العراق جاء بالصدارة.. قائمة بأكبر 5 صفقات نفطية في تشرين الثاني
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
السومرية نيوز – اقتصاد
شهدت أكبر 5 صفقات نفطية في نوفمبر/تشرين الثاني (2023) حضورًا قويًا من جانب العراق والجزائر، مع تزايد أعمال التطوير والاستثمار بقطاعات النفط في كلا البلدين، بحسب تقرير لمنصة الطاقة المتخصصة.
وتتزايد أهمية النفط مع تصاعد أزمة الطاقة العالمية، في توقيت تشهد فيه الأسواق حالة من الارتباك، بسبب استمرار تطبيق الخفض الطوعي لإنتاج النفط، الذي أعلنته دول أعضاء في تحالف أوبك+، في مقدمتها المملكة العربية السعودية وروسيا، بهدف السيطرة على الأسواق ومنع المضاربات.
وجاء العراق في صدارة أكبر 5 صفقات نفطية في نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك من خلال اتفاقات كبرى تتعلق بالاستثمار والإنتاج والتطوير في حقلي "غرب القرنة 1" و"غرب القرنة 2" من جانب شركات عالمية، في حين جاءت استثمارات أجنبية إلى الجزائر لتدخلها القائمة من باب واسع.
وفي هذا التقرير، ترصد منصة الطاقة المتخصصة، قائمة أكبر 5 صفقات نفطية في نوفمبر/تشرين الثاني، والتي تسهم بدور مهم بتعزيز وجود الخام في الأسواق العالمية، من خلال عمليات تجارية، أو استثمارات في مجالات الاستكشاف والبحث والتطوير والإنتاج، والتي جاءت على النحو التالي:
بتروتشاينا الصينية في العراق
تَصدَّر العراق قائمة أكبر 5 صفقات نفطية في نوفمبر/تشرين الثاني، بعد إعلانه منح شركة بتروتشاينا الصينية (Petro China) الحق في أن تصبح المشغّل الرئيس لحقل غرب القرنة 1، بدلًا من شركة إكسون موبيل (Exxon Mobil) التي انسحبت منه.
وجاءت هذه الصفقة بموجب اتفاق تسوية أجرته وزارة النفط العراقية مع شركة الطاقة الأميركية العملاقة، بهدف وضع اللمسات النهائية على تخارجها من هذا الحقل، وفق منصة الطاقة المتخصصة.
وبموجب الاتفاق، الذي تمّ في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، فإن شركة بتروتشاينا الصينية ستمتلك الحصة الكبرى بحقل غرب القرنة 1 في العراق، بعد مغادرة شركة إكسون موبيل لهذه الحصة، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
ولفت معاون مدير شركة نفط البصرة لشؤون الحقول وجولات التراخيص، حسن محمد، إلى توقيع "اتفاقية بيع" لترتيب الأمور المالية لاستكمال استحواذ شركة نفط البصرة على حصة إكسون موبيل، إذ يتضمن الاتفاق البيع التزامًا بحلّ قيمة الضريبة المطلوبة من الشركة الأميركية مقابل بيع حصتها لبتروتشاينا.
حقل غرب القرنة 2 العراقي
إلى جانب الصفقة الأولى الخاصة بحقل غرب القرنة 1، عزز العراق وجوده على رأس قائمة أكبر 5 صفقات نفطية في نوفمبر/تشرين الثاني، بعقد اتفاقية جديدة مع شركة لوك أويل "Luk oil" الروسية، لتطوير حقل غرب القرنة 2 النفطي.
وأعلنت الشركة الروسية في بيان، أنها وقّعت الاتفاق لتحسين الظروف في الحقل العراقي، وتمديد عقد الخدمات مع وزارة النفط المسؤولة عن الحقل لمدة 10 سنوات أخرى، مؤكدة أن الاتفاق سيؤدي إلى مضاعفة قدرة الحقل تدريجيًا.
ويعدّ حقل غرب القرنة 2 أحد أكبر حقول النفط في العالم، وهو يقع في الجزء الجنوبي من العراق، على بُعد 65 كيلومترًا شمال غرب البصرة، وتبلغ الاحتياطيات الأولية القابلة للاستخراج فيه نحو 14 مليار برميل.
يشار إلى أن العقد الأول الموقّع بين العراق وشركة لوك أويل الروسية، والذي جُدِّد لمدة 10 سنوات أخرى، وُقِّعَ للمرة الأولى في 12 ديسمبر/كانون الأول 2009، لتطوير الحقل، وفي 31 يناير/كانون الثاني 2010، وُقِّع عقد الخدمات لتطوير محطة غرب القرنة 2 وإنتاجها.
أديس السعودية في الجزائر
شهدت قائمة أكبر 5 صفقات نفطية في نوفمبر/تشرين الثاني حضورًا للسعودية والجزائر، من خلال تعزيز شركة أديس لخدمات حقول النفط وجودها في الجزائر، بعقدين طويلَي الأمد مع شركة سوناطراك.
