خسائر فادحة لحركة حماس ولأهل غزة منذ «طوفان الأقصى» حتى اليوم، إلا أن هذا المقال مخصص لإلقاء الضوء بإيجاز على جزء من الخسائر الفادحة التى مُنيت بها إسرائيل فى هذه المعركة:
- لم يتمكن جيش الاحتلال من تحقيق أهدافه المعلنة: القضاء على حركة حماس، والإجهاز على البنية التحتية لقوى المقاومة، وإنهاء وجود «حماس» وتهديداتها، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وتنفيذ خطة تهجير سكان غزة جنوباً باتجاه مصر، بما يعنى تصفية القضية الفلسطينية.
- كما حدث تهجير قسرى لأهالى غزة إلى الجنوب، فقد حدث نوع من التهجير لأكثر من ربع مليون إسرائيلى من منازلهم، وإخلاء 64 مدينة صهيونية، وذكر موقع «سبوتينك» العربى أن 3٫1 مليون عامل لم يذهبوا إلى عملهم، بالإضافة إلى شعور المستوطن الإسرائيلى بالرعب والقلق والخوف، وفقدان الثقة فى قدرة جيشه على حمايته من الخطف أو الموت، وهو فى الحقيقة استوطن إسرائيل بحثاً عن حياة أفضل، لكنه لم يجدها.
- (الانتصار العقيم)، تعبير للمؤرخ الإسرائيلى يعقوب تالمون، معناه أن الجيش الإسرائيلى لم يحقق انتصاراً عسكرياً يُشبع رغبته، ويحقق له الانتصار المرجو، فكل انتصار لإسرائيل يقابله صمود وصبر من فلسطين، حتى إن إسرائيل لتشعر بالخوف من الأطفال، وهذا يمثل هزيمة نفسية دائمة لإسرائيل.
- ذكر تقرير صحفى أن مدير الأبحاث فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى باتريك كلاوسون، يرى أن حماس لا تزال موجودة داخل الأنفاق، وربما تستغل الحطام داخل القطاع لتوفير مخابئ وملاذات آمنة لعناصرها، مما يجعل مهمة الجيش الإسرائيلى فى تحقيق أهدافه المعلن عنها أمراً صعباً.
- وقف التطبيع كان خسارة أخرى لإسرائيل، فى مقابل تعاطف شعبى عالمى مع فلسطين، وعودة قضيتها للضوء، بل إن عدداً من الدول العربية التى كان لها موقف سلبى من حركة حماس، قلبت هذا الموقف إلى تعاطف، ، وهذا أمر سوف ينبنى على تغيير فى النظر إلى حركة حماس، التى لا سبيل أمامها اليوم إلا التخلى التام عن جماعة الإخوان.
- استخدام المقاومة الفلسطينية لمختلف الأساليب القتالية أدى إلى شيوع ظاهرة التهرب من الخدمة العسكرية فى إسرائيل، وانتشار ظاهرة: «طقوس الموت»، حيث يقومون بقراءة نصوص من «التوراة» على الجندى المرشح للموت، كما قالت صحيفة «معاريف».
وفى بحث نشره الدكتور عدنان أبوعامر فى يناير 2018 نقل عن مجلة «بنيم» العبرية، العدد 67، سنة 2008 أن أستاذاً لعلم النفس فى جامعة «تل أبيب» اختار عنواناً لافتاً لدراسة نشرها فى إحدى المجلات العلمية الإسرائيلية، هو: (كئيبون.. عاجزون.. لماذا؟) قال فيه: «لقد أفرز المزاج الإسرائيلى خلال الحرب على غزة مجموعة من التوقعات أبرزها: التعرض لحوادث مقيتة، الفشل فى إيجاد حل، نشوء توقعات سلبية، كلها باتت تخلق لدى الإسرائيليين شعوراً جديداً اسمه: «العجز المكتسب»، فما بالنا لو رأى الكاتب «طوفان الأقصى» بعد 5 سنوات من عبارته.
- اقتصادياً قال وزير المالية الإسرائيلى «إن الحرب على غزة تكلفنا يومياً 246 مليون دولار»، وتراجع الاحتياطى الأجنبى بالبنك المركزى الإسرائيلى، وتم إلغاء الرحلات السياحية، وتناقص المهاجرون إلى إسرائيل، وتزايد المهاجرون منها، وحدث هروب للعمالة، وتكبدت الزراعة خسائر فادحة، حيث كان يعمل فى الأيام العادية نحو 15 ألف فلسطينى فى القطاع الزراعى، إلى جانب نحو 22 ألف تايلاندى، قبل «طوفان الأقصى»، ووفق بحث أجرته دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، تبين أن مزارع غلاف غزة مسئولة عن 30.4% من الأراضى المخصصة لزراعة الخضراوات فى إسرائيل.
- ذكر تقرير لـ«سكاى نيوز العربية» نقلاً عن صحيفة «كالكاليست» الاقتصادية الإسرائيلية، عن أرقام أولية لوزارة المالية أن تكلفة الحرب التى تخوضها إسرائيل أمام حركة حماس فى قطاع غزة ستبلغ ما يصل إلى 200 مليار شيكل (51 مليار دولار)، وستتراوح تكلفة الخسائر فى الإيرادات بين 40 و60 مليار شيكل أخرى، إلى جانب ما بين 17 و20 مليار شيكل ستتكبدها إسرائيل على شكل تعويضات للشركات، ومليارات لإعادة التأهيل.
