أبوظبي تستضيفا اجتماعا حول التعاون في مجال الإعاقة بين الصين والدول العربية
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
نظمت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بالتعاون مع الاتحاد الصيني للأشخاص ذوي الإعاقة، الاجتماع الموسع حول التعاون في مجال الإعاقة بين الصين والدول العربية وذلك ضمن مبادرة الحزام والطريق بعنوان ” تعزيز التعاون العملي من أجل التنمية الشاملة “.
وتبنى الإجتماع ، الذي عقد في أبوظبي، إنشاء آلية فعّالة تتسق مع مبادئ المبادرة، وتعزز المشاركة الاقتصادية والتنمية الشاملة لأصحاب الهمم.
وناقش الاجتماع، الذي شارك فيه عدد من السفراء وممثلين رفيعي المستوى من مختلف الدول العربية، وممثلين عن منظمات أصحاب الهمم العربية والدولية إضافة إلى خبراء وعلماء في مجال الإعاقة، الوضع الحالي لشؤون أصحاب الهمم في الصين والدول العربية والتحديات التي يواجهونها للدمج في المجتمع والسياسات والإجراءات التي تتبناها الحكومات في هذا الإطار، وذلك للاستفادة من الموارد وإمكانات التعاون في هذا المجال، وتعزيز التعاون العملي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وبحث التعاون المشترك، وتبادل التجارب، وتحديد وسائل لتعزيز التنمية الشاملة التي تعود بالفائدة على أصحاب الهمم على حد سواء.
وبحث المشاركون في الاجتماع، آليات تيسير تبادل المعلومات والإحصائيات بما في ذلك البيانات حول الإعاقة والقوانين ذات الصلة والممارسات المثلى بين حكومات الدول الأعضاء، والشركات، والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات أصحاب الهمم، وكيانات المجتمع المدني، وأصحاب المصلحة الآخرين.
وركز الاجتماع على التعاون في مختلف المجالات لتعزيز مشاركة المعرفة والموارد وأفضل الممارسات المتعلقة بقضايا الإعاقة.
وتم طرح عدة مجالات للتعاون تشمل ضمان الوصول المتساوي، وتحقيق التعليم والتوظيف الشامل، وتلبية احتياجات المستهلك، والتكنولوجيا المساعدة،وتيسير التجارة، وتوفير وسائل النقل المتاحة، وإمكانية الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مع إمكانية توسيع واستكشاف مجالات جديدة للتعاون تهدف إلى تكملة والبناء على عمل المؤسسات المتخصصة الحالية التي تركز على قضايا الإعاقة.
واستعرض سعادة سلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، جهود دولة الإمارات لصالح أصحاب الهمم، ومنها التوقيع على عدد من الاتفاقيات الدولية منها اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في فبراير 2008 والمصادقة عليها في مارس 2010، والانضمام إلى الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في يناير 1997، والتي تمثل أيضا وثيقة دولية مهمة تركز على المساواة في الحقوق بين الأطفال بصرف النظر عن الجنس واللون والدين والعرق والإعاقة وغيرها من مظاهر التنوع.
وأكد سعادته أن التشريعات والقوانين والمؤسسات في دولة الإمارات تراعي هذه المتطلبات وتؤكّد على توفير الحقوق والحماية والخدمات لأصحاب الهمم، لافتاً إلى أن مؤسسات الخدمات الاجتماعية التعليمية والصحية وقوانين العمل والمباني والطرق والرياضة محكومة كلها بالدستور وبقوانين تراعي حقوق الأطفال والأشخاص من أصحاب الهمم وتحميها.
من ناحيته عبر سعادة عبد الله الحميدان الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم عن سعادته للاستجابة من قبل الدول العربية للمشاركة في الاجتماع الأول لبحث وتشجيع العمل والتعاون في شؤون الإعاقة بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية، لافتا إلى أنه يوفر فرصة لمناقشة ليس فقط التنمية الاقتصادية، ولكن أيضًا الجوانب الاجتماعية والثقافية والبشرية للتواصل في كل ما يخص شؤون الإعاقة.
وأكد ، في كلمته خلال الاجتماع ، أن تنظيمه يجسد أولى ثمار التعاون البناء بين الدول العربية والاتحاد الصيني للأشخاص ذوي الإعاقة، ويأتي استكمالا للنجاحات التي تحققت في مجال رعاية وتأهيل مختلف فئات أصحاب الهمم ليشكّلوا مع أقرانهم من خارج تلك الفئة نموذجاً جاداً وفاعلاً ومنتجاً يتناسب مع مسيرة النهضة الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات.
كما أكد ضرورة تعزيز التعاون المشترك مع كل المؤسسات والهيئات المعنية على المستوى العربي من أجل تبادل المبادرات الناجحة، ومشاركة أفضل الممارسات المطبقة، وتبادل البحوث العلمية في جميع مجالات شؤون الإعاقة، ونهدف لإنشاء آلية فعّالة للتعاون المشترك لصالح أصحاب الهمم في بلادنا مع إمكانية توسيع واستكشاف مجالات جديدة للتعاون.
