صنعاء تشعل باب المندب: واشنطن قاصرة عن حماية العدوّ
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
يمانيون – متابعات
واصلت صنعاء، بالنار، تنفيذ قرارها حظر مرور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب، مستهدفةً بالصواريخ والطائرات المسيّرة سفينتَي شحن إسرائيليتين حاولتا كسر قرارها، بحماية السفن الأمريكية التي بدأت منذ أول من أمس، دوريات في خليج عدن لهذا الغرض، ومتجاهلةً إعلان الولايات المتحدة، الهادف إلى تصعيد التوتّر، استهداف القوات المسلحة اليمنية سفينة حربية تابعة لها، ورد القوات الأمريكية بضرب ميناء الحاويات في الحديدة.
وبعد تقارير متضاربة عن عدد السفن المستهدفة وطبيعة إصاباتها، أكد المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أن القوات البحرية اليمنية نفّذت، صباح أمس، عملية استهداف طاولت سفينتين إسرائيليتين في باب المندب، مشيراً، في بيان، إلى أن الاستهداف جاء بعدما رفضت السفينتان «يونيتي إكسبلورر» و«نمبر ناين»، نداءات التوقف.
وأوضح أن السفينة الأولى استُهدفت بصاروخ بحري، والثانية بطائرة مسيّرة بحرية، مؤكداً أن «قوات صنعاء مستمرّة في منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على إخواننا الصامدين في قطاع غزة»، مجدداً تحذيره كل السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيليين من أنها سوف تصبح هدفاً مشروعاً في حال مخالفتها قرار منع المرور من البحر الأحمر.
ولم يشر سريع إلى مزاعم الجانب الأمريكي حول استهداف الأخير ميناء الحاويات في الحديدة، وكذلك استهداف قوات صنعاء المدمّرة الأمريكية «كارني».
ووفقاً لأكثر من مصدر في مدينة الحديدة، تحدّث إلى «الأخبار»، فإن الميناء يعمل بشكل طبيعي. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت أنها على علم «بالتقارير المتعلقة بالهجمات على المدمرة الأمريكية كارني وسفن تجارية في البحر الأحمر، وسنقدم المعلومات عندما تصبح متاحة»، فيما ذكر موقع «واينت» الإسرائيلي أنه علم من مصادر بأن صنعاء هاجمت سفينتين، إحداهما «ليست إسرائيلية ولكن أحد المشاركين في ملكيتها رجل أعمال إسرائيلي، وقد تعرّضت لأضرار طفيفة، والثانية سفينة بريطانية تعرّضت لأضرار كبيرة من هجوم بصاروخ كروز وطائرات مسيّرة».
وقالت مصادر يمنية مطلعة إن إحدى السفينتين احترقت وقد أرسلت إشارات استغاثة إلى القوات الأمريكية التي كانت في حالة استنفار منذ أول من أمس لكسر قرار صنعاء.
وأوضحت المصادر في حديث إلى «الأخبار»، أن «السفينتين كانتا محل رصد القوات البحرية اليمنية منذ مرورهما في قناة السويس قبل أيام»، لافتةً إلى أنهما تعمّدتا إطفاء أجهزة التعارف.
وجاءت تلك التطورات بعد ساعات من تسيير البحرية الأمريكية في خليج عدن دوريات بحرية وجوية في المياه القريبة من باب المندب، وهو ما عدّه مراقبون في صنعاء تحدّياً واضحاً وتلويحاً أمريكياً بكسر قرار صنعاء ضد السفن الإسرائيلية.
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر محلية في منطقة المضاربة الساحلية الواقعة قبالة باب المندب، لـ«الأخبار»، قيام البحرية الأمريكية بمشاركة بريطانية بإعادة انتشار في مناطق عدّة بالقرب من المياه الإقليمية اليمنية، بموازاة قيام قوات خفر السواحل الموالية للإمارات بدوريات بحرية مكثّفة منذ أيام على امتداد الساحل من خور عميرة، إلى رأس عمران قبالة مدينة عدن المحتلة.
وأشارت إلى أن تلك التحرّكات أدّت إلى مضايقة الصيادين ومنعهم من الاصطياد في عدّة مناطق بذريعة إعلانها مناطق عسكرية.
من جهتها، ذكرت مصادر مقربة من الحكومة الموالية لتحالف العدوان لـ«الأخبار»، أن قوات تابعة للمرتزق طارق صالح أعادت الانتشار في مناطق ساحلية واسعة بالقرب من مدينة البريقة الساحلية التي تعدّ إحدى مديريات عدن وتحتضن قوات أمريكية.
