ذا كلايميت ترايب وجائزة حمدان الدولية للتصوير تتعاونان لتعزيز أثر التصوير في العمل المناخي
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
وقعت منصة ذا كلايميت ترايب وجائزة حمدان الدولية للتصوير، اتفاقية تعاون لتسخير فن التصوير للمساهمة في تعزيز العمل المناخي والنهوض به.
وقعت الاتفاقية عن المنصة، الشيخة شمّا بنت سلطان بن خليفة آل نهيان الرئيس والمدير التنفيذي في منصة ذا كلايميت ترايب، فيما وقعها عن الجائزة، سعادة علي بن ثالث، الأمين العام لجائزة حمدان الدولية للتصوير، وذلك في جناح المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، ليكون ذلك بمثابة إعلان عن بدء شراكة ملهمة للوعي البيئي العالمي والعمل المناخي المؤثر نحو الاستدامة.
وتشكل “مسابقة مؤتمر الأطراف COP28 للتصوير”، أولى مبادرات هذه الشراكة، وتدعو محترفي التصوير للمشاركة فيها بالتقاط صور فوتوغرافية إبداعية وتقديمها للمسابقة ضمن فئتين رئيستين هما الكوكب، والحلول، حتى تاريخ 31 ديسمبر 2023.
ويتطلع هذا التعاون إلى الاستفادة من أثر فن التصوير الفوتوغرافي العميق على العمل المناخي لمجتمع تفاعلي مستدام محلي وعالمي، بالاعتماد على عناصر رئيسية، تتضمن إنشاء مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي تحمل طابعاً مناخياً تركز على الاستدامة، بالاستعانة بأرشيف جائزة حمدان الدولية، بالإضافة إلى تطوير محتوى وصور جديدة حول الموضوع، كما تنص الشراكة على استضافة فعاليات ومعارض تصوير مجتمعية موضوعها الاستدامة، بهدف نشر الوعي وتحفيز العمل المناخي.
وقالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، بهذه المناسبة: ” تعكس شراكة ذا كلايميت ترايب مع جائزة حمدان الدولية للتصوير التزامنا بمواصلة جهودنا لاستكشاف وتحديد طرق جديدة مبتكرة للسرد الإبداعي للقصص حول الاستدامة والتغيير المناخي”.
وأوضحت: “تمثل “مسابقة مؤتمر الأطراف COP28 للتصوير”، دعوة إلى المصورين المشاركين لتسليط الضوء على أهمية العمل المناخي من خلال مشاركاتهم، وأتطلع إلى رؤية جميع المشاركات التي من شأن كل منها أن تؤدي دوراً محفزاً للتغيير وتلهم الأفراد والمجتمعات لاتخاذ خطوات جادة نحو مستقبل مستدام”.
وأضافت: ” يقولون إن الصورة تساوي ألف كلمة، لما لها من تأثير عميق على دواخلنا، تنقلنا إلى جميع أنحاء العالم لتعرفنا على ثقافات مختلفة وأنماط الحياة فيها والتحديات التي تواجهها، ويؤدي فن التصوير دوراً ملهماً نابعاً من قدرته على سرد قصص كوكبنا وتسليط الضوء على الحلول المستدامة المحفزة للعمل المناخي”.
من جهتها قال سعادة علي بن ثالث : ” باعتبار”مسابقة مؤتمر الأطراف COP28 للتصوير” أولى المبادرات الناتجة عن الشراكة، فهي تجمع محترفي فن التصوير من جميع أنحاء العالم للتعبير عن جوهر العمل المناخي والاستدامة من خلال عدساتهم، وستقيّم لجنة التحكيم الصور المشاركة وفقاً لمستوى الإبداع وعمق التأثير، والتمتع بالقدرة على إيصال الرسالة حول العمل المناخي”.
وأكد أن التعاون بين منصة ذا كلاميت ترايب ومسابقة حمدان الدولية للتصوير، يشكل خطوة مهمة تدمج الفن بالعمل المناخي والوعي البيئي، فمن خلال تسخير قدرة فن التصوير على السرد البصري للقصص، تهدف هذه الشراكة إلى توثيق الصلات بين المجتمعات حول العالم وتوعيتها بالحاجة الملحة للعمل المناخي.
جدير بالذكر أن “ذا كلايمت ترايب” ، مؤسسة اجتماعية مقرها أبوظبي تابعة للمسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، تأسست في سبتمبر 2023، بقيادة الشيخة شمّا بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، المؤسس والرئيس التنفيذي، وتهدف إلى تحفيز العمل المناخي عبر السرد القصصي، والمشاركة المجتمعية التفاعلية، وتعزيز التعاون واسع النطاق.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: حمدان الدولیة للتصویر العمل المناخی مؤتمر الأطراف فن التصویر
إقرأ أيضاً:
هل يمكن أن تغرق مدينة الإسكندرية المصرية بسبب التغير المناخي؟
القاهرةـ حذرت دراسة حديثة صادرة عن الجامعة التقنية الألمانية بميونخ من أن استمرار التغيرات المناخية قد يؤدي إلى غرق الإسكندرية، إحدى أعرق مدن البحر المتوسط. وأشارت الدراسة إلى ارتفاع حالات انهيار المباني من مبنى واحد سنويًّا إلى 40 حالة، مع زحف المياه المالحة إلى أساسات المنازل.
