نشطاء البيئة ينتقدون مشاركة رؤساء شركات نفطية في قمة كوب 28 للمناخ في دبي
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
انتقدت منظمات غير حكومية مشاركة عدد قياسي من أعضاء جماعات ضغط مرتبطة بالوقود الأحفوري في مؤتمر المناخ في دبي، بينما لم تتردّد الجهات الفاعلة في القطاع في تنظيم حلقات نقاش حول المناخ بحضور رؤساء شركات نفطية.
ويعكس العدد القياسي لممثلي قطاع النفط والغاز والفحم المشاركين في المؤتمر- أكثر من 2400 شخص وفق منظمات غير حكومية - الجهود الاستثنائية التي يبذلها القطاع لمواجهة الدعوات المتزايدة للتخلي عن الوقود الأحفوري، ولتقديم نفسه كشريك في الانتقال إلى الطاقات النظيفة.
ولطالما انتقدت المنظمات غير الحكومية الدولة المضيفة للمؤتمر لتعيينها سلطان الجابر، رئيس مجموعة "أدنوك" الحكومية النفطية العملاقة، رئيسًا لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 28). ولم يخفِ الجابر يومًا رغبته في منح قطاع الوقود الأحفوري والدول المنتجة، منبرًا خلال المؤتمر الدولي الذي يستمرّ أسبوعين، معتبرًا الأمر أساسيًا لإعداد نظام الطاقة المستقبلي.
ويشهد على ذلك منتدى كبير حول "الطاقة" نظّمه مركز الأبحاث الأميركي "أتلانتيك كاونسيل" الثلاثاء على هامش المؤتمر، بمشاركة وزراء ومسؤولين كبار ورؤساء عمالقة النفط.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "نفط الهلال" مجيد جعفر خلال المنتدى إن "الإمارات سعت حقًا إلى جعل كوب28 شاملًا".
مشاركة رؤساء الشركات النفطية العملاقةوأضاف "نعم، شامل لقطاع (الوقود الأحفوري)، مع جميع الشركات العاملة، وحتى تتمكن دول الجنوب من تأطير النقاش وأن يكون بالإمكان استشارتها خلال النقاشات".
وكلمة "شامل" هي بالفعل المصطلح الذي يكرره دائمًا الجابر.
وعلى غرار رؤساء الشركات النفطية العملاقة، دعت الإمارات رئيس مجلس إدارة "توتال إنرجي" باتريك بوياني للمشاركة في حلقة نقاش حول انبعاثات غاز الميثان.
وفي أروقة مدينة "إكسبو دبي" مقرّ المؤتمر، اعترضه ناشطون ودعوه إلى تحرير نشطاء أوغنديين مسجونين لمعارضتهم مشروع نفطي كبير في شرق إفريقيا، وفق ما أظهر مقطع فيديو نشرته منظمة 350.org على منصة "إكس" (تويتر سابقًا).
فردّ بوياني بالقول، "فرقنا تهتمّ بالأمر، هي تتواصل مع السلطات، ستذهب لرؤية الطلاب".
وسبق أن اعترض ناشطون بوياني خلال مؤتمر كوب27 العام الماضي في شرم الشيخ.
المبادرات المناخية برعاية منظمة البلدان المنتجة للنفط (أوبك)في أحد أجنحة كوب28، قدّمت منظمة البلدان المنتجة للنفط (أوبك) الثلاثاء عرضًا حول "المبادرات المناخية".
على شاشة، كُتب شعار يدعو الزوّار إلى الأخذ في الاعتبار أن اهتمامات مؤتمر المناخ يجب أن تركز على نهج يشمل "جميع الشعوب، كافة أنواع الوقود وكلّ التقنيات". وأشار شعار آخر إلى أن أوبك تدعم احتجاز الكربون وتخزينه، وهي تقنية مثيرة للجدل تروّج لها الدول المنتجة للنفط لتتمكن من مواصلة بيع النفط والغاز.
