استعرضت وزارة الصحة ووقاية المجتمع التحليل الشامل للبصمة الكربونية GHG الذي تم إجراؤه لمنشآت الرعاية الصحية في دولة الإمارات، ويعد مبادرة محورية في تطوير خارطة طريق للحد من انبعاثات الكربون في قطاع الرعاية الصحية وقياس البصمة الكربونية الحالية ووضع خطة عمل وطنية لإدارتها.

جاء ذلك خلال مشاركة الوزارة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” الذي تستضيفه دولة الإمارات من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر الحالي في مدينة إكسبو دبي.

وتؤدي وزارة الصحة ووقاية المجتمع دوراً محورياً في هذه المبادرة، التي تستهدف إجراء تحليل شامل للبصمة الكربونية لمرافق الرعاية الصحية في الدولة.

وتشمل جهود الوزارة العمل مع منظمات وخبراء، واعتماد أفضل الممارسات العالمية في مجال الاستدامة، والاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز الكفاءة وتقليل الانبعاثات في المنشآت الصحية.

وأكد سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة أن جهود وزارة الصحة ووقاية المجتمع تشكل جزءًا حيوياً من إستراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050 والتزامًا راسخاً بالاستدامة البيئية. والذي جاء في إطار تعهد الإمارات في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ “COP26″ في جلاسكو بتطوير أنظمة صحية قادرة على التكيف مع المناخ ومستدامة بيئياً.

وأشار سعادته إلى أن هذا الالتزام يمثل جزءاً من إستراتيجية دولة الإمارات الأوسع لمكافحة تغير المناخ والمواءمة مع أهداف الاستدامة العالمية. ومن خلال التركيز على مرافق الرعاية الصحية، تهدف دولة الإمارات إلى تقليل البصمة الكربونية بشكل كبير والمساهمة في العمل المناخي العالمي. ولقد كانت الإمارات في طليعة الدول التي ساهمت في التصدي لتغير المناخ، لما له من تأثير على الصحة العامة.

وقال : ” تضافرت جهود وزارة الصحة ووقاية المجتمع ووزارة التغير المناخي والبيئة لمعالجة آثار تغير المناخ على الصحة العامة. حيث يتضمن الإطار الوطني لدولة الإمارات بشأن تغير المناخ والصحة؛ الحد من انبعاثات الكربون في مرافق الرعاية الصحية من خلال تحديث البنية التحتية للمنشآت الصحية، في إطار تقليل البصمة البيئية، ويشمل ذلك استخدام مصادر الطاقة المتجددة وأنظمة إعادة تدوير المياه. وتساهم مثل هذه التدابير بشكل مباشر في الحد من انبعاثات الكربون من خلال تحسين التقنيات منخفضة الكربون في مرافق الرعاية الصحية.”

من جانبها أوضحت الدكتورة ميسون الشعالي رئيس قسم البيئة والصحة المهنية في الوزارة، منهجية قياس الانبعاثات الكربونية في المنشآت الصحية، حيث تلتزم الوزارة بأعلى المعايير وذلك باستخدام أطر مثل بروتوكول الغازات الدفيئة وISO 14064:2018. مما يضمن الدقة وقابلية المقارنة العالمية. حيث يعتمد قياس بصمة الغازات الدفيئة في التقييم على بيانات النشاط من المنشآت الصحية وعوامل الانبعاثات والقدرة على الالتزام بالمبادئ التوجيهية الدولية المعنية بتغير المناخ لعام 2006.

ولفتت الدكتورة الشعالي إلى أن المقارنة المعيارية للمنشآت الصحية في الإمارات مع أقرانها في المنطقة والعالم تظهر مجالاً كبيراً للتحسين فيما يتعلق بخفض الانبعاثات، كما أبرزته المعايير، بما في ذلك المرافق البحثية والتعليمية. مشيرة إلى أن المنشآت الصحية تتعامل بشكل استباقي مع هذا التحدي من خلال إطلاق وتخطيط المبادرات المتعلقة بكفاءة الطاقة وإدارة النفايات الطبية.

ويمثل قياس الانبعاثات الكربونية للمنشآت الصحية جزءاً من خارطة الطريق للخطة الوطنية لإدارة البصمة الكربونية في القطاع الصحي، وذلك في إطار الالتزام تجاه الأجيال القادمة، مما يضمن الحفاظ على صحة الكوكب نحو غد أكثر استدامة.