والحاصل أن الدولة العبرية، وإن كانت حققت بعض النجاحات عسكرياً، لكنها لو نجحت فى القضاء على المقاومة -فرضاً- فلن تنجح فى تغيير قواعد وأحكام التاريخ وسنة الله فى الكون، لأن اللحظة التى ستنتهى فيها المقاومة الحالية، فإن كل أطفال اليوم سيصيرون مقاومى المستقبل، وسوف تتشكل مقاومة أخرى من أبناء وأشقاء وأحفاد وأقارب الشهداء والمصابين والنازحين والمهجّرين، ومن ثَم فإن كل أنواع القهر والعدوان والقتل ستخلق مقاومة أشد قوة وصلابة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة توجه رسالة لترامب
قالت عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة، إنه :"كفى ضغطا عسكريا يقتل أبناءنا بدلا من إعادتهم"، وفقا لما ذكرته فضائية"القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل.
فصائل فلسطينية: قضينا على 3 جنود إسرائيليين وسط مخيم جباليا شمال غزة طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف مواطنين بمخيم الشاطئ غرب غزة (شاهد)
وطالبت عائلات المحتجزين بغزة، الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالضغط لإبرام صفقة شاملة.
وفي إطار آخر، أعلنت كتائب القسام عن تنفيذ عملية مركبة والإجهاز على 3 جنود صهاينة طعنًا بالسكاكين، واغتنموا سلاحهم الشخصي ثم اقتحموا منزلاً تحصنت به قوة راجلة وأجهزوا على جنديين مخيم جباليا شمال القطاع.
ونشرت القسام في بيانها: في عملية مركبة.. تمكن مجاهدو القسام من الإجهاز على 3 جنود صهاينة طعنًا بالسكاكين واغتنموا سلاحهم الشخصي ثم اقتحموا منزلاً تحصنت به قوة راجلة وأجهزوا على جنديين من أفرادها عند بوابة المنزل، واشتبكوا مع الآخرين من مسافة صفر وسط مخيم جباليا شمال القطاع.
حماس للسلطة الفلسطينية: سلاح المقاومة موجه للاحتلال أوقفوا التصعيد الأمني في جنين
كما أعلنت حركة حماس، مساء اليوم السبت، عن متابعة القوى الثلاث (حركة حماس، حركة الجهاد، الجبهة الشعبية) بألمٍ كبير وقلقٍ بالغ الأحداث التي تشهدها مدينة جنين ومخيمها عبر تصعيد الحملة الأمنية التي تنفذها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
ونشرت حماس في بيان صحفي ثلاثي مشترك صادر عن (حركة حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي) مايلي:
نؤكد حرصنا على ضرورة احتواء الأحداث الأخيرة في جنين بما يصون الدم الفلسطيني ويحمي المقاومة.
وإذ تؤكد القوى حرصها الشديد على احتواء هذه التطورات ومنع توسعها، فإنها تشدد على ما يلي:
1. صون الدم الفلسطيني أولوية قصوى وخط أحمر، وإن الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني وضمان عدم الانجرار نحو الفتنة الداخلية يُمثّل واجباً وطنياً ومسؤولية كبرى تقع على عاتق الجميع.
2. تؤكد القوى الثلاث أن سلاح المقاومة لجميع القوى هو لمواجهة حرب الإبادة في قطاع غزة وللتصدي للاقتحامات والاعتداءات الصهيونية المتكررة والمتصاعدة من جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة المحتلة، وهو سلاح شرعي وطاهر، ولا يجوز المساس به أو استهداف حامليه من الأبطال والمقاومين، وعلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية وقيادة السلطة الفلسطينية أن تنأى بنفسها عن أي إجراءات قد تهدد وحدة الموقف الفلسطيني أو تمس السلم الأهلي.
3- تطالب القوى الثلاث قيادة السلطة الفلسطينية بالتراجع الفوري عن هذه الحملة الأمنية في جنين والتي لا تخدم إلا العدو الصهيوني، والعمل فورا على سحب قوات وعناصر الأجهزة الأمنية من المدينة والمخيم، ورفع الحصار المفروض عليهما.
4. تدعو القوى إلى تشكيل لجنة وطنية عليا تضم كافة مكونات المجتمع الفلسطيني لوضع حد لهذا الاعتداء الحالي في جنين ومخيمها، ومنع انتقال هذه الأحداث إلى مناطق أخرى، وحماية السلم الأهلي والمجتمعي، وتبدي القوى استعدادها لإنجاح عمل هذه اللجنة، وانفتاحها على أي خطوات تطوق الأزمة وتجنب الفتنة وتصون الدم الفلسطيني وتحمي المقاومة وسلاحها.
5. في ظل حرب الإبادة والمخططات الصهيونية المدعومة أمريكياً خاصة في الضفة المحتلة، يحتاج شعبنا الفلسطيني إلى موقف موحّد يعزز صموده ويفشل خطط الاحتلال، وهذا بحاجة لوقف التنسيق الأمني، ورفض المخططات الأمريكية، وتغليب لغة الحوار الوطني والالتزام بتنفيذ التوافقات الوطنية وربطها ببرنامج مقاومة شامل يحمي المشروع الوطني ويواجه تهديدات الاحتلال للأرض والوجود الفلسطيني.