خبراء ودبلوماسيون لـ«الاتحاد»: «القمة الخليجية» تعكس رؤية مشتركة وموقفاً موحداً تجاه التحديات
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
أحمد شعبان (الدوحة، القاهرة)
أخبار ذات صلةاعتبر خبراء ودبلوماسيون عرب، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن القمة الـ 44 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تعكس رؤية مشتركة وموقفاً موحداً تجاه التحديات، وتمثل بارقة أمل لصناع السياسة الاقتصادية.
وقال الإعلامي والكاتب القطري الدكتور عبدالله فرج المرزوقي، إن القمة جاءت في توقيت مُهم للغاية، لما تشهده المنطقة من حرب في قطاع غزة، مشيراً إلى أن دول الخليج تكثف جهودها لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية لدعم السلام، ونشر الاستقرار في المنطقة والعالم.
وذكر الإعلامي القطري، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن دول الخليج العربي تبذل جهوداً مُضنيةً مشتركةً بالتعاون مع الدول العربية والإسلامية سيما مصر، لإغاثة أهل غزة، ودعم جهود وقف دائم لإطلاق النار، والدفع بحل دائم للقضية الفلسطينية، وتحقيق تسوية شاملة تقوم على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي السعودي محمد الحيدر، إن القمة الخليجية عقدت في ظروف صعبة، أهمها أن الاقتصاد العالمي يعاني جراء الاضطرابات السياسية والمناخية، مما جعل البنك الدولي يتوقع بآثار أكثر قسوة خلال السنوات القليلة القادمة، مؤكداً أن تلك الأزمات تستدعي تدخلاً من مجلس التعاون، يتمثل في آليات جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء من جهة، والدول الكبرى من جهة أخرى.
وقال الصحفي السعودي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن التحديات الاقتصادية العالمية تتطلب إيجاد حلول مستدامة تخفف من آثارها السلبية على نسب النمو، والخطط التنموية، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك تعاون مع المجتمع الدولي والمؤسسات المالية العالمية، وعقد اتفاقيات ثنائية متعددة الأطراف بين الدول والمؤسسات الدولية، لضمان مستقبل عالمي أكثر ديناميكية واستدامة.
وأوضح الحيدر أنه «مما يعد بارقة أمل أن صناع السياسة الاقتصادية في دول مجلس التعاون الخليجي قاموا بالعديد من الإصلاحات الهيكلية، وكانت نتائجها إيجابية على الاقتصاد وتحسين مناخ الأعمال، والقدرة التنافسية، حيث سجلت دول مجلس التعاون نمواً في الناتج الإجمالي المحلي عام 2022 بنسبة 7.3%».
وأشار إلى أن من الملفات المهمة التي واجهت القمة، تداعيات الحرب على غزة، وما خلفته من آثار سلبية على مناحي الحياة، وتهديد السلم في منطقة الشرق الأوسط. بدوره، قال نائب رئيس المجلس المصري الأفريقي، السفير صلاح حليمة، إن القمة الخليجية تعقد في توقيت بالغ الأهمية، حيث تواجه المنطقة العربية والشرق الأوسط والقارة الأفريقية العديد من التحديات والأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، ما يحتاج إلى الكثير من تضافر الجهود خاصة من جانب دول مجلس التعاون الخليجي من أجل مواجهة هذه التحديات، والإسهام في تسوية الأزمات والدعم المادي والمعنوي والسياسي.
وأشار السفير حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن دول الخليج لها دور محوري في حل الأزمات في إطار الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، أو في إطار العلاقات مع المنظمات الإقليمية والدولية الأخرى، مثل الاتحاد الأوروبي، ومجموعة الـ 20، والأمم المتحدة.
وشدد حليمة على أن القمة الخليجية تكتسب أهمية كبيرة في ظل هذه التحديات والأزمات، لافتاً إلى أن دول الخليج تستثمر الفرص، ومنها قمة الدوحة لمواجهة تلك التحديات، مثمناً الموقف الموحد من القادة الخليجيين في تسوية الأزمات التي تهدد الأمن والاستقرار سواء في المنطقة العربية أو الشرق الأوسط أو أفريقيا، من خلال محاربة الإرهاب ونشر التنمية المستدامة.
بدوره، قال المحلل السياسي التونسي الدكتور خالد عبيد، إن أهمية القمة الخليجية أنها تأتي في ظروف تتميز بأن العالم مقبل على تطورات متسارعة خاصة منذ الأزمة الأوكرانية، وبداية ظهور بوادر عالم جديد وتوازنات عالمية بصدد التشكل، مشيراً إلى أن قادة دول الخليج استشعروا أن هناك تغيرات على المستوى العالمي، وأن العالم بعد هذه الحرب لن يكون كما كان من قبل.
وأوضح المحلل السياسي التونسي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن دول الخليج قادرة على أن تُشكل قطباً خاصاً بها، تتمكن خلاله من استثمار ما لديها من قوة اقتصادية ومالية وثروات طبيعية، وتصبح هي الرقم الصعب داخل المعادلة الدولية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القمة الخليجية مجلس التعاون الخليجي فی تصریح لـ الاتحاد القمة الخلیجیة أن دول الخلیج مجلس التعاون إلى أن
إقرأ أيضاً:
العراق يوجه دعوة رسمية لأحمد الشرع للمشاركة في القمة العربية
تسلّم الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، دعوة رسمية من العراق للمشاركة في القمة العربية المرتقبة، والتي ستستضيفها بغداد الشهر المقبل، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وجاء ذلك خلال لقائه بالمبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي، وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني. ويأتي هذا التطور وسط اعتراضات من سياسيين عراقيين بارزين موالين لطهران وأنصارهم، الذين أبدوا رفضهم لاحتمال مشاركة الشرع.
وكان الشرع قد شارك في القمة العربية الطارئة بالقاهرة، التي خُصصت لبحث الوضع في غزة مطلع مارس، في أول ظهور عربي له منذ توليه السلطة. جاءت مشاركته عقب قرار لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي بالموافقة على إعفائه من حظر السفر المفروض عليه نتيجة العقوبات الدولية السابقة.
وأوضحت "سانا" أن الدعوة التي حملها البدراني جاءت بعد يومين من تسلّم الشرع رسالة سابقة نقلها وفد برئاسة رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي حميد الشطري، أكدت دعوته لحضور القمة المزمع عقدها في 17 مايو المقبل.
منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، والذي كان حليفًا وثيقًا لطهران، تبنت بغداد موقفًا حذرًا في التعامل مع القيادة الجديدة في دمشق. في المقابل، تسعى الحكومة السورية الانتقالية إلى بناء علاقات أوثق مع جارتها العراق.
وشهدت الفترة الأخيرة زيارات دبلوماسية متبادلة، أبرزها زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بغداد في منتصف مارس، ولقاء غير معلن مسبقًا بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والشرع في قطر الأسبوع الماضي.
وتشير مصادر أمنية عراقية إلى وجود مذكرة توقيف قديمة بحق الشرع، تعود إلى فترة سابقة كان خلالها مقاتلًا في صفوف تنظيم القاعدة ضد القوات الأمريكية وحلفائها في العراق، وقد سُجن لسنوات نتيجة ذلك، مما يضيف تعقيدات قانونية وسياسية محتملة على مشاركته في القمة المقبلة.