الأرض تضيق أمام أهل غزة.. مرارة النزوح لا تتوقف خلال شهرين
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
حزمت عائلات في قطاع غزة أمتعتها وفرت، الثلاثاء، صوب الجنوب إلى جيب من الأرض مكتظ بالفعل بالنازحين الذين ليس لديهم ما يكفي من الطعام أو الماء أو المراحيض، وذلك خشية التعرض للقتل في القصف الإسرائيلي.
بعض من هؤلاء يفرون للمرة الثالثة أو الرابعة في أقل من شهرين.
وأصبح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وتؤدي موجة النزوح الجديدة بعد انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعا في الأول من ديسمبر إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل.
وفي خان يونس بجنوب غزة، حيث شنت إسرائيل هجوما كان متوقعا منذ فترة طويلة، كان الفلسطينيون الذين التمسوا الحماية من الغارات الجوية بإقامة الخيام في أراضي مستشفى ناصر بالمدينة يفككون خيامهم ويحمِّلون أكوام الحُصر والبطاطين على السيارات أو العربات التي تجرها الحمير.
وقال أبو عمر، وهو رجل في منتصف العمر كان قد غادر منزله في الجزء الشرقي من المدينة ولجأ إلى مخيم المستشفى مع عائلته: "نستعد لمغادرة خان يونس متجهين إلى رفح. نحن هنا منذ حوالي 50 يوما".
ورفح الواقعة إلى الجنوب على الحدود مع مصر هي واحدة من آخر المناطق المتبقية، التي قال الجيش الإسرائيلي إن المدنيين يمكن أن يذهبوا إليها هربا من القتال، على الرغم من تعرضها للعديد من الضربات الجوية.
وقال أبو عمر وهو يقف بجوار سيارة تتكدس الأمتعة على سقفها: "لا يوجد مكان آمن... لكن في النهاية نتوجه إلى المكان الذي نعتقد أنه قد يكون فيه قليل من الأمان".
لكن النازحين في رفح يقولون إن ظروفهم المعيشية مروعة.
وتقول إيناس مصلح، وهي تجلس مع أطفالها في مأوى مصنوع من ألواح خشبية وأغطية بلاستيكية شفافة: "لا توجد مراحيض. لا يمكننا حتى الوضوء إذا أردنا الصلاة. لا مكان للوضوء أو الصلاة. إذا أردنا غسل أيدي أطفالنا فلا يوجد مكان لذلك. لا يوجد حتى مكان يمكننا أن نصنع فيه أو نحصل فيه على الخبز".
وأضافت ووجهها غارق في الدموع: "نقضي الليل كله نسمع الصواريخ والقصف. نعيش بين الحياة والموت. قد نموت في أي لحظة".
اكتظاظ
كانت خان يونس موطنا يعيش فيه 381 ألف شخص قبل الحرب. قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن 245 ألف شخص آخرين نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي على الجزء الشمالي من غزة لجأوا إلى خان يونس في 71 موقعا مختلفا. دعا الجيش الإسرائيلي السكان إلى إخلاء ثلاث مناطق محددة في محافظة رفح. اكتظت هذه المناطق بالفعل بحوالي 280 ألف ساكن و470 ألف نازح وصلوا بعد بدء الحرب في 7 أكتوبر.وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة "سيؤدي أمر الانتقال فعليا إلى رفع عدد الأشخاص في رفح إلى 1.35 مليون شخص، عبر دفع 600 ألف شخص إضافيين من خان يونس إلى منطقة يبلغ عدد سكانها حاليا 750 ألف نسمة، حيث تواجه قدرة الأمم المتحدة وشركائها على تقديم المساعدة تحديات خطيرة بالفعل".
وكان مسلحو حماس قد اقتحموا السياج الحدودي إلى جنوب إسرائيل يوم 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 240 رهينة، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
وقتل أكثر من 16250 فلسطينيا في الرد العسكري الإسرائيلي على غزة، وفقا لأرقام مسؤولي الصحة في غزة الذين تعتبرهم الأمم المتحدة مصادر موثوقة.
وكان منزل حسن البسيوني يقع في بيت حانون، وهي بلدة في شمال شرق غزة، حيث كان يعيش 52 ألف شخص، لكنها تعرضت لقصف شديد لدرجة أنه لم يعد هناك أي مبنى صالح للسكن تقريبا.
وأوضح أنه انتقل مع عائلته في البداية إلى ملجأ في مكان آخر شمال غزة، ثم إلى مخيم مستشفى ناصر في خان يونس، والآن أصبحوا في طريقهم إلى رفح في النزوح الثالث في أقل من شهرين.
