أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، أن المغرب يتطلع إلى الارتقاء بعلاقات التعاون مع أنغولا إلى مستوى الشراكة الفاعلة.

وشدد بوريطة، على أن القارة الإفريقية تحتاج، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، إلى دول رائدة تقودها رؤى استشرافية، خالية من الانقسامات والحسابات الضيقة والمتجاوزة، مصممة على التوجه بعزم نحو بناء المستقبل، مضيفا أن هذه الرؤية تمثل جوهر قناعات المملكة المغربية، بتوجيه من الملك، والتي تنبع وبلا شك، من التاريخ الطويل من التفاعل الذي ميز العلاقات بين المغرب والدول والشعوب الإفريقية الشقيقة والصديقة.

وقال بوريطة، خلال افتتاح أشغال الدورة الثالثة للجنة التعاون المشتركة المغربية-الأنغولية، التي ترأسها إلى جانب وزير العلاقات الخارجية لجمهورية أنغولا، تيتي أنطونيو، “أؤكد هنا تطلعنا وطموحنا المشترك، إلى الارتقاء بعلاقات التعاون بين المملكة المغربية وجمهورية أنغولا إلى مستوى الشراكة الفاعلة، بما يسهم في خدمة وتكريس السلم والاستقرار في القارة الإفريقية”.

وأبرز أن المغرب “وكما كافح بالأمس، بكل إيمان وصبر، في سبيل حرية واستقلال الدول والشعوب الإفريقية، فهو اليوم، ينخرط بكل عزم وتصميم في التعاون والعمل مع أشقائه في القارة، لأجل تكريس أسس الوحدة وقيم التضامن ومسار التنمية، وجعل تحقيق هذه الأهداف من ضمن أولويات سياسته الخارجية”.

وعلى أساس هذه القناعات، وهذه الرؤية المستقبلية للتنمية المتكاملة في إفريقيا والتي تدخل ضمن أولويات السياسة الخارجية للمملكة، يضيف الوزير، يحرص المغرب على إرساء شراكة رابح / رابح مع دولة أنغولا.

وأوضح المسؤول الحكومي، أن الرغبة في تعزيز علاقات التعاون بين المغرب وأنغولا تم التعبير عنها على أعلى المستويات، وجسدها بوضوح اللقاءان اللذان جمعا الملك محمد السادس وجواو لورينصو رئيس جمهورية أنغولا خلال عامي 2017 و2018.

من جهة أخرى، أبرز بوريطة أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تعرف بعض الانتعاش المتنامي، حيث بلغت قيمة الصادرات المغربية الموجهة نحو أنغولا السنة الماضية 68 مليون دولار، وشملت منتجات كيميائية ومعدات كهربائية ومواد غذائية، وبالمقابل سجلت الواردات القادمة من أنغولا إلى المغرب 08 مليون دولار، وهمت أساسا منتجات ومواد نفطية.

هذه الأرقام المسجلة، يوضح الوزير، تبقى دون مستوى الإمكانات والفرص التي يزخر بها المجالان الاقتصادي والتجاري في البلدين، وهو ما يجعل الشراكة بين المغرب وأنغولا، من دون شك، تنفتح على آفاق واعدة.

وفي هذا الصدد، شدد على أن المشاريع المهيكلة المتعددة التي أطلقها المغرب من شأنها أن تقوم بدور الرافعة المعززة لهذه الدينامية، ولاسيما في قطاعات الطاقات المتجددة والخدمات التقنية والهندسية وصناعة السيارات والسياحة، معتبرا أن زيادة عدد الرحلات الجوية الرابطة بين المغرب وأنغولا تبقى من أهم المشاريع التي ينبغي الانكباب على تدارسها، وذلك بالنظر إلى ما سيكون لها من آثار إيجابية على وتيرة المبادلات التجارية وعلى تسهيل الحركة والتنقل بين منطقتين مهمتين في إفريقيا.

ودعا، بهذه المناسبة، إلى الانخراط القوي لمختلف فاعلي القطاع الخاص للدفع بالتعاون الاقتصادي بين المغرب وأنغولا، مسجلا أنه بدون التزام حقيقي من رجال الأعمال والمتدخلين الاقتصاديين، فإن مستوى المعاملات التجارية لن يكون بإمكانه بلوغ الأهداف المنشودة.

