الاحتلال يحول الضفة إلى ساحة معركة بعد شهرين على عدوان غزة.. شهداء ومعتقلون بالآلاف
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
بالتوازي مع عدوانه الوحشي على قطاع غزة، حول الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية المحتلة إلى ما يشبه "ساحة المعركة"، بعد شنه حملات اقتحام واعتقالات واسعة بوتيرة يومية أسفرت عن آلاف الشهداء والمعتقلين والمصابين.
وارتفعت حصيلة شهداء الضفة الغربية إلى 260 منذ بدء الحرب الإسرائيلية البربرية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي، فضلا عن إصابة ما يزيد على 3200 فلسطينيا بجروح مختلفة، فيما وصلت إجمالي عدد المعتقلين نحو 3580، بحسب مصادر فلسطينية.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، الثلاثاء، إن "عدد الشهداء بالضفة الغربية منذ بداية عام 2023 ارتفع إلى 469".
وأضافت الكيلة أن "اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على المستشفيات والمراكز الصحية وسيارات وطواقم الإسعاف في الضفة الغربية تزايدت، حيث صعد الاحتلال من استهدافه للمستشفيات ومحاصرتها واقتحامها والاعتداء على سيارات وطواقم الإسعاف، واعتقال الجرحى".
وتستخدم قوات الاحتلال التي قطعت مدن وبلدات الضفة المحتلة عبر حواجز عسكرية وسواتر ترابية، خلال عدوانها على الفلسطينيين الرصاص الحي والقصف والمراقبة بطائرات مُسيرة وخاصة في مخيمي جنين ونور شمس، وفقا لوكالة الأناضول.
يأتي ذلك، فيما يواصل المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم من حين لآخر تحت حماية من قوات الاحتلال.
وتظل حصيلة الشهداء والمعتقلين في الضفة، معرضة للارتفاع على وقع تواصل الانتهاكات الإسرائيلية في وقت يصعد فيه من وحشية عدوانه على قطاع غزة، الذي أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والمصابين.
اقتحامات متواصلة
يواصل الاحتلال شن اقتحامات واسعة في الضفة الغربية من حين لآخر، تتركز بشكل كبير في مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم وبلاطة وعسكر شمالي الضفة، إضافة إلى عقبة جبر والعروب والدهشية.
ونفذ جيش الاحتلال عشرات الاقتحامات، مخلفا دمارا كبيرا في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية في مخيمي جنين ونور شمس. تم خلالها استخدام جرافات عسكرية عملت على تجريف الشوارع وتدمير شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، ودمرت نصبا تذكارية، بحسب الأناضول.
من جانب آخر، نفذ المستوطنون نحو 610 اعتداءات في عموم الضفة الغربية بما ذلك مدينة القدس المحتلة، بحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وتوزعت هجمات المستوطنين بين إطلاق الرصاص الحي، والاعتداء بالضرب، ورشق مركبات بالحجارة والهجوم على منازل فلسطينية وتخريب ممتلكات ومزروعات.
ووفق تقديرات رسمية، فإن عنف المستوطنين أدى إلى هجر ما لا يقل عن 143 أسرة فلسطينية تضم 1.014 شخصا، بينهم 388 طفلاً، مناطقهم البدوية المصنفة "ج" حسب اتفاق "أوسلو 2" الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وصنفت اتفاقية "أوسلو 2" لعام 1995 أراضي الضفة ثلاث مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، وتشكل الأخيرة نحو 60 بالمئة من مساحة الضفة الغربية.
اعتقالات غير مسبوقة
ينفذ جيش الاحتلال حملات اعتقال واسعة في الضفة الغربية المحتلة طالت 3580 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر الماضي، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
ويعتقل الاحتلال 7800 فلسطيني في سجون حتى نهاية تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، بينهم 33 امرأة، و166 طفلا، و2873 معتقلا إداريا (دون تهمة)، بحسب معطيات رسمية.
وقبل السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي، كان الاحتلال يعتقل 5250 فلسطينيا، بينهم 37 أسيرة، و180 طفلا، و1319 معتقلا إداريا.
وتسببت اعتداءات الاحتلال المتصاعدة بحق الأسرى الفلسطينيين، في استشهاد 6 منهم في السجون جراء سياسة التعذيب، منذ بدء العدوان على غزة.
وكان أسرى فلسطينيون أفرج عنهم من سجون الاحتلال في صفقة التبادل مع "حماس"، كشفوا عن تضييق وتعذيب وضرب ونوم على الأرض ونقص في الطعام داخل معتقلاتهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية فلسطينية فلسطين غزة الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
حكومة الاحتلال تصادق على خطة تقطع الضفة الغربية وتعمّق الاستيطان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أقرّت حكومة الاحتلال الإسرائيلية خطة لشق طرق جديدة في القدس المحتلة، ما أثار استياءً فلسطينياً واسعاً، إذ اعتُبرت خطوة تفصل الضفة الغربية إلى شطرين، شمالي وجنوبي.
وصادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) مساء السبت على الخطة التي تقدم بها وزير الدفاع يسرائيل كاتس، والتي تهدف إلى إنشاء شبكة طرق جديدة تربط المستوطنات وتوسعها، لا سيما حول مستوطنة "معاليه أدوميم".
ووفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، تشمل الخطة طريقين رئيسيين: الأول يربط بين قريتي العيزرية والزعيّم، مخصصاً لحركة المركبات الفلسطينية دون المرور داخل المستوطنة، بينما يتمثل الثاني في "الطريق البديل 80"، وهو طريق التفافي جديد شرق المستوطنة، يربط بين قرية العيزرية والمناطق المحيطة بخان الأحمر شرق القدس.
تهديد لحل الدولتين
يعد الفلسطينيون هذه الخطة تهديداً جوهرياً لحل الدولتين، إذ إنها تعزل المناطق الفلسطينية، وتفصل القدس عن محيطها الشرقي، مما يمهد لتحويلها إلى كتلة استيطانية ضخمة تشمل مستوطنة "معاليه أدوميم" ضمن مشروع E1 الاستيطاني.
وكان المشروع قد أُعدّ منذ سنوات، لكنه واجه معارضة من إدارات أميركية سابقة، نظراً لما يشكّله من تقويض للتواصل الجغرافي للأراضي الفلسطينية، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تمضي حالياً بتنفيذه دون اعتراض أميركي.
وتبلغ التكلفة المخصصة للمشروع 335 مليون شيكل (91.1 مليون دولار) لتنفيذ الطريق بين العيزرية والزعيّم، بالإضافة إلى 10 ملايين شيكل (2.72 مليون دولار) لتخطيط الطريق البديل 80، بتمويل من صندوق "خارج الميزانية" ودعم من وزارة المواصلات الإسرائيلية، وفق "وفا".
إدانات فلسطينية ودولية
أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، مصادقة "الكابينت" على الخطة، محذراً من تداعياتها الخطيرة على الوجود الفلسطيني في القدس، واعتبرها محاولة لفرض أمر واقع استيطاني بالقوة، في انتهاك واضح للقانون الدولي.
وأكد فتوح أن هذه السياسة الاستعمارية تهدف إلى تهويد القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني، ومنع التواصل الجغرافي بين مناطق الضفة الغربية، مشدداً على أن الفلسطينيين سيواصلون مقاومة هذه المخططات والدفاع عن حقوقهم المشروعة.