"سمارة" مهاجرة أثيوبية.. تُجسد معاناة المهاجرات الافريقيات في اليمن
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
سلط تقرير أممي حديث الضوء على مأساة مهاجرة إثيوبية إلى اليمن، حيث بيعت لأكثر من مهرب وتعرضت للاغتصاب والحمل، قبل أن يرسو بها الحال في مدينة عدن العاصمة اليمنية المؤقتة، قادمة من مناطق سيطرة الحوثيين في الشمال.
وقال التقرير الذي وزعه البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة إن عدد المهاجرين من القرن الأفريقي الموجودين في الأراضي اليمنية ارتفع إلى نحو 300 ألف شخص ثلثهم وصل إلى البلاد خلال العام الحالي، وهو أكبر عدد يسجل منذ ما بعد جائحة "كورونا".
وأفاد بأن المهاجرين يواجهون تحديات كبيرة في أثناء رحلتهم على يد المهربين حتى يصلوا إلى هذا البلد الذي تعصف به الحرب التي أشعلها الحوثيون منذ عام 2014.
وأضاف "خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام وحده، وصل أكثر من 92 ألف مهاجر إلى اليمن، وهذا العدد يتجاوز أعداد العام الماضي".
وأوضح أن هؤلاء المهاجرين يواجهون ظروفاً صعبة ومخاطر متزايدة لانتهاكات حقوق الإنسان، ويزيد من قسوتها محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية، حيث يتفاقم مستوى تعرضهم للانتهاكات، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستغلال.
التقرير الأممي استعرض قصة مهاجرة إثيوبية، فرت من بلادها بعد أن أقنعها المهربون بأنهم سوف ينقلونها للعمل في إحدى دول الخليج العربي دون أن تضطر لدفع شيء حتى تصل إلى هناك وتتسلم العمل، لكنها أمضت سبعة أشهر في يد المهربين قبل أن يقوم أحدهم بمقايضتها بمهاجر آخر ويطلق سراحها في الحدود الشمالية لليمن.
الفتاة واسمها الأول سمارة، ذكرت أن المهرب أخذها وصديقتها وامرأتين أخريين من منطقة ولادتها في إثيوبيا إلى أديس أبابا، وأمضين ليلتين في أحد الفنادق قبل البدء في المرحلة التالية من رحلتهن، بالسفر براً عبر إثيوبيا أو الصومال، ثم خوض غمار رحلة بحرية خطرة إلى الساحل الغربي لليمن.
ووفق هذه الرواية تنقلت الفتاة خلال هذه الرحلة من يد مهرب إلى آخر، وانتهى بها الأمر ضمن مجموعة مكونة من 30 شخصاً، بينهم نساء ورجال وأطفال غير مصحوبين بذويهم.
ووصفت الفتاة الرحلة التي استغرقت يومين عبر التضاريس القاسية في إثيوبيا بأنها اختبار جسدي وعاطفي على حد سواء، لكن شعور الرفقة الحميمة الذي نشأ داخل المجموعة أعطاها القوة للاستمرار. وتتذكر ذلك وتقول: «كانت الصحراء شديدة البرودة وكنا مرهقين، لكننا واصلنا السير».
وتقول الشابة الإثيوبية سمارة إنه وفي إحدى الليالي، وبينما كانوا يستريحون، قام أحد المهربين بفصلها عن المجموعة، بعد تهديدها بالتخلي عنها إذا طلبت المساعدة، حيث عانت الفتاة من عنف لا يوصف، ولم يكن أمامها خيار سوى تحمل المحنة المروعة بصمت.
كما واجهت نساء أخريات في المجموعة معاناة مماثلة، ولاحقاً تم نقلهم بالقارب إلى سواحل محافظة لحج اليمنية، ومن هناك، عبروا الصحراء إلى وكر للمهربين، حيث وجدت نفسها وامرأتين أخريين في أيدي مهرب آخر.
أثناء احتجازها طلب المهربون منها الأموال لإطلاق سراحها حتى تتمكن من مواصلة رحلتها إلى دول الخليج، وتواصلت الفتاة مع عائلتها، على أمل الحصول على الدعم، لكن الرد كان قاتماً، فقد رفض والدها مساعدتها، محملاً إياها مسؤولية مأزقها، أما أختها، فعلى الرغم من رغبتها في مساعدتها، فلم تكن قادرة على تلبية الطلبات المالية.
من صعدة إلى عدن
مما جاء في التقرير إنه بعد 7 أشهر مؤلمة، اكتشفت سمارة أنها حامل، وبحلول ذلك الوقت، كانت قد بيعت لشخص آخر قام بنقلها إلى موقع بالقرب من الحدود الشمالية لليمن، وكانت حالتها تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، قبل أن يحن قلب مهرب آخر ويفاوض من أجل إطلاق سراحها.
وأكد أنه بعد أن استعادت سمارة حريتها ونقلها إلى محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين، التقت الشابة الإثيوبية بأشخاص عرضوا عليها المساعدة، ورافقوها مع مهاجرين آخرين إلى محافظة لحج جنوب اليمن، ومن هناك شقت طريقها إلى مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة للبلاد.
وتابع "بمجرد وصول الفتاة إلى عدن، قصدت نقطة الاستجابة للمهاجرين التي تديرها المنظمة الدولية للهجرة، وفور قدومها، أدرك موظفو المنظمة أنها كانت في المخاض فسارعوا بنقلها إلى المستشفى، وبمجرد ولادتها، تم نقلها إلى مركز الرعاية المجتمعية، وهو ملاذ آمن مجهز بالمؤن الأساسية وخدمات الرعاية اللازمة لها ولمولودها الجديد".
وتقول زهرة، وهي مختصة في إدارة الحالات في المنظمة الدولية للهجرة في عدن، إن طفل الفتاة كان صغيراً وضعيفاً للغاية، ولكن منذ اللحظة التي وقعت عيناها عليه، احتضنته باعتباره «أغلى هدية».
وتؤكد زهرة أن المنظمة الدولية للهجرة تستجيب لاحتياجات المهاجرين من خلال تقديم المساعدات الإنسانية وخدمات الحماية بما يتماشى مع الخطة الإقليمية للاستجابة في القرن الأفريقي واليمن للعام الحالي.
وتهدف هذه الخطة الإقليمية إلى تلبية احتياجات المهاجرين الذين يمرون بحالات ضعف والمجتمعات المستضيفة في البلدان الواقعة على طول طريق الهجرة الشرقي بين القرن الأفريقي واليمن. وقد دعمت المنظمة الدولية للهجرة في عام 2022 أكثر من 75.000 مهاجر في اليمن من خلال المساعدات الإنسانية المتمثلة في المأوى، والرعاية الصحية، والغذاء، والمياه، وخدمات الحماية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الأمم المتحدة مهاجرون افارقة استغلال جنسي حقوق المنظمة الدولیة للهجرة
إقرأ أيضاً:
“إغراق” المهاجرين لفرنسا.. تصريحات لرئيس الوزراء تثير الانقسام
المناطق-متابعات
اضطر رئيس الوزراء الفرنسي الوسطي فرنسوا بايرو للدفاع عن نفسه الثلاثاء بعد تعرضه لانتقادات من اليسار وقسم من حلفائه على خلفية تصريحاته عن وجود شعور متزايد بأن المهاجرين “يغرقون” فرنسا، وهي تصريحات لاقت قبولاً لدى حزب التجمع الوطني (أقصى اليمين).
وقال بايرو مساء الاثنين عبر قناة “إل إس آي” إن “التدفقات الأجنبية إيجابية بالنسبة إلى أي شعب، شرط ألا تتجاوز حداً معيناً.. فمنذ اللحظة التي تشعر فيها بأنك تغرق، وبأنك لم تعد تعرف بلدك أو أساليب الحياة فيه أو ثقافته، فإنك ترفض ذلك”.
أخبار قد تهمك أمير منطقة الجوف خلال لقاء (ليالي الجوف 57) ينوه بحرص القيادة واهتمامها بالتراث الوطني وتوثيقه 28 يناير 2025 - 10:35 مساءً اجتماع الطاولة المستديرة السعودي – البريطاني يبحث فرص التعاون الثنائي لبناء شراكات دولية بقطاع الطيران المدني 28 يناير 2025 - 10:31 مساءًواعتبر رئيس الوزراء أن فرنسا لم تتجاوز هذه العتبة بعد لكن “نحن نقترب” منها، مضيفاً أن “عدداً من المدن والمناطق (لديها حالياً) هذا الشعور”.
وتعليقاً على هذه التصريحات، اعتبر الثلاثاء وزير الداخلية اليميني المتشدد برونو روتايو وهو عضو في حزب الجمهوريين، أن “رئيس الوزراء سوّغ السياسة التي أرغب في اتباعها”.
بدوره، اعتبر وزير العدل جيرالد دارمانان المنتمي إلى حزب النهضة الرئاسي، أن “إقدام رجل وسطي معتدل متوازن بعد شهر ونصف شهر في ماتينيون (مقر رئاسة الوزراء) على التصريح بأن هناك نسبة من الأجانب لا يجب تجاوزها على التراب الوطني، يعد خطوة إلى الأمام”.
وأشاد نائب رئيس حزب الجبهة الوطنية سيباستيان شينو بهذا “الانتصار في المعركة الأيديولوجية”. أما رئيسة كتلة الحزب في الجمعية الوطنية مارين لوبن، فقالت إنها تنتظر أن يتخذ فرنسوا بايرو “إجراءات تبعاً للاستنتاجات” التي خلص إليها.
“عنصرية”لكن تصريحات رئيس الوزراء كان لها وقع الصدمة لدى الجناح اليساري في المعسكر الرئاسي.
