باتت التغيرات المناخية تشكل تحديا كبيرا أمام شركات الطيران حول العالم، بل وأصبحت خطرا بشكل عام على القطاع الحيوي، الذي يلعب دورا مهما في ربط الأشخاص والأماكن في أنحاء العالم.

أدركت صناعة الطيران الحاجة الملحة إلى الأخذ بعين الاعتبار عوامل تغير المناخ، وأهمية الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وذلك دعماً لاتفاقية باريس للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، والحرص على عدم تجاوز درجة حرارة الأرض 1.

5 درجة مئوية، من خلال استراتيجية من أربعة محاور للحد من الانبعاثات.

75% من تأخيرات رحلات الطيران سببها التغيرات المناخية

تستثمر الحكومات في المنطقة مثل حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية بكثافة في حلول الطاقة النظيفة للمساعدة في تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 و2060 على التوالي، حيث أدى تغير المناخ أيضا إلى ازدياد الظواهر الجوية القاسية، والمتمثلة في الفيضانات الشديدة، وارتفاع منسوب مياه البحر، والأعاصير التي باتت أكثر تواترا، حيث باتت منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص تتعرض للتهديدات بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث شهدت المنطقة تأثيرات تغير المناخ في السنوات والأشهر الأخيرة بشكل جلي، حيث تركت هذه الأحداث الجوية تأثيراً كبيراً على عمليات الطيران.

التغيرات المناخية وحركة الطيران

بحسب التقارير الدولية، فإن التأخيرات والاضطرابات الناجمة عن الظروف الجوية تمثل نسبة 75% من تأخيرات الحركة الجوية، وهو ما يزيد من تكاليف شركات الطيران كل عام مليارات إضافية من الدولارات، وتتمثل على هيئة وقود إضافي، وتكاليف صيانة، ومصاريف الطواقم، وتعويضات للركاب. كما أن هذه الاضطرابات قد تسبب في تعرض سلامة الركاب وأفراد الطاقم للخطر عند وقوع أحداث مناخية غير متوقعة، مثل اضطرابات الهواء الصافي (CAT) التي تكون غير مرئية، ويصعب التنبؤ بها قبل الرحلة.

دور التكنولوجيا في رؤية الطقس

وأظهرت الأبحاث الحديثة التي نشرت هذا الصيف من جامعة ريدينج البريطانية، زيادة كبيرة في اضطرابات الهواء الصافي على مدى العقود الأربعة الماضية بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، وهو ما يزيد من هذه الاضطرابات التي تؤثر على الملاحة الجوية بشكل كبير، حيث يتناول زعماء العالم المجتمعين في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 كيفية معالجة تغير المناخ، الذي يعتبر التحدي الأكبر الذي يواجه العالم اليوم.

جرت العادة أن يرسل الطيارون تقاريرهم عن المناطق التي تتواجد فيها اضطرابات الهواء الصافي غير المتوقع (أثناء أو بعد الرحلة إلى العمليات الأرضية)، وذلك لتنبيه الطيارات التي تحلق في تلك الأجواء لتعمل على تجنب هذه الاضطرابات غير المتوقعة، إلا أن صناعة الطيران بحاجة لأدوات أكثر تقدماً لتوفر رؤية تنبؤية عن الطقس، وتوقع هذه الظروف بشكل مسبق.

التغيرات المناخية ورحلات الطيران

يحتاج الطيارون والعاملون في مراكز المراقبة الجوية إلى معرفة جودة الطقس في الوقت الفعلي، وذلك حرصاً على سلامة الطيران، لتتكيف خطط الطيران، وليعمل الطيارون على تجنب الظروف الجوية السيئة. نعلم جيداً أن الطقس هو أحد أكبر التحديات التي يواجهها الطيارون، ويعتمد العاملون في مراكز المراقبة الجوية على معلومات الطقس باعتبارهم المسؤولين عن خطط الطيران، من أجل احتساب حجم الوقود اللازم للوصول، كما تقع عليهم مسؤولية توقع إمكانية تحويل الرحلة، وتحديد عمليات الإلغاء في حال وجود مخاوف متعلقة بالسلامة.

