ستمنح إعادة انتخاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المرجحة على نطاق واسع، الحرية له لاتخاذ قرارات اقتصادية مؤلمة، بينها تخفيض جديد لقيمة العملة المحلية، ومواصلة العلاقات مع إسرائيل والمشاركة في تحديد مستقبل غزة، فضلا عن السعي إلى تعديل جديد للدستور من أجل البقاء أكثر في الرئاسة أو توريث السلطة لنجله محمود.

ذلك ما خلص إليه تحليل في موقع "ستراتفور" الأمريكي (Strator) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أنه "من المرجح جدا أن يفوز السيسي بولاية ثالثة في الانتخابات بين 10 و12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري؛ بفضل حملة القمع الشامل التي تشنها حكومته".

وتابع: "كما يحتفظ السيسي بدعم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يؤثر بشكل كبير على المرشحين الذين يمكنهم الترشح للمناصب، لكنه فقد بعض الدعم بين الناخبين وسط الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد".

وأردف أن "إعادة انتخابه بفارق كبير من شأنه أن يمّكن السيسي من الادعاء بأن لديه تفويضا شعبيا لسن سياسات تعهد باتباعها خلال فترة ولايته الثالثة، وبينها الإصلاحات المؤلمة المحتملة لتحقيق الاستقرار في اقتصاد منهك".

"ستراتفور" قال إنه "بعد تعديل دستوري في عام 2019 مدد فترة الولاية الرئاسية إلى ست سنوات، أصبح السيسي مؤهلا لولاية ثالثة؛ لأنه لم يشغل منصب الرئيس بشكل تراكمي لمدة 12 عاما وقت الانتخابا"ت.

وأضاف أنه "في حين فاز السيسي بالانتخابات في 2014 و2018 بنسبة 97% من الأصوات، إلا أن إقبال الناخبين انخفض بين الدورتين الانتخابيتين، ومن المتوقع أن يشارك عدد أقل من المصريين في انتخابات 2023؛ بسبب خيبة الأمل من النظام السياسي".

وزاد بأنه "من بين المنافسين للسيسي في الانتخابات فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، وعبد السند اليمامة رئيس حزب الوفد الجديد. ومن غير المتوقع أن يشكل أي منهم تهديدا خطيرا لإعادة انتخاب السيسي".

اقرأ أيضاً

حرب غزة تطغى على رئاسيات مصر.. مرشحون غائبون وانتخابات بلا ضجيج أو دعاية

إجراءات اقتصادية

و"قررت الحكومة إجراء الانتخابات الرئاسية في ديسمبر بدلا من الموعد الأصلي في مارس/آذار 2024، لتسريع تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية اللازمة"، كما أضاف "ستراتفور".

وتابع: "على الرغم من أن الاحتجاجات تخضع لرقابة صارمة في مصر، فمن المحتمل أن تكون المخاوف من الاضطرابات التي سبقت الانتخابات بسبب تدهور الظروف الاقتصادية قد أُخذت في الاعتبار أيضا في قرار إجراء الاقتراع مبكرا".

وأوضح أن "الانتخابات ستجرى على خلفية أزمة تكاليف المعيشة والمخاوف الأمنية المتزايدة المرتبطة بالحرب المستمرة بين (حركة) حماس وإسرائيل في غزة".

"ستراتفور" قال إن "التداعيات العالمية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 أدت إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية المستمرة في مصر عبر زيادة تكلفة واردات الغذاء والوقود، مما أدى إلى تآكل احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي، وبلغ معدل التضخم نسبة مذهلة هي 39.7% في سبتمبر/أيلول، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 72% خلال العام الماضي".

ولفت إلى "نحو ثلث مواطني مصر، البالغ عددهم 112 مليون نسمة، يعيشون في فقر، وتراوح معدل البطالة حول 7%، وانخفض معدل المشاركة في القوى العاملة بشكل مطرد منذ 2011".