وإضافة إلى ذلك، نظّمت وزارة النفط المصرية حلقة نقاش حول "تعزيز عملية إزالة الكربون" وكذلك رئاسة مؤتمر كوب28 جلسة حول "انتقال عادل ومُدار للفحم". كما أُقيمت طاولة مستديرة للمديرين العامين لـ"التحالف من أجل إزالة الكربون من القطاع"، وحتى حلقة نقاش حول منتجي الطاقة ذات "صافي الانبعاثات الصفري" مع المبعوث السعودي للمناخ.
ونُظّمت عشرات الفعاليات حول الطاقة الثلاثاء، في يوم خُصّص لهذا الملف على هامش المؤتمر الأممي.
والجديد هذا العام هو أن الأمم المتحدة التي تتولى إدارة الآلية وتمنح الاعتمادات فرضت للمرة الأولى على المشاركين الكشف عن الجهة التي يعملون لحسابها وإذا ما كانت تربطهم علاقة مالية بالمجموعة التي حصلوا على اعتماداتهم من خلالها.
وقدّر تحالف Kick Big Polluters Out الذي يضمّ 450 منظمة غير حكومية بينها "غرينبيس" البيئية و"منظمة الشفافية الدولية"، وجود 2456 عضوًا في جماعات الضغط التي تعمل لحساب قطاع الوقود الأحفوري مسجّلين على اللوائح الأولية للمشاركين التي نشرتها الأمم والمتحدة. وقد يكون هذا التقدير أقلّ من العدد الفعلي نظرًا إلى أنّ التحليل يعتمد فقط على بيانات عامة.
أوفدت فرنسا بوياني كما أرسلت إيطاليا مسؤولين في مجموعة "إيني" العملاقة. من جانبه، أوفد الاتحاد الأوروبي موظفين في "بريتيش بتروليوم" البريطانية (بي بي) و"إيني" و"إكسون موبيل" الأميركية، بحسب التحالف.
وكذلك، أرسلت المنظمات المهنية التي تتمتع بوضع "مراقب" في مؤتمر المناخ، عددًا من موظفيها في مجموعة "شل" البريطانية و"توتال إنرجي" وشركة "إكينور" النروجية.
لكن تحوّلت قمم كوب إلى منتدى اقتصادي كبير للمناخ لا يروق للمنظمات غير الحكومية وكذلك للعديد من المفاوضين باسم دول.
ووصف رئيس وفد ومفاوض مخضرم في مؤتمرات المناخ، الوضع الحالي بأنه "سيرك" مشيرًا إلى أنه يفضّل أن يركز المؤتمر على الأساس: مفاوضاتٌ برعاية الأمم المتحدة.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: مظاهرة أمام مبنى مؤتمر المناخ كوب 28 في دبي غياب ومقاطعة.. هكذا ألقت الحرب في غزة بظلالها على مؤتمر كوب 28 للمناخ سلطان الجابر: "مجموعات الضغط مرحّب بها في مؤتمر كوب 28" بشأن المناخ في دبي البيئة منظمة الأمم المتحدة الوقود دبي تغير المناخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: البيئة منظمة الأمم المتحدة الوقود دبي تغير المناخ حركة حماس إسرائيل غزة قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط فلسطين طوفان الأقصى روسيا البيئة فلاديمير بوتين حركة حماس إسرائيل غزة قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط الوقود الأحفوری الأمم المتحدة مؤتمر المناخ یعرض الآن Next مؤتمر کوب نقاش حول قطاع غزة فی مؤتمر فی دبی
إقرأ أيضاً:
هل خطط معتقلو خلية الأردن لمهاجمة المملكة أم دعم المقاومة؟.. نشطاء يعلقون
كشفت وثائق ومحاضر تحقيق حصلت "عربي21" على نسخة منها، أن المتهمين الذين أعلنت دائرة المخابرات الأردنية القبض عليهم بتهمة "المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى داخل المملكة"، كانوا يخططون لدعم المقاومة الفلسطينية، وإدخال السلاح إلى الضفة الغربية المحتلة لمقاومة الاحتلال.
وقالت دائرة المخابرات إن المسؤول عن أعضاء الخلية هو "إبراهيم محمد" المعتقل سابقا على خلفية قضية تعرف باسم "دعم المقاومة" بسبب حيازة أسلحة بقصد تهريبها إلى الضفة الغربية المحتلة.
