الجزيرة:
2025-04-02@09:23:51 GMT

المقاومة الإسلامية والعلاقة مع إيران وحلفائها

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

المقاومة الإسلامية والعلاقة مع إيران وحلفائها

علاقة المقاومة مع إيران وحلفائها، ملفٌّ دائم الطرح، سواء كان ذلك عقب انتصار لها، أو أثناء معركة من معاركها، أو عقب أي تحالف سياسي أو عسكري بين الطرفَين، وطرحه بشكل علمي منصف، أمرٌ ممدوح لا إشكال فيه، لكنْ هناك أطرافٌ لا تطرحه من هذا الباب، بل من باب التشويش على المقاومة ليس إلا، سواء كان التشويش سياسيًا، أم متلبسًا بلَبُوس الدين والفتوى، أو العقيدة والحفاظ عليها.

وما نتناوله هنا هو الجانب الديني، حيث إنه يُطرح بشكل فيه اعتساف من كثير ممن يتناولونه، ولسنا هنا نتحدّث عمن يلوم على المقاومة صيغَ الثناء أو المدح لإيران وحلفائها عند الشكر على مواقفهم تجاه المقاومة، فهذا سياق أو حديث مقبول، ولا إشكال فيه، فأصحابه ينطلقون من باب حرصهم على المقاومة وسمعتها.

تجد القرآن الكريم تارة يذكر الكافرين بقوله: (الذين كفروا)، فقط دون أي وصف لسلوكهم؛ لأنّه يتحدث عن موقفهم العقدي، بينما في سياقات أخرى عند حديثه عن سلوكهم يقول: (الذين كفروا وظلموا)، ومرة أخرى يقول: (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله)

لكن حديثنا عمّن يشوّشون على مجرد التحالف، وعلى قَبول المقاومة؛ أي يدِ عونٍ تمتدّ من هذا الحلف؛ بدعوى الخلاف المذهبي بين المقاومة وإيران وحلفائها، رافعين في ذلك فتاوى تصل بهم إلى التكفير، وأنهم فئة تنال من الصحابة، فكيف تقبل مقاومة إسلامية أن تمدّ يدها للتحالف أو قبول المساهمة ممن يحمل فكرًا كهذا؟

لست هنا بصدد مناقشة صحة أو عدم صحة ما ينسبونه من أفكار دينية لإيران وحلفائها، فهذا سياق آخر، لا يتّسع المقال له، لكننا سنفترض صحة ما ذهبوا إليه، ونبني النقاش على افتراض صحته، فهل فعلًا في المجال السياسي والعسكري، يرفض الإسلام التعاون أو التحالف مع فئة تحمل هذا الفكر؟

الحقيقة أنّ هذا الطرح يُبنى على مغالطة، أو جهل بطبيعة التحالفات السياسية، وموقف الشريعة منها، فالتحالفات لا تُبنى على أساس عقدي، ولا على اتفاق في الاعتقاد أو التشريع، بل تبنى دومًا على تحقيق المصلحة، ومنع الضرر، والمتأمل في القرآن الكريم، سيجد القرآن عند حديثه عن مآل مخالفيه في الاعتقاد، بأنه مآل أخرويّ واحد، لكن عند الحديث عن التعامل معهم، يجري تصنيفهم من حيث العداء والعدوان، ويختلف سياقه وكلامه في التصنيف.

فتجد القرآن الكريم تارة يذكر الكافرين بقوله: (الذين كفروا)، فقط دون أي وصف لسلوكهم؛ لأنّه يتحدث عن موقفهم العقدي، بينما في سياقات أخرى عند حديثه عن سلوكهم، ترى الحديث في القرآن يرِد بهذه الأوصاف: تارة يقول: (الذين كفروا وظلموا) النساء: 168، ومرة أخرى يقول: (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) النساء: 167، وثالثة يقول: (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى) محمد: 32.

فهذه الأوصاف المختلفة لو كان المقصود منها بيان حكمهم العقدي، لكفى القرآن حديثه عنهم بالذين كفروا، لكن إضافة أوصاف سلوكية لهم، هي مقصودة من القرآن الكريم الذي لا ترد فيه لفظة زائدة على لفظة إلا لحكمة وغاية، فمقصود منها بيان درجات ومستوى الشخصيات، حتى يتم التعامل معها وَفق هذا الوصف، فالأخف ظلمًا تختلف معاملته عن الظلوم.

