أثير – ريما الشيخ

تؤدي الشركات العائلية دورا كبيرا في تنمية الاقتصاد المحلي للدول؛ بسبب دورها الفعال في مختلف الأنشطة الاقتصادية.

وبصورة عامة فإنَّ الشركات العائلية تأسست بشراكات أفراد كافحوا وواجهوا ظروفا صعبة وتحديات قاسية من أجل البقاء والاستمرار لسنوات طويلة، إلا أن التوقعات تشير إلى أن إدارة الأجيال اللاحقة مثل الجيل الثاني والثالث قد تؤدي إلى ظهور تحديات، مثل الخلافات التي قد تجعل هذه الشركات أقل قدرة على الاستمرار.

ومن هنا ظهر العديد من التوصيات حول أهمية التوجه إلى تغيير الشكل القانوني للشركات العائلية، وتحويلها إلى شركات مساهمة عامة، لضمان قدرتها على الاستمرار.

“أثير” رصدت قرارا إداريا في ١٦ نوفمبر الماضي لبورصة مسقط رقم ٢٥/٢٠٢٣، بإدراج شركة الحشار للسيارات في السوق الثالثة برأسمال قدره نصف مليون ريال عماني.

واستند القرار إلى ترخيص وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بتحويل الشكل القانوني لهذه الشركة إلى شركة مساهمة عمانية مقفلة، لتكون هذه الشركة من أوائل الشركات العائلية في سلطنة عمان التي غيّرت شكلها القانوني لتكون مساهمة مقفلة.

في هذا الموضوع سنسلط الضوء مع الدكتور يوسف بن خميس المبسلي، متخصص في العلوم المالية والاقتصاد، حول أهم الأسباب التي دعت العديد من الشركات العائلية بشكل عام إلى التوجُّه نحو التحول إلى شركات مساهمة.

ذكر الدكتور بأن التجارب العالمية أثبتت أن أكثر من 90% من الشركات العائلية تختفي بعد الجيل الثالث، نظرا لفقدانها الجانب القيادي والإبداعي الذي كان يمتلكه المؤسس الأول.

وسرد الدكتور ثلاثة أسباب رئيسة تدعو الشركات العائلية للتحول إلى شركات مساهمة، وأهمُّها يتعلق بالجانب المالي فالواقع يفرض على الشركات العائلية العديد من التحديات المالية، منها صعوبة توفر السيولة النقدية بكلفة تنافسية مناسبة، وعدم تمكنها أيضًا من تمويل خططها التوسعية ومشاريعها الاستثمارية الضخمة، وهذا يمنعها من الاستمرار والنمو. كما أنها تعاني من عدم تمكنها من جذب طاقات وقدرات وكفاءات بشرية عالية؛ لعدم مقدرتها في بعض الأحيان من توفير الحوافز المالية المغرية، وخوفا من تضارب المصالح والدخول في دوامة الصراعات العائلية.

وقال : السبب الآخر متعلق بجانب الحوكمة وتنظيم وإدارة الشركات العائلية والالتزامات الأخرى المتعلقة بحجم ومستوى رأس المال، فبعض الشركات العائلية تعاني من غياب نظام حوكمة شفاف مستند عَلى قواعد تنظيمية محددة تمكّن الشركات من الصمود في وجه التحديات المختلفة في عالم اقتصادي مبني على المنافسة.

وذكرا بأن مبدأ التحول يوفر بيئة مرنة وعادلة لانتقال ملكية حصص الملاك عند إتمام عملية التخارج، ويزيد من معايير الحوكمة والشفافية والبعد عن اتخاذ القرارات الأحادية.

وأضاف: السبب الثالث متعلق بالجانب التنافسي، حيث تفتح عملية التحول بابا للتميز والقدرة على الدخول إلى أسواق جديدة خارجية، بل ويفسح لها مجال الاستحواذ على شركات منافسة سواء محلية أو خارجية؛ كونها شركات مُدرجة في أسواق بورصة المال، وتتمتع بمعايير حوكمة وشفافية عالية.

وأوضح في حديثه: هناك العديد من الشركات الناجحة التي بادرت بالتحول إلى شركات مساهمة، واستفادت من مزايا الإدراج في بورصات أسواق المال الذي وفَّر لها كل وسائل النمو والاستمرار، علاوةً على ذلك أتاح لها ذلك تعزيز الشهرة المحلية والدولية وفتح آفاق جديدة للشراكة التجارية محليا وعالميا.

