عين ليبيا:
2024-11-12@22:56:52 GMT

مصر.. الزعامة المفقودة

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

ندرك جيدا أن البساط قد سحب من تحت أقدام مصر منذ توقيعها كامب ديفيد، لقد تم إبعادها عن محيطها العربي وإلهائها في شؤونها الداخلية، لإيمان الغرب القاطع بأنه لا حرب في المنطقة بدون مصر، فتداعت الأنظمة العربية إلى البيت الأبيض تعلن أنها مع السلام العادل في الشرق الأوسط وحل معضلته الرئيسية فلسطين وشعبها المُهجر في الشتات والمقيم في الداخل تحت سلطات الاحتلال الغاشم.

وكنتيجة حتمية لقرار القيادة المصرية (السادات) بإنهاء حالة العداء مع العدو على اعتبار أن مصر كانت الخاسر الأوحد  لخوضها 3 حروب، فإن غالبية الأنظمة العربية اليوم قامت بالتطبيع الكامل على بياض، والثمن بقاءها في الحكم.

كنا نتمنى على مصر والتي تملك قدرات بشرية علمية وبرؤوس أموال عربية أن تدخل مجال (توطين) الصناعات الهندسية العسكرية منها والمدنية، مصر الرسمية التي تخلت كليا عن الشعب الفلسطيني الذي يقع على حدودها ويُعاني مرارة الاحتلال، الإعلان عن تدشين فرقاطة بأيادي مصرية من طراز MEKO-A200  وراجمات صواريخ ودبابات وناقلات جند وغيرها، بالتأكيد يتم صناعتها لأجل الدفاع عن النفس بمعنى عن تراب مصر، فالحرب الإجرامية على غزة لم تحرك القيادة المصرية بالدفاع عنها، بل اكتفت كغيرها بعبارات الشجب والاستنكار ومحاولة التهدئة، بمعنى آخر مصر لم تعد أماً للعرب أو الشقيقة الكبرى لهم كما كانت، بل أصبحت تتصرف كأي دولة بالإقليم وتتعامل مع كيان العدو وفق الأعراف الدولية سفارات، وتبادل سلع وخدمات وبالأخص النفط والغاز.

لم يعد يخفى على أحد  سعى أمريكا ومعها الغرب الاستعماري إلى القضاء على الفلسطينيين من خلال تسفيرهم إلى مختلف بقاع العالم والاستيلاء على فلسطين كاملة كمرحلة أولى، أما (من النيل إلى الفرات) فذاك يكون في مرحلة مقبلة، وإلى ذاك الحين فإن أيا من الصناعات الحربية لن تستخدم ضد العدو الذي أصبح قادته (مجرميه) يستقبلون في عواصمنا بالأحضان وتفرش لهم البسط الحمر وتنكس لهم الأعلام، فهم أبناء عمومة لنا ونطلب منهم الصفح والعفو على ما ارتكبناه في حقهم.

وعليه نقول للقيادة المصرية: سيأتي اليوم الذي تحطون فيه مدمراتكم وآلياتكم وكل أسلحتكم في معارض التحف أو في المسابقات الدولية لتأخذوا عليها جائزة نوبل للسلام (الاستسلام)، فالدولة التي لا تتحكم في معبر شقته بدماء أبنائها وقوت شعبها وأممت الشركة المنفذة له بجرأة وجسارة زعيمها العروبي الآبي، الذي لا يزال يمثل نبض الأمة رغم غيابه (تغييبه قسرا) عن الساحة لأكثر من خمسة عقود، لا فائدة من هذه الصناعات، قريبا سوف يتم بيعها في سوق الخردة العالمي  لتستفيد منها أمم تقدس حرية وكرامة الوطن والمواطن، والحال هذه نتمنى على القيادة المصرية استثمار الأموال في الصناعات التي تدر ربحا على المواطن المصري وخفض نسب البطالة وعدم رهن مصر للبنك الدولي، فالقوة العسكرية تحتاج قيادة تمتلك مؤهلات خاصة وإرادة صلبة وإيمان بقضية العرب الأولى وقدرة على اتخاذ القرار، وهي ما تفتقده السلطات القائمة والمتعاقبة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد.

لقد فقدت مصر زعامتها على أمتها، بسبب تخليها عن القيام بالأدوار المنوطة بها، واكتفت بأن تكون شاهدة على تصفية القضية الفلسطينية، وترهل الجسد العربي الذي لم يعد يقو على البقاء.

ويبقى الأمل في القوى الحية التي تقدم التضحيات الجسام وتقاتل العدو بل العالم أجمع المنتهك لحقوق الإنسان وسلب الحريات.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

توقيف أحد الأشخاص داخل محل تجاريّ... ما الذي كان يقوم به؟

أوقفت القوى الأمنيّة شخصاً داخل محل تجاريّ في بلدة القلمون، بعدما كان يُروّج لعملة مزوّرة.  

مقالات مشابهة

  • توقيف أحد الأشخاص داخل محل تجاريّ... ما الذي كان يقوم به؟
  • عضو بـ«اتحاد الصناعات»: برنامج «رد الأعباء» ساهم في زيادة الصادرات المصرية
  • محمود بزان: 23 ٪ زيادة في صادرات الصناعات الغذائية المصرية
  • %23 زيادة في صادرات الصناعات الغذائية المصرية من يناير إلى سبتمبر 2024
  • قمة الرياض المزدوجة.. ما الذي سينبثق عنها؟
  • تعيين رئيسة لجامعة الأقصر يؤكد ثقة القيادة السياسية في كفاءة وقدرات المرأة المصرية
  • عودة ترامب.. بين الآمال المعقودة والثقة المفقودة
  • رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي: أخاطبكم باسم لبنان للتعبير عن هول الكارثة التي نعيشها هذه الأيام جراء العدوان الإسرائيلي الذي نشر الموت والدمار في انتهاك صارخ للقانون الدولي
  • هل انتهت الزعامة الأمريكية للعالم؟
  • أول تعليق لرئيس مجلس القيادة على اغتيال ضابطين سعوديين في حضرموت