د.حماد عبدالله يكتب: التشبث بالكرسي …
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
هذه الصفة الغير محبوبة –والغير لائقة –تصيب بعض من المسئولين على كل المستويات –سواء كانت منتخبة أو معينة – أو حتى كانت بالمصادفة حسب أقدميتها فى الوظيفة –وتجد أن يوم إنتهاء الخدمة –وترك الكرسى (المقعد) –حزن عميق وأسى –وربما فى بعض الأحيان –تشبث غير قانونى وغير دستورى –بالكرسى اللعين.
وهنا نجد أيضًا بأن المتشبث بالكرسى –يجمع حوله الأمانى العظيمة والدعاء إلى الله –بأن يصدر قرار بإستبعاده أو بإنتهاء مدته القانونية أوربما يصل التطرف بالبعض بالدعاء عليه –والذهاب إلى دور أهل البيت الكرام "ليشفع الدعاء بالتلبية" من عند الله.
والسؤال هنا لماذا؟-لماذا التمسك بالكرسى إذا كان أساسًا هو فى خدمة الناس ؟؟
لماذا السعى والموت من أجل البقاء فى منصب زائل بحكم الزمن وبحكم التاريخ وبحكم سنة الحياة ؟؟
إن مظاهر التشبث بالكرسى –رأيناه فى مؤسساتنا الصحفية –وحينما غادروا الكراسى بعد زمن طويل –طويل جدًا –وبعد أحكام قضائية نافذة –ولم تنفذ حينها للإلتفاف حولها … وجدنا من المصائب والكوارث ما لم يتحمل سماعه أو حتى رصده وجمعه وطرحه من السيرة الذاتية –للراحلون عن الكراسى.
ورأينا ذلك فى الأحزاب السياسية –وأخرها أقدم الأحزاب المصرية وهو "حزب الوفد" –ماذا يحدث هناك –إن رئاسة حزب أو زعامة مجموعة تخضع لأعراف كثيرة منها –بأن الخيبة حينما تصيب الجماعة –وجب تخلى القيادة عنها –وإتاحة الفرصة أمام جيل أخر من الجماعة أو الحزب ليقود –ويطور ويبدع.
فالموهبة لها فترة محددة فى العطاء –بإنتهائها تصبح الشخصية مجمدة –ومسترجعة لتاريخ لا فائدة منه –يصبح المسئول "مجترًا" –ولا أمل يمثله –ولا مستقبل يسعى إليه.
إن التشبث بالكرسى –عادة سيئة –لئيمة –وخبيثة وسرطانية –كلها أمراض –ومن يلتف حول هذه الخاصية –هم مرضى –أو ممسوسين بالجن أو الشيطان –وهو الأب الشرعى للمصالح الشخصية.
إن هذه العادة –وإن إتصفت بالعمومية بين البشر –إلا أننا فى عالمنا العربى –تميزنا بها –وإنفردنا –مثل الخلاف على من يخلف الخلفاء الراشدين فى الدولة الإسلامية –ولعل أشهر المذابح –والخيانات –تملًا كتب فى عادة التشبث بالكرسى.
لا شك بأن رقى المجتمع –وتطوره –وتطوير الأداء الديمقراطى –وحرية التعبير –ورفع الحظر عن الفكر الحر المؤدب والمستنير –كل هذه العوامل هى طريق جيد –لإبعاد صفة من أسوأ الصفات لدى مسئولينا – وهى صفة "التشبث بالكرسى".
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
الصغير: حماد أثبت قدرته على الإنجاز وعلى التطوير
أشاد وكيل وزارة الخارجية الأسبق حسن الصغير بجهود رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد.
وقال الصغير عبر “فيسبوك”: منذ تكليفه برئاسة الحكومة قبل أقل من سنتين وتحديدا في 16 مايو 2023 ، أثبت ويثبت أسامة حماد قدرته على الإنجاز وعلى التطوير من محيطه ومن نفسه، حل حماد في ظرف صعب ومعقد في حكومة كانت تفتقد لأدنى مقومات الاستمرارية والعيش والعطاء ، شخصية أسامة المرنة والمتزنة والغير عدوانية ( زي حالاتي ) أكسبته مركزاً محترماً بين مكونات المشهد السياسي في ليبيا عامة وفي برقة وفزان خاصة.
وأضاف: يعتقد الكثيرون بأن مهمة حماد سهلة وسلسة وهؤلاء في سوادهم الأعظم لا يعلمون تعقيدات المشهد السياسي في ليبيا عامة ولا صعوبات التعامل مع مكونات وتركيبات مجلس النواب ومتطلبات واحتياجات البلديات والأجهزة والأجسام المنبثقة عن الحكومة أو التي ألحقت بها في فترة ما ، ولا سيما مرور الحكومة بكوارث طبيعية أبرزها وأعظمها إعصار دانييال الذي زلزل الارض والبشر وجرف معه ارواح الآلاف وخلف عشرات الآلاف من المنكوبين والثكالى .
وتابع: فبعد ستة أشهر من استقباله في مصر واعتراف الحكومة المصرية الجارة الكبرى لليبيا والأعمق إقليميا ودوليا بحكومة حماد وتعليقها شبه الكامل للتعامل مع حكومة الدبيبة وإن كان الاعتراف المصري حذر ومنقوص ، إلا أنه كان ضروريا لما تلاه من خطوات.
واستكمل: اليوم يستقبل حماد رئيس وزراء بيلاروسيا ذات العشرة ملايين نسمة والتي تعد خط التماس الثاني بين معسكري الشرق والغرب والحليف الأكبر والأول للعملاق الروسي الذي يشهد تقاربا مع نده الأمريكي في عدة ملفات يبدو أن بينها ليبيا.
وأشار إلى أن الاجتماعات التي ترأسها حماد مع نظيره البيلاروسي وتلك التي أجراها هذا الأخير مع قيادات الجيش، وما تم الاتفاق عليه عاجلا وآجلًا، وتحديدا تفعيل خمس اتفاقيات مدنية وعسكرية خطوة سيكون لها ما بعدها وستكون ركيزة أخرى ثابتة كنظيرتها المصرية لتعزيز دور وفعالية وتواجد ليس حماد كرئيس حكومة فقط بل ستكون علامة فارقة لمشروع سياسي متكامل تشكلت نواته حول أهداف مناهضة الإرهاب وبناء المؤسسات وتكريس الأمن وإعادة الاستقرار ونشر التنمية واستعادة السيادة بسلطة حقيقية فاعلة وقادرة.