إضراب كوادر مستشفى جنوبي الخرطوم احتجاجاً على اعتداءات «الدعم السريع»
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
إضراب كوادر مستشفى بشائر جنوبي العاصمة الخرطوم جاء على إثر تعدٍ مسلح من أحد منسوبي قوات الدعم السريع على مسؤول وعاملين بالمستشفى.
الخرطوم: التغيير
أعلنت الكوادر الطبية بمستشفى بشائر- جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، الثلاثاء، الدخول في إضراب عن الخدمة بسبب تعدي فرد يتبع لقوات الدعم السريع على عاملين بالمستشفى.
ومنذ اندلاع حرب 15 ابريل بين الجيش والدعم السريع بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، ظل الأطباء والكوادر الصحية يتعرضون لمضايقات واعتداءات من قبل طرفي النزاع، فضلاً عن تعرض المستشفيات والمرافق الصحية للقصف والتعدي المتكرر.
وقالت غرفة طوارئ جنوب الحزام التي يقع المستشفى في دائرة نشاطها، إن فرد الدعم السريع قام بإطلاق النار على المدير الطبي للمستشفى وأحد عضوية غرفة الطوارئ، بالاضافة إلى تهديد الطاقم الطبي المرابط في المستشفى.
واستنكرت وأدانت الغرفة في بيان صحفي هذا التصرف الذي وصفته بـ«الهمجي المرفوض».
وأعلنت دعم خيار الإضراب حفظاً لحقوق الكوادر الطبية وكرامتهم، ودعت قوات الدعم السريع لضبط أفرادها والمنتسبين إليها واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية المتعارف عليها، حفاظاً على المرفق العام الذي يخدم مواطني المنطقة في المقام الأول والأخير.
ويعتبر بشائر أكبر وأهم مستشفى بالعاصمة الخرطوم في منطقة جنوب الحزام، وظل يقدم خدماته للمرضى والجرحى والمصابين جراء حرب 15 ابريل طوال الأشهر الماضية.
وكانتواللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، قالت في بيان مؤخراً إنها رصدت الانتهاكات المتكررة والمستمرة ضد الكوادر الطبية من قبل القوات النظامية، وخاطبت الجهات الرسمية المختصة، مطالبة بتفعيل قانون حماية الأطباء وتوفير الحماية اللازمة لتسهيل تقديم الخدمات الصحية دون استجابة.
وأكدت أن الاعتداءات المتكررة في مستشفيات السودان تكشف عن عجز وزارة الصحة في حماية منتسبيها، وتعكس الوضع الصعب الذي يعمل فيه الأطباء وسط نظام صحي متهالك، خاصةً في مناطق النزاع المسلح والاشتباكات العسكرية. الوسومالجيش الخرطوم الدعم السريع اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان حرب 15 ابريل غرفة طوارئ جنوب الحزام مستشفى بشائر وزارة الصحة الاتحادية
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الخرطوم الدعم السريع حرب 15 ابريل غرفة طوارئ جنوب الحزام مستشفى بشائر وزارة الصحة الاتحادية الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
هزائم الدعم السريع
يبدو أن الجيش السوداني يسير وفق خطة استراتيجية محكمة لاستعادة جميع المدن من قوات الدعم السريع المتمردة بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، فبعد تمكن الجيش في عملية خاطفة من استعادة جبال موية الاستراتيجية، عاد السبت الماضي لبسط سيطرته على مدينة سنجة الاستراتيجية، عاصمة ولاية سنار.
في هذا الإطار، أكد الجيش السوداني عبر موقعه الرسمي، سيطرته على قيادة الفرقة 17 مشاة، ومداخل ومخارج ووسط المدينة، وهو ما يعكس إصراره على استعادة المدن، والمناطق الرئيسية من قوات التمرد.
وجاءت هذه الخطوة بعد معارك عنيفة اعتمدت فيها القوات على استخدام الطائرات المسيّرة والقصف المدفعي. وقد تقدم الجيش تدريجيًا من مناطق عدة، مثل الدندر والسوكي، حتى أحكم قبضته على سنجة، مشيرًا إلى نيته مواصلة التقدم نحو المناطق المجاورة مثل الدالي والمزموم وأبو حجار لاستكمال العملية العسكرية.
الانتصار العسكري في سنجة كان له صدى واسع بين السكان المحليين، حيث نظمت احتفالات في المدينة، لتحية الجيش ودعمه، كما شهدت مدينة الحواتة بولاية القضارف، التي لجأ إليها سكان سنار، احتفالات مماثلة، مما يعكس التفاف الشعب السوداني حول جيشه، وتوحد الجميع على هدف تحرير البلاد في حرب الكرامة.
إحباط تهريب الأسلحة وتأمين الحدود
ويبدو أن الجيش السوداني، والحركات المسلحة المتحالفة معه ينتظرهما جهد كبير لتحض قوات الدعم السريع المتمردة، التي تمتاز بسرعة العمل والحركة في المناطق الحدودية، إضافة إلى نجاحها في عقد تحالفات إقليمية ودولية لإمدادها بالأسلحة الحديثة بشكل مستمر، حيث كشفت تلك الحركات الخميس الماضي عن نجاحها في إحباط عملية كبرى، لتهريب الأسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر الحدود الليبية- التشادية- السودانية.
وأوضح بيان لحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، أن العملية تمت بالتنسيق بين الحركات المسلحة، والجيش السوداني لحماية حدود البلاد، مما يعكس تقدمًا كبيرًا في هذا الاتجاه، وتطور على مستوى التنسيق العسكري والاستخباري بين الطرفين.
وأظهرت الحركات المسلحة في تسجيلات مصورة عددًا من المركبات القتالية، بالإضافة إلى صناديق ذخيرة ومدافع "كورنيت"، وهو سلاح مضاد للدروع.
وتظهر نوعية الأسلحة مدى التحدي الذي يواجهه الجيش السوداني في تحقيق أهدافه الخاصة بطرد التمرد من داخل المدن، وتأمين حدوده المتسعة مع سبع دول جوار.
مسيرات الدعم
وفي اتجاه موازٍ، لا تزال هجمات الطائرات المسيرة التابعة لقوات الدعم السريع تشكل تحديات تقنية وعسكرية للجيش السوداني، حيث نفذت قوات التمرد هجمات موسعة ومنسقة بالمسيرات على مطار عطبرة الدولي بولاية نهر النيل، ورغم تصدي دفاعات الجيش للهجوم، إلا أن تكرار هذه يبرز حجم الدعم والإصرار الإقليمي والدولي على إمداد التمرد بتلك التقنيات الحديثة، ومحاولة حصار الجيش وحرمانه من الحصول على الأسلحة.
وكانت أجهزة الأمن السودانية قد كشفت كميات كبيرة من الأسلحة المهربة للتمرد في شاحنات المواد الإغاثية للنازحين واللاجئين السودانيين، وهو ما يظهر أيضًا تورط منظمات الإغاثة الدولية في دعم التمرد، وإشعال الحرب بغرض تقسيم السودان وخاصة فصل ولايات دارفور الخمسة عن السودان، حيث يسيطر الدعم على أربعة منها، ويحاصر ما تبقى من ولاية شمال دارفور، وعاصمتها الفاشر.
ويتبقى أمام الجيش السوداني فرصة تاريخية لاستعادة أراضيه والحفاظ على وحدة بلاده مستغلاً انشغال التحالف الاستعماري الجديد في الحرب مع روسيا من ناحية، وحتى انتهاء مرحلة البطة العرجاء في أمريكا والتي تنتهي في العشرين من يناير المقبل.