وهو ما نراه في قوانين العقوبات الإلهية والوضعية، فهناك الصغائر، وهناك الكبائر، وهناك الجريمة وهناك الجنحة، رغم أنها في باب العقوبة، لكن التوصيف يختلف، كي تختلف المعاملة.

وهو ما طبّقه النبي- صلى الله عليه وسلم- في تعامله مع كفار قريش، فلم يعاملهم كلهم معاملة واحدة، رغم اتفاقهم جميعًا على حكم عقدي واحد، فمنهم من قبل التحاور معه كسُهيل بن عمرو في صلح الحديبية، ومنهم من رفض لقاءه أيضًا في السياق نفسه؛ لأنه ليس رجل حوار، ومنهم من حاربه، ومنهم من قال عنه: لو كان حيًا وطلب منه أسرى غزوة بدر لأعطاهم له، رغم أنه مات على نفس اعتقاد من حاربوه؛ لأنه كان صاحب منّة عليه، وهو المطعم بن عدي.

لذا أجاز الإسلام للمسلم الزواج بغير المسلمة الكتابية، رغم أن في دينها ما يخالف صحيح دين المسلم، سواء من حيث اعتقادها في الله- سبحانه وتعالى-، أو في النبي الذي يؤمن به المسلم، فهي لا تؤمن به، بل تعتبره كاذبًا- حاشاه-، أو ليس نبيًا، أو مدعيًا للنبوة، ومع ذلك لأن الأمر يتعلق بشأن اجتماعي، الأصل فيه: أن تكون المرأة عفيفة، بعد أن تكون كتابية، استثنى الإسلام هذا الحكم، وأحكامًا أخرى في السياق نفسه.

هذا التأسيس القرآني والنبوي مهم في التعامل مع هذه القضية ومثيلاتها؛ لأن الخلط فيها، أو تجاوزها يوقع أصحابها في خطأ أو مزلق، ربما يفوّت مصالح على الناس، أو يصيبهم بضيق أو ضرر، أما من يتعمّدون التخليط لأهداف أخرى فهذا سياق آخر.

وبناءً على ذلك فالتحالفات السياسية والعسكرية، تبنى بالأساس على الأقرب، والأصلح، ومن تأتي من ورائه المصلحة، أو ما يدفع به الضرر، وهو ما طبّقه النبي- صلى الله عليه وسلم- نفسه، فقبل تحرك مشركين من قريش قاموا بفك الحصار الذي ضُرب عليه وعلى أصحابه، في شِعْب أبي طالب، ولم يبحث عن اعتقادهم، أو الاتفاق في الاعتقاد؛ لأن الأمر يتعلق بالظلم والعدل، والحق والباطل، وللحديث عن الاعتقاد شأن وسياق آخر.

وكذلك ما حدث منه من تكفينه عبد الله بن أبي بن سلول، وقد كان رأس النفاق، وقد كان الرأس المدبر لحادث الإفك على زوجه الطاهرة، فقد كانت تحركاته، كلُّها ضررٌ بالدولة، وضررٌ بسمعة وعِرض النبي- صلى الله عليه وسلم-، وعند وفاة ابن سلول قام النبي- صلى الله عليه وسلم- بتكفينه بقميصه، وذلك ردًا لجميل قام به ابن سلول.

فعن جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما- قال: "لما كان يوم بدر أُتي بأسارى، وأُتي بالعباس ولم يكن عليه ثوب، فنظر النبي- صلى الله عليه وسلم- قميصًا، فوجدوا قميص عبد الله بن أبي يُقْدَر عليه، فكساه النبي- صلى الله عليه وسلم- إياه، فلذلك نزع النبي- صلى الله عليه وسلم- قميصه الذي ألبسه".

وقد تأول بعض العلماء ما قام به النبي- صلى الله عليه وسلم- مع ابن سلول على وجهين: أحدهما: أن يكون أراد به تألف ابنه وإكرامه، فقد كان مسلمًا بريئًا من النفاق. والوجه الآخر: أن عبد الله بن أبي كان قد كسا العباس بن عبد المطلب قميصًا، فأراد- صلى الله عليه وسلم- أن يكافئه على ذلك، لئلا يكون لمنافق عنده يد لم يجازِه عليها.

