بقي ملف قيادة الجيش في واجهة الاهتمامات المحلية، حكومياً ونيابياً، ونقل وفد السلك القنصلي عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ، بحسب ما كتبت" النهار" رفضه تعيين قائد جديد للجيش وقوله "ان التعيين هو الاجراء الاسهل بالنسبة اليه، إلا انه ليس في وارد تحدي اي مكون لبناني وهو يحاول تمرير هذه المرحلة بما يحفظ استقرار البلد والمؤسسات".



وقال "ان هذا الموضوع يعالج بهدوء وبعيداً عن الجدل". وقد عرض ملف التمديد وملابساته مطولا في لقاء الرئيسين نبيه بري وميقاتي امس في عين التينة .

وكشف مرجع سياسي مطلع لـ"النهار" ان التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون اصبح محسوماً وقد تبلّغ ذلك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عبر وفود زارته اخيراً من رئيس المجلس نبيه بري كما من حرزب الله.

وبحسب المرجع فان الرئيس بري طمأن البطريرك الراعي انه سيعقد جلسة تشريعية قبل منتصف هذا الشهر وسيكون تأجيل التسريح لقائد الجيش احد اقتراحات القوانين المطروحة في الجلسة لاسيما بعدما أكدت كتل نيابية مسيحية أساسية مشاركتها فيها من أجل هذه الغاية.

وقال المرجع السياسي ان ثمة اتفاقاً ضمنياً بين رئيسي المجلس وحكومة تصريف الأعمال على تمرير التمديد إن لم يكن في مجلس النواب ففي جلسة لمجلس الوزراء . والرئيس ميقاتي بدوره ليس في وارد معارضة رغبة بكركي في التمديد لقائد الجيش، وهو سيقدم وقبل انتهاء ولاية قائد الجيش على طرح التمديد في جلسة لمجلس الوزراء إذا لم يشرّع هذا التمديد في مجلس النواب.

ويقول المرجع المطلع على حركة الاتصالات الداخلية كما تلك الديبلوماسية التي قادتها الدول الخمس المهتمة بالملف اللبناني، ان "حزب الله" وان لم يقل كلمته بعد ويتركها للحظات الأخيرة ، إلا انه لن يقف في وجه إرادة الأغلبية المسيحية في موضوع قيادة المؤسسة العسكرية ولن يسهم في شغور مركز مسيحي كقيادة الجيش بعد شغور المركز المسيحي الاول برئاسة الجمهورية ومن ثم حاكمية مصرف لبنان ،وموقفه هذا قد يترجم إما بتأمين النصاب المطلوب في مجلس الوزراء او في الجلسة التشريعية لمجلس النواب، في ترجمة للتقارب القائم مع بكركي في المرحلة الاخيرة.

ويشير المرجع إلى ان البطريرك الراعي لن يتساهل هذه المرة في ترك الشغور يصل إلى قيادة الجيش ، وهو سيبقى يرفع الصوت إلى حين التمديد للعماد جوزف عون ، مؤمناً الغطاء المسيحي لهذه الخطوة سواء في مجلس النواب او في مجلس الوزراء . وبحسب المرجع، فان التمديد حاصل وما زال هناك متسع من الوقت لتحقيقه، وثمة سيناريوان معدّان لذلك، فإذا لم تنجح الخطة ألف ، هناك خطة باء، والأمور مرهونة بخواتيمها.
وكتبت" الاخبار": رغم أن الجبهة الجنوبية والحرب على غزة والتطورات المتصلة بها في المنطقة، أخذت الحيز الأكبر في مداولات مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه، إلا أن ذلك لم يحل دون تناول مدير المخابرات الفرنسية ملف التمديد لقائد الجيش عشية انتهاء ولايته. وقالت مصادر نيابية إن «القوى السياسية لم تنجح حتى الآن في التوصل إلى اتفاق بشأن الحل»، مع التأكيد أن بري «سيدعو قريباً إلى جلسة تشريعية، يتضمّن جدول أعمالها نحو 30 بنداً، مع ترجيحات أن يعقدها على مدى ثلاثة أيام».
وأفادت معلومات «البناء» أن بري سيدعو الى الجلسة قبل 15 الحالي وهو على تواصل مع كتل ونواب المعارضة من أجل أن لا يكون جدول الأعمال موسعاً وأن يكون محصوراً باقتراحات قوانين طارئة ومحددة.

