، وقال بايدن -أيضا- "إننا نعمل على زيادة المساعدات العسكرية الإضافية لإسرائيل، بما في ذلك الذخيرة والصواريخ الاعتراضية لتجديد القبة الحديدية".

وقال الجيش الإسرائيلي، إن حوالي 11 ألف صاروخ وطائرة دون طيار أُطلقت على إسرائيل من غزة وجبهات أخرى، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وإذا استثنينا منها 2000 صاروخ لم تُعترض بواسطة القبة الحديدة لسقوطها في مناطق مفتوحة وغير مأهولة -حسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز-، فإن الباقي يساوي 9 آلاف صاروخ تم اعتراضها، أو محاولة اعتراضها بواسطة القبة الحديدية.

وإذا ضربنا هذا الرقم بـ 50 ألف دولار تكلفة صاروخ الاعتراض الواحد؛ فإن الرقم الكلي يبلغ 450 مليون دولار ثمن الصواريخ فقط.

ومع إضافة الكلفة التشغيلية لهذه الصواريخ، بما في ذلك تكاليف نقلها وتحميلها والأفراد القائمين على خدمتها وتلقيمها وإطلاقها، وغيرها من التكاليف التشغيلية؛ فإن الرقم سيرتفع بشكل كبير.

ويكفي أن نعلم أن تكلفة الصاروخ الواحد الذي تطلقه حركة حماس لا يتجاوز مبلغ 600 دولار فقط، ومن ثم فهي أقل تكلفة بحوالي 100 مرة من تكلفة صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية.

هكذا إذا أطلقت حماس 11 ألف صاروخ فقط، فإن التكلفة ستكون 6.6 ملايين دولار.

وتُظهر صواريخ المقاومة بوضوح شديد أن أفضل أنظمة الدفاع الجوي يمكن هزيمتها إذا تغلب عليها عدد التهديدات التي يتعين عليها مواجهتها في الوقت ذاته.

مقلاع داود.. الصاروخ الواحد يكلف مليون دولار

مقلاع داود، هو أحد الأنظمة المتقدمة لاعتراض الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز، وهذا النظام الذي تنتجه شركة رافائيل الإسرائيلية بالتعاون مع شركة رايثيون الأميركية قادر على اعتراض الصواريخ والقذائف التي يصل مداها من 40-300 كيلومتر (25-185 ميلا)

ودخل النظام الخدمة الفعلية في إسرائيل منذ 2017، ويشكل الطبقة الوسطى من قدرات الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، التي تشمل -كذلك- القبة الحديدية قصيرة المدى، ومستوى أعلى من نظام الدفاع الصاروخي "السهم"، التي تهدف إلى الاشتباك مع الصواريخ الباليستية طويلة المدى.

وعلى الرغم من أن النظام يعمل منذ حوالي 6 سنوات، فإنه لم ينفذ أول اعتراض له على أرض الواقع إلا في شهر مايو/أيار الماضي، عندما أسقط صاروخا أُطلق على تل أبيب من قطاع غزة، وأُسقط صاروخ آخر أُطلق على القدس من غزة بواسطة مقلاع داود في الشهر ذاته.

واستُخدم النظام مرة أخرى خلال الحرب الحالية، حيث أُسقط صاروخ طويل المدى أُطلق من غزة على شمال إسرائيل، في بداية المعركة.

ويكلف الصاروخ الواحد من هذا النظام مليون دولار أميركي، ولا يُعرف على وجه الدقة عدد المرات التي استُخدم فيها هذا النظام، لكن اسرائيل اعترفت باستخدامه مرة واحدة على الأقل خلال عداونها الحالي على قطاع غزة.

نظام السهم

أُنتج نظام الدفاع الصاروخي "السهم" من شركة صناعات الطيران الإسرائيلية بالتعاون مع وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية، ويعدّ الطبقة العليا من الدفاعات الجوية الإسرائيلية متعددة الطبقات، ويركز على اعتراض الصواريخ الباليستية المهاجمة، ويتكون من نوعين من الصواريخ الاعتراضية؛ وهما: السهم 2، والسهم 3.

ويهدف نظام" السهم 3″ الأكثر تقدما إلى الدفاع ضد التهديدات الصاروخية طويلة المدى، بينما يهدف نظام "السهم 2" إلى الدفاع ضد التهديدات متوسطة المدى.

واستخدمت إسرائيل صاروخ السهم 3 لإسقاط صاروخ باليستي قادم من اليمن يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو أول استخدام عملي لهذا النظام.