وقال: "الأمان من عند الله وحده. وما شاء الله كان".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات قطاع غزة إسرائيل وحركة حماس غزة خان يونس القصف الإسرائيلي غزة الجيش الإسرائيلي محافظة رفح الأمم المتحدة أهل غزة مساعدة أهل غزة معاناة أهل غزة قطاع غزة قصف قطاع غزة حصار قطاع غزة سكان قطاع غزة أزمة قطاع غزة قطاع غزة إسرائيل وحركة حماس غزة خان يونس القصف الإسرائيلي غزة الجيش الإسرائيلي محافظة رفح الأمم المتحدة أخبار فلسطين الأمم المتحدة خان یونس ألف شخص
إقرأ أيضاً:
"الدعم السريع" تضيق الخناق على مساعدات السودان مع تفشي المجاعة
الخرطوم- رويترز
قال عاملون في مجال الإغاثة إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تخوض حربا مع الجيش السوداني فرضت قيودا جديدة على توصيل المساعدات إلى المناطق التي تسعى إلى تعزيز سيطرتها عليها، بما في ذلك أجزاء تتفشى فيها المجاعة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه قوات الدعم السريع إلى تشكيل حكومة موازية في غرب البلاد، بينما تتقهقر على نحو سريع في العاصمة الخرطوم، وهي تطورات قد تزيد من خطر انقسام البلاد التي انفصل عنها جنوب السودان في عام 2011. كما يهدد ذلك مئات الآلاف من الأشخاص بالمجاعة في دارفور بغرب البلاد الذين نزح الكثير منهم في جولات سابقة من الصراع. وسبق أن اتهم موظفو الإغاثة مقاتلين من قوات الدعم السريع بنهب المساعدات خلال الحرب المستعرة منذ نحو عامين. كما اتهموا الجيش بمنع أو عرقلة الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مما أدى إلى تفاقم الجوع والمرض.
وقال عدد من موظفي الإغاثة، الذين تحدثوا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن قوات الدعم السريع بدأت منذ أواخر العام الماضي في المطالبة برسوم أعلى والإشراف على العمليات التشغيلية مثل تعيين الموظفين المحليين والأمن، وهي ممارسات تستخدمها السلطات الموالية للجيش، فضلا عن زيادة تضييق الخناق على توصيل المساعدات. ولم ترد تقارير من قبل عن تحركات قوات الدعم السريع، وتحاول منظمات الإغاثة التصدي لتلك الممارسات.
وتسببت الحرب، التي اندلعت بسبب الصراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما تصفه الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم وأكثرها تدميرا.
ويعاني حوالي نصف سكان السودان البالغ عددهم 50 مليون نسمة من الجوع الشديد، ومعظمهم في الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع أو تقع تحت تهديدها. ونزح أكثر من 12.5 مليون. ولم تتمكن وكالات الإغاثة من توفير المساعدات الكافية، ومن المتوقع أن يزيد تجميد تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من الصعوبات.
وفي ديسمبر، أصدرت الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، التي تشرف على المساعدات لصالح قوات الدعم السريع، توجيهات اطلعت رويترز على نسخ منها، تطالب منظمات الإغاثة بالتسجيل عبر "اتفاقية تعاون" والقيام بعمليات مستقلة على مستوى البلاد في الأراضي الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع. وعلى الرغم من موافقة الوكالة الشهر الماضي على تعليق العمل بالتوجيهات حتى شهر أبريل، إلا أن منظمات الإغاثة تقول إن القيود لا تزال مستمرة. وقال موظفو الإغاثة إن تشديد الضوابط البيروقراطية يرجع لأسباب منها سعي قوات الدعم السريع للحصول على الشرعية الدولية، ولكنه يوفر أيضا وسيلة لجمع الأموال لفصيل يواجه انتكاسات عسكرية بينما لا يزال يسيطر على مساحات شاسعة من البلاد بما في ذلك معظم دارفور.
وعلى مدى الحرب، تأرجحت القوة الدافعة في ساحة المعركة بين الطرفين مع استعانة كل منهما بدعم محلي وأجنبي، وسط قليل من المؤشرات على حدوث انفراجة حاسمة.
لكن في الأيام القليلة الماضية، استعاد الجيش على نحو سريع السيطرة على مناطق في العاصمة كانت قوات الدعم السريع قد استولت عليها في بداية الحرب، ومنها القصر الرئاسي في الخرطوم، وهو تقدم وثقه صحفي من رويترز.
يقول موظفو الإغاثة إن عدم التسجيل لدى الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية يؤدي إلى تأخيرات تعسفية ورفض تصاريح السفر، في حين أن الامتثال للتوجيهات قد يؤدي إلى التعرض للطرد من قبل الجيش والحكومة المتمركزة في بورتسودان المتحالفة معه.