يذكر أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع شاركت خلال مؤتمر COP28 في الاجتماع الموسع لوزراء الصحة من 100 دولة حول العالم، وشهد الاجتماع موافقة وزراء الصحة على بيان الصحة بشأن المناخ، وناقشوا تقييم قابلية تأثر الصحة بتغير المناخ، وتقييم الاستجابة القائمة، وإعداد خطط تكيف عالمية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. إضافة إلى تقييم المخاطر المتعلقة بالمناخ وتحديد مجالات التدخل ذات الأولوية، كما تضمنت تعزيز قدرة النظم الصحية على الاستجابة الفعّالة. وذلك في إطار حشد الجهود العالمية من أجل التصدي لتداعيات تغير المناخ، وضمان أمن الغذاء والصحة والمرافق الصحية للجميع، والحرص على أن تكون الصحة في صميم المناقشات المناخية، وحشد الجهود لبناء منظومات صحيّة عادلة ومرنة مناخياً.وام

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

شراكة بين "الموج مسقط" و"أستر رويال الرفاعة" لتعزيز الرعاية الصحية 

مسقط- الرؤية
أعلن الموج مسقط- الوجهة المثالية للحياة العصرية على واجهة المحيط في سلطنة عُمان- عن عقد شراكة مع مستشفى أستر رويال الرفاعة لتقديم خدمات الطوارئ على مدار الساعة، ما يعكس التزامه بتوفير بيئة استثنائية تُعطي الأولوية للسلامة والصحة وجودة الحياة. 
وتنص الاتفاقية التي تمتد لمدة عام واحد على تقديم خدمات إسعافية متخصصة وإجراء أي تدخل طبي عاجل، ما يضمن تحسين سلامة ورفاهية جميع المُقيمين في الموج مسقط، وكذلك العاملين والزوار.  
وقال ناصر الشيباني الرئيس التنفيذي للموج مسقط: "نلتزم بإثراء حياة كل من يعتبر الموج مسقط موطنًا له وللزائرين، وتأتي هذه الشراكة مع مستشفى أستر رويال الرفاعة انعكاسًا لحرصنا على توفير مجتمع آمن ونابض بالحياة يجد فيه المقيمون والزوار على حد سواء الهدوء وراحة البال والثقة في حصولهم على الرعاية العاجلة في أي وقت".
من جانبه، أوضح شايليش جونتو الرئيس التنفيذي لمستشفى أستر رويال الرفاعة: "يجسد تعاوننا مع الموج مسقط رؤيتنا المشتركة التي تهدف إلى توفير السلامة والرفاهية للمجتمع، فمن خلال تقديم ما لدينا من خبرات لهذا المجتمع النابض، سوف نضمن للمقيمين الحصول على الرعاية الحرجة في أي وقت".
وأَضاف: "نؤكد أن مستشفى أستر رويال الرفاعة، الذي يشتهر بما لديه من تقنيات طبية متقدمة وخبراء على أعلى مستوى، يمتلك جميع المقومات التي تؤهله لتلبية جميع الاحتياجات الطبية الطارئة لمجتمع الموج مسقط، كما تأتي هذه الشراكة في إطار جهود الموج مسقط التي تهدف إلى وضع تعريف جديد للحياة الحضرية في سلطنة عُمان، والتي نجح بفضلها في تحقيق نسبة رضا للسكان تصل إلى 92%، وذلك بما يتماشى مع رسالته لبناء مجتمع مزدهر ومتكامل".
 

مقالات مشابهة

  • شراكة بين "الموج مسقط" و"أستر رويال الرفاعة" لتعزيز الرعاية الصحية 
  • وزارة الصحة توقع اتفاقية تعاون مع شركة فرنسية لتطوير قدرات قطاع الرعاية الصحية
  • الشرقية تتصدر محافظات الجمهورية في مبادرة «القضاء على السمنة» بوحدات الرعاية الأولية
  • المانع للخدمات الطبية تستعرض حلول الرعاية الصحية المبتكرة في اجتماع سابك الفني 2025
  • بالمجان.. الفحوصات الطبية المقدمة في برنامج الرعاية الصحية لكبار السن
  • الإمارات تُطلق حقبة جديدة في مستقبل الرعاية الصحية
  • المشاط تستعرض أبرز نتائج الدورة الثالثة من اللجنة العليا المشتركة المصرية العراقية
  • الصحة: السياسات الصحية والسكانية ساهمت في انخفاض معدلات النمو السكاني
  • المشاط تستعرض تقريرا حول نتائج اللجنة العليا المشتركة المصرية العراقية
  • تعرف على شهادات الكربون وكيفية الحصول عليها في خطوات