ودعا المشاركين إلى العمل سوياً والتكامل في عمل المؤسسات المتخصصة الحالية التي تركز على قضايا الإعاقة، مشدداً على أن الجهود المشتركة والتعاون الإيجابي البناء بين الجميع هو السبيل لتحقيق أهدافنا المرجوة، والذي بموجبه ومن خلال توحيد الجهود، يمكن التصدي للتحديات التي تواجه أصحاب الهمم في بلادنا، والعمل على ابتكار الحلول التي تؤثر إيجاباً في الحياة.
من ناحيته أعرب سعادة تشو تشانغ كو، نائب الرئيس ورئيس المجلس التنفيذي في الإتحاد الصيني للأشخاص ذوي الإعاقة، في كلمته، عن سعادته بتواجده في أبوظبي والمشاركة في الاجتماع، نيابة عن الاتحاد الصيني للأشخاص من ذوي الإعاقة ضمن مبادرة الحزام والطريق، ووجه الشكر إلى مؤسسة زايد العليا على التنظيم.
وأشاد بالشراكة الاستراتيجية الموقعة بين الاتحاد والمؤسسة والتي تحقق نمواً جيداً في العمل المشترك لصالح أصحاب الهمم في الإمارات والصين من خلال العديد من البرامج والمبادرات المشتركة.
وقدم لمحة عن ما تقدمه بلاده لأصحاب الهمم والذي يصل عددهم إلى 85 مليون شخص بما يمثل نسبة 6% من المواطنين الصينيين، لافتا إلى أن بلاده وظفت في العام 2008 تسعة ملايين شخص من أصحاب الهمم، واستفاد 40 مليون صاحب همة من التحديث الذي أدخلته الحكومة الصينية على الأنظمة المستخدمة الأمر الذي تحقق معه تطور وتنمية ملحوظة في الدعم لإسعاد أصحاب الهمم.
وأكد أن الصين والدول العربية لديها اجراءات وسياسات جيدة لصالح أصحاب الهمم، ويمكن التعاون المشترك في هذا الإطار، وقدم عددا من المقترحات لهذا التعاون على رأسها دعم جهود دمج أصحاب الهمم في المجتمعات من خلال العمل على إزالة المعوقات التي تحول دون ذلك، ودعا إلى الاستمرار في التعاون العالمي والإقليمي، وطالب بالعمل المشترك للحد من ظهور الإعاقات وتعميق التعاون بين الصين والدول العربية في هذا المجال.
وعلى هامش أعمال الاجتماع، زار وفد الاتحاد الصيني للأشخاص ذوي الإعاقة مقر مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم للاطلاع على تجربتها في رعاية وتأهيل أصحاب الهمم، إضافة إلى التعرف على الخدمات التعليمية والتأهيلية والرعاية الصحية النفسية والاجتماعية التي تقدمها لمختلف فئات أصحاب الهمم وأعداد المستفيدين من تلك الخدمات، وما تقدمه قيادة دولة الإمارات من دعم كبير لتلك الفئات.
وحضر أعضاء الوفد الصيني الزائر جانباً من حفل عيد الاتحاد الـ 52 لإدارة التأهيل الزراعي والمهني بالمؤسسة، وتضمنت الزيارة “ كافيه النحلة ”، وتعرف الوفد على خدمات إدارة الرعاية الصحية بمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم من خلال زيارة مختبر التأهيل الروبوتي الذكي، والمسبح العلاجي ومركز العلاج بركوب الخيل، بجانب زيارة عدد من ورش التأهيل المهني والورش المتخصصة.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: زاید العلیا لأصحاب الهمم الصین والدول العربیة التنمیة الشاملة أصحاب الهمم فی الدول العربیة دولة الإمارات التعاون فی من خلال فی مجال فی هذا
إقرأ أيضاً:
"منتدى الأعمال العُماني التنزاني" يستعرض الفرص الاستثمارية الواعدة
مسقط- الرؤية
نظمت غرفة تجارة وصناعة عُمان، الثلاثاء، منتدى الأعمال العُماني التنزاني، بحضور المهندس حمود بن سالم السعدي النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة الغرفة ورئيس مجلس إدارة فرع الغرفة بمحافظة جنوب الباطنة. وترأس الوفد التنزاني سعادة الدكتور هاشل طويبو عبدالله وكيل وزارة التجارة والصناعة في جمهورية تنزانيا المتحدة، وذلك بحضور سعيد بن هلال الإسماعيلي ممثل الجانب العُماني في مجلس الأعمال العُماني التنزاني، وعدد من أصحاب وصاحبات الأعمال العُمانيين والتنزانيين، وذلك في المقر الرئيسي للغرفة.