فالتحالفات السياسية والعسكرية تعتمد على اتحاد الهدف في المعركة القائمة، ولو كان هناك خلاف جذري في قضايا أو معارك أخرى، وقد وضع إمام كبير من أئمة المسلمين هذا المعيارَ الدقيق وفهمه من صلح الحديبية، وهو الإمام ابن القيم، حيث تحدّث عن بعض الأحكام التي تؤخذ منها، فقال:

(ومنها: أن المشركين، وأهل البدع والفجور، والبغاة، والظلمة، ‌إذا ‌طلبوا ‌أمرًا ‌يعظمون ‌فيه ‌حرمة من حرمات الله- تعالى-، أجيبوا إليه، وأعطوه، وأعينوا عليه، وإن منعوا غيره، فيعاونون على ما فيه تعظيم حرمات الله- تعالى-، لا على كفرهم وبغيهم، ويمنعون مما سوى ذلك، فكل من التمس المعاونة على محبوب لله- تعالى- مرضٍ له، أجيب إلى ذلك كائنًا من كان، ما لم يترتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه، وهذا من أدقّ المواضع وأصعبها وأشقها على النفوس).

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم القرآن الکریم الذین کفروا حدیثه عن

إقرأ أيضاً:

من لم يصل صلاة العيد أول يوم.. 9 حقائق قد تجعلك تندم

لعل عدد من لم يصل صلاة العيد أول يوم ليس بالقليل أولئك الذين يتهاونون في صلاة العيد ، باعتبارها من النوافل الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والتي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، بما يدفع البعض لتركها إما تكاسلًا أو فاتته بسبب النوم وغيرها من الأسباب وبالتالي ينطبق عليهم حال من لم يصل صلاة العيد أول يوم .

ويبدو أن هناك حقائق كثيرة غائبة عن هؤلاء الذين لا يؤدون صلاة العيد ، ولا يحاولون قضاءها، ولعل ما يدلل على هذا مواظبة النبي -صلى الله عليه وسلم - على صلاة العيد ، بل وأمر الرجال والنساء بأدائها، –حتى المرأة الحائض تستمع إلى خطبة العيد ولا تؤدي صلاة العيد وتكون بعيدة عن المصلى، كل هذا يضع من لم يصل صلاة العيد أول يوم في مشكلة ، كما يستحب التبكير إلى مصلى العيد بسكينة ووقار، بما يطرح سؤال ما حكم من لم يصل صلاة العيد أول يوم ، هل ضيع على نفسه الكثير عندما انضم إلى قائمة من لم يصل صلاة العيد أول يوم ؟ .

كيف تصلي صلاة العيد في البيت للرجال والنساء فردا وجماعة؟.. بـ5 خطواتماذا يحدث بعد صلاة العيد؟.. الملائكة تبشر المصلين بـ3 أرزاق في الدنياصلاة عيد الفطر بالمسجد للنساء.. 10 محظورات لمن تستعد للخروج الآنصلاة عيد الفطر اليوم.. أحكامها لتصليها مثل النبي وترقب 7 عجائبمن لم يصل صلاة العيد

ورد عن حكم من لم يصل صلاة العيد أول يوم سواء فاتته بسبب النوم، أو أنه تركها بإرادته، ففيه اختلف العلماء في حكم صلاة العيد على ثلاثة أقوال: القول الأول: أنها سنة مؤكدة، وهو مذهب الإمامين مالك والشافعي، والقول الثاني: أنها فرض على الكفاية، وهو مذهب الإمام أحمد بن حنبل، والقول الثالث: إنها واجبة على كل مسلم، فتجب على كل رجل، ويأثم من تركها من غير عذر، وهو مذهب الإمام أبي حنيفة ورواية عن الإمام أحمد.

و الراجح أن صلاة العيد سُنة مؤكدة كما قال المالكية والشافعية، مستدلين بما رواه البخاري و مسلم من حديث طلحة بن عبيد الله يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُهُ عَنِ الإِسْلاَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ»، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: «لاَ، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ». قالوا: فلو كانت صلاة العيد واجبة لبينها له رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

صلاة العيد

هناك عدة حقائق ينبغي معرفتها عن صلاة العيد ، والواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والتي قد يجهلها الكثيرون:

1- صلاة العيد تكون ركعتين تُصلى بشكلٍ يختلف عن الصلوات المفروضة المعتادة.

2- صلاة العيد سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- واظب عليها وشدد عليها.

3- صلاة العيد من النوافل التي لها قضاء، فمن فاتته يقضيها أربع ركعات.