أما نظام السهم 2 فاستُخدم لأول مرة في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن اعتراض السهم 2 لصاروخ آخر قادم من اليمن حدث خارج الغلاف الجوي على ارتفاع حوالي 60 ميلا، مما يجعلها أول حالة قتال في الفضاء.

وتبلغ تكلفة صواريخ الاعتراض السهم1، والسهم 2  حوالي 1.5 مليون دولار، ومليوني دولار على التوالي.

تكاليف هائلة على الميزانية الإسرائيلية

إن التكلفة الضخمة لأنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية تزيد من الضغط الذي تعاني منه الميزانية الإسرائيلية بشدة نتيجة الحرب التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة، وكل صاروخ تطلقه حماس – سواء نجحت القبة الحديدية في اعتراضه أو أخفقت- يزيد من تكلفة الحرب التي ينبغي للخزينة الإسرائيلية تحملها.

وسجلت الموازنة في إسرائيل خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي عجزا بقيمة 23 مليار شيكل (6.14 مليارات دولار)، في وقت أعلنت فيه إسرائيل أنها استدانت نحو 30 مليار شيكل (8 مليارات دولار) منذ بدء الحرب.

وقال بنك الاستثمار "جيه.بي مورغان"، إن حرب إسرائيل على غزة ستؤدي إلى عجز أكبر من المتوقع في ميزانية العام المقبل، مضيفا أن التكلفة ستؤدي إلى قفزة كبيرة في الميزانية.

وقال محللو البنك، إنهم يتوقعون أن يتسع عجز ميزانية الحكومة إلى حوالي 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي في 2023 و2024.

ويمكن أن تصل نسبة الدين الحكومي إلى 63% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية 2024 مقارنة بـ 57.4% قبل الحرب.

وصادقت الحكومة الإسرائيلية مؤخرا على موازنة ملحقة "غير مسبوقة" بقيمة 8 مليارات دولار لتلبية احتياجات الحرب، وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الحكومة صادقت على ميزانية جديدة للدولة بمبلغ 30 مليار شيكل (نحو 8 مليارات دولار) حتى نهاية العام الحالي فقط لتمويل نفقات الحرب.

وتوقع محافظ بنك إسرائيل (البنك المركزي) أمير يارون أن تبلغ تكاليف الحرب على قطاع غزة نسبة 10% من الناتج المحلي الإجمالي، أي ما يعادل 52  مليار دولار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول الماضی الدفاع الصاروخی اعتراض الصواریخ القبة الحدیدیة ملیارات دولار أنظمة الدفاع على قطاع غزة ملیون دولار هذا النظام مقلاع داود السهم 2

إقرأ أيضاً:

نجاح مقاطعة فيلم سنو وايت في الدول العربية.. الملكة الإسرائيلية تخسر مجددا

تعرضت شركة "ديزني - Disney" لضربة قوية بعد فشل النسخة الحية الجديدة من فيلم "سنو وايت - Snow White"، ويُتوقع أن تصل خسائره إلى حوالي 115 مليون دولار، ما يجعله من أكبر إخفاقات الشركة في مجال النسخ الحية من أفلامها الكلاسيكية.

وتعرض الفيلم لحملة مقاطعة واسعة في الدول العربية، ما ساهم في فشله بسبب مشاركة الممثلة الإسرائيلية غال غادوت المولودة في الأراضي المحتلة، في الفيلم بدور "الملكة الشريرة"، وهي التي خدمت في جيش الاحتلال، وكانت مدافعة صريحة عن جرائمه خاصة خلال حرب الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة.



الدول العربية
واجه الفيلم حراكًا واسعًا للمقاطعة سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي في الدول العربية، بسبب مشاركة الإسرائيلية غادوت، وهو حدث ومقاطعة تتكرر لمعظم الأفلام التي تشارك فيها.

في البداية، أعلنت شركة السينما الوطنية الكويتية "Cinescape" وشركتا "غراند سينما - Grand Cinema" وفوكس سينما - Vox Cinema" عن إلغاء عرض الفيلم بسبب مشاركة غادوت.

رضوخـاً لمطالب شعبية كويتية واسعة
تم سحب فيلم سنو وايت من دور السينما الكويتية.

لتستمر المقـاطعة، قـاطع ديزني الشركة الداعمة للاحتلال في ارتكاب المجازر ضد شعبنا الفلسطيني ???? pic.twitter.com/JyywFjxzxi — BDS Kuwait حركة (@BDS_Kuwait) April 13, 2025
وأفادت صحيفة "القبس" الكويتية بأن القرار يتماشى مع الموقف الرسمي والشعبي الثابت في الكويت الذي يرفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي على كافة المستويات، بما في ذلك المجال الثقافي والفني.