وتعمل شركة أديس السعودية القابضة -وهي إحدى الشركات العالمية الرائدة في تقديم خدمات الحفر والإنتاج لقطاع النفط والغاز- على توسيع نطاق عملياتها بمنطقة جنوب شرق آسيا، إلى جانب دول الشرق الأوسط، مثل الجزائر.
وبموجب الصفقة الموقّعة بين أديس السعودية وسوناطراك الجزائرية، تمكنت الشركة من تأمين عقد لمدة 5 سنوات، لمنصتين من منصاتها البرية، وهما أديس 810 "ADES 810"، وأديس 815 "ADES 815" اللتين تعملان حاليًا في مصر.
ومن المتوقع أن ينطلق العمل مع سوناطراك في الجزائر –بموجب الصفقة الجديدة التي دفعت بالشركتين إلى قائمة أكبر 5 صفقات- نفطية في نوفمبر/تشرين الثاني، خلال النصف الثاني من العام المقبل 2024، وفق منصة الطاقة المتخصصة.
سينوبك الصينية في سريلانكا
ضمن أكبر 5 صفقات نفطية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، جاءت صفقة سريلانكا مع شركة سينوبك Sinopec، لتدشين مشروع في البلاد باستثمارات مليارية، وفق منصة الطاقة المتخصصة.
وتأتي الصفقة ضمن جهود مصافي النفط الصينية للتوسع خارج حدود البلاد؛ إذ قال وزير الطاقة السريلانكي كانتشانا ويجسكرا، إن بلاده قبلت عرض سينوبك الصينية ببناء مصفاة نفط عملاقة على أراضيها.
ومن شأن الصفقة الجديدة أن تدعم الاستثمارات الأجنبية في سريلانكا، التي تعاني من أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ 70 عامًا، إذ عرضت الشركة الصينية بناء المصفاة في سريلانكا باستثمارات تبلغ 4.5 مليار دولار أميركي على الأقل.
وفي مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن مسؤول في سينوبك أن الشركة الصينية ستباشر إعداد التصميم الهندسي لمصفاة النفط الجديدة، متضمنًا المساحة والإعدادات الفنية، فور الحصول على موافقة حكومة سريلانكا.
زيادة إنتاج النفط النيجيري
توصلت الحكومة النيجيرية إلى صفقة مع توتال إنرجي (TotalEnergies) الفرنسية، أدخلتها ضمن أكبر 5 صفقات نفطية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لإطلاق حملة حفر جديدة قبالة سواحل البلاد، مع بدء حفر أول بئر تطوير في مشروع "أكبو ويست".
وهذه البئر التطويرية تعدّ الأولى بين 3 آبار مقررة في الحقل الواقع ضمن ترخيص الإنتاج "أو إم إل 130"، إذ من المتوقع ربط الآبار الـ3 بسفينة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتعدّ توتال إنرجي أبستريم نيجيريا، مشغّل الترخيص "أو إم إل 130" بحصّة قدرها 24%، بشراكةً مع سينوك الصينية (CNOOC) بحصّة 45%، وشركة سابترو النيجيرية (Sapetro) بحصّة 15%، وشركة برايم 130 النيجيرية (Prime 130) بحصّة 16%، وشركة النفط الوطنية النيجيرية، صاحبة امتياز عقد الإنتاج المشترك.
وبموجب الصفقة المندرجة ضمن أكبر 5 صفقات نفطية في نوفمبر/تشرين الثاني، ستُربط الآبار بسفينة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة "أكبو"، إذ تتوقع توتال إنرجي بدء الإنتاج من هذا المشروع ذو الدورة القصيرة بحلول نهاية العام الجاري 2023، وفق ما نقلته منصة أوفشور إنرجي (Offshore Energy).
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: غرب القرنة 1 غرب القرنة 2 مع شرکة
إقرأ أيضاً:
ضغوط أميركية على العراق لاستئناف صادرات نفط كردستان وبغداد تنفي
أكد فرهاد علاء الدين مستشار الشؤون الخارجية لرئيس الوزراء العراقي لرويترز -اليوم السبت- أن بغداد تنفي تقارير تحدثت عن احتمال مواجهة البلاد عقوبات أميركية إذا لم تُستأنف صادرات النفط من إقليم كردستان.
وقال علاء الدين إنه "لا صحة للتقارير الإعلامية التي تزعم وجود تهديدات بفرض عقوبات على العراق في حال عدم استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان".
وأضاف "في جميع الاتصالات التي جرت مع الإدارة الأميركية مؤخرا، لم يكن هناك أي تهديد بفرض عقوبات أو أي شكل من أشكال الضغط على العراق".
