الولايات المتحدة – قفزت أسعار العقود الفورية والآجلة للذهب في تعاملات أمس، أعلى مستوى تاريخي متجاوزة المستوى السابق المسجل في أغسطس/آب 2020.

وفي جلسة امس، بلغت أسعار العقود الفورية 2110 دولارات للأونصة، بينما بلغت أسعار العقود الآجلة 2130 دولارا، مقارنة مع المستوى التاريخي السابق البالغ 2072 دولارا، المسجل في أغسطس 2020.

تأتي ارتفاعات المعدن الأصفر في وقت يشهد الاقتصاد العالمي بعض المخاوف الجيوسياسية المرتبطة بتوترات الشرق الأوسط، إلى جانب تراجع في مؤشر الدولار الأمريكي، وعودة البنوك المركزية لطلب متسارع على الذهب.

وخلال الشهور الـ 11 الماضية من العام الجاري، بلغ متوسط سعر أونصة الذهب 1890 دولارا، مقارنة مع متوسط 1830 دولارا في تعاملات 2022.

ورغم تراجع معدلات التضخم عالميا، بعد زيادات حادة على أسعار الفائدة عالميا، إلا أن العديد من المستهلكين ما زالوا يشعرون بالغلاء، حيث يعانون من ارتفاع الأسعار وارتفاع أسعار الفائدة.

وأدى ذلك، إلى زيادة الاهتمام باستثمارات الذهب، حيث يعتبره الكثيرون وسيلة تحوط ذكية ضد التضخم ووسيلة جيدة لحماية الثروة في الأوقات الاقتصادية المضطربة.

وأسعار الذهب أعلى بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات فقط، حيث ارتفعت من حوالي 1200 دولار للأونصة في أكتوبر 2018 إلى أكثر من 2100 دولار للأونصة اليوم.

لماذا لمع الذهب؟

يمكن إسناد ارتفاعات أسعار الذهب عالميا إلى عدة عوامل رئيسة، أبرزها، توترات الشرق الأوسط، ومصدرها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ورغم أن الحرب قاربت على إكمال شهرها الثاني، إلا أن دخول اليمن بقوة على خط الصراع، أذكى المخاوف العالمية من توسع الحرب إلى إقليمية، وبالتالي قفزت أسعار الذهب.

والأحد، أعلنت جماعة “الحوثي” اليمنية، استهدافها سفينتين إسرائيليتين بمضيق باب المندب في البحر الأحمر غرب اليمن، بصاروخ بحري وطائرة مسيّرة.

كما حذرت الوكالة البحرية البريطانية، في وقت سابق الأحد، عبر منصة “إكس”، من “انفجار محتمل” في مضيق باب المندب، بالبحر الأحمر من جهة اليمن، ودعت السفن إلى “توخي الحذر”.

وفي 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلن الحوثيون الاستيلاء على سفينة الشحن “غالاكسي ليدر” المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامنا مع “المقاومة الفلسطينية.

كذلك، أدى هبوط مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 3.4 بالمئة في نوفمبر الماضي، إلى تحفيز الطلب على الذهب، وانتقال المستثمرين من الصناديق المقومة بالعملة الأمريكية إلى الصناديق المقومة بالمعدن الأصفر.

يعود تراجع مؤشر الدولار إلى توقعات الأسواق وانتهاء رحلة التشديد النقدي من جانب البنوك المركزية بقيادة الفيدرالي الأمريكي، الذي رفع أسعار الفائدة 11 مرة منذ مارس/آذار 2022، لتستقر عند مستوى 5.5 بالمئة.

وبالتالي، فالسبب المباشر الواضح، هو أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لم يكن عدوانيا بما فيه الكفاية، الجمعة، في إصراره على “الارتفاع لفترة أطول” في أسعار الفائدة.

ومن الأسباب الثانوية الأخرى، استمرار الحرب في أوكرانيا، وكذلك استمرار الحرب الباردة بين الصين والولايات المتحدة، وهو ما يفسر بشكل جزئي ارتفاعات أسعار الذهب.

