المقاومة العراقية تواصل مُقارعة القوات الأمريكية حتى كنسها من المنطقة
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
يمانيون – متابعات
رداً على دعم الولايات المتحدة الأمريكية لكيان العدو الصهيوني في عدوانه الغاشم والهمجي على قطاع غزة وبعد استئناف الأخير ارتكاب الجرائم في حق المدنيين العُزل.. تواصل المقاومة الإسلامية في العراق استهداف قواعـد الاحتلال الأمريكي في سوريا وشمال العراق حتى كنسها من المنطقة.
فمنذ الـ17 من أكتوبر الماضي، تعرضت القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا لهجمات كبيرة بالصواريخ وبالطائرات المسيرة من قبل المقاومة العراقية.
وخلال الأسابيع الأخيرة، بات من المعتاد أن تتصدر “المقاومة الإسلامية في العراق” مشهد التصعيد مع القوات الأمريكية في كل من العراق وسوريا.
وكشف مسؤول في وزارة الحرب الأمريكية “البنتاغون” في تصريح للميادين، الليلة الماضية، بأنّ القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي تعرّضت لـ76 هجوماً على الأقل في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر الماضي.
وأكّد المسؤول الأمريكي أنّ الهجمات كانت بالمسيّرات والصواريخ الباليستية والقصيرة المدى، وبواقع 36 هجوماً في العراق و40 هجوماً في سوريا.
وأعلنت المقاومة العراقية، مؤخراً عن استهداف قاعدةٍ للقوات الأمريكية في القرية الخضراء بالعمق السوري وقاعدة “عين الأسد” غرب العراق، كما استهدفت قاعدة مطار “خراب الجير” الأمريكية في ريف الحسكة الشمالي، وذلك في ثاني استهداف، بعد استئناف العدو الصهيوني عدوانه على قطاع غزة.
وفي هذا السياق تبرز مخاوف بشأن بقاء القوات الأمريكية في هذين البلدين، وهو ما أعربت عنه مجلة (ذا أمريكان كونسرفتيف) الأمريكية، والتي أكدت أنّ القوات الأمريكية تخاطر بحياتها “بلا داعٍ”، بسبب الشلل السياسي والافتقار إلى الشجاعة السياسية.
وفي مقال تحت عنوان “عارنا الوطني في العراق وسوريا”، شدّدت المجلة الأمريكية على أنّ هذه القوات موجودة في العراق وسوريا كجزء من “عملية قتالية مدمرة للذات”.
وكان البرلمان العراقي قد صوت في مطلع العام 2020 على قرار يلزم الحكومة بالعمل على إخراج القوات الأمريكية والأجنبية من العراق، وتسعى بغداد منذ ذلك الوقت على ترتيب خروج القوات الأمريكية خلال الحوار.
كما تم الاتفاق بين القوات العراقية والأمريكية بجدولة انسحاب القوات الأمريكية من العراق وإخراج العراق من البند السابع ولكنه واجه معارضة شديدة حيث واجه صعوبة في إقراره وصعوبة في تمريره وقراءته في مجلس النواب العراقي.
وجددت كتلة حقوق النيابية العراقية، نهاية الأسبوع المنصرم، رفضها لوجود أي قوات أجنبية أو أمريكية على الأراضي العراقية.. مؤكدة أن موقفها ثابت لتحقيق السيادة الوطنية.
وقال النائب عن الكتلة محسن السعيدي في حديث لوكالة “المعلومة” العراقية: إن “القوات الأمريكية لازالت تستخدم الأجواء العراقية من منطلق استهداف أجهزتنا الأمنية وهذا مؤشر خطير”.. مضيفاً: إن “كتلته ترفض وجود الاحتلال الأمريكي بعد تحرير كامل الأراضي العراقية من براثن داعش الإرهابي تحت أي ذريعة”.
وأشار إلى أن “العراق ليس بحاجة إلى أي قوات أجنبية أو أمريكية بأي شكل من الأشكال”.. مشددا على “ضرورة إخراج القوات الأمريكية لتحقيق كامل السيادة الوطنية”.