وأبرز الوزير أن انعقاد الدورة الثالثة للجنة التعاون المشتركة بين المغرب وأنغولا تعتبر فرصة سانحة ومهمة لتعزيز التعاون الثنائي، ووضع سياسة جديدة للشراكة، في اتجاه توطيد أمثل للعلاقات التي تجمع البلدين، معربا عن يقينه بأن هذه الدورة ستوفر الشروط اللازمة والظروف المناسبة، للدخول في مرحلة جديدة على مسار تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين المملكة المغربية وجمهورية أنغولا.

كما تشكل هذه الدورة، يضيف بوريطة، فرصة لبناء شراكة فاعلة، وللارتقاء بعلاقات التعاون الثنائي إلى المستويات التي بلغتها وشائج الصداقة والعلاقات التاريخية التي تجمع المغرب وأنغولا، وذلك بالتأسيس على المتوفر اليوم من الصلات، وكذا بالعمل على استكشاف الإمكانات الجديدة لهذا التعاون.

وأضاف أن انعقاد هذه الدورة يأتي في سياق رهانات دولية وإفريقية تتسم بتعقيد خاص، وتتطلب مواجهتها، مستوى مهم من التشاور السياسي والتوافق المستمر، كآلية أساسية لصيانة الاستقرار وبناء السلم وضمان الانسجام، منوها بأن المغرب وأنغولا يتوفر كلاهما على ما يكفي من التجارب والخبرات، ليقوما سويا بأدوار طلائعية على المستوى الإفريقي في هذا الاتجاه.

كلمات دلالية الانقسامات القارة الإفريقية انغولا بوريطة رؤى استشرافية وزارة الخارجية

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: القارة الإفريقية انغولا بوريطة وزارة الخارجية

إقرأ أيضاً:

تايمز: في أفريقيا بأكملها قنبلة الاضطرابات توشك على الانفجار

يقول مراسل "تايمز" البريطانية في أفريقيا جوناثان كلايتون إن هذه القارة تواجه قنبلة موقوتة من الاضطرابات أصبحت تدق بقوة أكثر من أي وقت مضى، وإن القارة ليست بعيدة المنال من أحداث مثل ثورات الربيع العربي.

وكتب كلايتون تقريرا عن أحداث كينيا ليقول إن كل دول القارة تواجه وضعا مماثلا لما حدث هناك. وقال إن الاحتجاجات العنيفة في نيروبي، والانقلابات العسكرية في غرب أفريقيا، والهجرة الجماعية إلى أوروبا، كلها دلائل على أن قنبلة البطالة ستنفجر قريبا في القارة السوداء.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مجلة أميركية: الأقنعة رمز للتضامن مع فلسطين فلا تدعوا الديمقراطيين ينزعونهاlist 2 of 2هآرتس: عشرات جنود الاحتياط يرفضون أداء الخدمة العسكريةend of list

وتحدث كلايتون عن البطالة في كينيا كخلفية لاحتجاجات نيروبي، قائلا إن الملايين من الكينيين من جميع الأعمار يائسون عن العثور على عمل. فقد تقدم مؤخرا، على سبيل المثال 2000 طالب للعمل بشركة الأمن "جي 4 إس" يتنافسون على حوالي 100 وظيفة ساع.

مثقلة بالديون

وأشار إلى ديون كينيا التي تثقل كاهلها، والتي دفعت حكومة الرئيس وليام روتو لتبني خطط لفرض المزيد من الضرائب -بما في ذلك الرسوم على التحويلات المالية عبر الهاتف المحمول والمنتجات الرقمية التي كان من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر على أنشطة الشباب عبر الإنترنت.

ورغم حاجة الحكومة لهذه الضرائب، يقول الكاتب، تراجع روتو بسرعة، تحت ضغط الداخل والخارج، وسحب خطته المثيرة للجدل. ومع ذلك لم تظهر الاحتجاجات أي علامة على التراجع وتحولت بسرعة إلى حركة تطلق على نفسها "يجب أن يذهب روتو".

وقال إن أحداث كينيا ليست ثورة معزولة، إذ يواجه جزء كبير من إفريقيا أزمة وظائف كبيرة.

غالبية الدول

في أوغندا، يتنافس حوالي 400000 خريج كل عام على 50000 فرصة عمل كحد أقصى. وفي جنوب إفريقيا، يغادر الشباب السود المؤهلون البلاد بشكل متزايد بأعداد أكبر من الأفريكانيين البيض المحبطين، وبلغت نسبة البطالة في هذا البلد -الذي كان في يوم من الأيام أغنى بلد في أفريقيا- حوالي 42% من السكان في سن العمل.

وفي غرب أفريقيا، القصة متشابهة. أكرا، عاصمة غانا، مليئة بقصص الخريجين الشباب الذين يبيعون الخبز المخبوز في المنزل في زوايا الشوارع أو يبيعون سلعا أخرى. وعبر منطقة الساحل، مجموعة الدول الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، دعم الشباب المحبطون بالفعل سلسلة من الانقلابات العسكرية التي شهدت الاطاحة بالأنظمة القديمة وأنصارها، وبهيمنة فرنسا. وصعدت "مجموعة فاغنر" الروسية، التي تسمى الآن فيلق إفريقيا، بسعادة إلى الفراغ.

مشكلة سكانية

واستمر كلايتون في سرد الضغوط التي ستواجهها أفريقيا، قائلا إنه وبعد عشر سنوات من الآن، سينضم 70 مليون شاب آخر إلى القوى العاملة فيها إفريقيا -وسيشكل من تقل أعمارهم عن 25 عاما ثلث سكان العالم. ووفقا للتوقعات الحالية، لن يتمكن العديد من هؤلاء الشباب أبدا من العثور على وظيفة.

وقال إن الدراسات تشير إلى أن أفريقيا بحاجة إلى خلق ما بين 18 إلى 30 مليون وظيفة سنويا حتى عام 2030 لمواجهة هذا التحدي. وفي الوقت الحالي، تخلق القارة 3 ملايين فرصة عمل سنويا فقط.

لا يسمعون الرسالة

ونقل عن مويليتسي مبيكي، شقيق رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكي، قوله إنه على الرغم من نوبات الغضب العرضية في الشوارع، فإن النخبة الأفريقية لا تسمع الرسالة والحكومات بعيدة كل البعد عن تبني سياسات قد تواجه هذه التحديات.

وأضاف مبيكي أن الاقتصادات الأفريقية ليست في حالة مناسبة لتكون قادرة على التعامل معه هذا "لانتفاخ الشبابي" ومما يثير القلق، فإنها لا تظهر سوى القليل من الميل للقيام بذلك.

وأوضح الكاتب أن المراكز الحضرية، التي تغذي، تاريخيا، أحداث التمرد أكثر من المناطق الريفية، تنمو باطراد، والجيل الأصغر، أصبح أقل تسامحا من آبائهم مع الحرس القديم.

وأحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ثورة في وصول الشباب إلى المعلومات وجعلت نظرتهم متطرفة. كما شكل حجم البطالة الجماعية رابطة مشتركة بينهم تتجاوز الانقسامات العرقية القديمة التي اعتاد السياسيون استغلالها لإعمال مبدأ "فرق تسد". ونتيجة لذلك، فرضت كينيا قيودا على استخدام الإنترنت لأول مرة منذ عام 2015.

مقالات مشابهة

  • كرة القدم الشاطئية.. المغرب يتأهل لكأس إفريقيا للأمم 2024 بمصر
  • نقلة نوعية.. بي تك تفتتح B.TECH MAX أكبر فرع لعرض الأجهزة الإلكترونية والمنزلية في قارة إفريقيا و مصر
  • هل فكّ العلماء لغز أشجار الباوباب التي يبلغ عمرها 1000 عام؟
  • هل تحتاج الولايات المتحدة إلى رئيس عاقل
  • المغرب يؤكد قرب إعلان توجهاته الاستراتيجية لمكافحة الفساد
  • رابطة سيدة ايليج: البطريركية المارونية لا تحتاج إلى شهادات حسن سلوك
  • الإعلام الإسباني يعترف ..المغرب يفرض نفسه كوجهة رائدة لشركة ستيلانتيس لصناعة السيارات
  • تايمز: في أفريقيا بأكملها قنبلة الاضطرابات توشك على الانفجار
  • مجلة إسبانية: المغرب يفرض نفسه كوجهة رائدة لشركة “ستيلانتيس” لصناعة السيارات
  • زحلة تطلق النقل العام في شوارعها.. تجربة رائدة تجعلها نموذجاً للمناطق اللبنانية