كذلك، يبدو أن البنوك المركزية بدأت بإعادة النظر في أصولها واستثماراتها؛ إذ كان الطلب على الذهب لافتا خلال الربع الأخير من العام الجاري، مقارنة مع الأرباع الثلاثة الأولى من 2023.

كما أن أحد المحركات الكبيرة للذهب، هو الطلب من المستهلكين الأثرياء في الأسواق الناشئة؛ خاصة من جانب الهند، بحسب تقرير أوردته وكالة بلومبرغ.

ويشير تقرير الوكالة كذلك، إلى “القضاء على الدولرة” الآخذة في الظهور المتزايد؛ إلى جانب احتمالية قيام الصين بشراء الذهب كوسيلة للتنويع بعيدا عن ديون الحكومة الأمريكية.

وفي 2024، وهو عام الانتخابات الأمريكية، فإن فرضية قيام الإدارة المنتخبة حالياً، بتنفيذ سياسات مالية توسعية، عبر زيادة الإنفاق الحكومي، وتخفيض الضرائب، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الضغوط التضخمية، وهذا يمكن أن يعزز الطلب على الذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: أسعار الفائدة أسعار الذهب على الذهب

إقرأ أيضاً:

أسعار الذهب عالميا تتراجع بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية

سجلت أسعار الذهب عالميا تراجعا كبيرا، بقيمة أكثر من 12 دولار في الأوقية الواحدة، إذ وصل سعر الذهب الآن لمستوى 2,731 دولار للأوقية بنسبة هبوط بلغت 0.44%، بعد فوز المرشح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية للمرة الثانية على كامالا هاريس.

تراجع الأسعار عالميا 

وجاءت تراجعات أسعار عالميا بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، نتيجة الارتفاع الكبير الذي شهده سعر الدولار مقابل سلات العملات العالمية الأخرى في البورصات العالمية، والذي حقق مكاسب كبيرة عقب الإعلان عن هوية الرئيس الأمريكي الجديد.

وحلل مجلس الذهب العالمي أداء أسعار الذهب عالميا قبل وبعد الانتخابات الرئاسية الأميركية منذ عام 1972 إلى عام 2022، والتي كشف خلالها أنه دائما ما تحدث نتيجة الانتخابات قد يزيد من تقلبات السوق في الأمد القريب، ومع ذلك يشير التاريخ إلى أن أداء السوق كان موثوقًا به إلى حد ما على الرغم من عدم اليقين في الأمد القريب.

توقعات أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة

تميل أسعار الذهب عالميا إلى الانخفاض في اليوم التالي للانتخابات بشكل دائم خلال الانتخابات السابقة، ومن المتوقع ان ينخفض الذهب بمقدار 2%، ومع ذلك تتعافى الأسواق عادةً بحلول شهر ديسمبر او مارس، وعلى المدى الطويل من المتوقع أن يستفيد الذهب من فوز ترامب، ويرجع ذلك في الغالب إلى آثار الإنفاق الكبير، وكذلك لاحتمالية أن تكون السياسة الخارجية الأمريكية أكثر غموضا، وتراجع أسعار الفائدة التي تزيد من جاذبية شراء الذهب.

مقالات مشابهة

  • الذهب يواصل المكاسب بعد خفض الفائدة الأمريكية
  • ما هي أسباب تراجع أسعار الذهب عالميا؟.. 5 عوامل بعد الانتخابات الأمريكية
  • قرار الفائدة الأميركية تحت الأنظار والذهب يصعد والدولار والنفط يتراجعان
  • منخفضا 3%..الذهب العالمي في أدنى مستوى خلال 3 أسابيع عند 2643 دولارا للأونصة
  • خبراء: 2024 عام التيسير النقدي عالميا.. والأسواق الناشئة ما زالت تعاني من التضخم
  • خبراء: 2024 عام التيسير النقدي عالميا.. والأسواق الناشئة ما زالت تعانى من التضخم المرتفع
  • بعد فوز ترامب.. تراجع أسعار الذهب عالمياً
  • انخفاض أسعار الذهب عالمياً مع ترقب المستثمرين نتيجة الانتخابات الأمريكية
  • الدولار يصعد والبتكوين تقفز لمستوى قياسي مع فوز ترامب
  • أسعار الذهب عالميا تتراجع بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية