كريم خان يضع "الجنائية الدولية" في خدمة الإبادة الجماعية

أدان كريم خان المقاومة وأطلق أحكاما مسبقة حول أحداث السابع من أكتوبر، خلال زيارته الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية.

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بات بشكل واضح شريكا للاحتلال في ترويج لجرائمه ولروايته وسرده عما يجري في الضفة الغربية وغزة.

زيارة كريم خان الكيان الصهيوني دون تكليف نفسه بزيارة قطاع غزة والاستماع للطرف الآخر "تتعارض مع أدنى حد من مقتضيات العدالة والإجراءات القضائية".

* * *

الذين ينتظرون المحكمة الجنائية الدولية أن تتحرك لفتح ملف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة عليهم أن يجروا من الآن ذيول الخيبة وراءهم وينكسوا رؤوسهم وهم يعودون القهقرى.

فالمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم أحمد خان بات بشكل واضح شريكا للاحتلال في ترويج لجرائمه ولروايته وسرده عما يجري في الضفة الغربية وغزة.

كريم خان المحامي البريطاني هو المدعي العام الثالث لـ"الجنائية الدولية" بعد أن تم انتخابه عام 2021 خلفا لفاتوا بنسودا التي فرضت عليها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عقوبات بما في ذلك حظر سفر وتجميد أصولها بسبب تحقيق بشأن "جرائم حرب أمريكية" مفترضة في أفغانستان.

كريم خان رجل قانون منحاز بشكل كامل للاحتلال الإسرائيلي.

ويفسر هذا الانحياز طريقة فوزه بمنصبه، فقد وصل خان للمنصب باقتراع سري في انتخابات وصفتها وسائل إعلام عالمية بأنها "جدلية" حيث لم يكن مدرجا في القائمة المختصرة لهذا المنصب، وتمت إضافته بناء على إصرار الحكومة الكينية بشكل غريب.

كريم خان الذي فقد سمعته تماما قبل أيام حين أدان حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأطلق أحكاما مسبقة حول أحداث السابع من أكتوبر، خلال زيارته الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية دون أن يكلف نفسه التوجه إلى قطاع غزة لمشاهدة جرائم الحرب على الواقع.

زيارة كريم خان إلى الكيان الصهيوني دون تكليف نفسه بزيارة قطاع غزة والاستماع إلى الطرف الآخر تتعارض مع الحد الأدنى من مقتضيات العدالة والإجراءات القضائية.

ولم يكن قتل الاحتلال ما يقرب من 16 ألف مدني منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ونزوح ما يقرب من 80% من أهالي القطاع بسبب القصف الإسرائيلي ليشفع لغزة، ويمنحها ولو عشر دقائق من وقته الذي أهدره وهو يستمع لأكاذيب نتنياهو وماكينة الإعلام الإسرائيلية الصدئة والموحلة في الجرائم.

هذا السلوك المشين وغير المفهوم من قبل خان، دفع الحقوقي الدولي والرئيس السابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" كينيث روث إلى انتقاد كريم خان بالقول إنه لم يتبق سوى ثلاثة أشهر حتى يتمكن خان من تحقيق هدفه المعلن المتمثل في القيام بزيارة إلى فلسطين في عام 2023.

وكانت المدعية العامة السابقة لمحكمة الجنايات بنسودا قد أعلنت عام 2021 الشروع في إجراء تحقيق رسمي يتعلق بالوضع في فلسطين، ويغطي التحقيق جرائم تدخل في اختصاص المحكمة والتي ارتكبت منذ تاريخ عدوان عام 2014.

إلا أنه وبعد تولي كريم خان المنصب بدلا منها تجاهل بشكل كامل كافة القضايا المعروضة عليه والتي تتناول كافة الجرائم المنصوص عليها في اتفاقية روما كالاستيطان، والقتل، والاعتقالات، والتعذيب، والاعتداء على الأماكن المقدسة، وحصار قطاع غزة، والحروب التي قام بها الاحتلال على القطاع.

وبينما يتحرك مثل سلحفاة في الموضوع الفلسطيني، تحرك بسرعة البرق في الملف الأوكراني بطلب من الدول الغربية والولايات المتحدة التي هي ليست طرفاً في اتفاقية روما، فأنجز في غضون أسابيع التحقيقات المبدئية والرسمية وأصدرت المحكمة المختصة بناء على المطالعة التي قدمها مذكرة قبض بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكانت بنسودا قد قادت تحقيقا ضد دولة الاحتلال حيث أعلن قضاة الجنائية الدولية حينها أعلنوا أن المحكمة لديها اختصاص للنظر في الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يمهد الطريق لإجراء تحقيق في جرائم الحرب.

ثم جاء خان وتمثّلت أولى مسؤولياته في اتخاذ قرار بشأن الخطوات المتعلقة بالتحقيق في جرائم الحرب علي قطاع غزة في 2014.

لكنه لم يكترث أبدا بالدم الفلسطيني ووضع معاناة شعبها على الرف، مع أن فلسطين عضو في "الجنائية الدولية" والكيان الصهيوني والولايات المتحدة ليسا عضوتان فيها.