تعزيز التكيف المناخي

قامت شركة سيتا، المزود الرائد في خدمات تكنولوجيا المعلومات في قطاع النقل الجوي، بتطوير حلول لمساعدة قطاع الطيران على مواجهة تحديات الطقس، حيث تقدم حلولاً فريدة تجمع بين العديد من مصادر المعلومات الجوية، لضمان دقة وموثوقية التنبؤات الجوية، تكون من شانها مساعدة الطيارين في توفير حلول حول توقعات جوية رباعية الأبعاد، وتتمتع بدقة عالية، لتساعدهم على رسم خطط الرحلة رغم تقلبات الطقس. 

وتوفر الواجهة التي تتميز بسهولة استخدامها معلومات حيوية تشمل موقع الطائرة، واستهلاك الوقود، وتقارير الطيار التي تتضمن مراقبة اضطرابات الهواء الصافي، ومن خلال هذه الرؤية الشاملة للأحوال الجوية، تساعد حلول سيتا الطيارين المحترفين من اتخاذ قرارات تحديد المسارات الأفضل للرحلة، وتقليل وقت انتظار الطائرات على الأرض نتيجة للظروف الجوية السيئة بنسبة تصل إلى 60%.

التغيرات المناخية ورحلات الطيران

في ظل التزام قطاع الطيران بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، فإن معالجة تأثير التغيرات المناخية على عمليات الطيران يعد أولوية رئيسية للحد من مخاطر المناخ، وذلك من خلال الاستفادة من أحدث التقنيات لزيادة الوعي بالوضع وتسهيل اتخاذ القرارات الاستباقية، لتُمكن القطاع من ضمان سفر أكثر أماناً وكفاءة.

تحويل المطارات المصرية إلى صديقة للبيئة

وهو ما تنتجهه الدولة المصرية أيضا، وقطاع الطيران في مصر، الذي يضع في مقدمة أولوياته قضايا التغيرات المناخية واستخدام الطاقة النظيفة من أجل السعى نحو تنفيذ الهدف الطموح وهو صفر انبعاثات كربونية تماشيًا مع رؤية الدولة المصرية٢٠٣٠؛ هذا إلى جانب تحويل المطارات المصرية إلى"صديقة للبيئة" والتركيز علي استخدام الطاقة المتجددة وترشيد استهلاك الكهرباء والاعتماد على الطاقة الشمسية؛ وخفض الانبعاثات الكربونية الصادرة عن الطائرات والاتجاه إلى استخدام الوقود الحيوي مع الالتزم بكافة التعليمات والتوصيات الصادرة عن منظمة الطيران المدنى الدولية ووفقًا لأهداف الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050 التى تهدف الدولة المصرية من خلالها الحد من تداعيات تغير المناخ ومجابهة الأثار السلبية للتغيرات الناجمة عنه.

من خلال أيضا، تعزيز فرص الاستفادة ممثلة في استخدام الوقود الحيوي على رحلات الطيران للناقل الوطني مصر للطيران، وتطبيق الإجراءات الدولية المتبعة في خفض انبعاثات الكربون الناتجة عن الطائرات بالإضافة إلى التخلص التدريجي من البلاستيك أحادي الاستعمال الضار بالبيئة بما يسهم في تقليل الإستهلاك للوقود بنسبة 20٪ تقريبًا.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التغیرات المناخیة تغیر المناخ من خلال

إقرأ أيضاً:

اضطراب كبير في حركة الطيران بالشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل

سارعت العديد من شركات الطيران العالمية لتجنب العبور بالقرب من منطقة الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط، بعد أن أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل أمس الثلاثاء، فيما أغلقت بعض دول الجوار لإسرائيل مجالها الجوي مؤقتًا.
وقال متحدث باسم خدمة فلايت رادار 24 لتتبع الرحلات الجوية إنه جرى تحويل الرحلات “لأي وجهة متاحة”. وذكرت خدمة فلايت رادار 24 أن مدينتي إسطنبول وأنطاليا في جنوب تركيا شهدتا ازدحامًا كبيرًا مما أجبر بعض شركات الطيران على تحويل الطائرات جنوبًا.
وأظهرت لقطة لحركة النقل الجوي في المنطقة أن الطائرات تسير فيما يشبه الأقواس الواسعة شمالاً وجنوبًا ليتم تحويل العديد منها للقاهرة وإسطنبول.
كما علقت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى المنطقة أو تجنبت استخدام المجال الجوي المتأثر، وفقًا لـ”سكاي نيوز عربية”.
ووجهت منظمة يوروكونترول، وهي الوكالة الأوروبية لمراقبة سلامة الحركة الجوية، في وقت سابق تحذيرًا للطيارين من الصراع المتصاعد، وقالت في نشرة ملاحية عاجلة أمس الثلاثاء: “تم إطلاق هجوم صاروخي كبير ضد إسرائيل في الدقائق القليلة الماضية. وفي الوقت الحالي تخضع البلاد بأكملها لتحذير من الهجمات الصاروخية”. وأعلنت بعد وقت قصير من ذلك إغلاق المجال الجوي الأردني والعراقي، فضلاً عن إغلاق نقطة عبور رئيسية إلى المجال الجوي الذي تسيطر عليه قبرص.
وقالت نشرة خاصة بطيارين عراقيين إن المجال الجوي العراقي الذي تسيطر عليه بغداد أغلق حتى إشعار آخر بسبب مخاوف أمنية. وأعلنت وزارة النقل لاحقًا إعادة فتح المجال الجوي أمام الرحلات المدنية القادمة والمغادرة من المطارات العراقية.
ولفتت خدمة فلايت رادار 24 على موقع إكس إلى أن “الأمر سيتطلب بعض الوقت قبل أن تعود الحركة الجوية لنشاطها مجددًا”.
يذكر أن إيران شنت ضربات صاروخية على إسرائيل ردًا على الحملة التي تشنها على جماعة حزب الله في لبنان، وتوعدت إسرائيل “برد مؤلم”.

مقالات مشابهة

  • حزن كبير ومقابر جماعية في لبنان.. تقريرٌ أميركي يرصد المأساة!
  • السيطرة على التغيرات المناخية.. خطة لتعبئة المحيطات بالحديد لإزالة 50 مليار طن كربون بحلول 2100.. خبراء: الكربون المُذاب بالمحيطات 25% وتحلل الطحالب يؤثر على الكائنات البحرية وينتج غاز الميثان
  • التغيرات المناخية والصحة النفسية| التأثيرات وسبل التكيف
  • الخارجية الأمريكية: نعمل على زيادة عدد رحلات الطيران للراغبين في مغادرة لبنان
  • مركز معلومات الوزراء يحلل مدى تأثير التغيرات المناخية عالميا على القطاع التعليمي.. وخبيرة تربوية تؤكد ضرورة دمج التوعية البيئية ضمن المناهج التعليمية لمساعدة الطلاب على فهم التحديات
  • إيران تعلن عن قرار جديد بشأن أجوائها أمام رحلات الطيران
  • «طاقة النواب» توافق على اتفاقية مبادرة التغيرات المناخية مع الولايات المتحدة
  • لجنة الطوارئ تطلع جهوزية البنية التحتية لمركز الأرصاد الجوية للتعامل مع التقلبات المناخية
  • اضطراب كبير في حركة الطيران بالشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل
  • المرشح لمنصب نائب الرئيس الأمريكي: يجب أخذ مخاوف التغيرات المناخية بجدية