استعرض اللقاء الفرص الاستثمارية المتاحة في جمهورية تنزانيا المتحدة، وأهم الحوافز والمزايا المقدمة للمستثمرين العُمانيين، بالإضافة إلى استعراض البيئة الاقتصادية والتشريعية المشجعة، في أبرز القطاعات الاقتصادية الحيوية، كقطاع الزراعة، والبناء والتشييد، والسياحة، والتعدين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والصحة، بهدف تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي وفتح آفاق استثمارية جديدة أمام أصحاب الأعمال العُمانيين.
وقال المهندس حمود بن سالم السعدي إن العلاقات بين سلطنة عُمان وجمهورية تنزانيا المتحدة، علاقات تاريخية ضاربة في القدم، قامت على أسس من التعاون التجاري والثقافي المتبادل، مضيفا: "كانت موانئنا وأسواقنا عبر العصور، نقاط تواصل نشطة بين شعوبنا، حيث لعب التجار العُمانيون دورا بارزا في بناء جسور التواصل مع شرق أفريقيا، وخاصة تنزانيا، التي تربطنا بها أواصر أخوة ومصالح مشتركة".
وأضاف: "نركز خلال هذا المنتدى على مجموعة من القطاعات الحيوية والواعدة، وهي الزراعة، والبناء والتشييد، والسياحة، والتعدين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والصحة، حيث تمثل هذه القطاعات فرصا حقيقية للاستثمار والنمو المشترك، وتوفر بيئة خصبة لإقامة شراكات استراتيجية تسهم في تعزيز التبادل التجاري وتوسيع مجالات التعاون بين بلدينا الصديقين".
وأكد السعدي أن اجتماعات الطاولة المستديرة مع أصحاب الأعمال العُمانيين تشكل فرصة مهمة لفتح قنوات الحوار المباشر مع الوفد التنزاني، وبحث فرص التعاون والاستثمار المشترك، داعيا إلى استغلال هذه الاجتماعات الحيوية للتواصل الفعال، وتبادل الأفكار، واستكشاف سبل الشراكة بما يعزز الحضور الاقتصادي العُماني في السوق التنزاني الواعد.
من جانبه، قال سعادة الدكتور هاشل طويبو عبد الله، إن المنتدى يمصل فرصة مهمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرا إلى أن جمهورية تنزانيا المتحدة تتمتع ببيئة استثمارية مشجعة مدعومة بتشريعات مرنة وحوافز جاذبة للمستثمرين.
وأكد طويبو تطلع بلاده إلى بناء شراكات استراتيجية مع المستثمرين العُمانيين، بما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية المشتركة، وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين سلطنة عُمان وتنزانيا.
وفي السياق، أكد سعيد الإسماعيلي أن هذا اللقاء يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الثنائي، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والشراكة في قطاعات متنوعة وواعدة، مبينا: "نأمل أن تسهم هذه الزيارة في بناء علاقات مباشرة بين أصحاب الأعمال العُمانيين والتنزانيين، وتسهيل التبادل التجاري، بما يحقق المصالح المشتركة ويدفع بالعلاقات الاقتصادية إلى مستويات أرحب، ونحن في مجلس الأعمال العُماني التنزاني المشترك ملتزمون بتوفير كل سبل الدعم لتعزيز هذه الشراكة وتفعيلها على أرض الواقع."
وقدم محمد بن علي الغاربي من غرفة تجارة وصناعة عُمان عرضا مرئيا بعنوان "استكشف السوق العُماني"، تضمن المقومات العمانية التي تجذب المستثمرين واستعراض المؤشرات المالية والاقتصادية، لافتا إلى أن الغرفة تتبنى مجموعة من التوجهات الاستراتيجية التي تهدف إلى دعم نمو القطاع الخاص والتي تتماشى مع رؤية "عُمان 2040"، وتتمثل في تحسين بيئة الأعمال، وتوسيع قاعدة التنويع الاقتصادي، والشراكة في تنمية المحافظات اقتصاديا.
وأضاف: "في جانب التجارة الخارجية، تواصل سلطنة عُمان جهودها لتعزيز حضورها في الأسواق العالمية وتنويع شراكاتها التجارية، وتشمل أبرز صادرات سلطنة عُمان المنتجات النفطية، والغاز الطبيعي المسال، والمعادن، والأسماك، والمنتجات البتروكيميائية".
وصاحب اللقاء عقد اجتماع الطاولة المستديرة مع أصحاب الأعمال العُمانيين المهتمين بالاستثمار في جمهورية تنزانيا المتحدة، إذ ناقش الجانبان أبرز الفرص الاستثمارية والتجارية، وسبل تعزيز التعاون المشترك، بالإضافة إلى تبادل الخبرات وبحث آليات التغلب على التحديات المحتملة، بما يسهم في بناء شراكات فاعلة ومثمرة بين الجانبين، وتعزيز وجود الاستثمارات العُمانية في الأسواق التنزانية الواعدة.