سي أن أن: مسؤولون أميركيون يتوقعون انتهاء العملية البرية في غزة بحلول يناير
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
نقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، الثلاثاء، أنهم يتوقعون أن تستمر المرحلة الحالية من الغزو البري الإسرائيلي لغزة الذي يستهدف الطرف الجنوبي من القطاع عدة أسابيع قبل أن تنتقل إسرائيل، ربما بحلول يناير، إلى استراتيجية أقل شراسة تستهدف بشكل مباشر مقاتلين وقادة محددين من حماس.
لكن الشبكة أوضحت، الثلاثاء، أنه مع دخول الحرب هذه المرحلة البرية الجديدة في الجنوب، يشعر البيت الأبيض بقلق عميق بشأن كيفية تطور العمليات الإسرائيلية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حسبما قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية.
وقال المسؤولون للشبكة إن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل بشدة في محادثات "جادة" و"مباشرة" من أن القوات الإسرائيلية لا يمكنها تكرار هذا النوع من التكتيكات المدمرة التي استخدمتها في الشمال، ويجب عليها بذل المزيد من الجهد للحد من الخسائر في صفوف المدنيين.
ورغم أن كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، دعوا إسرائيل علنا إلى بذل المزيد من الجهد لتقليل عدد الوفيات بين المدنيين، إلا أنهم حرصوا على تجنب انتقاد أي من تكتيكات إسرائيل بشكل مباشر، معتقدين أنه من الأكثر فعالية تقديم المشورة لإسرائيل بهدوء خلف الكواليس بدلا من التحدث بصوت عال، وفق الشبكة.
ووفقا لسي أن أن، أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل أنه مع تحول الرأي العام العالمي بشكل متزايد ضد حملتها البرية، التي أودت بحياة آلاف المدنيين، فإن مقدار الوقت المتاح لإسرائيل لمواصلة العملية بشكلها الحالي والاحتفاظ بدعم دولي حقيقي يتضاءل بسرعة.
وسواء في العلن أو في السر، يؤكد المسؤولون الإسرائيليون للشبكة أن هدفهم النهائي يتلخص في إضعاف حماس إلى الحد الذي يجعل الجماعة غير قادرة على تكرار الهجوم الذي شنته على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وهذا الهدف، كما قال أحد كبار المسؤولين الأميركيين للشبك، فمن غير المرجح أن يتم تحقيقه بحلول نهاية العام الجاري، ومن المتوقع أن تستمر إسرائيل في السعي لتحقيق هذا الهدف في المرحلة التالية من الصراع الذي يعتبره المسؤولون الأميركيون "حملة طويلة الأمد".
ووافق مسؤول إسرائيلي على أنه من المرجح أن تتم عملية انتقالية في الأسابيع القليلة المقبلة، قائلا: "نحن في عملية عالية الكثافة في الأسابيع المقبلة، ومن ثم ربما ننتقل إلى وضع منخفض الشدة".
وطلبت "سي أن أن" من مجلس الأمن القومي والحكومة الإسرائيلية التعليق.
وقال مصدر مطلع على المعلومات الاستخبارية للشبكة إن التقييمات الأميركية الحالية تُظهر أيضًا أن إسرائيل لا تستطيع ببساطة الحفاظ على مستوى عملياتها عالية الكثافة إلى أجل غير مسمى، خاصة بالاعتماد على جنود الاحتياط.
ووفقا لما قاله المصدر للشبكة، تحتاج إسرائيل أيضًا إلى الرد على الهجمات شبه اليومية التي تشنها جماعة حزب الله اللبنانية على حدودها الشمالية، وهو سبب آخر يجعل القوات الإسرائيلية على الأرجح بحاجة إلى الانتقال إلى المزيد من الغارات المحددة والمستهدفة بمجرد تطهير غزة من أكبر عدد ممكن من مقاتلي حماس المتمركزين بها.
ويأمل المسؤولون الأميركيون أن تنتقل إسرائيل إلى استراتيجية أكثر تحديدا واستهدافا، بحلول يناير، والتي ستشبه الطريقة التي انتقلت بها الولايات المتحدة من القتال المكثف في العراق وأفغانستان إلى حملة أكثر ضيقا ضد قادة الإرهابيين، حسبما قال المسؤولون الأميركيون الكبار للشبكة.
وأضاف أحد المسؤولين أن المسؤولين الإسرائيليين أشاروا إلى أن هذه هي نيتهم.
وفيما يعتبر التحذير العلني الأكثر مباشرة حتى الآن، ذكرت الشبكة أن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، حذر إسرائيل من أنها لا تستطيع "الفوز في حرب المدن إلا من خلال حماية المدنيين".
