يتزامن الاحتفال هذا العام باليوم العالمي للغة العربية مع الذكرى الخمسين لإعلانها إحدى اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة.

وتتنوّع الفعاليات في العاصمة الفرنسية بشكل ملحوظ، وتتصدّرها أنشطة منظمة اليونسكو ومعهد العالم العربي بدعم من مركز أبوظبي للغة العربية، وجامعة السوربون في باريس التي تُسلّط الضوء على برامجها الجامعية باللغة العربية، بالإضافة إلى مراكز ثقافية عربية عدّة، يُشارك فيها باحثون وأكاديميون ومسؤولو مؤسسات دولية وشعراء وأدباء وطلبة فرنسيون وعرب.


وتأتي احتفالية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة لعام 2023 تحت شعار "العربية: لغة الشعر والفنون"، حيث أكدت المنظمة الدولية أنّ اليوم العالمي للغة العربية منبر ثابت للتعمّق في المناقشات بشأن لغة الضّاد في تشكيل المعارف والتحوّلات المُجتمعية من خلال الشعر، فضلاً عن تأثيرها في الفنون مع تعزيز التنوّع الثقافي والحوار بين الثقافات.
وتتمحور جلسات اليونسكو بهذه المناسبة حول الفلسفة والشعر العربي، اللغة العربية والفنون وتوسيع آفاق التنوّع الثقافي، واللاتينيون العرب: البصمة العربية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. كما تُنظّم منظمة اليونسكو ندوة للوقوف على النتائج الأولية التي خلص إليها التقرير المُرتقب عن دور اللغة العربية في الإدماج الاجتماعي وصونه في كنف المجتمعات المحلية الناطقة باللغة العربية في أوروبا مع تعزيز انخراطهم في المجتمعات المُضيفة.
ودأبت اليونسكو منذ عام 2012 على إحياء اليوم العالمي للغة العربية بتاريخ 18 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، وتتمثّل الغاية من ذلك في إبراز أهمية اللغة في لمّ الشمل لإجراء حوار بَنّاء بين الثقافات، وتشكيل التصوّرات، وتعزيز التفاهم في المشهد العالمي الحالي الذي يتّسم بالاضطرابات. ويُذكر أنّه في نفس ذلك اليوم من العام 1973، تمّ اعتماد اللغة العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها 3190 في دورتها الـ 28، لتكون بذلك إحدى اللغات الرسمية الست في كافة المنظمات الدولية التابعة لها.
من جهته يحتفي معهد العالم العربي في باريس باليوم العالمي للغة العربية بفعاليات مكثفة تمتد من 13 – 18 ديسمبر (كانون الأول)، والتي تتفاعل بشكل خاص مع معرض "عطور الشرق" الذي يُقدّم برنامجاً يتمحور حول الرويات القصيرة في الأدب العربي التي تدور رحاها حول العطور، حيث شهد مجال الرواية القصيرة في السنوات الأخيرة نهضة جديدة وفقاً للمعهد.
ويتخلّل أسبوع اللغة العربية الذي يُقيمه معهد العالم العربي بدعم من مركز أبوظبي للغة العربية، قراءات أدبية وشعرية، وعروض فنية، وجلسات نقاش، وجولات سياحية، ودورات تعليمية، بالإضافة إلى أمسيات وحوارات موسيقية عربية- يونانية. ويُختتم أسبوع المعهد بسلسلة من المقابلات حول أنشطته تُجريها إذاعة مونت كارلو الدولية، وتُنشر عبر الموقع الإلكتروني للإذاعة ومنصّات التواصل الاجتماعي التابعة لها بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من عُشّاق لغة الضّاد.
من جهته يحتفي المركز الثقافي الجزائري في باريس باللغة العربية في يومها العالمي، حيث يُسلّط الضوء بشكل خاص على شخصيتين بارزتين في اللغة والثقافة العربية، هما المفكر والناقد الجزائري الراحل عبد الملك مرتاض أحد أعلام الأدب العربي وعضو لجنة تحكيم أمير الشعراء الذي تُنظّمه أبوظبي. كما يحتفي المركز بالمؤرخ والمُستعرب الفرنسي المتخصص في اللغة والأدب العربي أندريه ميكل الذي كرّس حياته لخدمة اللغة العربية وآدابها حتى رحيله في نهاية العام 2022. ويُشارك في احتفالية اليوم العالمي باللغة العربية الروائي الجزائري والأستاذ الجامعي واسيني الأعرج، والشاعرة والأديبة الفرنسية الجزائرية لويزا ناظور.
يُشار إلى أنّه حسب تصنيف المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية ووسائل إعلام فرنسية، فإنّ العربية هي اللغة الأجنبية الأكثر انتشاراً في فرنسا. ويحظى التوسّع في تعليم لغة الضّاد بدعم حكومي فرنسي على أعلى المستويات عبر تسهيل تعلّمها في المدارس الرسمية. كما وشهد مركز اللغة والحضارة في معهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية إقبالاً مُتزايداً للتسجيل في دورات تعلّم لغة الضّاد، وذلك بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية.
وتُعزّز لغة الضّاد حضورها في المشهد التعليمي والثقافي في فرنسا، بالتزامن مع تخافت الضجيج الذي سبق وأن أثارته بعض الأوساط النيابية والإعلامية التي أبدت مُعارضتها لأسباب سياسية ودينية يحكمها الخوف من التطرّف، كما كان يُعتقد من قبل أنّ تعليم العربية قد يُشكّل عقبة أمام الاندماج في المُجتمع ويمنع أن يُصبح المُهاجر فرنسياً، وهو ما ثبت عدم صحّته.
وكان معهد "مونتاني" الفرنسي المتخصص في الدراسات والبحوث قد حذّر في تقرير أعدّه للرئاسة الفرنسية من خطورة التوجّه للمراكز الدينية بهدف تعلّم اللغة العربية، ولذلك فإن إتاحتها في المدارس الحكومية يعمل على خلق فضاء من الاندماج يسوده التنوّع الثقافي واحترام قوانين الجمهورية الفرنسية.
وأكدت اليونسكو عبر منصّاتها الإلكترونية أنّ لغة الضّاد ألهمت الإبداع في الشعر والفنّ لعدّة قرون، مُوجّهة الدعوة لمُحبّيها للمُشاركة في تكريم أثر اللغة العربية وجمالها، وتسليط الضوء على أهميتها كإحدى أكثر اللغات العالمية انتشاراً، وتعزيز الوعي بالمحافظة عليها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة باريس الیوم العالمی للغة العربیة معهد العالم العربی اللغة العربیة فی باللغة العربیة فی الم

