حذرت ثلاث مؤسسات حقوق إنسان فلسطينية من تداعيات إنسانية كارثية غير مسبوقة للهجوم العسكري الواسع لجيش العدو في مجمل قطاع غزة، خاصة ما يجري في خانيونس، مؤكدة ضرورة التحرك الفوري من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار وإلزام “إسرائيل” بوقف جريمة الإبادة الجماعية التي تقترفها.

وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، في بيان مشترك: إن قوات العدو شنت عبر طيرانها الحربي ومدفعياتها مساء الاثنين واحدة من أوسع هجماتها وغاراتها التي استمرت دون توقف تقريبًا حتى صباح الأمس، على شكل أحزمة نارية تركزت على عدة أحياء في خانيونس، بما فيها مدرسة إيواء نازحين تديرها الأونروا في منطقة معن بخانيونس، بالتزامن مع انقطاع الاتصالات والإنترنت بالكامل عن القطاع.


وأشارت إلى أن قوات العدو وتحت غطاء من القصف المكثف وسعت هجومها البري في بلدات شرق خانيونس ومنطقة السطر الغربي في المدينة.
وأسفر القصف الذي استمر طوال الليل، وفق إحصاءات غير نهائية عن استشهاد 45 فلسطينياً، من بينهم نساء وأطفال، واصابة أكثر من 150 آخرين، فيما يجري الحديث عن أعداد كبيرة أخرى من الضحايا في المناطق التي تعرضت للهجوم البري أو القصف، وفق البيان.
وجاء هجوم قوات العدو البري على خانيونس بعد يوم من إعلانها القيام بذلك، وبعد إصدارها أوامر تهجير قسري استهدفت مربعات سكنية تضم أكثر من 250 ألف نسمة في خانيونس، وضمن هذه المناطق كان يوجد عدد كبير من مراكز الإيواء في المدارس إضافة إلى النازحين في المنازل ودواوين العائلات.
وتسبب القصف الشديد وتواليه دون انقطاع في خلق حالة غير مسبوقة من الهلع وسمعت أصوات صراخ الأطفال والنساء، الذين شوهدوا صباحا وهم يحاولون الانتقال للجزء الغربي من خانيونس بحثًا عن مأوى أو موقع أكثر أمنًا، فيما قصفت طائرات الاحتلال منزلاً غرب خانيونس، ما يؤكد ما سبق وحذرنا منه بأنه لا مكان آمن في كل قطاع غزة، حسب البيان.
وأكدت المؤسسات أن توسع الهجوم البري الإسرائيلي دفع بعشرات الآلاف من المناطق القريبة والتي لم تشملها أوامر التهجير على مغادرة منازلهم نتيجة القصف العشوائي، وتحسبًا لتقدم إضافي لقوات العدو، بحيث بات مئات الآلاف يتمركزون في مساحة ضيقة غرب خانيونس وسط وضع كارثي غير مسبوق.
وأشارت إلى استمرار طائرات العدو في شن عشرات الغارات والأحزمة النارية على مخيم جباليا وبيت لاهيا شمال غزة، وحي الشجاعية وحي التفاح في مدينة غزة.
وقالت وزارة الصحة: إن قوات العدو باتت تحاصر مستشفى كمال عدوان شمال القطاع والدبابات تقترب من بوابة المستشفى وتطلق النار تجاه من يتحرك في المنطقة، فيما تعرض محيط مستشفى المعمداني في غزة للقصف الإسرائيلي وإطلاق النار ما أدى إلى استشهاد أحد النازحين في المشفى، وفق المصادر الطبية.
وأكدت المؤسسات أن هذه التطورات أدت لحالة كارثية، فهناك قرابة 2 مليون نازح في قطاع غزة، منهم مئات الآلاف لا يجدون مكان يؤوون إليه، في وقت تفتقر أغلب مراكز الإيواء بما فيها تلك التي تديرها الأونروا إلى الحد الأدنى من الخدمات بما في ذلك الطعام والماء وخدمات النظافة والاستحمام، وهو واقع ينذر بتفشي خطير للأمراض.
ووفق معطيات رسمية نشرتها الأونروا، فإنه حتى 3 ديسمبر، كان ما يقرب من مليون نازح من أصل 1.9 مليون نازح، يقيمون في 99 مرفقا في محافظات الوسط وخان يونس ورفح، ومن بين تلك المرافق هنالك 64 مرفقا في خانيونس ورفح.
وتابعت: تعيد مؤسساتنا التحذير بأن هذه التطورات الخطيرة، تدلل على أن إسرائيل ماضية في خطتها لتهجير سكان قطاع غزة خارج حدوده باتجاه الجنوب، وإحداث نكبة جديدة بدأت فصولها تتضح، وأنها تسعى لتحقيق ذلك من خلال علميات القتل الجماعي الهادفة لترويع المدنيين، وتدمير جزء لا بأس به من الشعب الفلسطيني، من خلال قصف المنازل ومراكز الإيواء على رؤوس ساكنيها، واستخدام كثافة نارية هائلة بما فيها قنابل مدمرة يزيد وزن الواحدة منها عن 2 طن، إلى جانب عمليات التجويع والتعطيش والحرمان من تلقي الخدمات الصحية التي تتفاقم منذ 60 يومًا.
وأمام هذه التطورات الخطيرة، فإننا ندعو شعوب العالم ومنظمات المجتمع المدني والقوى المؤثرة إلى تفعيل حراكها وممارسة كل أشكال الضغط السياسي والقانوني على حكومات بلادهم خاصة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لتغير موقفها وتوقف دعمها لجريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين والامتثال لقواعد القانون الدولي الإنساني.
وطالبت المؤسسات الحقوقية المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والفوري لوقف الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، ومنع الخطط والترتيبات الإسرائيلية لتنفيذ النكبة الثانية للفلسطينيين، واتخاذ إجراءات فعالة لضمان المساءلة على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي اقترفتها قوات العدو الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: قوات العدو فی خانیونس قطاع غزة بما فی