ولم تخفِ أوساط سياسية عبر «اللواء» عن خشيتها من عدم تمرير سيناريو مناسب لملف قيادة الجيش ما ينعكس سلبا على المؤسسة العسكرية وعلى البلد.
وقالت هذه الأوساط أن هذه الخشية يمكن أن تتبدد في حال واحدة وهي التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون الذي حافظ على تماسك المؤسسة في احلك الظروف وفي الوقت الذي تشهد مؤسسات الدولة على اختلافها  اهتراء كبيرا، مشيرة إلى أن المسألة يدركها الخارج بشكل كبير ويعتبر عدد من المسؤولين أن الفضل يعود للعماد عون. 
ورات أن الملف الذي بحث في لقاء الرئيسين بري وميقاتي، ينتظر بعض الاتصالات قبل أن يرسو على توجه وسط الانقسامات السياسية ومقاربة كل فريق لملف التمديد وعدم اكتراث بعض الأفرقاء لهذا الملف على الإطلاق واهتمام افرقاء آخرين بالتمديد للعماد عون.
وحول تحديد موعد الجلسة التشريعية، نقل عن الرئيس بري قوله انه ما زال بانتظار ما ستقوم به الحكومة في موضوع قيادة الجيش، وفي ضوء ذلك سيبادر الى الدعوة لجلسة في النصف الاول من الشهر الجاري لبحث جدول متكامل من مشاريع القوانين واقتراحات القوانين من ضمنها اقتراح يتعلق بالتمديد سنة لمن هم في رتبة عماد، موضحاً انه بامكانه الدعوة الى الجلسة في اليوم «13 ونص» اي قبل نهاية منتصف الشهر.
وكتبت" الديار":ينعقد مجلس المطارنة الموارنة في بكركي برئاسة البطريرك بشارة الراعي، وسوف يصدر بيان يشدّد على التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وفق ما دكرت مصادر الصرح البطريركي. وإنطلاقاً من هنا يتواصل البطريرك الماروني باستمرار، مع الرئيسين بري وميقاتي بهدف التوصل الى حل لهذه المعضلة، من خلال تأجيل تسريح العماد عون لمدة 6 أشهر بقرار يصدر عن مجلس الوزراء.
وفي السياق كشف عدد من زوّار الراعي في اليومين الأخيرين، أنه باقٍ على موقفه المؤيد للتمديد في قيادة الجيش، ويرفض الفراغ في هذا الموقع بالتزامن مع الشغور الرئاسي.

ويعود الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني هذا الأسبوع الى بيروت، لنقل توجهات اللجنة الخماسية ضمن رسالة، تدعو بإصرار شديد الى التمديد لقائد الجيش ، او إنتخاب رئيس جديد للجمهورية توافقي ومقبول من اغلبية الافرقاء السياسيين، الامر الذي سيشكل تفاقماً في الخلافات والتناحرات لانّ الملفين غير جاهزين.
وافيد بأنّ الزيارة المرتقبة للموفد القطري، جرى بحثها سريعاً على أثر فشل مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي غادر بيروت مستاءً، بعد الاجتماع الشهير مع احد افرفاء هذا الفريق، الذي لم يدم سوى 7 دقائق ساد خلالها التوتر الشديد، فغادر الموفد الفرنسي غاضباً.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التمدید لقائد الجیش مجلس الوزراء قیادة الجیش مجلس النواب بری ومیقاتی جوزف عون فی مجلس

إقرأ أيضاً:

قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا

 

 

بدر بن علي الهادي

 

الحديث عن استقلال الدول العربية وقيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن النفوذ الأمريكي يشكل نقطة محورية في إعادة التفكير في دور المنطقة في العالم؛ حيث بدأنا نُلاحظ تحركات سعودية جريئة في الآونة الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في التوجه نحو استقلال سياسي واقتصادي يتماشى مع مصلحة الدول العربية والإسلامية في المستقبل.

لاحظنا سعي المملكة العربية السعودية، باعتبارها واحدة من أبرز القوى في المنطقة، إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية، وبدء مشروع نهضة يُركز على الاقتصاد والصناعة بدلًا من الحروب والاعتماد على النفط.

منذ عقود، كانت السياسة الأمريكية تشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مصير العديد من دول المنطقة، من خلال التدخلات العسكرية أو النفوذ السياسي، فضلًا عن الوجود العسكري الذي أدى إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، إلّا أن السعودية، رغم أنها كانت في كثير من الأحيان حليفًا وثيقًا لأمريكا، بدأت مؤخرًا في التوجه نحو تنويع تحالفاتها، مستفيدة من الفرص الجديدة مع قوى مثل الصين وروسيا. وهذا التحول جاء نتيجة لما وصفه البعض بأنه ضرورة استراتيجية لتجنب الاعتماد الكامل على واشنطن.