وقالت رئيسة الجمعية الوطنية يائيل براون بيفيه “لم أكن لأدلي بهذه التصريحات أبداً، وهي تزعجني. نحن نتحدث عن رجال ونساء، عن بلادنا فرنسا التي لطالما استضافت وبنت على هذا التقليد من خلال تاريخها وجغرافيتها وثقافتها”.
أما الانتقادات من اليسار فكانت أشد. وقالت رئيسة كتلة الخضر في الجمعية الوطنية سيريل شاتلين إنها “صدمت بشدة” من تصريحات بايرو “المخزية”، معتبرةً أنها تعكس “فكرة خاطئة يروج لها أقصى اليمين”.
ووصفت رئيسة كتلة حزب فرنسا الأبية ماتيلد بانو وجهة النظر بشأن الهجرة التي يتبناها روتايو وحلفاؤه بأنها “عنصرية”.
وقال رئيس كتلة الاشتراكيين في الجمعية الوطنية بوريس فالو “نحن لا نستعير عبارات أو هوامات اليمين المتطرف”، معتبراً صريحات بايرو “شائنة”.
ولفت فالو إلى إن تصريحات بايرو من شأنها “التأثير” على قرار حزبه دعم رئيس الوزراء في تصويت مستقبلي لحجب الثقة عنه.
بايرو “متمسك” باختياره للمصطلحاتوقال بايرو رداً على سؤال حول تصريحاته خلال جلسة مساءلة في الجمعية الوطنية الثلاثاء، إنه متمسك باختياره للمصطلحات.
وأشار إلى إقليم مايوت الفرنسي في المحيط الهندي، والذي يواجه هجرة مكثفة غير نظامية من جزر القمر المجاورة.
وأضاف رئيس الوزراء “أي شخص يتابع الوضع في مايوت، وهي ليست الوحيدة في فرنسا، يمكنه أن يفهم أن الإغراق هو المصطلح الأكثر ملاءمة”.
وقال أمام النواب إن “مجتمعاً بأكمله في المقاطعة الفرنسية يواجه موجات من الهجرة غير الشرعية التي تصل في بعض الأحيان إلى 25% من السكان”.
وتابع: “ليست الكلمات هي التي تثير الصدمة، بل الواقع هو الذي يثيرها”.
وبحسب المعهد الفرنسي للإحصاء، بلغ عدد الأجانب المقيمين في فرنسا عام 2023 نحو 5.6 ملايين شخص، أي 8.2 % من إجمالي السكان، مقارنة بـ6.5 % في العام 1975، وهي “زيادة صغيرة”.
ويواجه فرنسوا بايرو الذي عُيِّن في 13 كانون الأول/ديسمبر، جمعية وطنية منقسمة إلى ثلاث كتل لا تحظى أي منها بغالبية مطلقة: تحالف اليسار، والحزب الرئاسي والوسطيين، وأقصى اليمين.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط 28 يناير 2025 - 11:04 مساءً شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد28 يناير 2025 - 10:06 مساءًغارة على النبطية.. والجيش اللبناني يستكمل انتشاره جنوب الليطاني أبرز المواد28 يناير 2025 - 10:02 مساءًمركز الملك سلمان للإغاثة ينتزع 840 لغمًا عبر مشروع “مسام” في اليمن خلال أسبوع أبرز المواد28 يناير 2025 - 9:36 مساءًنقل الموناليزا لمكان آخر.. تدهور حالة اللوفر بسبب تسربات المياه ومشاكل أخرى أبرز المواد28 يناير 2025 - 9:27 مساءًالمملكة المتحدة تعلن عن حزمة دعم لغزة بقيمة 17 مليون جنيه إسترليني أبرز المواد28 يناير 2025 - 9:26 مساءً“سدايا” تشخّص واقع تنظيم حوكمة الذكاء الاصطناعي في المملكة مع أكثر من 400 مسؤول من القطاعين الحكومي والخاص28 يناير 2025 - 10:06 مساءًغارة على النبطية.. والجيش اللبناني يستكمل انتشاره جنوب الليطاني28 يناير 2025 - 10:02 مساءًمركز الملك سلمان للإغاثة ينتزع 840 لغمًا عبر مشروع “مسام” في اليمن خلال أسبوع28 يناير 2025 - 9:36 مساءًنقل الموناليزا لمكان آخر.. تدهور حالة اللوفر بسبب تسربات المياه ومشاكل أخرى28 يناير 2025 - 9:27 مساءًالمملكة المتحدة تعلن عن حزمة دعم لغزة بقيمة 17 مليون جنيه إسترليني28 يناير 2025 - 9:26 مساءً“سدايا” تشخّص واقع تنظيم حوكمة الذكاء الاصطناعي في المملكة مع أكثر من 400 مسؤول من القطاعين الحكومي والخاص أمير منطقة الجوف خلال لقاء (ليالي الجوف 57) ينوه بحرص القيادة واهتمامها بالتراث الوطني وتوثيقه أمير منطقة الجوف خلال لقاء (ليالي الجوف 57) ينوه بحرص القيادة واهتمامها بالتراث الوطني وتوثيقه تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن