تحدٍ كبير أمام الحكومات.. تقرير: 75% من تأخيرات رحلات الطيران سببها التغييرات المناخية
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
باتت التغيرات المناخية تشكل تحديا كبيرا أمام شركات الطيران حول العالم، بل وأصبحت خطرا بشكل عام على القطاع الحيوي، الذي يلعب دورا مهما في ربط الأشخاص والأماكن في أنحاء العالم.
أدركت صناعة الطيران الحاجة الملحة إلى الأخذ بعين الاعتبار عوامل تغير المناخ، وأهمية الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وذلك دعماً لاتفاقية باريس للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، والحرص على عدم تجاوز درجة حرارة الأرض 1.
75% من تأخيرات رحلات الطيران سببها التغيرات المناخية
تستثمر الحكومات في المنطقة مثل حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية بكثافة في حلول الطاقة النظيفة للمساعدة في تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 و2060 على التوالي، حيث أدى تغير المناخ أيضا إلى ازدياد الظواهر الجوية القاسية، والمتمثلة في الفيضانات الشديدة، وارتفاع منسوب مياه البحر، والأعاصير التي باتت أكثر تواترا، حيث باتت منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص تتعرض للتهديدات بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث شهدت المنطقة تأثيرات تغير المناخ في السنوات والأشهر الأخيرة بشكل جلي، حيث تركت هذه الأحداث الجوية تأثيراً كبيراً على عمليات الطيران.
التغيرات المناخية وحركة الطيرانبحسب التقارير الدولية، فإن التأخيرات والاضطرابات الناجمة عن الظروف الجوية تمثل نسبة 75% من تأخيرات الحركة الجوية، وهو ما يزيد من تكاليف شركات الطيران كل عام مليارات إضافية من الدولارات، وتتمثل على هيئة وقود إضافي، وتكاليف صيانة، ومصاريف الطواقم، وتعويضات للركاب. كما أن هذه الاضطرابات قد تسبب في تعرض سلامة الركاب وأفراد الطاقم للخطر عند وقوع أحداث مناخية غير متوقعة، مثل اضطرابات الهواء الصافي (CAT) التي تكون غير مرئية، ويصعب التنبؤ بها قبل الرحلة.
دور التكنولوجيا في رؤية الطقس
وأظهرت الأبحاث الحديثة التي نشرت هذا الصيف من جامعة ريدينج البريطانية، زيادة كبيرة في اضطرابات الهواء الصافي على مدى العقود الأربعة الماضية بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، وهو ما يزيد من هذه الاضطرابات التي تؤثر على الملاحة الجوية بشكل كبير، حيث يتناول زعماء العالم المجتمعين في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 كيفية معالجة تغير المناخ، الذي يعتبر التحدي الأكبر الذي يواجه العالم اليوم.
جرت العادة أن يرسل الطيارون تقاريرهم عن المناطق التي تتواجد فيها اضطرابات الهواء الصافي غير المتوقع (أثناء أو بعد الرحلة إلى العمليات الأرضية)، وذلك لتنبيه الطيارات التي تحلق في تلك الأجواء لتعمل على تجنب هذه الاضطرابات غير المتوقعة، إلا أن صناعة الطيران بحاجة لأدوات أكثر تقدماً لتوفر رؤية تنبؤية عن الطقس، وتوقع هذه الظروف بشكل مسبق.
التغيرات المناخية ورحلات الطيرانيحتاج الطيارون والعاملون في مراكز المراقبة الجوية إلى معرفة جودة الطقس في الوقت الفعلي، وذلك حرصاً على سلامة الطيران، لتتكيف خطط الطيران، وليعمل الطيارون على تجنب الظروف الجوية السيئة. نعلم جيداً أن الطقس هو أحد أكبر التحديات التي يواجهها الطيارون، ويعتمد العاملون في مراكز المراقبة الجوية على معلومات الطقس باعتبارهم المسؤولين عن خطط الطيران، من أجل احتساب حجم الوقود اللازم للوصول، كما تقع عليهم مسؤولية توقع إمكانية تحويل الرحلة، وتحديد عمليات الإلغاء في حال وجود مخاوف متعلقة بالسلامة.
تعزيز التكيف المناخي
قامت شركة سيتا، المزود الرائد في خدمات تكنولوجيا المعلومات في قطاع النقل الجوي، بتطوير حلول لمساعدة قطاع الطيران على مواجهة تحديات الطقس، حيث تقدم حلولاً فريدة تجمع بين العديد من مصادر المعلومات الجوية، لضمان دقة وموثوقية التنبؤات الجوية، تكون من شانها مساعدة الطيارين في توفير حلول حول توقعات جوية رباعية الأبعاد، وتتمتع بدقة عالية، لتساعدهم على رسم خطط الرحلة رغم تقلبات الطقس.