4- لا يشترط في قضائها أن تكون بيوم العيد.

5- وقت صلاتها يبدأ بعد شروق الشمس بنحو ثلث ساعة في يوم العيد ويمتد إلى قبيل صلاة الظهر.

6- لأنها من النوافل يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.

7-صلاة العيد يصح أن تصلى جماعة ويصح أن تصلى فرادى، ويجوز أداء صلاة العيد في المنزل.

8- لا يشترط فيها الخطبة عند صلاتها في المنزل.

9- من غلبه النوم بعد صلاة الفجر ، لا يحزن لأن وقتها ممتد في وقت صلاة الضحى.

من فاتته صلاة العيد

ورد عن حكم من فاتته صلاة العيد أمس بأول أيام عيد الفطر المبارك ولم يصلها في وقتها وهو بعد شروق الشمس بنحو ثلث ساعة ، فقد ورد في الأثر ، أن الفرصة لم تضع بعد ولم يفت الأوان، حيث إن صلاة العيد تعد من النوافل ، التي لها قضاء ، فيجوز لمن فاتته صلاة العيد أن يصليها قضاءً في بقية اليوم أو في الغد أو بعده أو متى شاء كسائر السُنن والنوافل.

قضاء صلاة العيد

يجوز قضاء صلاة العيد لمن فاتته متى شاء في باقي اليوم أو في الغد وما بعده أو متى اتفق كسائر الرواتب، وإن شاء صلاها على صفة صلاة العيد بتكبير، وإلى ذلك ذهب الإمامان: مالك والشافعي -رضي الله عنهما-؛ لما رُوِيَ عن أنسٍ-رضي الله عنه-، أنه كان إذا لم يشهد العيد مع الإمام بالبصرة جمع أهله ومواليه، ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاه فيصلي بهم ركعتين، يُكَبِّرُ فيهما؛ ولأنه قضاء صلاةٍ، فكان على صفتها، كسائر الصلوات، وهو مُخَيَّرٌ، إن شاء صلاها وحدَهُ، وإن شاء في جماعة، وإن شاء مضى إلى الْمُصَلَّى، وإن شاء حيثُ شاء.

وعن قضاء صلاة العيد يجوزُ لـمن فاتَتْهُ صلاةُ العيد أن يصلِّيَ أربعَ ركعاتٍ، كصلاة التطوع، وإن أحب فصل بسلامٍ بَيْنَ كُلِّ ركعتين؛ وذلك لما رُوِي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «مَنْ فَاتَهُ الْعِيدُ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا»، ورُوِيَ عن عليّ بن أبي طالِبٍ-رضي الله عنه- أنه «أَمَرَ رَجُلا أَنْ يُصَلِّيَ بِضَعَفَةِ النَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ يَوْمَ أَضْحًى، وَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ أَرْبَعًا»؛ ولأنه قضاء صلاة العيد ، فكان أربعًا كصلاة الجمعة، وإن شاء أن يصلي ركعتين كصلاة التطوع فلا بأس؛ لأن ذلك تطوُّع.

حكم صلاة العيد

ورد أن صلاة العيد سُنة مؤكدة واظب عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمر الرجال والنساء بأدائها، –حتى المرأة الحائض تخرج للاستماع إلى خطبة العيد ولا تؤدي صلاة العيد وتكون بعيدة عن المصلى، ويستحب لمن يذهب لأداء صلاة العيد الحرص على الاغتسال وارتداء أفضل الثياب، مع التزام النساء بمظاهر الحشمة وعدم كشف العورات، والالتزام بغض البصر عن المحرمات.

 كما يستحب التبكير إلى مصلى العيد بسكينة ووقار، ويستحب الذهاب من طريق والعودة من طريق آخر، لحديث جابر رضي الله عنه: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ» رواه البخاري، ومن الحكمة في ذلك: أن يوافق تسليم الملائكة ووقوفهم على أبواب الطرقات، وأن يشهد له الطريقان بإقامة شعائر الإسلام.

حكم صلاة العيد للنساء

يستحب أن يحرص الناس جميعًا رجالًا ونساءً على صلاة العيد لما فيه من الاجتماع على الخير وإظهار الفرح والسرور، كما جاء في الحديث الذي روى البخاري ومسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- قَالَتْ: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالأَضْحَى الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِحْدَانَا لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قَالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا»، والْعَوَاتِق: هِيَ مَنْ بَلَغَتْ الْحُلُم أَوْ قَارَبَتْ، أَوْ اِسْتَحَقَّتْ التَّزْوِيج، وَذَوَات الْخُدُور هن الأبكار.