و"لإطلاق العنان للتمويل اللازم من صندوق النقد الدولي، من المرجح أن تتبع إدارة السيسي إصلاحات اقتصادية لا تحظى بشعبية، بينها تخفيض قيمة العملة مرة أخرى، بعد فترة وجيزة من إعادة انتخابها"، كما أردف "ستراتفور".

وزاد بأنه "في ديسمبر 2022، حصلت مصر على قرض بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد بشرط تنفيذ إصلاحات بينها سعر صرف مرن وإجراءات تهدف إلى خفض الدين الخارجي وتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي وبيع أصول مملوكة للدولة، وهو ما أنجزه السيسي جزئيا".

اقرأ أيضاً

حرب غزة تطغى على رئاسيات مصر.. مرشحون غائبون وانتخابات بلا ضجيج أو دعاية

العلاقة مع إسرائيل

و"ستحافظ مصر على علاقات عملية مع إسرائيل (ترتبطان بمعاهدة سلام منذ 1979) حتى في حالة نشوب حرب ممتدة في غزة، ومن المرجح أن تزيد تجارة الطاقة معها بعد انتهاء هذا الصراع "، كما رجح "ستراتفور".

وأردف: "وعلى الرغم من الدعم الشعبي المصري القوي للقضية الفلسطينية، ستحافظ القاهرة على علاقات عملية مع إسرائيل لتسهيل نمو قطاع الطاقة في مصر، والذي يتضمن زيادة واردات الغاز الطبيعي الإسرائيلي لتصديره كغاز طبيعي مسال".

وتابع: "وستواصل إدارة السيسي أيضا التعاون في المبادرات المشتركة القائمة مع إسرائيل، مثل أمن الحدود وتسهيل المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى غزة (معبر رفح مع مصر)، والتجارة الثنائية".

ومن أصل 22 دولة تقيم خمس دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل منذ عقود احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان.

كما "ستنضم القاهرة إلى الدول العربية في المفاوضات وخطط ما بعد الحرب للحكم في غزة، بما يقلل من احتمالات نشوب مزيد من القتال وتعزيز الأمن الإقليمي عبر اقتراح إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح أو دولة تتمتع بقوة أمنية دولية مؤقتة"، بحسب "ستراتفور".

وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اقترح السيسي إنشاء دولة فلسطينية "منزوعة السلاح بضمانات ووجود قوات أوروبية أو أمريكية أو تابعة للأمم المتحدة".

اقرأ أيضاً

مصر.. تنديد حقوقي بإحالة الطنطاوي للمحاكمة: مؤشر لعدم شرعية الانتخابات الرئاسية

تمديد أو توريث

و"أخيرا، سيعمل السيسي إما على تمديد فترة حكمه عبر إصلاح دستوري آخر أو ترسيخ إرثه من خلال خليفة يتم اختياره بعناية، فبعد الإصلاح الدستوري في 2019، من المرجح أن يبحث السيسي عن طرق إضافية للبقاء في السلطة"، بحسب توقع "ستراتفور".

وأضاف أن "السيسي عزز سلطته مع الجيش وخنق المعارضة بحملات القمع السياسي والاعتقالات الجماعية. وإذا فاز في الانتخابات بأغلبية ساحقة، كما هو متوقع، فمن المرجح أن يتمكن من الاستفادة من النتائج للدعوة إلى فترة ولاية إضافية".

وزاد بأنه "من المرجح أن تؤدي حملات القمع إلى منع أي احتجاجات حاشدة، إذا سعى إلى الاستيلاء على السلطة، لكن مثل هذه الاضطرابات يمكن أن تحدث إذا تدهورت الظروف الاقتصادية بشكل كبير".

و"بدلا من ذلك، وعلى الرغم من أنه أقل احتمالا، قد يختار السيسي خليفة له، على الأرجح نجله محمود (يعمل في المخابرات العامة)؛ لتنفيذ السياسات التي تم سنها خلال إدارته"، كما ختم "ستراتفور".

اقرأ أيضاً

كاتب مصري يهاجم السيسي عبر شبكة سعودية: الانتخابات قد تكون مهندسة لصالحه (فيديو)

المصدر | ستراتفور/ ترجمة وتحير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر إسرائيل غزة السيسي ولاية رئاسية انتخابات من المرجح أن مع إسرائیل اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

رسالة أمريكية لمصر تؤكد محدودية الهجوم الإسرائيلي على لبنان

تلقى مسؤولون مصريون "تأكيدات أمريكية" بأن الهجمات الإسرائيلية على لبنان لن تصل إلى أي من منشآت الجيش اللبناني أو القوات المسلحة ومؤسسات الدولة اللبنانية في هذه المرحلة، بينما أكدت تقارير أن هذه "الهجمات المكثفة من المتوقع أن تنتهي قبل نهاية الأسبوع". 

وأكد هؤلاء المسؤولين أن "الحل الدبلوماسي لا يزال مطروحا على الطاولة ما لم تكن هناك ردود فعل عنيفة تستهدف العمق الإسرائيلي"، بحسب ما نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

وأجرى المسؤولون الأمريكيون محادثات مع نظرائهم المصريين خلال اليومين الماضيين، جرى التأكيد خلالها أن "الهدف من الهجمات الإسرائيلية هو تنفيذ عمليات دقيقة في مناطق مختلفة في لبنان، في محاولة لإضعاف القدرات العسكرية لحزب الله"، بحسب الصحيفة.


الأربعاء، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" أن "الهجمات المكثفة التي شنها الجيش الإسرائيلي في لبنان أدت إلى أزمة عميقة وغير مسبوقة بين إسرائيل والولايات المتحدة القلية بشأن عدد الضحايا في لبنان، وأن الهجمات المكثفة يمكن أن تؤدي إلى حرب إقليمية".

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ الاثنين الماضي أعنف وأوسع هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، وأسفر عن أكثر من 640 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى 2505 جرحى ونحو 390 ألف نازح.

قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه لم يقدم رده بعد على الاقتراح الأمريكي الفرنسي لوقف إطلاق النار في لبنان.

ونفى مكتب نتنياهو، الخميس، صحة أنباء عن أنه طلب تخفيف الهجمات المتواصلة على لبنان، في إطار المواجهة مع "حزب الله".


وردا على أنباء نشرتها قناة إسرائيلية، قال مكتب نتنياهو في بيان: "الخبر المتعلق بوقف إطلاق النار غير صحيح. وهذا اقتراح أمريكي فرنسي، ولم يرد عليه رئيس الوزراء".

على جانب آخر، رفض وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الخميس، مقترحات وقف إطلاق النار في لبنان.

وقال في بيان نشره على منصة إكس: "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال".

مقالات مشابهة

  • السيسي يطالب بوقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار بلبنان وغزة
  • عاجل - الرئيس السيسي يشدد على ضرورة الوقف الفوري والشامل والدائم لإطلاق النار في لبنان وغزة
  • الرئيس السيسي يشدد على ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار بـ لبنان وغزة
  • ما هو الموقف العقلاني من الانتخابات الرئاسية التونسية؟
  • إسرائيل تتحدى العالم برفض وقف اطلاق النار في لبنان وغزة
  • وزير التعليم: إذا كان هدفنا إعداد أحسن دكتور ومهندس ولا ينتمي لمصر «يبقى ما عملناش حاجة»
  • مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.. انقسامات داخل أمريكا بشأن دعم أوكرانيا
  • رسالة أمريكية لمصر تؤكد محدودية الهجوم الإسرائيلي على لبنان
  • وزير السياحة: مسار رحلة العائلة المقدسة أحد أهم برامج جذب السياح لمصر
  • حزب طالباني:زيادة عدد مقاعدنا في انتخابات الإقليم المقبلة