تصيب الأطفال وتنتشر في أوروبا والصين.. ما هي الميكوبلازما الرئوية؟
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
الدنمارك وفرنسا وهولندا ضمن العديد من الدول الأوروبية التي لحقت بالصين وأبلغت مؤخرا عن زيادة في حالات الالتهاب الرئوي لدى الأطفال والمرتبطة ببكتيريا تسمى الميكوبلازما الرئوية، كما تم الإبلاغ عن ارتفاع حاد في الحالات في إحدى مقاطعات ولاية أوهايو الأميركية، بحسب شبكة "سي أن أن".
ووفقا لموقع "يورو نيوز"، فإن الميكوبلازما الرئوية هي بكتيريا يمكن أن تسبب التهابات الجهاز التنفسي الخفيفة إلى الالتهاب الرئوي الحاد.
وأوضح الموقع أن هذه البكتيريا تعتبر سببا شائعا للالتهاب الرئوي لدى الأطفال في سن المدرسة، ووفقا لمنظمة الصحة العامة الفرنسية، يمكن أن تمثل 30 إلى 50 في المائة من حالات الالتهاب الرئوي لدى الأطفال.
وأوضحت "سي أن أن" أن الأعراض شبيهة بالأنفلونزا، لكن عادة ما يصاحبها سعال شديد بالإضافة إلى الحمى والتعب والصداع، وغالباً ما يكون طفح جلدي على الجذع أو الظهر أو الذراعين.
ونقلت الشبكة عن الدكتور بادي كريش، وهو أحد الباحثين وأخصائي الأمراض المعدية لدى الأطفال في جامعة فاندربيلت، قوله: "نتوقع أن تكون هناك بعض المواسم أسوأ من غيرها بالنسبة لعدوى الميكوبلازما، ويبدو بالتأكيد أن هذا العام في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا قد يكون أسوأ من الأعوام الأخرى".
وأوضحت الشبكة أنه، في الأسبوع الماضي، أفاد خبراء أوروبيون يقومون بمراقبة الميكوبلازما في 45 موقعا في 24 دولة، أن حالات الإصابة، التي انخفضت إلى أقل من 1% خلال الوباء، بدأت في الارتفاع مرة أخرى في بداية العام. وبحلول هذا الصيف والخريف، كان هناك متوسط زيادة بأكثر من أربعة أضعاف، مع زيادات أكبر في آسيا وأوروبا، وفقا لتقرير نشر في مجلة "لانسيت ميكروب".
ووفقا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن مقاومة نوع المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج هذه العدوى قد تلعب دورا في زيادة الحالات في الصين، بحسب "سي أن أن"
وقال الدكتور بيتر هوتز، الذي يشارك في إدارة مركز تطوير اللقاحات بمستشفى تكساس للأطفال، للشبكة: "يمكنك رؤية أوبئة دورية كل بضع سنوات، خاصة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 12 عامًا، أي الأطفال في سن المدرسة".
ووفقا لـ"يورو نيوز"، بدأ الباحثان مايك بيتون وباتريك ماير سوتور النظر في مراقبة بكتيريا الميكوبلازما الرئوية في عام 2020، ووجدوا أنه مثل التهابات الجهاز التنفسي الأخرى، بدأت الحالات في الاختفاء بسبب قيود كوفيد-19. لكن مع عودة ظهور أنواع العدوى الشائعة الأخرى مثل الأنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، ظلت الميكوبلازما غائبة، لكن العلماء كانوا يعلمون أنه في مرحلة ما ستعود من جديد.
ما هي عدوى الميكوبلازما؟الميكوبلازما هي نوع من أنواع الالتهاب الرئوي الذي يؤدي إلى امتلاء الرئتين بالسوائل أو القيح، وله أسباب عديدة، بما في ذلك الفيروسات والبكتيريا والمواد الكيميائية، بحسب "سي أن أن".
وأوضحت أنه عادة ما تظهر الأعراض على الأشخاص المصابين في غضون 4 إلى 6 أيام بعد الإصابة. وتشمل أعراض العدوى، التهاب الحلق، الصداع، سيلان الأنف، قلة الشهية، السعال (جاف في معظمه)، صعوبة التنفس، العطس، الحمى، مع صفير قد يحدث أحيانا أثناء التنفس.
