كريم خان: الجنائية الدولية في خدمة الإبادة الجماعية
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
كريم خان يضع "الجنائية الدولية" في خدمة الإبادة الجماعية
أدان كريم خان المقاومة وأطلق أحكاما مسبقة حول أحداث السابع من أكتوبر، خلال زيارته الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية.
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بات بشكل واضح شريكا للاحتلال في ترويج لجرائمه ولروايته وسرده عما يجري في الضفة الغربية وغزة.
زيارة كريم خان الكيان الصهيوني دون تكليف نفسه بزيارة قطاع غزة والاستماع للطرف الآخر "تتعارض مع أدنى حد من مقتضيات العدالة والإجراءات القضائية".
* * *
الذين ينتظرون المحكمة الجنائية الدولية أن تتحرك لفتح ملف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة عليهم أن يجروا من الآن ذيول الخيبة وراءهم وينكسوا رؤوسهم وهم يعودون القهقرى.
فالمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم أحمد خان بات بشكل واضح شريكا للاحتلال في ترويج لجرائمه ولروايته وسرده عما يجري في الضفة الغربية وغزة.
كريم خان المحامي البريطاني هو المدعي العام الثالث لـ"الجنائية الدولية" بعد أن تم انتخابه عام 2021 خلفا لفاتوا بنسودا التي فرضت عليها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عقوبات بما في ذلك حظر سفر وتجميد أصولها بسبب تحقيق بشأن "جرائم حرب أمريكية" مفترضة في أفغانستان.
كريم خان رجل قانون منحاز بشكل كامل للاحتلال الإسرائيلي.
ويفسر هذا الانحياز طريقة فوزه بمنصبه، فقد وصل خان للمنصب باقتراع سري في انتخابات وصفتها وسائل إعلام عالمية بأنها "جدلية" حيث لم يكن مدرجا في القائمة المختصرة لهذا المنصب، وتمت إضافته بناء على إصرار الحكومة الكينية بشكل غريب.
كريم خان الذي فقد سمعته تماما قبل أيام حين أدان حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأطلق أحكاما مسبقة حول أحداث السابع من أكتوبر، خلال زيارته الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية دون أن يكلف نفسه التوجه إلى قطاع غزة لمشاهدة جرائم الحرب على الواقع.
زيارة كريم خان إلى الكيان الصهيوني دون تكليف نفسه بزيارة قطاع غزة والاستماع إلى الطرف الآخر تتعارض مع الحد الأدنى من مقتضيات العدالة والإجراءات القضائية.
ولم يكن قتل الاحتلال ما يقرب من 16 ألف مدني منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ونزوح ما يقرب من 80% من أهالي القطاع بسبب القصف الإسرائيلي ليشفع لغزة، ويمنحها ولو عشر دقائق من وقته الذي أهدره وهو يستمع لأكاذيب نتنياهو وماكينة الإعلام الإسرائيلية الصدئة والموحلة في الجرائم.
هذا السلوك المشين وغير المفهوم من قبل خان، دفع الحقوقي الدولي والرئيس السابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" كينيث روث إلى انتقاد كريم خان بالقول إنه لم يتبق سوى ثلاثة أشهر حتى يتمكن خان من تحقيق هدفه المعلن المتمثل في القيام بزيارة إلى فلسطين في عام 2023.
وكانت المدعية العامة السابقة لمحكمة الجنايات بنسودا قد أعلنت عام 2021 الشروع في إجراء تحقيق رسمي يتعلق بالوضع في فلسطين، ويغطي التحقيق جرائم تدخل في اختصاص المحكمة والتي ارتكبت منذ تاريخ عدوان عام 2014.
إلا أنه وبعد تولي كريم خان المنصب بدلا منها تجاهل بشكل كامل كافة القضايا المعروضة عليه والتي تتناول كافة الجرائم المنصوص عليها في اتفاقية روما كالاستيطان، والقتل، والاعتقالات، والتعذيب، والاعتداء على الأماكن المقدسة، وحصار قطاع غزة، والحروب التي قام بها الاحتلال على القطاع.
وبينما يتحرك مثل سلحفاة في الموضوع الفلسطيني، تحرك بسرعة البرق في الملف الأوكراني بطلب من الدول الغربية والولايات المتحدة التي هي ليست طرفاً في اتفاقية روما، فأنجز في غضون أسابيع التحقيقات المبدئية والرسمية وأصدرت المحكمة المختصة بناء على المطالعة التي قدمها مذكرة قبض بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكانت بنسودا قد قادت تحقيقا ضد دولة الاحتلال حيث أعلن قضاة الجنائية الدولية حينها أعلنوا أن المحكمة لديها اختصاص للنظر في الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يمهد الطريق لإجراء تحقيق في جرائم الحرب.
ثم جاء خان وتمثّلت أولى مسؤولياته في اتخاذ قرار بشأن الخطوات المتعلقة بالتحقيق في جرائم الحرب علي قطاع غزة في 2014.
لكنه لم يكترث أبدا بالدم الفلسطيني ووضع معاناة شعبها على الرف، مع أن فلسطين عضو في "الجنائية الدولية" والكيان الصهيوني والولايات المتحدة ليسا عضوتان فيها.
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين الاستيطان القتل الاعتقالات التعذيب الجنائية الدولية كريم خان المدعي العام الإبادة الجماعية الكيان الصهيوني الجنائیة الدولیة الکیان الصهیونی کریم خان قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: إسرائيل استغلت حق الدفاع الشرعي لتبرير الإبادة الجماعية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، إنه منذ وقوع أحداث 7 أكتوبر 2023، توقع إراقة للدماء ومجزرة بمعنى الكلمة، مشيرًا إلى أن المجتمع الإسرائيلي لا يصمت على أي اعتداءات، وقد تم توظيف هذه الأحداث باعتبارها «جريمة إرهابية» ضد الشعب الإسرائيلي، للترويج لذلك أمام المجتمع الدولي بشكل مكثف.
أكد عاشور، خلال مداخلة ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، وتقدمه الإعلامية أمل الحناوي، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، أن إسرائيل استغلت مبدأ الدفاع الشرعي عن النفس لتبرير سياسات الإبادة الجماعية والأرض المحروقة، موضحًا أن الهدف الأساسي لإسرائيل ليس مواجهة حركة حماس أو الشعب الفلسطيني، بل السيطرة على الأراضي الفلسطينية وضمها تحت السيادة الإسرائيلية.
بيّن عاشور أن حماس ليست سوى ذريعة لفرض الأجندة الإسرائيلية تجاه الأراضي الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذه السياسات جزء من خطة ممنهجة تم الاتفاق عليها منذ المؤتمر الأول للحركة الصهيونية العالمية.
استعرض عاشور الخلفية التاريخية للتوسع الإسرائيلي، مذكّرًا بمؤتمر الحركة الصهيونية العالمية عام 1898 بقيادة هرتزل، والذي حدد تأسيس الدولة الإسرائيلية بعد 50 عامًا، مضيفًا أن إسرائيل تعتمد على أداة القوة لتحقيق حلمها الإمبراطوري في التوسع الاستيطاني.