وقالت إن الانتشار الأخير قامت به فصائل اللواء التاسع الموالي للإمارات بتسهيلات من القيادي السلفي في «ألوية العمالقة»، حمدي شكري، الذي تسيطر فصائله على السواحل الغربية المطلّة على باب المندب.
إزاء ذلك، حذّر الخبير العسكري، العقيد مجيب شمسان، في تصريح إلى «الأخبار»، من أن «التحشيدات الأمريكية والبريطانية قد تدفع بالأوضاع نحو المزيد من التصعيد في حال تدخّلها لحماية سفن الكيان»، مشيراً إلى أن «تلك التحشيدات فشلت في كسر قرار صنعاء»، وأن «صنعاء لا تزال تملك أوراقاً متعدّدة ومفاجئة للكيان الصهيوني».
وكانت القيادة المركزية للقوات الأمريكية قد نشرت، أول من أمس، صوراً أظهرت بدء مقاتلات أمريكية عمليات استطلاعية على متن حاملة الطائرات «آيزنهاور»، وذلك عقب إعلان قوات صنعاء توسيع الخيارات ضد الاحتلال الإسرائيلي مع استئنافه العدوان على غزة.
وعلى وقع تحذيرات صنعاء للقوات الدولية المتمركزة قرب المياه الدولية من مغبة انتهاك السيادة اليمنية، سحبت اليابان مدمّرتها الوحيدة المتمركزة قبالة الساحل الجنوبي لليمن.
وأكدت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أن المدمرة «أكيبونو»، التابعة لقوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية، غادرت خليج عدن بأقصى سرعتها، عقب تلقّيها معلومات عن احتمال استهدافها بصواريخ باليستية.
وفي الوقت الذي لم تحدّد فيه الهيئة وجهة المدمرة، قالت إن الأخيرة كانت في مهمة لمكافحة القرصنة، وتلقّت تحذيراً من القوات الأمريكية بأنها قد تتعرّض للاستهداف.
وجاءت هذه الخطوة بعد أيام من اختراق المدمّرة اليابانية المياه الإقليمية اليمنية في سواحل محافظة لحج الواقعة قبالة باب المندب، إثر مشاركتها إلى جانب مدمّرة أمريكية في عملية «تحرير» مفترضة لسفينة إسرائيلية، تبيّن لاحقاً عدم صحتها.
وفي إطار محاولات إخراج صنعاء من دائرة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، قالت مصادر سياسية يمنية مطّلعة، لـ«الأخبار»، إن عرضاً أمريكياً – غربياً قُدّم إلى “أنصار الله”، قبل أيام، عنوانه تحقيق السلام في اليمن، مقابل التوقف عن مهاجمة العدو الإسرائيلي، وهو ما رفضته الحركة.
يشار إلى أن صنعاء أعلنت عن تخرج 16 ألف مقاتل من قوات «التعبئة والإسناد» لفلسطين، فيما نفّذت القوات الجوية التابعة لها مناورة شاركت فيها طائرات «ميغ 29» روسية الصنع، وطائرات حربية من نوع «سوخوي»، أكدت خلالها استعدادها لكل الاحتمالات.
الاخبار اللبنانية/ رشيد الحداد
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السفن الإسرائیلیة قوات صنعاء باب المندب إلى أن
إقرأ أيضاً:
مفاعل “ناحال سوريك” النووي في مرمى النيران اليمنية
إسماعيل المحاقري
في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسنادًا ودعمًا لغزة، كان للقوات المسلحة اليمنية دور فاعل ومؤثر، كقوة صاعدة في الإقليم على صعيد قصف العمق الفلسطيني المحتل أو مواجهات البحار، إذ قضَّت مضاجع الصهاينة وأربكت جميع حسابات البيت الأبيض وقواته البحرية مع استمرار واشتداد الحصار على الكيان الغاصب البحري وتحويل حياة المغتصبين إلى جحيم مع التسابق إلى الملاجئ والتزاحم أمام بواباتها مع كل عملية لليمن أو لحزب الله في لبنان والمقاومة الإسلامية في العراق.
يافا المحتلة “تل أبيب” – مطار بن غوريون – مفاعل “ناحال سوريك” النووي، قواعد عسكرية ومنشآت حيوية أخرى في عسقلان وأم الرشراش كلها في مرمى الصواريخ والطائرات اليمنية على مسافة أكثر من 2000 كلم، اليمن يطوي المسافات، ويزيد من خيبات قادة العدو وداعميه الأمريكيين.