ووفقا للشبكة، فإنه غالبًا ما يتم علاج الالتهاب الرئوي بالمضادات الحيوية مثل أموكسيسيلين دون إجراء اختبار أولي لمعرفة السبب، لكن هذه المضادات الحيوية التي تعالج معظم أنواع الالتهاب الرئوي لا تعمل في علاج عدوى الميكوبلازما.
وبالنسبة لهؤلاء، يحتاج الأطباء إلى وصف نوع مختلف من المضادات الحيوية، عادة أزيثروميسين أو زي باك، بحسب الشبكة.
أين تنتشر الميكوبلازما؟من خلال التنسيق المشترك للمراقبة الدولية للعدوى، وجد الأطباء أنه في الأشهر الستة الماضية ارتفعت عدد حالات الإصابة بالميكوبلازما الرئوي، بحسب "يورو نيوز".
وبتحليل بيانات المراقبة من 24 دولة بين أبريل وسبتمبر 2023، وجدوا أن حالات الإصابة كانت أعلى في أوروبا وآسيا، وفقا للموقع.
وأضافوا في مقال نُشر في مجلة "لانسيت"، نوفمبر الماضي، أن "الاكتشافات الأكثر شيوعا" في أوروبا كانت في الدنمارك والسويد وسويسرا وويلز.
لكن الموقع أوضح أن العديد من الدول الأوروبية أبلغت مؤخرًا عن ارتفاع في الحالات.
وقال مسؤولو الصحة في الدنمارك إن هناك زيادة في حالات الإصابة بالميكوبلازما الرئوية منذ الصيف، مع "حالات أكثر بكثير من المعتاد".
وفي فرنسا، تم الإبلاغ عن "زيادات غير عادية" في التهابات الجهاز التنفسي بالميكوبلازما الرئوية منذ بداية الخريف وعدد أكبر من الحالات مقارنة بالعامين 2019 و2022 "ما يعكس حالة وبائية".
وأبلغت هولندا أيضًا عن زيادة في حالات الالتهاب الرئوي، حيث أخبر معهد الصحة العامة "يورونيوز" أن هناك على وجه الخصوص ارتفاعًا في حالات الالتهاب الرئوي بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عامًا.
لماذا ترتفع حالات الميكوبلازما الآن؟من غير المعروف سبب ارتفاع هذه الحالات في الوقت الحالي، لكن بعض مسؤولي الصحة يقولون إن ذلك قد يعزى إلى رفع قيود فيروس كورونا، وفقا ليورونيوز.
وتقول بعض النظريات إن سبب استغراق هذه البكتيريا وقتًا طويلاً حتى عادت إلى الظهور بعد الوباء هو أن لديها فترة حضانة أطول وأنها بطيئة النمو، بحسب الموقع.
ووفقا لموقع، رغم أن حجم الحالات التي تشهدها البلدان أمر "مثير للقلق"، إلا أنه ليس مفاجئًا.
ويقول مسؤولو الصحة الدنماركيون إن أوبئة المفطورة الرئوية حدثت تاريخياً كل أربع سنوات تقريباً، وكان آخر وباء من عام 2015 إلى عام 2018.
وأضافوا أنه كان هناك عدد كبير من الحالات قبل ظهور جائحة كوفيد-19 مباشرة، لكنها وصلت إلى "مستوى منخفض بشكل غير عادي" وسط القيود.
وبشكل عام، يرى الأطباء أن هذا المرض لا يشكل مصدر قلق في الوقت الحالي لأن الميكوبلازما عادة ما تكون مرضًا يصيب الأطفال أو أطفال المدارس، لكن عادة لا يتم إدخالهم إلى المستشفى.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حالات الالتهاب الرئوی المیکوبلازما الرئویة حالات الإصابة لدى الأطفال الحالات فی فی حالات سی أن أن
إقرأ أيضاً:
هل نحن على مشارف صدام حتمي بين أميركا والصين؟
يعرّف السقوط الحرّ، اعتمادًا على الفيزياء الكلاسيكية التي وضعها العالم إسحاق نيوتن، أو اعتمادًا على نظرية النسبية العامة التي وضعها العالم ألبرت آينشتاين، بأنه سقوط الجسم باتجاه مركز الأرض من دون التأثير عليه بقوة أخرى غير القوة المكتسبة من الجاذبية الأرضية.
