دواء يستخدمه الكثيرون يسبب الجلطة
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
قدمت الجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري في الاجتماع السنوي في هامبورغ بألمانيا، نتائج سلطت الضوء على عدة عوامل مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسكتة القلبية المفاجئة لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
تشمل عوامل الخطر الرئيسية التي تم تحديدها بعض المضادات الحيوية والأدوية المضادة للذهان المستخدمة على نطاق واسع، والحركية (أدوية لمشاكل الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء)، وأدوية انخفاض مستويات السكر في الدم أثناء الصيام.
تعتبر السكتة القلبية المفاجئة مصدر قلق صحي كبير، وهي المسؤولة عن ما يصل إلى 50% من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب و20% من الوفيات في البلدان ذات الدخل المرتفع.
الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 2 لديهم خطر متزايد للإصابة بهذه السكتة بمقدار الضعف تقريبا. ومع ذلك، لا يزال من الصعب التنبؤ بها، خاصة لدى أولئك الذين ليس لديهم تاريخ من أمراض القلب والأوعية الدموية.
أجرى بيتر هارمز، من جامعة أمستردام UMC، هولندا، وزملاؤه، دراسة الحالات والشواهد لتقييم الخصائص السريرية في سجلات الطبيب العام المرتبطة بالسكتة القلبية المفاجئة، لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني بغض النظر عن تاريخ الأمراض القلبية الوعائية.
ارتبطت العديد من الخصائص بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية المفاجئة لدى الأشخاص الذين يستخدمون الأنسولين (زيادة بنسبة 138%)، ومن يستخدمون الدواء المنشط للحركة (زيادة بنسبة 66%).
ترتبط العديد من الأدوية الشائعة، بما في ذلك بعض الأدوية المنشطة للحركة والمضادات الحيوية ومضادات الذهان، بتغيير في عمل النظام الكهربائي للقلب المعروف باسم "إطالة فترة QT" (وهي متلازمة تسبب تشوش الرؤية، الدوار، خفقان القلب، الضعف. وقد يحدث الإغماء عندما ينبض القلب مؤقتًا بطريقة غير منتظمة)، والتي تشمل "الدومبيريدون"؛ وتشمل المضادات الحيوية (الماكروليدات والفلوروكينولونات)، كما تشمل مضادات الذهان (هالوبيريدول).
في الأشخاص الذين يعانون من الأمراض القلبية الوعائية، ارتبطت الحالات الشديدة (بزيادة بنسبة 55%)، وفشل القلب (زيادة بنسبة 85%) مع حالة "السكتة القلبية المفاجئة"، بحسب دراسة نُشرت في مجلة "سايتك ديلي" العلمية.
استنتج الباحثون أنه لدى الأشخاص الذين يعانون من السكري 2 مع الأمراض القلبية الوعائية، يرتبط فشل القلب واستخدام الأدوية المنشطة بإطالة فترة الإصابة بالسكتة الدماغية، بينما في الحالات دون تاريخ مع الأمراض القلبية الوعائية، وانخفاض مستوى الغلوكوز أثناء الصيام، وارتفاع ضغط الدم الشديد، واستخدام المضادات الحيوية التي تطيل "فترة QT" والأدوية المضادة للذهان والمنشطة الحركية، يرتبط بمخاطر الإصابة بمرض السكتة القلبية المفاجئة.
ويضيف هارمز: "تؤكد نتائجنا على ضرورة أن يكون الأطباء العامون على دراية بمخاطر التحكم الصارم في نسبة السكر في الدم ووصف المضادات الحيوية ومضادات الذهان والحركيات شائعة الاستخدام".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أسباب الجلطة مدينة هامبورغ السكري المضادات الحیویة الأشخاص الذین لدى الأشخاص
إقرأ أيضاً:
العلاج بالفنون.. دواء جديد لدعم الأطفال النازحين
الفنّ يعني الإبداع والمشاعر والأحاسيس والحالة النفسيّة التي تنعكس على كل أشكاله. وأيضا للفن تأثير أبعد من الفرح، يصل إلى علاج الاضطرابات النفسيّة وتعزيز الصحة العقليّة. انتشر في لبنان منذ سنوات ما يعرف بـ "العلاج الفني"، وهو شكل جديد من العلاج، يركز على الصحة الجسدية والنفسية للفرد أو للمجموعة.وتلخص نازحة جنوبية (17 عاما) فكرة مبادرة العلاج بالفن التي أطلقتها بعض الجمعيات في مراكز الإيواء، قائلة لـ"لبنان24": "نخرج الخوف والقلق الذي نعيشه بسبب الحرب الراهنة على شكل رسومات وأشعار ونصوص مكتوبة وأحيانا نقوم بالتمثيل والغناء".
ويستقبل النازحون الصغار الجمعيات بالتصفيق وصرخات الابتهاج. فهم يعلمون جيدا أنهم على موعدٍ مع ساعتَين من الأنشطة الترفيهية ذات البُعد النفسي، والتي تُنسيهم لبُرهةٍ المأساة التي يمرون بها. وتتنوع الأنشطة الجسدية والفكرية والإبداعية، من أجل تحفيز الأطفال على إخراج الطاقة السلبية من أجسادهم.
على سبيل المثال، لعبة الـ"إيموجي"، تحفّز الأولاد على التماهي مع الوجوه الأليفة المعروضة أمامهم، وعلى التعبير عمّا يشعرون به. فالجلوس ضمن حلقاتٍ مستديرة للكلام أو اللعب أو الرسم، يمنح الأطفال شعوراً بالأمان.
كما يرسم الأطفال النازحون بيوتهم التي فارقوها، ويصورونها جميلة على الورق.
تقول الاخصائية النفسية ماريا ماجدالينا شلح لـ"لبنان24" أن "العلاج بالفن هو معالجة نفسية تستند إلى وسائط فنية كالرسم والنحت وكل ما هو صوري كأداة أساسية للتعبير، إذ لا يعتمد المرء على الكلام فقط في عملية التواصل، وإنما أيضًا يتفاعل مع الأعمال الفنية من أجل إيصال أفكاره، والعمل على تخطي الصعوبات النفسية التي تعترضه".
وتضيف: "يعتمد ذلك بشكل أساسي على عوامل كثيرة منها خلفية الطفل وخبراته، وعلاقته ومدى ارتباطه بأفراد أسرته، والأهم الطريقة التي اختبر بها الحرب وعاش من خلالها، بما انطبع في ذهنه من صور ومآسٍ، كلُّها عوامل تؤثر في تعامل الطفل مع أزمته النفسية وطريقة تعبيره عنها".
وأشارت شلح الى أن الأبحاث تظهر اليوم أن الصدمة تترك أثرها في العوامل غير النطقية، إذ يجري تذكرها في الجسد، الروائح، الأصوات، الصور، الألوان… إلخ. لذا فالعلاج بالفن يقدِّم طريقة غير صدامية في التعبير عن شيء ما مرعب، ما يجعل الطفل أحيانًا غير مرتاح في التحدث عما جرى، إلا أنه قد يفضل التعبير عنه في صور، تجعلك ترى مأساته من دون التكلم عنها.
من خلال وسائط فنية كالرسم والنحت عبَّر هؤلاء الأطفال عن مخاوفهم، وعندما يصبح الهدوء ترفاً في الحرب، يمكن لبرامج التدخل من خلال الفنون المتنوّعة أن تبني مساحة آمنة للأطفال وأهاليهم. المصدر: خاص "لبنان 24"