وكان عضو ائتلاف دولة القانون عباس المالكي قد أكد فيي تصريح لوكالة “المعلومة” العراقية، نجاح محور المقاومة في افشال مخططات كيان العدو الصهيوني وأمريكا في المنطقة.
ويؤكد مراقبون أن “المقاومة الإسلامية” في العراق تبنت في الآونة الأخيرة عشرات الهجمات ضد قواعد عراقية تستضيف جنوداً أمريكيين، أو قواعد أمريكية في دير الزور والحسكة السوريّتين، وهذا المقاومة هي في الحقيقة واجهة لفصائل كبيرة أبرزها حزب الله العراقي، وحركة النجباء، وكتائب سيّد الشهداء، وكتائب الإمام علي، وهذه الفصائل الأربعة هي الأكثر نشاطاً في استهداف القواعد والمصالح الأمريكية في المنطقة.
ويشار إلى أنه يتمركز نحو 2500 جندي أمريكي بالعراق ونحو 900 جندي في سوريا.
ويذكر أن سبع قواعد أمريكية في العراق أُغلقت خلال الفترة الماضية، وأن وجود الأمريكيين يقتصر حاليا في قاعدتي عين الأسد في محافظة الأنبار (غربي العراق) وقاعدة حرير في أربيل في إقليم كردستان.
وتواصل المقاومة الإسلامية في العراق استهداف القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، ومنها: عين الأسد، التنف، الحرير، كونيكو، حقل العمر النفطي، خراب الجير، في ظل استمرار العدوان الصهيوني، بدعم أمريكي، على قطاع غزّة حتى كنس هذه القوات من المنطقة.
الجدير ذكره أنها المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه الذخيرة ضد قوات أمريكية منذ أن بدأت موجة الهجمات في 17 أكتوبر الماضي، وتبنت معظم تلك الهجمات “المقاومة الإسلامية في العراق”، في بيانات على حسابات على تطبيق تلغرام، ويرتبط ارتفاع وتيرة الهجمات ضد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة.
السياسية / مرزاح العسل
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المقاومة الإسلامیة فی العراق القوات الأمریکیة فی العراق وسوریا الأمریکیة فی أمریکیة فی فی سوریا على قطاع
إقرأ أيضاً:
هل تفتح زيارة الشيباني لبغداد صفحة جديدة بين العراق وسوريا؟
بغداد- في أول موقف رسمي لها، أكدت الحكومة العراقية أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني للعراق تحمل دلالات كبيرة، مؤكدة أن الرغبة العراقية كانت في إتمامها بوقت مبكر.
وبينما أكد الشيباني تلقيه دعوة رسمية لزيارة العراق وأنه "سيكون في بغداد قريبا"، كشف المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في حديثه للجزيرة نت عن موقف بلاده الرسمي، مؤكدا عدم وجود أي شروط عراقية على سوريا الجديدة.
كما ذكر أن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين وجه دعوة رسمية للرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية المرتقبة في بغداد في مايو/أيار المقبل، مما يؤكد حرص العراق على مشاركة سوريا في هذا الحدث المهم.
صفحة جديدةأكد العوادي -خلال حديثه للجزيرة نت- أن العراق وحكومته سارعا إلى الترحيب بالواقع السوري الجديد، وأبديا استعدادهما للتعاون، مع التشديد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، واحترام إرادة الشعب السوري في اختيار قيادته.
وقال العوادي "كانت الرغبة العراقية في إتمام هذه الزيارة في وقت مبكر، إلا أن بغداد آثرت التريث لتبديد مخاوف بعض الدول العربية، ولإتاحة الفرصة للإدارة السورية الجديدة لترسيخ مؤسساتها، وهو ما تحقق خلال الأسابيع الماضية".
إعلانوبين أن زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد تأتي لتفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين الشقيقين، تقوم على التعاون والاحترام المتبادل، وتتناول مختلف الملفات المهمة، وعلى رأسها الملف الأمني.