*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين الاستيطان القتل الاعتقالات التعذيب الجنائية الدولية كريم خان المدعي العام الإبادة الجماعية الكيان الصهيوني الجنائیة الدولیة الکیان الصهیونی کریم خان قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تهديدات خطيرة .. نتنياهو: سنتعامل بحزم مع الجنائية الدولية ولن نسمح لإيران بالتحول لقوة نووية

في كلمة ألقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد أن حكومته ستتعامل بحزم مع المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بدعم مباشر من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تقبل أي قرارات أو تحركات دولية تستهدفها. كما شدد على أن حكومته سحقت محور إيران، لكنها لا تزال تواجه تحديات أخرى تتطلب المواجهة المستمرة.  

وخلال خطابه، وصف المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بأنها "مؤسسات عبثية"، معتبرًا أن تحركاتهما ضد إسرائيل مسيّسة وتهدف إلى تقويض سيادتها وحقها في الدفاع عن نفسها.  

إيران تحت المجهر: تهديد مستمر واستعداد للمواجهة  

خصص نتنياهو جزءًا كبيرًا من خطابه للحديث عن إيران، معتبرًا أنها "قضية أيديولوجية سيئة" تمثل التهديد الأكبر في المنطقة. 

وأكد التزام إسرائيل بمنع طهران من امتلاك السلاح النووي، محذرًا من أن النظام الإيراني يُعدّ أحد أكبر داعمي الإرهاب في العالم، ويستخدم وكلاءه لزعزعة استقرار المنطقة.  

وقال نتنياهو في هذا الصدد "لن نسمح لإيران بأن تصبح قوة نووية، وسنواصل العمل على جميع المستويات لضمان أمن إسرائيل ومنع التهديدات قبل وقوعها."  

سوريا ولبنان: لا ملاذ آمن للهجمات على إسرائيل  

فيما يتعلق بالجبهة الشمالية، شدد نتنياهو على أن إسرائيل لن تسمح باستخدام الأراضي السورية لمهاجمتها، مؤكدًا استمرار الضربات العسكرية الاستباقية ضد أي تهديدات قادمة من سوريا أو لبنان.  

وأضاف "لن نسمح باستهداف إسرائيل من لبنان أو أي مكان آخر. كل من يحاول تهديد أمننا سيدفع الثمن غاليًا"  

وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار التوترات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله، فضلًا عن الغارات الإسرائيلية المتكررة على مواقع داخل سوريا، والتي تدعي تل أبيب أنها تستهدف شحنات أسلحة إيرانية متجهة إلى حزب الله.  

غزة: خيار المغادرة أمام السكان  

أما فيما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة، فقد أثار نتنياهو جدلًا واسعًا بقوله إن سكان غزة يجب أن يُمنحوا خيار المغادرة، في إشارة إلى أن إسرائيل لا تمانع خروج المدنيين الفلسطينيين من القطاع كحل لما تعتبره مشكلة أمنية مزمنة.  

وقال في هذا الصدد "الوقت قد حان للنظر في حلول بعيدة المدى لسكان غزة، وينبغي أن يكون أمامهم خيار المغادرة لمن يريد ذلك" 

تصريحات نتنياهو هذه تعكس استمرار نهج الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع ملف غزة بالقوة العسكرية والحصار، مع محاولة فرض تغييرات ديموغرافية على المدى الطويل.  

دعم أمريكي وإصرار على المواجهة  

أكد نتنياهو خلال خطابه أن إسرائيل تحظى بدعم قوي من الولايات المتحدة في كافة تحركاتها، سواء فيما يتعلق بمواجهة إيران، أو التصدي للمحاكم الدولية، أو العمليات العسكرية في سوريا ولبنان وغزة.  

وأضاف نتنياهو "نحن نقف بحزم أمام كل التحديات، وسنواصل التصدي لأي تهديد ضد إسرائيل، بدعم كامل من أصدقائنا في الولايات المتحدة والعالم."  

مواجهة مفتوحة مع خصوم إسرائيل  

تعكس تصريحات نتنياهو تمسك إسرائيل بنهج المواجهة العسكرية والدبلوماسية في مواجهة خصومها، معتمدًا على الدعم الأمريكي القوي واستراتيجية الضربات الاستباقية في مختلف الجبهات. 

وبينما يرى البعض أن هذه السياسة تعزز الردع الإسرائيلي، يحذر آخرون من أن التصعيد المستمر قد يقود إلى مواجهة شاملة في المنطقة.  

مقالات مشابهة

  • جيروزاليم بوست: دعوى أمام الجنائية الدولية تتهم وزير الخارجية الإسرائيلي بجرائم حرب113.
  • تهديدات خطيرة .. نتنياهو: سنتعامل بحزم مع الجنائية الدولية ولن نسمح لإيران بالتحول لقوة نووية
  • القمة الأفريقية: إدانة عدوان إسرائيل ومحاكمات دولية على الإبادة الجماعية
  • من تونس.. «الطرابلسي» يلتقي رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول»
  • انتشال 25 شهيدا جديدا في قطاع غزة.. وارتفاع حصيلة حرب الإبادة
  • المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يزور الكونغو الديمقراطية بنهاية فبراير الجاري
  • السوداني يشيد بعمل المحكمة الجنائية الدولية
  • خبير في القضايا الدولية: خطة ترامب للتهجير هي للتعويض على فشل الكيان الصهيوني
  • خبراء قانونيون: ترامب يهدد العدالة بعقوباته على الجنائية الدولية
  • عقوبات أميركية على المدعي العام للجنائية الدولية كريم خان