Disney's Snow White has been pulled from Kuwaiti theaters as it stars former IDF recruit Gal Gadot. The decision follows calls by civil society groups in Kuwait to ban the movie in line with the state's official position against normalization with Israel in the political and… pic.twitter.com/KG2G8RebCM — KUWAIT TIMES (@kuwaittimesnews) April 13, 2025
ويُعد قانون مقاطعة "إسرائيل" في الكويت أحد أقدم وأهم القوانين العربية في هذا المجال، ويستند إلى القانون رقم 21 لسنة 1964، الذي تم تبنيه استجابة لتوصيات جامعة الدول العربية.

ويتضمن القانون حظر التعامل التجاري والمالي، وحظر استيراد وتداول المنتجات الإسرائيلية، وحظر مرور السفن الإسرائيلية، إضافة إلى حظر التعامل الإلكتروني.


في السنوات الأخيرة، وافق مجلس الأمة الكويتي مبدئيًا على تعديلات تهدف إلى توسيع دائرة حظر التعامل أو التطبيع مع "إسرائيل"، ما يعكس التزام الكويت المستمر بدعم القضية الفلسطينية ورفض التطبيع.

أما في لبنان، فقررت السلطات أيضًا منع عرض الفيلم في دور السينما المحلية، بسبب مشاركة الممثلة الإسرائيلية غادوت.

'Snow White' Banned in Lebanon Due to Gal Gadot Being on Country's 'Israel Boycott List' https://t.co/8aPn2xKkIt — Variety (@Variety) April 16, 2025
جاء قرار المنع بأمر من وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار، استجابة لتوصية من هيئة الرقابة على الأفلام والإعلام، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام لبنانية.

نبارك للبنان منع عرض فيلم "سنوايت" في الصالات اللبنانية، والفيلم المذكور من بطولة المجندة السابقة في جيش الاحتلال والداعمة له "غال غادوت".وايضا الفيلم منع من العرض في دولة #الكويت
البيان كاملاً ????https://t.co/utM3SpLWoO#Boycott #galgadot #SnowWhite — Boycott Campaign (@BoycottCampaign) April 14, 2025
أوضح ممثل شركة "إيطاليا فيلمز"، وهي الموزع الرسمي لأعمال "ديزني" في الشرق الأوسط، أن غادوت مدرجة منذ فترة طويلة على "قائمة مقاطعة إسرائيل" المعتمدة في لبنان، ولم يُعرض أي من أفلامها داخل البلاد من قبل، بحسب ما تحدث لمجلة "فارايتي".

ويأتي منع عرض فيلم "سنو وايت" في لبنان في أعقاب خطوة مماثلة اتخذتها السلطات في البلاد قبل نحو شهرين، عندما لم يُسمح بعرض فيلم "كابتن أميركا: عالم جديد شجاع" من إنتاج شركة مارفل بسبب وجود الممثلة الإسرائيلية شيرا هاس في الفيلم.

ويحظر قانون مقاطعة "إسرائيل" في لبنان الصادر منذ 1955، على الأفراد والشركات اللبنانية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، عقد أي اتفاقات مع هيئات أو أشخاص مقيمين في "إسرائيل" أو يعملون لحسابها.

يشمل القانون بذلك الصفقات التجارية، العمليات المالية، أو أي تعامل آخر مهما كانت طبيعته.

وفي عُمان، قالت حركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها "BDS": "كل التحية لمجموعات المقاطعة والقوى الشعبية في المنطقة العربية لتسجيلها نجاحًا جديدًا في مسيرة النضال ضد التطبيع الثقافي للعدو الإسرائيلي، بعد سحب فيلم سنو وايت من دور السينما في كل من الكويت ولبنان وعُمان".

وأضافت أنه منذ الإعلان عن مواعيد عرض الفيلم في بعض البلدان في المنطقة في نهاية آذار/ مارس الماضي، بالتزامن مع مواصلة الإبادة الجماعية الإسرائيلية الأمريكية ضد قطاع غزة، تضافرت الجهود الشعبية لتصعيد الضغط على دور السينما والجهات المختصة من أجل وقف عرضه، وتكثيف نداء مقاطعته في حال عرضه.