وأمس الجمعة، قالت 8 مصادر مطلعة لرويترز إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضغط على الحكومة العراقية للسماح باستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق إلى الأسواق العالمية عبر تركيا، أو مواجهة عقوبات إلى جانب إيران.
ويأتي ذلك في إطار سياسة "الضغوط القصوى" التي تمارسها واشنطن على طهران، والتي تهدف إلى تصفير صادرات النفط الإيرانية وعزلها عن الاقتصاد العالمي، بحسب رويترز.
وكان وزير النفط العراقي قد أعلن -الاثنين الماضي- بشكل مفاجئ أن الصادرات من كردستان ستُستأنف الأسبوع المقبل، بعد توقف دام قرابة عامين أدى إلى انقطاع إمدادات 300 ألف برميل يوميا كانت تصل إلى الأسواق العالمية عبر تركيا.
إعلانوأفادت 8 مصادر من بغداد وواشنطن وأربيل بأن الضغوط المتزايدة من إدارة ترامب كانت السبب الرئيسي وراء هذا الإعلان، لكن لم يتم الكشف بعد عن تفاصيل المعالجة الفنية للعراقيل التي تعترض عملية الاستئناف.
التوتر متزايدتعتبر طهران العراق حليفًا رئيسيًّا في دعم اقتصادها المتضرر من العقوبات، لكن بغداد، التي تُعد شريكًا مهمًّا للولايات المتحدة، تخشى أن تتعرض لضغوط أميركية بسبب علاقتها مع إيران، وفق رويترز.
وذكرت المصادر أن واشنطن طلبت من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قطع العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع إيران. كما أكدت رويترز أن البنك المركزي العراقي منع 5 بنوك خاصة من الحصول على الدولار بعد طلب من وزارة الخزانة الأميركية.
وقال مسؤول عراقي مطلع على عمليات شحن الخام إلى إيران إن واشنطن تضغط على بغداد لضمان تصدير النفط الكردي إلى الأسواق العالمية عبر تركيا بدلا من بيعه بأسعار منخفضة لإيران.
عقبات فنيةوأوقفت تركيا خط الأنابيب في مارس/آذار 2023 بعد قرار غرفة التجارة الدولية بإلزام أنقرة بدفع 1.5 مليار دولار تعويضًا لبغداد عن صادرات غير مصرح بها بين 2014 و2018.
وذكرت رويترز أن عدة قضايا لا تزال عالقة، منها آلية الدفع، وتسعير النفط، وصيانة الخط، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق في الاجتماعات الأخيرة بين بغداد وأربيل.
وأشار مصدر مطلع إلى أن الحكومة العراقية تريد استئناف الصادرات دون تقديم التزامات مالية إلى حكومة إقليم كردستان، مما يثير مخاوف لدى الشركات النفطية العاملة هناك.
وقال تنفيذيون في شركة "دي إن أو" النرويجية إنهم لن يوافقوا على استئناف الصادرات قبل التأكد من آلية المدفوعات واستعادة 300 مليون دولار مقابل عمليات تسليم سابقة قبل إغلاق خط الأنابيب.
إعلانوقد يؤدي استئناف تصدير النفط من كردستان إلى إثارة مشكلات داخل تحالف أوبك بلس، حيث تتعرض بغداد لضغوط للالتزام بحصتها الإنتاجية في إطار اتفاق خفض الإنتاج.
ووفقًا لجيوفاني ستونوفو، محلل السلع في بنك "يو بي إس"، فإن التأثير الإجمالي لاستئناف تشغيل الخط قد يكون محدودًا، لأن العراق ملتزم بحصته الإنتاجية داخل أوبك بلس، مما يعني أنه لن يضخ كميات إضافية للسوق، بل سيعيد توزيع صادراته فقط.
وفي هذا السياق، قال أولي هانسن، رئيس قطاع إستراتيجية السلع في ساكسو بنك، إن استئناف صادرات كردستان قد يساعد في تعويض النقص في الإمدادات الناتج عن تعطل الإنتاج في كازاخستان، بعد الهجوم الأوكراني الأخير على محطة ضخ في جنوب روسيا.
ضغوط أميركية متزايدةمنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025، استأنفت واشنطن حملة "أقصى الضغوط" على إيران، حيث أمر ترامب وزير الخزانة الأميركي بضمان عدم قدرة إيران على استخدام النظام المالي العراقي.
ووفقًا لمسؤولين أميركيين، فإن استئناف صادرات النفط من كردستان سيساعد في تخفيف الضغوط على الأسواق العالمية، خاصة مع احتمال انخفاض حاد في صادرات النفط الإيرانية، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط عالميا.
وقال مسؤول في البيت الأبيض: "ليس من المهم للأمن الإقليمي فقط أن يُسمح لشركائنا الأكراد بتصدير نفطهم، بل وأيضًا للحفاظ على استقرار أسعار الوقود عالميا".