من يراقب سرعة تشظي العلاقة بين الصين وأميركا، يتخايل أنه أمام سقوط حرّ، حيث لا مفرّ فيه إلا بصدام مباشر بينهما. إذ مع تزايد الحملات العدوانية بين الصين والولايات المتحدة، بدأ كل جانب يرى أنه لا يفعل إلا ما يقتضيه الواجب، من رد فعل إزاء استفزازات الآخر وسلوكه السيئ، وينظم الاستعراض الملائم من قوة اقتصادية أو سياسية أو حتى عسكرية.
فتحت الولايات المتحدة الحرب على مصراعيها، وباتت كافة الوسائل مشروعة الاستخدام، لهذا تعتبر أنّ حرب القنوات البحرية يجب أن تندرج من ضمن إستراتيجيتها لمحاربة توسع النفوذ الصيني بالتوازي مع إستراتيجية رفع الرسوم الجمركية التي دفعت بكين للتنديد بها عبر ممثلها لي تشنيغانغ أمام منظمة التجارة العالمية. كما أن حرب البحار يجب أن تندرج ضمن أجندتها في مواجهة التنين الصيني، وأن أي توتر على الساحة الدولية هو بمثابة القوة الجاذبة نحو إشعال الحرب التجارية مع بكين.
إعلانوضعت واشنطن في حرب إسرائيل على غزة إستراتيجية تحاكي الوقوف التاريخي إلى جانب تل أبيب لدعمها في تحقيق أهداف الحرب، لهذا كانت لها السند الدبلوماسي كما العسكري.
ولكن واشنطن هدفت عبر دعمها إسرائيل، التركيز على إزالة أي تهديد عسكري في القطاع لمشروعها الرئيسي في مواجهة الممر الاقتصادي الصيني عبر ربط غزة بالممر الهندي الشرق أوسطي الأوروبي ومنافسة طريق الحرير.
الرؤية الأميركية حول القطاع، أكدتها بعض المصادر في حركة حماس من تعرّضها، خلال الأيام الماضية، لضغوط مكثفة تهدف إلى دفعها للتخلي عن السلاح في غزة، والانسحاب من المشهد السياسي في القطاع، وذلك تمهيدًا لإطلاق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي تتضمن البدء في إعادة الإعمار.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن أطرافًا تضغط بهدف تمرير خطة يتمّ إعدادها في دوائر دبلوماسية بعدة دول، لتقديمها إلى الإدارة الأميركية، تتضمن نزع السلاح في غزة كضمانة لوقف مخطط التهجير، والبدء في إعادة الإعمار.
راقت لرئيس الوزراء الإسرائيلي فكرة تهجير سكان غزة، حيث وجد فيها حلمه الذي يستطيع من خلاله تخليد اسمه في سجل من قدموا إلى الدولة الإسرائيلية الكثير. لكنّ إدارة ترامب، لها أهداف أبعد من أحلام نتنياهو، وهي ترتبط بجعل القطاع منطقة منزوعة السلاح.
لهذا اعتبر البعض أن دعوة ترامب لتهجير أهل غزة، هي طريقة ضغط تهدف إلى تفكيك البنية العسكرية للحركة، ليس من أجل ضمان أمن إسرائيل فحسب، بل من أجل ضمان أمن الممر الاقتصادي الهندي الذي يجد في قناة بن غوريون بديلًا حيويًا لقناة السويس لنقل السلع من نيودلهي إلى العمق الأوروبي.
وقعت كل من الهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، برعاية أميركية، في نيودلهي في 10 سبتمبر/ أيلول عام 2023 على اتفاق الممر الاقتصادي الهندي، الذي يهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية بين آسيا والخليج العربي وأوروبا.
إعلانتتمحور فكرة المشروع في خفض التكاليف اللوجيستية للنقل، وتعزيز فرص التنمية في المنطقة التي يشملها. ويتكون المشروع من ممرين، هما الممر الشرقي، ويربط الهند بدول الخليج العربي، والممر الشمالي الذي يربط دول الخليج بأوروبا.