وتشير كل محاضر التحقيق مع "إبراهيم محمد" إلى أن القصد من حيازة السلاح هو دعم المقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة، بينما اتهمت دائرة المخابرات الخلية التي يفترض أن رئيسها "إبراهيم محمد" بتجهيز "مخططات كانت تهدف إلى تنفيذ أعمال داخل الدولة"، وهو ما يتعارض مع التهمة الموجهة لثلاثة معتقلين سابقا يحاكمون أمام محكمة أمن الدولة، و"إبراهيم محمد" أحدهم.
واستنكر نشطاء في الأردن ما أسموه "اجتزاء" السلطات لمقاطع التحقيق مع المتهمين، وإخفاء أن ما فعلوه كان في إطار دعم المقاومة الفلسطينية، وليس تخريب المملكة وبث الفوضى.
من جانبها، قالت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، إن كل ما تم التطرق إليه خلال المؤتمر الصحفي الحكومي، بشأن اعتقال خلية كانت تخطط لعمليات تخريب في المملكة، هي أعمال فردية، على خلفية دعم المقاومة، ولا علم للجماعة بها ولا تمت لها بصلة.
وتابع بيان الجماعة بأنها "التزمت منذ نشأتها قبل ثمانية عقود بالخط الوطني، وظلت متمسكة بنهجها السلمي، ولم تخرج يوماً عن وحدة الصف وثوابت الموقف الوطني، بل انحازت على الدوام لأمن الأردن واستقراره".
كما دعا كتاب وناشطون إلى الوقوف في صف الدولة، وترك الأمر للقضاء، فيما انتقد آخرون دعوات التخوين والتحريض في داخل المجتمع الأردني.
وتابع بيان الجماعة، بأن "مصالح الأردن العليا فوق كل اعتبار، وأن الحوار والتكامل بين مؤسسات الدولة والمجتمع هو السبيل لمواجهة التحديات وتجاوز الأزمات".
ورفضت الجماعة محاولات التشويش والتخوين على حد تعبيرها، مشيرة إلى حملات تحريض على الجماعة، مؤكدة أنها لا تخدم الأردن وتستهدف منعته.
في وقت سابق، الثلاثاء، كشف وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني تفاصيل إحباط دائرة المخابرات العامة لمخططات كانت تهدف إلى المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى داخل المملكة، على حد تعبيره.
وقال الوزير إن المخابرات العامة ألقت القبض على جميع الضالعين بتلك النشاطات التي تابعتها الدائرة منذ عام 2021.
وبين أن دائرة المخابرات عملت بعد متابعة استخباراتية دقيقة امتدت على فترات زمنية طويلة على إحباط هذه المخططات التي كانت تهدف إلى تنفيذ أعمال داخل الدولة.
وأوضح الوزير أن هذه الأعمال التي تمثلت بأربع قضايا رئيسة انخرط بها 16 عنصراً ضمن مجموعات كانت تقوم بمهام منفصلة، وشملت هذه القضايا؛ تصنيع صواريخ قصيرة المدى يصل مداها بين 3- 5 كم، وحيازة مواد متفجرة وأسلحة أوتوماتيكية، وإخفاء صاروخ مُجهز للاستخدام، ومشروعاً لتصنيع طائرات مسيرة، بالإضافة إلى تجنيد وتدريب عناصر داخل المملكة وإخضاعها للتدريب بالخارج.
وأعلن المومني أن المتهمين بالقضايا السابقة أحيلوا إلى محكمة أمن الدولة بالتهم المسندة إليهم خلافاً لأحكام قانون منع الإرهاب، وذلك بعد انتهاء إجراءات التحقيق معهم ومصادقة النائب العام لمحكمة أمن الدولة على قرار الظن الصادر بحقهم أصولاً ووفق أحكام القانون.
وقال المومني في رده على سؤال، إن هناك انتماءات سياسية للمتهمين في هذه القضايا وهم منتسبون لجماعة غير مرخصة ومنحلة بموجب أحكام القانون، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وفي رده على سؤال آخر، أكد المومني أن الأردن لم ولن يقبل المسوغات لتبرير ما جرى لأنه تم على الأرض الأردنية ويشكل تهديدا مباشرا على الأمن الوطني الأردني وعلى سيادة الدولة الأردنية.