وتوفر الواجهة التي تتميز بسهولة استخدامها معلومات حيوية تشمل موقع الطائرة، واستهلاك الوقود، وتقارير الطيار التي تتضمن مراقبة اضطرابات الهواء الصافي، ومن خلال هذه الرؤية الشاملة للأحوال الجوية، تساعد حلول سيتا الطيارين المحترفين من اتخاذ قرارات تحديد المسارات الأفضل للرحلة، وتقليل وقت انتظار الطائرات على الأرض نتيجة للظروف الجوية السيئة بنسبة تصل إلى 60%.
التغيرات المناخية ورحلات الطيرانفي ظل التزام قطاع الطيران بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، فإن معالجة تأثير التغيرات المناخية على عمليات الطيران يعد أولوية رئيسية للحد من مخاطر المناخ، وذلك من خلال الاستفادة من أحدث التقنيات لزيادة الوعي بالوضع وتسهيل اتخاذ القرارات الاستباقية، لتُمكن القطاع من ضمان سفر أكثر أماناً وكفاءة.
تحويل المطارات المصرية إلى صديقة للبيئة
وهو ما تنتجهه الدولة المصرية أيضا، وقطاع الطيران في مصر، الذي يضع في مقدمة أولوياته قضايا التغيرات المناخية واستخدام الطاقة النظيفة من أجل السعى نحو تنفيذ الهدف الطموح وهو صفر انبعاثات كربونية تماشيًا مع رؤية الدولة المصرية٢٠٣٠؛ هذا إلى جانب تحويل المطارات المصرية إلى"صديقة للبيئة" والتركيز علي استخدام الطاقة المتجددة وترشيد استهلاك الكهرباء والاعتماد على الطاقة الشمسية؛ وخفض الانبعاثات الكربونية الصادرة عن الطائرات والاتجاه إلى استخدام الوقود الحيوي مع الالتزم بكافة التعليمات والتوصيات الصادرة عن منظمة الطيران المدنى الدولية ووفقًا لأهداف الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050 التى تهدف الدولة المصرية من خلالها الحد من تداعيات تغير المناخ ومجابهة الأثار السلبية للتغيرات الناجمة عنه.
من خلال أيضا، تعزيز فرص الاستفادة ممثلة في استخدام الوقود الحيوي على رحلات الطيران للناقل الوطني مصر للطيران، وتطبيق الإجراءات الدولية المتبعة في خفض انبعاثات الكربون الناتجة عن الطائرات بالإضافة إلى التخلص التدريجي من البلاستيك أحادي الاستعمال الضار بالبيئة بما يسهم في تقليل الإستهلاك للوقود بنسبة 20٪ تقريبًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التغیرات المناخیة تغیر المناخ من خلال
إقرأ أيضاً:
عميد هندسة الأزهر يشارك في مؤتمر التغيرات المناخية cop29 بأذربيجان
شارك الدكتور محمد جلال، عميد كلية الهندسة بقنا، في المؤتمر الدولي للتغيرات المناخية COP 29 بعد فوزه في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية.
الأزهر للفتوى يوضح أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد الأوقاف: اعتماد 82 خطيبًا بالمكافأة من المحالين للمعاشهذا، وقد وجهت منظمة الأمم المتحدة دعوة للدكتور محمد جلال لحضور المؤتمر الدولي للتغيرات المناخية COP 29؛ حرصًا من المبادرة الوطنية لعرض المشروعات الفائزة في هذا المؤتمر الدولي المهم الذي تنظمه الأمم المتحدة بدولة أذربيجان وتشارك فيه أكثر من 200 دولة من دول العالم.
هذا وقام الدكتور محمد جلال بعرض المشروع وإلقاء محاضرة عنه بوجود الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الأقتصادية، وفي وجود الوفد المصري والشركاء الدوليين في أثناء فعاليات الموتمر بدولة أذربيجان، وقد تقدم للمبادرة عدد 5731 مشروعًا على مستوى الجمهورية، فاز منها 18 مشروعًا في 6 مجالات مختلفة من خلال لجنة تحكيم وطنية برئاسة الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتنمية المستدامة، والسفير هشام بدر، مساعد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المشرف العام على المبادرة.
وأوضح جلال أن المشروع الذي تقدم به تضمن ابتكار لتطوير تصميم وتنفيذ وحدة لمعالجة مياه الصرف الصناعي متعددة الأغراض باستخدام التكنولوجيا الخضراء صديقة البيئة منخفضة التكاليف والتي تعمل بالتحكم الرقمي.
وأضاف جلال أن الابتكار الجديد يتميز بأنه يستخدم في المصانع كثيفة الاستهلاك للمياه، مثل: مصانع الورق، والبتروكيماويات، والرخام والجرانيت، ومصانع الحديد، والمنسوجات والأصباغ.
مشيرًا إلى أن الابتكار يعالج ويسترجع 95 ٪ من المياه المستخدمة في العمليات الصناعية وإعادة استخدامها مرة أخرى بشكل آمن، كما أنه يوفر تكلفة كبيرة، ويحافظ على ثروة مصر المائية من المياه التي تستخدم في المصانع، ويضمن الصرف الآمن للحفاظ على البيئة.
جدير بالذكر أن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الاقتصادية يتم تنفيذها تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتشكلت بقرار من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، وتنفذها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ويشرف عليها السفير هشام بدر.