لكن الخلفية الرئيسية للمشروع تتمحور حول قطع الطريق على المشروع الصيني الذي افتتحه الرئيس شي جين بينغ عام 2013، وأطلق عليه "الحزام والطريق" بهدف جعل مدينة شنيغيان الصينية مركز الثقل التجاري العالمي، عبر نقل السلع من خلال قناة السويس وصولًا إلى العمق الأوروبي.
تطويق الولايات المتحدة للصين، لم يتوقف عند تجفيف الملاحة في قناة السويس، بل استدرك ترامب عمق التوسع الصيني. بعد إيطاليا التي أعلنت في اجتماع قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، انسحابها من "الحزام والطريق"، ما شكل نكسة للمشروع الصيني، يأتي ما أعلنه الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو، 6 فبراير/ شباط الجاري، بانسحاب بلاده من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، في خطوة تأتي بُعيد أيام من استقباله وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي تسعى بلاده للحد من نفوذ بكين على قناة بنما.
واضحة هي أهداف ترامب، التي يريد من خلالها تطويق التهديد الصيني لبلاده، حيث على ما يبدو لم يعد له حدود، وما دخول الشركات الصينية "ديب سيك" – مثالًا في التنافس في ساحة الذكاء الاصطناعي – إلا دليل واضح على أن بكين لم تعد منافسة لواشنطن، بل أصبحت دولة مقلقة لمصير النظام العالمي الرأسمالي ذي القطب المهيمن. لهذا يرى بعض المراقبين أن ترامب فتح الحرب مع الصين باكرًا من خلال سلسلة من التعيينات لمسؤولين في إدارته ذات الخلفية الواضحة في عدائيتها للصين.
بما أن "الطحشة" على القطب الشمالي من قبل روسيا والصين بهدف فرض السيطرة على الممر القطبي المستقبلي الذي يعزز طرقًا تجارية بنقل أسرع للبضائع وأقصر بين 80% من معظم الدول الصناعية، وجدت الولايات المتحدة أنّه من الضروري بسط نفوذها هناك، عبر توسيع دائرة الحضور، لهذا لم يتوانَ ترامب في رفع شعار "شراء" جزيرة غرينلاند التي يهتم بها ترامب، إضافة إلى توفر المعادن فيها، فهناك الأهمية الجيوسياسية للجزيرة في القطب الشمالي.
إعلانإنّ تطويق التنين الصيني في الممرات البحرية الدولية من قبل واشنطن خطوة أكثر من ضرورية لخنق فرص التصدير لسلعها، إن لم نقل عرقلتها. لهذا باتت النوايا عند ترامب علنية وواضحة في هذا الخصوص، وكأنه لم يكتفِ في حرب الممرات البحرية ليضع على حدود الصين خطرًا داهمًا يتمثل في عدو صاعد، وحالم بجعل نيودلهي ملتقى للتجارة الآسيوية، ومركزًا للتواصل مع أوروبا عبر دول الخليج العربي.
لهذا لم يكن مفاجئًا تلك الخطوة التي أعلن عنها الرئيس ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي، بأن "بلاده ستبيع نيودلهي مقاتلات من طراز إف -35″، لتصبح بذلك الهند واحدة من الدول القليلة التي تمتلك هذه الطائرات الخفية فائقة التطور.
إن تسليح الهند وجعلها ثقلًا للتجارة العالمية في منطقة جنوب آسيا، هو بحدّ ذاته يندرج في سياق تضييق الخناق على التنين الصيني المستيقظ، وبات يهدد في صعوده جعل الصين دولة محورية بديلة عن الولايات المتحدة، وهي في ذلك متّبعة ذات النهج الذي اتبعته واشنطن بعد الحرب العالمية الأولى، عندما نقلت ثقل الاقتصاد العالمي من لندن إلى نيويورك.
هو السقوط الحر في العلاقات بين البلدين، وبحسب القوانين الفيزيائية، فهناك حتمية الصدام العسكري بعدما دخلت الحرب التجارية مرحلة متقدمة لا مقلقة على المستوى الوجودي، الأمر الذي دفع بالمراقبين لرفع تساؤلهم: متى سيطلق التنين لهيبه بوجه المضايقات الأميركية؟
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline