RT Arabic:
2024-09-18@11:42:54 GMT

تنافس محموم حول جنسية "أبو البطاطا"!

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

تنافس محموم حول جنسية 'أبو البطاطا'!

من النادر أن تخلو أطباق في مطابخ العالم من البطاطس، الجذور التي وصلت إلى العالم القديم في القرن الثامن عشر وأصبحت ملازمة إلى درجة يصعب التخيل أنها لم تكن موجودة في القديم.

إقرأ المزيد نبوءة أينشتاين بنهاية العام.. العد التنازلي بدأ

كان اكتشاف البطاطا في أمريكا الجنوبية وتحديدا في منطقة بحيرة "تيتيكاكا" الواقعة بين ما بات يعرف ببيرو وبوليفيا، والتي يبلغ ارتفاعها فوق مستوى سطح الأرض 3812 مترا، ونقله إلى أوروبا خطوة هامة أسهمت في التقليل من اخطار سلسلة من المجاعات الشديدة في القارتين الأوروبية والآسيوية.

زراعة البطاطا في أمريكا الجنوبية كانت بدأت قبل أكثر من 9000 عام، ويمكن حتى الآن العثور بموطنها الأصلي على حوالي 200 نوع لأسلاف برية للبطاطس الحديثة.   

نلك الأنواع القديمة غير صالحة للأكل وتتميز بمرارتها في الغالب، وبعضها ضار بالصحة لاحتوائه على الكثير من مادة الجليكولويد السام الذي يسمى "السولانين"، وهذا يعني أن السكان القدماء بذلوا جهودا طويلة قبل أن يصل نوع "البطاطس" المناسب وغير الضار إلى مائدة البشر.

 السكان الأصليون في مناطق "البطاطا" في أمريكا الجنوبية كانوا لا يعتبرون هذه الجذور اللذيذة مجرد طعام فقط، بل يرون في النبات إلها يعبد بل وتقدم له القرابين أحيانا، وتبنى له المعابد، وقد ظهر تجلي لهذه الطقوس القديمة في العيد الوطني للبطاطا في بيرو والذي ينتظم في 30 مايو من كل عام.

لم تستقبل البطاطا بحماسة في البداية في العالم القديم في القرن الثامن عشر. على سبيل المثال رأى فيلسوف التنوير دينيس ديدرو "1713 – 1784" أن "الجذر بغض النظر عن طريقة تحضيره، لا طعم له وهو نشوي، ولا يعتبر ممتعا، لكنه يوفر طعاما وفيرا وصحيا بشكل معقول للرجال الذين لا يريدون شيئا سوى سد حاجتهم".

 لم يصب هذا الفيلسوف تماما فيما ذهب إليه، وحققت البطاطا شهرة منقطعة النظير في العالم وتداخلت مع أشهى المأكولات في جميع أرحاء العالم!

روايتان عن "أبو البطاطا":

الإنجليز تنافسوا مع الإسبان في نسبة الفضل في اكتشاف "البطاطا"، وفي شرف أول من تعرف إليها وقدّر أهميتها الغذائية.

بالمقابل يصر الإسبان وكانوا في ذلك الوقت رواد العالم الجديد، على أنهم أصحاب الفضل في اكتشاف البطاطا، مشيرين إلى أن أول ذكر لها يعود إلى المستكشف والمؤرخ خوان دي كاستيلانوس في عام 1535. هذا الرجل الذي عاش في أمريكا الجنوبية لأكثر من 35 عاما ، لم ير البطاطا فحسب، بل وأكلها أيضا.

وبعد كاستيلانوس، وصفت في عام 1539 الخصائص الغذائية للبطاطا في أطروحة لـ غونزالو خيمينيز دي كيسادا، حاكم غرناطة الجديدة، وهو الإقليم الذي كان يضم كولومبيا الحديثة وفنزويلا وبنما والإكوادور، ولاحقا في عام 1553 تحدث عن البطاطس المؤرخ والجغرافي الإسباني بيدرو سيزا دي ليون، وقد يكون أوصى بها مواطنيه أو نقلها إلى أوروبا للتجربة.

الإنجليز استعدوا للمنافسة على البطاطا بشكل جيد مع غريمتهم القديمة إسبانيا، وأطلقوا بداية في هذا السياق على قرصانهم الشهير فرانسيس دريك لقب "رائد البطاطا"، حتى أن نصبا تذكاريا أقيم في ألمانيا في عام 1853 كتب عليه: "إلى السير فرانسيس دريك، الذي نشر البطاطا في أوروبا. الملايين من المزارعين في جميع أنحاء العالم يبارك ذمراكم الخالدة. إنها مساعدة للفقراء، هدية ثمينة من الله تخفف من العوز الشديد".

هذه الرواية لم تصمد طويلا، فجددت بأخرى افترضت أن السير والتر رومف جلب البطاطا من فرجينيا نهاية القرن السادس عشر. لكن بعد فترة، تبين مرة أخرى ضعف القصة، وذلك لأن البطاطا لم تكن موجودة في فرجينيا في ذلك الوقت. تم زرع الحقل الأول للبطاطا في أراضي الولايات المتحدة الحديثة بشكل منتظم بعد أكثر من 100 عام من ذلك التاريخ.

وبنهاية المطاف خرجت الرواية البريطانية الثالثة والأخيرة عن "أبو البطاطا"، ونال ذلك الشرف عالم الفلك والرياضيات والأجناس البشرية توماس هيريوت "1560-1621"، وقيل إنه أحضر "جذور" البطاطا إلى بريطانيا في 28 يوليو عام 1586 .

 هذه الرواية وجدت من ينسفها ويؤكد أن هيريوت لم يغادر أمريكا الشمالية في الفترة من 1585 إلى 1586، بل ولم تكن "كولومبيا" ذاتها موجودة بهذا الاسم وقتها!