في جديد العمليات النوعية من اليمن الإعلان عن استهداف قاعدة “ناحال سوريك” جنوب شرق يافا المحتلة بصاروخ باليستي “فرط صوتي” من نوع “فلسطين 2” وذلك انتصارًا لمظلومية الشعبين الفلسطيني واللبناني وإسنادًا لمقاومتيهما وفي إطار المرحلة الخامسة من التصعيد.
العدو “الإسرائيلي” أقر برصد صاروخ أطلق من اليمن بعد دوي صفارات الإنذار في مناطق جنوب الضفة وفي الوسط لكنه حاول التقليل من ذلك رغم فاعلية الضربة باندلاع حرائق في منطقة “شميش” بمزاعم اعتراض الصاروخ خارج الأراضي المحتلة، أولاً، قبل أن يسقط في فخ التناقضات ويزعم أن الحرائق مردها إلى الصواريخ الاعتراضية، وهذا يعني قطعًا أن الصاروخ اليمني وصل إلى أجواء المنطقة المستهدفة ولم يستهدف خارجها وحقق هدفه بعون الله وتأييده.
“ناحال سوريك” هو في الحقيقة مفاعل نووي يقع غرب مدينة يفنه، غرب بئر السبع وتأسس من قبل لجنة الطاقة الذرية، ويشترك في منطقة أمنية مع قاعدة “بلماحيم الجوية” وقد بني من أجل دفع بناء البنية التحتية التكنولوجية لاستخدام الأساليب النووية في توليد الكهرباء وتطوير الأغراض الطبية والزراعية في كيان العدو، وهذا المعلوم بالضرورة يعني أن القوات المسلحة اليمنية تمهد لمرحلة جديدة من التصعيد تتلاءم مع غطرسة العدو واستكباره بانتقاء الأهداف المؤثرة والحساسة والمقلقة لقادة الكيان الغاصب.
اليمن بهذه العملية يؤكد ألاَّ خطوط حمراء في المواجهة مع عدو أهلك الحرث والنسل في غزة، وانتقل بجرائم حربه إلى لبنان وأثبت اليمن أيضًا جرأته على التصعيد بعيدًا عن الاعتبارات الاقتصادية والسياسية ورغم التهويل الأمريكي والتهديد بإطلاق عنان المرتزقة ومشغليهم في السعودية والإمارات لتدشين فصل جديد من الحرب داخل الأراضي اليمنية.
ووسط تأكيد قائد الثورة في اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – أن اليمن ماضٍ في مساندة غزة ولبنان بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الأمريكية وعودة ترامب إلى البيت الأبيض، نفذت القوة الصاروخية عملية ضد “قاعدة نيفاتيم العسكرية” الجمعة الماضية بصاروخ فرط صوتي نوع “فلسطين 2 ” وقد دوت صافرات الإنذار في مناطق مختلفة من فلسطين بينها منطقة “ديمونا” التي تضم المفاعل النووي “الإسرائيلي”.
وهذه القاعدة هي واحدة من أهم القواعد الجوية الاستراتيجية في الأراضي المحتلة، وتضم مقر القيادة الجوية “الإسرائيلية”، كما تؤوي أسراب الطائرات المتقدمة مثل طائرات “إف-35” وأخرى متخصصة في النقل والمراقبة.
وجاءت العملية بالتزامن مع عملية أخرى حيث أسقطت الدفاعات الجوية طائرة أمريكية من نوع “إم كيو-9” أثناء قيامها بأعمال عدائية في سماء محافظة الجوف.
الأثر من العمليات المساندة لغزة، سواءً من اليمن أو لبنان وكذلك العراق بالغ والخوف من مسيرات حزب الله وقدرات اليمن يقول إعلام العدو إن “الشاباك” درس خلال الأسابيع الماضية نقل محاكمة نتنياهو إلى “تل أبيب” بسبب وجود قاعة محصّنة.
لا أمن ولا أمان للصهاينة في كل فلسطين المحتلة، ورسائل الإنذار التي يتلقاها المغتصبون عبر وسائط مختلفة لا تكاد تتوقف خاصة في الشمال، الشاهد على نزوح صهيوني غير مسبوق وقلق لم تبدده كل أوهام وتخرصات “حكومة نتنياهو”، وهذا ما يؤكد أن من بين نتائج المواجهة في هذه المرحلة هي استحالة العودة إلى غلاف غزة أو مغتصبات الشمال.