كل التحية لمجموعات المقاطعة والقوى الشعبية في المنطقة العربية لتسجيلها نجاحاً جديداً في مسيرة النضال ضد التطبيع الثقافي للعدو الإسرائيلي، بعد سحب فيلم "سنو وايت" من دور السينما في كل من الكويت ولبنان وعُمان استجابة للضغط الشعبي المتصاعد، فضلاً عن عدم جدولته في عدد من البلدان. pic.twitter.com/pTHlfdPb5C — حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) (@BDS_Arabic) April 20, 2025
ومن ناحية أخرى، أكدت حركة المقاطعة في الأردن أنه لم يتم جدولة عرض فيلم "سنو وايت" في دور السينما، ولن يتم عرضه، وذلك بسبب مشاركة الممثلة والمجندة الإسرائيلية السابقة، غال غادوت.

وقالت الحركة: "نحيي جماهيرنا وكل من دعا لمقاطعة الفيلم وتحرك من أجل رفض التطبيع! ونؤكد أننا سنواصل متابعة دور السينما لرصد أي حالة تراجع".



ويأتي ذلك بعدما تصاعدت المطالبات في الأردن بمنع عرض الفيلم، وتوجيه النائبة في البرلمان الأردني نور أبو غوش استفسارًا رسميًا إلى هيئة الإعلام الأردنية بشأن نية عرض الفيلم في المملكة، مشددة على أن مشاركة غال غادوت، التي خدمت سابقًا في جيش الاحتلال وأعلنت دعمها العلني له، يعد استفزازًا لمشاعر الأردنيين ومنافيا لموقفهم الرافض للتطبيع.

وأكدت أبو غوش أن عرض الفيلم في الأردن يتعارض مع الموقف الرسمي للدولة تجاه القضية الفلسطينية، مطالبة باتخاذ موقف واضح لمنع عرضه.


وفي مصر، يستمر عرض الفيلم رغم عدم تراجع الشركة الموزعة سابقًا عن عرض فيلم "كابتن أميركا" في البلاد، ورغم ذلك أكدت حركة المقاطعة بمصر أنها رصدت إقبالًا ضعيفًا على الفيلم، ما يؤكد على نجاح حملة المقاطعة الشعبية، وأنّ عدم استجابة دور السينما والسلطات المختصة للمطالب الشعبية في المنطقة العربية سيعود عليها بخسائر مادية كبيرة.

وقالت حركة المقاطعة في مصر إنه "بالرغم من تكرار ندائنا للشركة الموزعة "UMP Movie Group" بسحب هذا الفيلم ومطالبة السينمات المصرية بالامتناع عن عرضه، فقد بدأ عرض الفيلم منذ 16 نيسان/ إبريل الجاري.. نكرر نداءنا للشركة الموزعة لسحب هذا الفيلم الذي سيفشل في مصر والوطن العربي كما فشل عالميًا".

"SNOW WHITE" يتسبب بخسائر كارثية لديزني.. اسحبوا هذا الفيلم الفاشل فورًا.

بعد العديد من نداءات المقاطعة التي توالت على شركة ديزني ومارفل المملوكة لها، ستبدأ الشركة الإنصات بجدية إلى مطالب الجماهير بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بفيلمها المنتظر "SNOW WHITE". pic.twitter.com/zHCvkZ67Xn — BDS Egypt (@BdsEgypt) April 17, 2025
مواجهة مبكرة
منذ الإعلان عن مشاركة غادوت في الفيلم قبل سنوات من العرض التشويقي، بدأت مطالبات مقاطعة العمل بسبب مشاركتها ودعمها المتواصل حاليًا لجيش الاحتلال الذي يعمل على تحسين وتلميع صورته عالميًا.

ويبدو أن الصراع بين "بياض الثلج" و"الملكة الشريرة" بدأ حتى قبل انطلاق الفيلم، بعدما نشرت الممثلة الأمريكية راشيل زيغلر، تغريدة تشكر فيها الجماهير على التفاعل الواسع مع العرض التشويقي، إلا أنها أضافت: "وتذكروا دائمًا.. الحرية لفلسطين".

thank you 4 speaking, better late than never — sofi (@abeIena) May 11, 2024
وردًا على تلك التغريدة، انطلقت حملة إسرائيلية تطالب باستبعاد زيغلر من الفيلم، في حين طالبها آخرون بحذفها، إلا أنها لم ترد ولم تحذف المنشور ولم تصدر أي موقف بعد ذلك.

and always remember, free palestine. — rachel zegler (she/her/hers) (@rachelzegler) August 12, 2024
وتعد زيغلر من أبرز الوجوه التي عبرت منذ اللحظة الأولى لبدء حرب الإبادة الإسرائيلية في القطاع، وحتى قبلها عن تضامنها التام مع الفلسطينيين، وحثت الأمريكيين على مطالبة ممثليهم بدعم وقف إطلاق النار، وهو ما أدى إلى حملات تشويه متواصلة لصورتها، وضغوط على شركات الإنتاج لفض التعاقدات معها.

خسائر واسعة
تقدر تكلفة إنتاج الفيلم ما بين 240 و270 مليون دولار، ما يجعله من بين أغلى الأفلام التي أنتجتها شركة ديزني، وذلك عند إضافة تكاليف التسويق والتوزيع، التي تُقدّر بما بين 70 و100 مليون دولار، ليصل إجمالي الاستثمار إلى حوالي 350 مليون دولار.

ويحتاج الفيلم إلى تحقيق إيرادات تتجاوز الـ400 مليون دولار عالميًا لتحقيق التعادل المالي ما بين التكلفة والمردود، إلا أنه حقق 194.6 مليون دولار فقط، منها 85.1 مليون دولار في الولايات المتحدة وكندا، و109.5 مليون دولار من الأسواق الدولية.

ومع أن الفيلم تصدّر شباك التذاكر في أسبوعه الافتتاحي بإيرادات بلغت 42.2 مليون دولار، إلا أن الأداء تراجع بشكل حاد في الأسابيع التالية، حيث انخفضت الإيرادات بنسبة 66 بالمئة في الأسبوع الثاني، لتصل إلى 14.3 مليون دولار، ثم إلى 6.1 مليون دولار في الأسبوع الثالث.

وتُعزى هذه الخسائر إلى عدة عوامل، بما في ذلك الجدل المحيط باختيار الممثلة راشيل زيغلر لدور البطولة باعتبار أنه اختيار غير مألوف بسبب أنها من أصل لاتيني ولديها آراء غير مألوفة (دعم القضية الفلسطينية)، بحسب ما نقل موقع "تيين فوغ".


ومن أسباب هذه الخسائر أيضًا التغييرات في القصة الأصلية والفيلم الكلاسيكي، بالإضافة إلى التوترات السياسية بين زيغلر والممثلة غادوت بسبب مواقفهما المتباينة من القضية الفلسطينية.

نتيجة لهذه الخسائر، قررت ديزني تأجيل مشاريع أخرى مشابهة، مثل النسخة الحية من فيلم "تانغلد - Tangled"، ما يُشير إلى أن أداء "سنو وايت" قد يؤثر على استراتيجية الشركة المستقبلية في إنتاج النسخ الحية.

وتعد ديزني إحدى الشركات الرائدة في مجال الترفيه العائلي العالمي ووسائل الإعلام المتنوعة، وتضم مجموعة متنوعة من الشركات والفروع الكبيرة والمؤثرة في مجال صناعة الترفيه حول العالم.

في عام 1999، وصفت فعالية لديزني القدس بأنها "عاصمة إسرائيل" ثم تراجعت عن الوصف نتيجة ضغط دول عربية واسعة، رغم ضغوط كبيرة مارسها حينها أريئيل شارون، على الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، بيل كلينتون.

ومع اندلاع الحرب ضد قطاع غزة، فقد تبرعت شركة ديزني في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بمليوني دولار لـ "منظمات إنسانية" إسرائيلية وأدانت ما أسمتها الهجمات التي "طالت أبرياء وأعمال الإرهاب"، بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى.

مقالات مشابهة

  • الجيش الروسي يسقط 7 طائرات أوكرانية مسيّرة فوق القرم وبيلجورود
  • نجاح مقاطعة فيلم سنو وايت في الدول العربية.. الملكة الإسرائيلية تخسر مجددا
  • إيران تحصل على قرض بـ 50 مليون دولار من روسيا إلى قطاع السكك الحديدية
  • بالأرقام .. أوكرانيا تكشف خسائر الجيش الروسي منذ بداية الحرب
  • صاروخ يُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل وصفارات الإنذار تدوي في الشمال
  • صاروخ بعد منتصف الليل.. كيف أربك هجوم يمني مفاجئ دفاعات "إسرائيل"؟
  • اليمن يطلق صاروخا على إسرائيل ويسقط مسيّرة أمريكية
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
  • الدفاع المدني بغزة: حجم الغارات الإسرائيلية يفوق قدرتنا على الإغاثة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صاروخ أطلق من اليمن