وعلى مدى 20 عامًا، انهار أكثر من 280 مبنى، بمعدل 10 أضعاف العقود السابقة.
وأرجعت الدراسة الخطر إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، وتآكل الشواطئ، وسوء التخطيط العمراني، وتسرب المياه المالحة إلى المياه الجوفية.
وركزت على مناطق غرب الإسكندرية وحي الجمرك ووسط المدينة، حيث تصل معدلات التآكل إلى 31 مترًا سنويًّا.
كما حذرت من تداعيات التوسع العمراني غير المدروس على الساحل الشمالي.
أثارت الدراسة جدلًا بين الخبراء المصريين، بين مشكك في دوافعها السياسية وبين من دعوا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدينة وتراثها.
رأى أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، أن هذه الدراسة توظف حقائق علمية لخدمة أهداف سياسية، متسائلا عن سبب اختصاص الدراسة بمدينة الإسكندرية، رغم أن أغلب مدن البحر الأبيض المتوسط في شمال أفريقيا وجنوب أوروبا تواجه المصير نفسه، من ارتفاع مستوى سطح البحر وملوحة التربة وتآكل الشواطئ.
إعلانوفي معرض تحليله لنتائج الدراسة، أوضح شراقي أن الإسكندرية مدينة كبيرة تضم أكثر من 500 ألف مبنى، فإذا انهار 40 مبنى سنويًّا، فهذه نسبة لا تدعو للخوف، كما أن الإسكندرية مدينة قديمة، وبها نسبة كبيرة من المنازل والأحياء الآيلة للسقوط بسبب قدم المباني.
وفند شراقي نتائج الدراسة قائلًا: "المنازل التي انهارت لم تكن بسبب وصول الملوحة إلى أساساتها، كما ذهبت الدراسة. فضلًا عن ذلك، فإن العديد من العمارات الشاهقة التي سقطت في المدينة جاءت بسبب تجاوزات الترخيص وقيام الملاك بالمساس بأساساتها، وليس بسبب عوامل النحت أو الملوحة أو التآكل".
وتساءل: التغيرات المناخية تهدد 3 مدن في العالم، هي ميامي وشنغهاي والإسكندرية، بالإضافة إلى مدن أخرى، فلماذا التركيز على الإسكندرية؟ لافتا إلى أن نسبة الارتفاع في مستوى سطح البحر والأمواج لا تتجاوز المعدلات الآمنة بشكل يستبعد معه غرق مدينة بحجم الإسكندرية.
ومع التشديد على أن الدراسة تريد تكريس اعتقاد بتقصير الحكومة المصرية في حماية هذه المدينة العريقة، أقر أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة في حديثه للجزيرة نت بوجود بعض المشكلات في مدينتي الإسكندرية ومرسى مطروح، بسبب تغير أوضاع بعض الشواطئ ووجود خلجان بها، مما أثر سلبًا على بعض المناطق، ودفع الدولة لبناء حواجز صخرية ضخمة للتقليل من قوة الأمواج وتداعياتها السلبية على الشواطئ، وهو ما جرى في قلعة قايتباي ومناطق عديدة في سواحل مدينة رشيد، مما أسهم في إنقاذها.
بدوره أكد وكيل المعمل المركزي للمناخ في مصر محمد فهيم، أن دراسة تحذير غرق الإسكندرية ليست جديدة، مشيرًا إلى أن مخاطر المدينة سبق أن نوقشت من قبل شخصيات مثل آل جور وبوريس جونسون، كما أشارت دراسات سابقة في أعوام 2000 و2007 و2009 و2014 إلى احتمالية الغرق، لكنه لم يحدث.
إعلانواعتبر فهيم أن الحديث عن غرق الإسكندرية نظرية علمية قابلة للسيناريوهات وليست حتمية، رغم إقراره بتفاقم المخاطر بسبب عوامل النحت والتعرية وارتفاع منسوب البحر، مؤكدًا أن الوضع ما زال في الحدود الآمنة.
وأوضح أن المخاطر تزداد بسبب الدورات الشمسية، التي تشهد تقلبات بين الدفء والبرودة، مشيرًا إلى أن نشاط الشمس في الماضي لم يؤدِ إلى ذوبان جليد غرينلاند بشكل كارثي.