وفي حديثه في منتدى ريغان للدفاع الوطني خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال أوستن إن الدعم الأميركي لإسرائيل "غير قابل للتفاوض"، لكنه أضاف أن إسرائيل تخاطر باستبدال "نصر تكتيكي بهزيمة استراتيجية" إذا لم تفعل المزيد لمنع مقتل مدنيين.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الجزيرة في سوريا.. فيلم يحكي قصة 14 عاما للشبكة ويستذكر شهداءها
تمر الذكرى الرابعة عشرة للثورة السورية، والأولى بعد تحرير كامل البلاد من نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وخلال هذه السنوات واكبت قناة الجزيرة مجريات الثورة وتحولاتها المفصلية مقدمةً تغطية استثنائية دفعت ثمنها باستشهاد 7 من صحفييها ومصوريها، فضلا عن إصابة آخرين.
ويوثق الفيلم "الجزيرة.. في سوريا" هذه الرحلة الصحفية، مستعرضا الأحداث التي غيرت ملامح البلاد، ومُستذكرا الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في سبيل نقل الحقيقة.
والفيلم الذي أعده الصحفي محمود الكن وقدّمته الإعلامية خديجة بن قنة، يأخذ المشاهدين في رحلة عبر الزمن ليعيد رسم المشهد السوري منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس/آذار 2011 وحتى اللحظة الراهنة.
ومع بداية الثورة، كانت الجزيرة في قلب الحدث ناقلةً المظاهرات الحاشدة التي اجتاحت المدن السورية، من درعا إلى دمشق وحمص وحلب، حيث وثّقت صرخات المحتجين المطالبين بالحرية والكرامة.
ومع تصاعد وتيرة القمع، تحولت التغطية من رصد المظاهرات إلى توثيق المواجهات العنيفة، وكان مراسلو القناة في الميدان يرسلون تقاريرهم وسط مخاطر جسيمة.
وحيث كانت درعا مهد الثورة، استشهد المراسل محمد المسالمة (الحوراني) برصاص قناص من قوات النظام أثناء تغطيته المعارك.
إعلانوفي ريف دمشق، خسر المنتج حسين عباس حياته عندما سقطت قذيفة على سيارته ليكون أحد أبرز ضحايا العمل الصحفي في البلاد.
كذلك، استشهد المصور محمد الأصفر أثناء تغطيته الاشتباكات في درعا، في حين نجا زميله محمد نور رغم إصابته بطلق ناري في قدمه.
الجزيرة كانت هناكوفي حمص، إحدى أبرز مدن الثورة، وثّقت كاميرات الجزيرة الحصار والتجويع والدمار الذي عاناه سكانها، حيث قتل في سهل الحولة أكثر من 100 شخص في مجزرة مروعة، كان للجزيرة دور بارز في كشف فصول هذه المأساة، كما استشهد المصور زكريا إبراهيم أثناء تغطيته الأحداث هناك.
أما حلب، المدينة التي شهدت أقسى فصول الحرب حيث كانت مسرحا لتضحيات أخرى، فقد خسر مصور الجزيرة مباشر إبراهيم العمر حياته أثناء توجهه لتغطية المعارك، كما أصيب مراسلو القناة، وبينهم عمر خشرم وميلاد فضل وصلاح العلي وعمرو حلبي، خلال توثيقهم الدمار والمعارك التي اجتاحت المدينة.
ولم يكن العمل الصحفي في سوريا مجرد نقل للأحداث، بل كان شهادة على حجم المأساة، كما لم يكن مراسلو الجزيرة مجرد ناقلين للخبر، بل عاشوا لحظاته القاسية، وعانوا من المخاطر ذاتها التي تعرض لها السوريون.
وفي الغوطة الشرقية، حيث استخدم النظام السوري الأسلحة الكيميائية، أصيب الصحفي محمد نور عدة مرات بالغازات السامة، مؤكدا أن نقل الحقيقة لم يكن خيارا، بل واجبا مهنيا وأخلاقيا.
تحديات جديدةوفي مناطق أخرى، مثل إدلب ودير الزور والرقة، استمرت الجزيرة في تغطية المعارك والتطورات السياسية والميدانية، ومع كل مرحلة، كانت القناة تواجه تحديات جديدة، من قصف مكاتبها إلى استهداف صحفييها، لكن ذلك لم يوقفها عن أداء رسالتها الإعلامية.
وبعد أكثر من عقد على اندلاع الثورة، عاد فريق الجزيرة إلى شوارع دمشق، التي كانت محظورة عليهم بسبب قرار النظام السابق بإغلاق مكاتب القناة. هذه العودة ترمز إلى نهاية حقبة طويلة من الحظر، وإلى بداية جديدة في تغطية الشأن السوري من قلب العاصمة.
إعلانولم يقتصر الفيلم على توثيق مسيرة الجزيرة في سوريا، بل طرح تساؤلات أعمق عن مستقبل البلاد بعد سنوات من الصراع، وأعاد إحياء ذكرى الصحفيين الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل إيصال الحقيقة، وسلط الضوء على دور الإعلام في النزاعات، والتحديات التي يواجهها الصحفيون في مناطق الصراع، حيث تبقى الحقيقة أغلى الأثمان.