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة 21 فبراير 2025، إن إحدى الجثث التي سلمتها حركة حماس لا تعود لأي من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ، واتهم الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار الهش بالفعل.

وذكر الجيش أنه تم التأكد من أن جثتين تعودان للرضيع كفير بيباس وشقيقه البالغ من العمر أربع سنوات أرييل، بينما لم يتم التعرف على جثة ثالثة كان من المفترض أن تكون لوالدتهما شيري.

وأضاف أن الجثة لا تخص أي رهينة آخر ولا تزال مجهولة.

وقال الجيش في بيان “هذا انتهاك شديد الخطورة من جانب منظمة حماس (..) التي من المفترض بموجب الاتفاق أن تعيد أربعة رهائن متوفين”، وطالب بإعادة شيري وجميع الرهائن.

وقالت عائلة الرهينة عوديد ليفشيتس في بيان إنه تم التعرف رسميا على جثته التي جرى تسليمها يوم الخميس أيضا.

ولم يصدر أي تعليق من حماس على الفور.

وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن الطفلين أرييل وكفير بيباس اللذين كانا محتجزين رهينتين لدى حركة حماس في قطاع غزة،، قُتلا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 بأيدي الحركة وليس بقصف إسرائيلي، خلافا لما تقوله حماس.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنّ “أرييل وكفير بيباس قُتلا بوحشية في الأسر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 على أيدي (..) فلسطينيين”.

وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتقام من (حماس) بعدما سلمت الحركة ما قالت إنها جثث أربعة رهائن إسرائيليين، من بينها جثتا الرضيع كفير وأرييل وهما أصغر رهينتين احتجزتهما حماس في هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس معهد الطب العدلي الإسرائيلي خان كوجل، الخميس، أن إحدى جثث الأسرى التي سلمتها حركة حماس في وقت سابق اليوم، تعود للأسير عوديد ليفشيتس.

وقال كوجل إن “إحدى الجثث التي فحصها معهد الطب العدلي اليوم تعود للمحتجز عوديد ليفشيتس، وهو ما يتوافق مع إعلان أحد أسماء الجثث الأربع التي سلمتها حماس”.

وذكر رئيس المعهد، في مؤتمر صحافي بثته قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية، أن الفحوص تشير إلى أن ليفشيتس قُتل منذ أكثر من عام.

ولم يحدد كوجل كيفية مقتل ليفشيتس، لكن “سرايا القدس ” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” أكدت، في بيان الأربعاء، أنه كان محتجزا لديها، قبل أن يلقى حتفه بغارات جوية إسرائيلية خلال حرب الإبادة على غزة، التي تواصلت لقرابة 16 شهرا.

وسبق أن حذرت حركة حماس أكثر من مرة تعمد الجيش الإسرائيلي قصف أماكن احتجاز الأسرى، في إطار سعي نتنياهو إلى التخلص منهم كي لا يتم استخدامهم ورقة تفاوضية ضده.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية قصف إسرائيلي يستهدف مواقع بين سوريا ولبنان محمد الضيف أخّر إطلاق هجوم 7 أكتوبر حتى التأكد من هذه الخطوة بالصور: تفجير حافلات بات يام – نتنياهو سيوعز بشن عملية هجومية بالضفة الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الجمعة 14 فبراير أحوال طقس فلسطين اليوم الجمعة 14 فبراير وزير الخارجية الأميركي: سنمنح البلدان العربية فرصة لتقديم خطة حول غزة الأونروا: الاحتلال استخدم أحد مرافقنا لاحتجاز فلسطينيين قُرب بيت لحم عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • استشهاد فلسطينية برصاص الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة
  • من التهجير إلى التأجير.. ماذا تعرف عن خطط الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع سيناء؟
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة
  • أهالي غزة.. معاناة لا تنتهي مع السرطان
  • الحرب على مقدسات الأمة.. العدو الإسرائيلي يدمر (1109) مساجد في غزة
  • “غزة ليست للبيع”.. أوروبا تنتفض ضد خطة التهجير التي يتبناها ترامب
  • رئيس وزراء اسبانيا: نرفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني وندعم ما ينتج عن القمة العربية
  • رئيس وزراء إسبانيا: نرفض التهجير القسري للفلسطينيين
  • إدانة دولية لاقتحام قوات العدو الصهيوني لمدارس القدس
  • العدو الإسرائيلي يوسع دائرة التهجير والقتل في مخيمات الضفة