ووصف فهيم الحديث عن الاحتباس الحراري وغرق المدن بأنه مبالغ فيه ومرتبط بأجندات سياسية واقتصادية، مؤكدًا إمكانية مواجهة تآكل الشواطئ بوسائل مثل المصدات الخرسانية وإعادة تأهيل شبكات الصرف وبناء شبكات منفصلة للمياه المالحة.
وشدد على أهمية التعاون الدولي لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية، مشيرًا في حديثه للجزيرة نت إلى جهود مصر في مؤتمر "كوب 27" لبناء تحالف دولي لحماية المدن الساحلية، بما في ذلك الإسكندرية ومدن البحر المتوسط الأخرى.
من جانبه، قدم الأكاديمي المصري والخبير في التغيرات المناخية والحياة البحرية، عاطف كامل، مجموعة من المقترحات لمواجهة المخاطر التي تواجه الإسكندرية والساحل الشمالي في مصر، وكذلك منطقة الدلتا.
وشملت هذه المقترحات التوسع في استخدام المصدات الخرسانية، وتقليل الانبعاثات الحرارية بكل السبل الممكنة، والحد من التأثيرات المناخية السلبية.
وشدد كامل على ضرورة التوسع في البنية التحتية الخضراء، والتصاميم الساحلية الصديقة للبيئة، لتعزيز حماية المدن والمباني المقامة على المناطق الساحلية.
وأكد على أهمية وجود الحدائق الخضراء مع تقليل انبعاثات الغازات، ومنع تسرب مياه البحر المالحة إلى أساسات المنازل، وتآكل التربة الكربونية.
إعلانوأشار إلى أن مواد البناء المقاومة للملوحة تلعب دورًا مهمًّا في هذا الصدد، كما دعا إلى تعديل كود البناء للمباني الساحلية لجعلها أكثر قدرة على مواجهة التغيرات المناخية وموجات التسونامي والزلازل.
كما نبه كامل إلى أهمية القيام بثورة خضراء تشمل زراعة النباتات المقاومة للملوحة في المناطق الساحلية، مما يسهم في امتصاص المياه المالحة وتخفيف تأثير الأمواج العالية، مؤكدا في حديثه للجزيرة نت على ضرورة الاهتمام بالصيانة الدورية والاستفادة من التجربة التايلندية في مواجهة تآكل الشواطئ، من خلال التوسع في استخدام أجهزة الإنذار والاستشعار عن بعد.
من جهته، وصف خبير المناخ ومدير شبكات "أجواء العرب"، جمال عبدالحليم، نتائج الدراسة بأنها "كلمة حق أريد بها باطل"، مستبعدًا تعرض الإسكندرية للغرق رغم إقراره بالمخاطر الشديدة التي تحيط بها وبأغلب المدن الساحلية والمناطق المنخفضة في الدلتا.
وأضاف عبدالحليم أن ارتفاع درجة الحرارة عالميًّا يسهم في ذوبان الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر، مما يهدد بغرق مناطق معينة، خاصة المنخفضة منها.
وأشار إلى أن زيادة نسبة الملوحة تزيد من المخاطر على المناطق الساحلية، بما في ذلك الإسكندرية، رغم أن مصر تعد من أقل الدول التي تسهم في الانبعاثات الضارة.
ومع ذلك، شدد عبدالحليم على ضرورة الحذر والاستعداد لمواجهة هذه المخاطر، مشيرًا إلى أن هناك إدراكًا رسميًّا لهذه التحديات منذ عقود، وأن هناك تجارب ناجحة في هذا المجال، مثل إنقاذ قلعة قايتباي بعد تآكل الصخرة التي تقع عليها، وإقامة 1450 منشأة للحماية من السيول وارتفاع مستوى سطح البحر.
ونبه المتحدث إلى أهمية وجود تصاميم جديدة للمدن الساحلية تراعي التغيرات المناخية، وضرورة الصيانة الدورية لمخرات السيول، والتوسع في شبكات الطرق الإقليمية التي تشكل حماية للعديد من المدن الساحلية والمناطق المنخفضة في الدلتا، لافتا في حديثه للجزيرة نت إلى أهمية إنشاء مراسي بحرية ومشايات خرسانية وألسن حجرية، وتحويل قضية التغيرات المناخية إلى قضية رأي عام لزيادة الوعي الشعبي بها.
إعلانأكد مالك أبو الحسين، من سكان منطقة العجمي بالإسكندرية، أن المدينة تواجه مخاطر حقيقية كتآكل الشواطئ وارتفاع مستوى البحر وتآكل واجهات المباني بسبب الأمطار الحمضية، مطالبا في حديثه للجزيرة نت بجدية في التعامل مع الدراسات المناخية وتوعية المواطنين.
من جهته، أشار أحمد السبع من منطقة الجمرك إلى معاناة المنطقة من انهيار المنازل بسبب ملوحة التربة والفساد في التراخيص، داعيًا في حديثه للجزيرة نت لتبني حلول متعددة بدلًا من الاعتماد فقط على المصدات الخرسانية لحماية المدينة.