علاوة على أن إسبانيا كانت في حالة حرب مع بريطانيا في ذلك الوقت، ومن المستبعد أن يغامر الفلكي البريطاني بحياته ويتسلل إلى أراضي العدو ليحصل على البطاطا!

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف فی أمریکا الجنوبیة فی عام

إقرأ أيضاً:

جراحان بريطانيان في غزة: السيجارة بــ16 دولارا وكيلو البطاطا 150

يستعرض تقرير بصحيفة التايمز أزمة غزة الاقتصادية والإنسانية، حيث تسببت الحرب الدائرة والتدمير الشامل للقطاع في انتشار الأمراض والجوع وفقدان جميع أسس الحياة الرئيسية والاعتماد الكبير على الحمير في أداء العديد من المهام الحيوية، نتيجة لنقص الوقود وندرة وسائل النقل.

ونقل تقرير الجراحين البريطانيين فيكتوريا روز وغرايمي غروم تجربتهما في العمل في مستشفى ناصر لشهر، حيث وجدا أن "الحرب" التي تبدو من الخارج على أنها معركة بين طرفين متساويين، تتكون بالحقيقة من جيش مجهز بالعدة والعتاد، يضرب حشود المدنيين في محاولة إصابة خصم مراوغ.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوبوان: هل يكون فرانسيس البابا الأخير؟list 2 of 2لوفيغارو: 3 أسابيع في قلب السودان المدمر والمعزول عن العالمend of list

وتحدث روز وغروم عن الظروف القاسية التي يعيشها السكان، وقالا لا أحد في غزة ينام متأكدا من استيقاظه فجر اليوم التالي بسبب القصف المستمر، حتى في المناطق التي يفترض أنها آمنة، و"من الغريب أن تجد أحدا بلا فقيد يشكوه أو إصابة تقض مضجعه".

وشهد الجراحان حقيقة حياة الفلسطينيين من تجربتهما الشخصية، إذ ساعدت جمعيتهما الخيرية "آيديلز" -التي ترمز إلى "المساعدة الدولية في حالات الكوارث والطوارئ مع الدعم طويل الأجل"- 3 جراحين وممرضين اثنين وأخصائيين في مجال العلاج الطبيعي بالقدوم إلى لندن للتدريب.

وقال الكاتبان إن 4 من هؤلاء الزملاء عادوا إلى غزة، وفقد جميعهم أفرادا من عوائلهم، إذ ماتت ابنة أحد الممرضين عن 17 عاما، بينما تعرضت ابنة الممرض الآخر البالغة من العمر 3 سنوات لإصابة خطيرة وجروح عميقة في جنبها وكسر في وركها.

ويعيش أحد الأخصائيين في الشمال في ظروف صعبة، بينما أصيب الجراحان، واعتقلت القوات الإسرائيلية الثالث -عدنان البرش- في ديسمبر/كانون الأول أثناء عمله في مستشفى العودة، وتوفي في السجن في 19 أبريل/نيسان.

شح الموارد وارتفاع الأسعار

وقال الكاتبان إن التضخم الهائل في أسعار السلع الأساسية جعل غزة من أغلى المناطق عالميا، إذ أصبح سعر السيجارة الواحدة حوالي 16 دولارا، بينما وصل سعر لتر الوقود إلى  22 دولارا، أما البطاطا فأصبحت تكلفة الكيلو الواحد منها 150 دولارا.

كما ارتفعت أسعار الحمار والعربة إلى حوالي 3900 دولار، مقارنة ب 650 دولارا سابقا، ويصعّب هذا الغلاء حياة الناس، خصوصا وأن العربات التي تجرها الحمير أصبحت وسيلة نقل أساسية تغطي متطلبات الحياة من توصيل الضروريات مثل الخشب والفحم والغذاء إلى نقل الموتى والمصابين.

وتطرق التقرير إلى معاناة الأطباء اليومية والممرضين في المستشفيات، حيث هناك نقص حاد في الأدوية الأساسية لعلاج أمراض مثل السكري، ووجد الجراحان أن مرضى الفشل الكلوي يحصلون على 30 دقيقة فقط من جلسات غسيل الكلى، وهي فترة قصيرة جدا لا تكفي للحفاظ على حياتهم.

واختتم الطبيبان التقرير بالتأكيد على ضرورة نقل ما يحدث في غزة إلى العالم، حيث يشعر سكان القطاع أن معاناتهم لا تصل إلى المجتمع الدولي، وقال روز وغروم إنه كلما سألا فلسطينيا عن معاناته لم يجدوا غضبا عارما، بل ابتسامة حزينة متواضعة تتبعها إجابة: "هذه هي حياتنا".

مقالات مشابهة

  • اكتشاف دبور يثير الرعب في أمريكا.. «يضع بيضه في ذباب الفاكهة»
  • سهلة ولذيذة.. طريقة عمل البطاطا بالبشاميل
  • 5 أفلام قصيرة تنافس على جوائز مهرجان طرابلس للأفلام بلبنان
  • كاري الحمص والبطاطا للنباتيين
  • مباحثات بين وزيري دفاع أمريكا و”إسرائيل” بشأن الصاروخ اليمني الذي استهدف “تل أبيب”
  • ‏كتابات في زمن الطوفان: حكاية المقاتل الفلسطيني الذي أدهش العالم
  • إيران تفاجئ العالم وتكشف معلومات جديدة عن الصاروخ اليمني الذي استهدف “تل أبيب”
  • جراحان بريطانيان في غزة: السيجارة بــ16 دولارا وكيلو البطاطا 150
  • خادم الحرمين حوّل العاصمة إلى مدينة تنافس المدن العالمية
  • ماذا تريد أمريكا؟