وفي ختام حديثه مع “أثير” قال الدكتور يوسف بأن التفكير بتحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة أصبح ضرورةً اقتصادية ومحفزًا لها في مواجهة تحديات النمو والاستمرار، مؤكدًا أهمية فتح ملف تحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة نظرا للمكاسب الكبيرة التي ستحققها هذه الشركات لأصحابها.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: الشرکات العائلیة العدید من

إقرأ أيضاً:

«إيليت» تطور مركزاً للسيارات بقيمة 100 مليون درهم في «دبي الصناعية»

 

دبي (الاتحاد)
أعلنت «مجموعة إيليت القابضة»، عن توقيعها اتفاقية مساطحة لإنشاء مركز متكامل بمساحة إجمالية تبلغ مليون قدم مربّع في مدينة دبي الصناعية.
ويهدف هذا المرفق الجديد بقيمة 100 مليون درهم إماراتي إلى تعزيز نمو قطاعات السيارات والتجارة الإلكترونية، بما يؤكد على التزام «إيليت جروب القابضة» بتعزيز الابتكار ضمن محفظة أعمالها المتنوّعة.
وشارك في حفل توقيع اتفاقية المساطحة للمشروع الجديد في مدينة دبي الصناعية، إحدى المجمّعات العشرة المتخصّصة التابعة لمجموعة تيكوم، سعود أبو الشوارب، النائب التنفيذي لرئيس مجموعة تيكوم - القطاع الصناعي، وتامر أبو خلف، الشريك في «مجموعة إيليت القابضة».
وسيكون هذا المركز، المتوقّع أن يدخل حيّز التشغيل في الربع الثاني من العام 2026، بمثابة مركز رائد لعمليات «مجموعة إيليت القابضة» التي تلبّي احتياجات الأسواق المحلية والعالمية.
وأشار سعود أبو الشوارب، النائب التنفيذي لرئيس مجموعة تيكوم - القطاع الصناعي، إلى أنّ سعي قطاع السيارات إلى الابتكار باستمرار يسهم في دفع عجلة الاقتصاد وجذب الاستثمارات وإيجاد وظائف جديدة تتطلب امتلاك مهارات محدّدة.
وقال: «يأتي استثمار مجموعة إيليت القابضة في مدينة دبي الصناعية تأكيداً على الثقة المتنامية ببيئة الأعمال القوية والمزدهرة في دولة الإمارات وقدرتها على جذب الشركات التي تسعى إلى توسيع نطاق أعمالها على مستوى المنطقة».
وأضاف: «سيسهم المركز الجديد لمجموعة إيليت القابضة في تعزيز التميّز الصناعي وسيعود بأثر إيجابي ملحوظ على مجتمعنا واقتصادنا بشكل عام، عبر تعزيز الكفاءة ضمن القطاعات الحيوية مثل السيارات والتجارة الإلكترونية، نرحب دوماً بانضمام مثل هؤلاء الشركاء إلى مجتمعنا الصناعي الرائد، للإسهام في تحقيق تطلعاتنا المرتبطة بالنمو الاقتصادي بما يتماشى مع مستهدفات إستراتيجية «مشروع 300 مليار» ومبادرة «اصنع في الإمارات» و«أجندة دبي الاقتصادية D33».

أخبار ذات صلة 11.5% نمو قاعدة عملاء «دبي الصناعية»

مقالات مشابهة

  • هوندا ونيسان تدرسان الإنتاج المشترك للسيارات
  • سبع وجبل .. لوحات مميزة للسيارات بهذه الأسعار | تفاصيل
  • خبراء: زيادة إجمالي أقساط سوق التأمين إيجابية على مساهمة القطاع بالناتج المحلي
  • من إسرائيل.. تحذير إلى سكان العديد من المناطق الجنوبية
  • جزيرة تبحث عن مدير مدرسة تضم طالبين فقط براتب 58 ألف جنيه إسترليني
  • صرح فيلم الكوميديا العائلية "A Sudden Case of Christmas" بدور العرض المصرية
  • خبير سياسات دولية: التوافق بين مصر وإندونيسيا يشمل العديد من المحاور
  • فيلم الكوميديا العائلية A Sudden Case of Christmas في دور العرض المصرية
  • «إيليت» تطور مركزاً للسيارات بقيمة 100 مليون درهم في «دبي الصناعية»
  • "إيليت القابضة" توقّع اتفاقية لإنشاء مركز متكامل للسيارات في دبي