وشدد العوادي أن العراق لا يفكر بمنطق فرض الشروط أو المطالب على سوريا، بل يسعى إلى تعاون جاد بين البلدين في مختلف المجالات، الاقتصادية والاستثمارية والأمنية وغيرها.
منوها إلى أن هناك قلقا عراقيا أمنيا لا يمكن إنكاره "إلا أنه بدأ بالتراجع مع التعاون الأمني الأولى بين البلدين، ومن المؤكد أن اكتمال تشكيل المؤسسات السورية الجديدة سيعزز هذا التعاون، ويحقق الأمن والاستقرار للبلدين".
تباينرجّح المحلل السياسي صباح العكيلي أن زيارة وزير الخارجية السوري ستتمحور حول بحث تفاصيل القمة العربية المقبلة في بغداد، حيث يرى مراقبون ومختصون أنها قد تشكل فرصة تاريخية لكسر حالة الجمود بين البلدين، وإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي.
وأشار العكيلي في حديث للجزيرة نت إلى تباين وجهات النظر بشأن العلاقة مع سوريا، فبينما يدعو البعض إلى علاقات متوازنة مع دمشق، يرفض آخرون ذلك، معتبرين أن النظام الحالي في سوريا يفتقر إلى الشرعية.
وأوضح العكيلي أن البعض يرى أن "عدم قطع العلاقات مع سوريا ضروري بسبب الملفات المشتركة، وعلى رأسها الملف الأمني ومكافحة الإرهاب، حيث يعتبر معبر سوريا منفذا رئيسيا لدخول الجماعات الإرهابية"، مؤكدا أن العراق يتجه نحو تنسيق علاقات متوازنة مع سوريا في إطار الظروف الحالية.
وأضاف أنه "على الرغم من المصالح السياسية والاقتصادية العديدة التي تربط العراق وسوريا، والمخاوف المشتركة بشأن الجماعات الإرهابية خصوصا تنظيم الدولة الإسلامية، فإن العلاقات بين البلدين الشقيقين شهدت فتورا واضطرابا في الفترة الأخيرة، وذلك بسبب تعارض المصالح والانقسام في المواقف السياسية داخل العراق إزاء الوضع السوري الجديد"، مؤكدا أن هذا الأمر دفع العراق إلى التريث في إعلان موقف رسمي من التطورات الأخيرة في سوريا.
إعلانوأشار العكيلي في حديثه إلى أن دعوة الشيباني لزيارة العراق تأتي في هذا السياق، خاصة مع استعداد العراق لاستضافة القمة العربية، مضيفا أن العراق يسعى من خلال هذه الزيارة إلى تنسيق المواقف مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية، خصوصا في ظل وجود ملفات مهمة على جدول أعمال القمة، مثل الملف الاقتصادي والأمني، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، التي قد تكون حاضرة بقوة بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة.
أهداف مشروعةوفي تحليله لأهداف العراق من إعادة العلاقات مع سوريا، أوضح رئيس مركز العراق صلاح بوشي أن ما يهم بغداد في المقام الأول هو تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتأمين الحدود المشتركة، وهي قضية بالغة الأهمية بالنسبة للعراق.
وأشار بوشي في حديثه للجزيرة نت إلى أن فتح المعابر بين البلدين يحظى بأهمية خاصة لدى العراق، معتبرا أن حضور وزير الخارجية السوري إلى بغداد يهدف إلى تعزيز هذه العلاقة الجديدة والثنائية بين الطرفين.
وأكد أن "العراق يسعى إلى استقرار الوضع السياسي والأمني في البلد والمنطقة، وهو حق مشروع له"، وهو يسعى لذلك من خلال تعزيز العلاقات مع الجارة سوريا إلى دعم هذا الهدف، وأوضح أن تقديرات الموقف الأمني والسياسي ستكون هي المحور الأساس في أي حوارات بين البلدين في المرحلة القريبة المقبلة.