حكم صلاة العيد في البيت

ورد في حكم صلاة العيد في البيت سُنة من صلاها أخذ ثوابها ومن لم يصليها فلا وزر عليه، فصلاة العيد يصح أن تصلى جماعة ويصح أن تصلى فرادى، ويجوز أداء صلاة العيد في المنزل، حيث إذا صلى شخص صلاة الفجر، ونام، ولم يلحق بصلاة العيد، فيمكنه أن يؤديها في منزله.

موعد صلاة العيد عيد الفطر المبارك في البيت

يبدأ وقت صلاة عيد الفطر من وقت ارتفاع الشمس، أي: بعد شروقها بحوالي ثلث الساعة، ويمتد إلى زوال الشمس، أي: قبيل وقت الظهر ، وعلى المسلم ألا يحزن ويخاف من ضياع الأجر فيما اعتاد فعله من العبادات لكن منعه العذر؛ وذلك لأنَّ الأجر والثواب حاصل وثابت حال العُذر، بل إنَّ التعبُّد في البيت في هذا الوقت الذي نعاني فيه من تفشي الوباء يوازي في الأجر التعبُّد في المسجد.

صيغة تكبيرات صلاة العيد في البيت

تكون صِيغة تكبيرات صلاة العيد في البيت بالشكل التالي:" (الله اكبر، الله أكبر، لا اله إلا الله، الله أكبر، لله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمدُ لله كثيرًا، وسبحانَ الله بكرةً وأصيلًا، لا إله إلا اللهُ وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا اله إلا الله ولا نَعبد إلا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون).

كيف صلاة العيد في البيت

تعد صلاة العيد ركعتان، تُؤدى بشكلٍ يختلف عن الصلوات المفروضة المعتادة، فيبدأ المسلم بالركعة الأولى مُكبِرًا سبع تكبيراتٍ قبل القراءة، من غير تكبيرات الركوع، وخمس تكبيراتٍ في الركعة الثانية قبل القراءة أيضًا، وتبدأ الركعة الأولى بالتكبيرات ثُمَّ قراءة سورة الفاتحة، تليها سورة الأعلى أو سورة ق، أمّا الركعة الثانية فَتكبّر فيها خمس تكبيراتٍ غير تكبيرة القيام، تليها سورةُ الفاتحة وبعدها سورة الغاشية أو سورة القمر، فيجوز أداء صلاة عيد الفطر في البيت، بالكيفية التي تُصلى بها صلاة العيد، وأن يُصليها الرجل فردا أو جماعة بأهل بيته، ولا تشترط الخطبة لصلاة العيد، فإن صلى الرجل بأهل بيته فيقتصر على الصلاة دون الخطبة.

كيف تصلي صلاة العيد

ورد أن صلاة عيد الفطر المبارك سُنَّةٌ مؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي ركعتان تجزئ إقامتهما كصفة سائر الصلوات وسننها وهيئاتها -كغيرها من الصلوات-، وينوي بها صلاة العيد، هذا أقلها، وأما الأكمل في صفتها: فأن يكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام وتكبيرة الركوع، وفي الثانية خمسًا سوى تكبيرةِ القيام والركوع، والتكبيراتُ قبل القراءة.

و روي «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى سَبْعًا وَخَمْسًا، فِي الأُولَى سَبْعًا، وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا، سِوَى تَكْبِيرَةِ الصَّلاةِ»، ولما روى كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ فِي الأُولَى سَبْعًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ».

و روي «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى سَبْعًا وَخَمْسًا، فِي الأُولَى سَبْعًا، وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا، سِوَى تَكْبِيرَةِ الصَّلاةِ»، ولما روى كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ فِي الأُولَى سَبْعًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ».

سنن صلاة العيد

أن تُصلى صلاة العيد جماعة، وهي الصفة التي نَقَلها الخَلَفُ عن السلف، فإن حضر وقد سبقه الإمام بالتكبيرات أو ببعضها لم يقض هذه التكبيرات مرة أخرى؛ لأن التكبيرات سنة مثل دعاء الاستفتاح، والسُّنَّةُ أن يرفع يديه مع كل تكبيرة؛ لما روي «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ فِي الْعِيدَيْنِ».