تسعى السعودية إلى اتخاذ قرارات سيادية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، خاصة في مجالات التجارة والأمن، فالمملكة قد بدأت بالتحرك في عدة محاور:

 1. تنويع التحالفات: عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، وهو ما يعد تحولا استراتيجيا يعكس استقلالية في السياسة الخارجية.

 2. الاستقلال الاقتصادي: بدأ يظهر التركيز على تطوير الصناعات المحلية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي من خلال مشروعات "رؤية 2030"، بالإضافة إلى تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة.

 3. إصلاح الصناعات الدفاعية: في خطوة نحو تقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي، بدأت السعودية بتطوير الصناعات العسكرية المحلية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وهو ما يُعد حجر الزاوية في تعزيز الاستقلال العسكري.

 4. تطوير القوة العسكرية: يمكن أن تشكل القيادة العسكرية العربية المشتركة بديلًا حقيقيًا للوجود الأمريكي في المنطقة، وتحقيق الاستقلال الأمني الذي يوفر حماية حقيقية للدول العربية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.

إلا أن هناك تحديات وملفات تضغط عليها الولايات المتحدة في التعاطي من التطور السعودي حيث تعد المملكة العربية السعودية مثلها مثل العديد من الدول الأخرى، تواجه تحديات كبيرة في طريق الاستقلال عن أمريكا.

وأبرز هذه التحديات هو التهديد الأمريكي في استخدام الملفات القديمة، مثل قضية 11 سبتمبر وحقوق الإنسان، كورقة ضغط على الرياض.

ومن أجل تجاوز المملكة هذه العقبات، يجب على السعودية أن تتحرك بحذر وأن تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية من خلال التعليم، والإعلام، والاقتصاد. كما إن توحيد الصف العربي والإسلامي يمكن أن يكون قوة داعمة لهذا الاتجاه؛ حيث إن وجود إيمان حقيقي بالقدرة على التغيير، يدعم السعودية في قيادة مشروع وحدوي يركز على النهضة الاقتصادية بعيدة عن الحروب، وتحقيق الوحدة الثقافية بين العرب والمسلمين من خلال إصلاح التعليم وتنمية اقتصادات دول المنطقة.

وإذا تمكنت السعودية من الإيمان بقدرتها على التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية، يمكنها أن تصبح القيادة الفعلية للشرق الأوسط الجديد، وتعيد رسم خارطة القوى في المنطقة.

الطريق نحو الاستقلال العربي وقيادة الشرق الأوسط ليس سهلًا، لكنه ممكن، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والشعبية. فالسعودية ومن خلال قوتها الاقتصادية والسياسية، قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن التحديات، خاصة تلك التي قد تفرضها الولايات المتحدة، ستظل حاضرة، وستحتاج المملكة إلى اتخاذ قرارات جريئة تضمن مستقبلًا مشرقًا للدول العربية والإسلامية بعيدًا عن التبعية للقوى الغربية.

لذا يجب على المحيط الخليجي دعم المملكة العربية السعودية في رؤيتها لقيادة الشرق الأوسط وبناء شرق أوسط جديد مهتم برفاه الإنسان من خلال النشاط الاقتصادي والتجاري ومشاركة العالم في البناء بعيدا عن الحروب التي أهلكت الشرق الأوسط لأكثر من قرن مصلحة عامة لجميع دول العالم وأولى اتباعها ودعمها لتنتفع به بقية الدول.

الإنسان العربي يحتاج ليعيش كشعوب العالم الأخرى بعيدا عن الحروب وإراقة الدماء. فهل من مستمع وهل من مجيب؟!

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع زار هيكل مهنئًا بتوليه قيادة الجيش
  • الشيخ الرزامي: نؤكد تأييدنا لقائد الثورة ودعمنا الكامل في الحرب ضد أمريكا وإسرائيل
  • الشيخ الرزامي يبعث رسالة لقائد الثورة
  • كلمة لقائد الثورة حول آخر التطورات الإقليمية في الـ9:30 مساء اليوم
  • قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
  • العلاج الهرموني لانقطاع الطمث.. هل هو الخيار المناسب لك؟
  • تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • كلمة لرئيس الجمهوريّة اليوم وميقاتي يتحرك لحماية أمن الشمال واغاثة النازحين والحكومة منشغلة بالتعيينات
  • إعلان طرابلسلوأد الفتنة وميقاتي: لبنان ليس بلد لجوء
  • مولر وساني وداير يقتربون من التمديد مع بايرن ميونيخ