إقرأ أيضاً:

"مدائن" تحتفي بـ"|يوم الإبداع والابتكار العالمي" بفعالية "إبداعك يصنع الفرق"

 

مسقط- الرؤية

نظمّت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" فعالية بعنوان "إبداعك يصنع الفرق" احتفاءً بيوم الإبداع والابتكار العالمي, والذي اعتمدته الأمم المتحدة لنشر ثقافة الإبداع والابتكار وتشجيع الأفكار والحلول الابتكارية في مختلف القطاعات، وذلك ضمن جهود مدائن المستمرة لتعزيز وتمكين التميز وترسيخ ثقافة الابتكار المؤسسي.

تضمنت الفعالية عرض ورقتي عمل، تناولت الأولى "دور أكاديمية الابتكار الصناعي في خدمة القطاع الصناعي"، قدّمها المهندس يحيى بن أحمد الخروصي, مدير دائرة المحتوى المحلي وتطوير الفرص الاستثمارية بأكاديمية الابتكار الصناعي، فيما ركزت الثانية على "تعزيز ثقافة الابتكار المؤسسي في الجهات الحكومية"، قدّمتها أمل بنت حبيب الوهيبية من وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040.

كما شهدت الفعالية جلسة حوارية بعنوان "الابتكار في مدائن – فرص وتحديات" ضمّت عدد من مدراء العموم والمسؤولون في مدائن والتي ركزت على عدد من المحاور التي تعكس أهداف رؤية عُمان 2040 فيما يخص الابتكار المؤسسي. أدارت الجلسة الحوارية دعاء العميرية من دائرة التميز والتحول المؤسسي بمدائن، كما شارك في الجلسة صلاح العلوي، مدير عام مدينة عبري الصناعية, والمهندس علي المعشني، مدير عام مدينة الوادي الكبير الصناعية، وزهير الزدجالي، مدير عام المديرية العامة للشؤون الإدارية والموارد البشرية بمدائن، وأحمد الهنائي، مدير مكتب متابعة رؤية عمان 2040 بمدائن. حيث سلطت الجلسة الضوء على موقع الابتكار الصناعي في سلطنة عُمان اليوم مقارنةً بالمستوى العالمي، والرؤية المستقبلية للابتكار الصناعي في السلطنة والقطاعات التي تمثل فرصاً استراتيجية لتعزيز التنافسية من خلال الابتكار، ودور المناطق الاقتصادية في السلطنة في تحفيز الابتكار في البيئة الاستثمارية، وأبرز التحديات التي تواجه المناطق الاقتصادية في دعم منظومة الابتكار والحلول المقترحة لضمان استدامة التنمية الصناعية الذكية في السلطنة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المبادرات والبرامج التي أطلقتها مدائن لتعزيز ثقافة الابتكار داخلياً، وخطط المؤسسة لمواصلة دعم مسار الابتكار ضمن خططها الاستراتيجية في ظل المتغيرات السريعة عالمياً، كما تم مناقشة مفاهيم الإبداع والابتكار ضمن محاور رؤية عمان 2040 والدور الذي تضطلع به مدائن في تنفيذ المبادرات ذات العلاقة بهذا التوجه الوطني.

 

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحيي "أسبوع التمنيع العالمي"
  • قصور الثقافة بالدقهلية تحتفي باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف
  • الأمم المتحدة تحيي اليوم العالمي للغة الإسبانية
  • وزارة الثقافة تحتفي بـ«اليوم العالمي للكتاب» وتعزز حقوق المؤلفين
  • الأمم المتحدة تحيي يوم اللغة الإنجليزية
  • الأمم المتحدة تحيي اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف
  • في اليوم العالمي للأرض.. مركز بحوث الصحراء يؤكد دوره الريادي في مواجهة التصحر
  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يبدأ برنامجه العلمي (شهر اللغة العربية) في مملكة إسبانيا
  • "مدائن" تحتفي بـ"|يوم الإبداع والابتكار العالمي" بفعالية "إبداعك يصنع الفرق"
  • قصور الثقافة بالسويس تحتفي بيوم التراث العالمي.. صور