ويُسْتَحَبُّ أن يقف بين كل تكبيرتين بقدر آية يذكر الله تعالى؛ لما رُوِيَ أن ابْنَ مَسْعُودٍ وَأَبَا مُوسَى وَحُذَيْفَةَ خَرَجَ إِلَيْهِمُ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ قَبْلَ الْعِيدِ فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا الْعِيدَ قَدْ دَنَا فَكَيْفَ التَّكْبِيرُ فِيهِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: تَبْدَأُ فَتُكَبِّرُ تَكْبِيرَةً تَفْتَتِحُ بِهَا الصَّلاةَ وَتَحْمَدُ رَبَّكَ وَتُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَدْعُو وَتُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ... الحديث، وفي رواية أخرى: فقال الأشعري وحذيفة-رضي الله عنهما-: «صَدَقَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ».

ويسن أن يقرأ بعد الفاتحة بــ"الأعلى" في الأولى و"الغاشية" في الثانية، أو بــ"ق" في الأولى و"اقتربت" في الثانية؛ كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والسُّنَّةُ أن يجهر فيهما بالقراءة لنقل الخلف عن السلف.

عدد تكبيرات صلاة عيد الفطر

تعدّدت أقوال أهل العلم في عدد تكبيرات صلاة عيد الفطر ، كالتالي:

الحنفية: يُكبّر المُصلي بعد دعاء الاستفتاح ثلاث تكبيراتٍ؛ بين كلّ تكبيرةٍ وتكبيرةٍ سكتةٌ بمقدار قول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، مع رَفْع اليدَين عند كلّ تكبيرة، ثمّ يقرأ الفاتحة وما تيسّر من القرآن، ثمّ يركع، وفي الركعة الثانية يُبسمِل، ويقرأ الفاتحة وما تيسّر من القرآن، ثمّ يُكبّر ثلاث تكبيراتٍ قبل الركوع.

المالكية: يُكبّر المُصلي ستّ تكبيراتٍ غير تكبيرة الإحرام، ويُسَنّ أن تكون قبل قراءة الفاتحة، وفي الركعة الثانية عند القيام يُكبّر خمس تكبيراتٍ غير تكبيرة القيام.

الشافعية: يُكبّر المُصلي سبع تكبيراتٍ غير تكبيرة الإحرام قَبل قراءة القرآن، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات غير تكبيرة القيام وتكون قبل القراءة؛ وقد استدلّ الشافعيّة على ذلك بما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (أنّه كان يكبر في العيدين في الركعة الأولى سبعاً، وفي الثانية خمساً قبل القراءة).

الحنابلة: يُكبّر المُصلي تكبيرة الإحرام، ثمّ يدعو بدعاء الاستفتاح، ويُكبّر بعدها ستّ تكبيراتٍ، ثمّ يتعوّذ ويقرأ الفاتحة وما تيسّر من القرآن الكريم، وفي الركعة الثانية يُكبّر خمس تكبيراتٍ قبل القراءة أيضاً؛ لِما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه: (كبّر في عيدٍ ثِنتَيْ عشرة تكبيرة؛ سبعاً في الأولى، وخمساً في الأخيرة).

مقالات مشابهة

  • هل عليه قضاؤها؟.. حكم صلاة المأموم منفردا خلف الصف
  • حكم من أكل أو شرب ناسيا في صيام الست من شوال
  • متتابعة أم متفرقة.. كيف كان النبي والصحابة يصومون الست من شوال؟
  • هل تسير إيران نحو مواجهة محتومة مع ترامب وما هي أوراق المقاومة؟
  • من لم يصل صلاة العيد أول يوم.. 9 حقائق قد تجعلك تندم
  • إيران: حسب معلوماتنا فإن الولايات المتحدة تسلمت ردنا واطلعت عليه
  • لماذا أمر النبي المرأة الحائض بالحضور في صلاة العيد؟ لتحصد هذه المكافأة الربانية
  • صلاة عيد الفطر اليوم.. أحكامها لتصليها مثل النبي وترقب 7 عجائب
  • دعاء وداع شهر رمضان.. النبي أوصى بـ3 أدعية تعوضك كل ما حرمت
  • وزارة الشئون النيابية تهنىء الشعب المصري والأمة الإسلامية بعيد الفطر