إدارة مشروع الجزيرة ورهنها لأصول المشروع
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
إدارة مشروع الجزيرة ورهنها لأصول المشروع
* الصديق عبد الهادي
يمر السودان بفترة عصيبة من تاريخه، والحرب ترمي بثقلها الآن على كل مناحي الحياة فيه. يتفق الجميع من مهنيين وخبراء ومنظمات دولية على ان احتمال المجاعة أصبح كبيراً، وأن لابد من مجابهتها.
إن الخطوة الأولى في المجابهة هي إنجاح المواسم الزراعية في مختلف المشاريع الزراعية في البلاد، وعلى رأس هذه المشاريع يأتي وبالضرورة مشروع الجزيرة، هذا المشروع والذي بالرغم من أهميته لم يحظ باهتمام الدولة ولا بإهتمام القائمين على أمر الدولة الآن.
إن وزير المالية الحالي، وهو أحد مخططي إنقلاب 25 أكتوبر المشئوم، له موقفه الواضح والمعلن تجاه المشروع والمتمثل في رفضه لتسهيل أي عملية تمويل إنتاجية خاصة بالمشروع، بل وتمنعه وعدم إلتزامه بكلمته. وقد يذكر الناس عامة والمزارعون خاصةً عندما حنث بكلمته ورفض شراء انتاج القمح من المزارعين بدعوى أن القمح المستورد سعره أرخص! بالطبع لا يمكن لأي إقتصادي أن يقول بذلك، دعك من ان يكون مسئولاً، وذلك لأن أي منتج محلي يختزن قوة عمل وطنية، فمن أجل صون هذه الميزة لوحدها يتم الدعم غير المحدود للمزارع في كل بلدان العالم، فقيرها وغنيها. وهو مما يعني أن بإستيرادك للقمح فكانك تقوم بتصدير فرص العمل الي الدول التي تستورد منها! “ودي ما دايرة ليها درس عصر”، كما يقول المثل السوداني السائر!
إن إدارة مشروع الجزيرة، وكما أشرت إلى ذلك من قبل، هي متماهية مع سلطة الإنقلاب قلباً وقالباً. وإستناداً علي ذلك التماهي تتخلى الآن وزارة المالية عن مسئوليتها القانونية والأخلاقية تجاه المشروع والمزارعين، وتوكل مهمة التحلل منها لإدارة مشروع الجزيرة، التي جاءت لتعلن وبطريقةٍ مخاتلة بأن أمر التمويل ليس من مهامها، ولكنها ستقوم برهن أصول المشروع للبنك الزراعي لأجل توفير التمويل لهذا الموسم، وذلك وفقاً للتخويل الممنوح لها من وزير المالية!. ان الموقف الإداري الصحيح هو أن ترفض الإدارة التخويل مبدأً دعك من قبول تنفيذ جريمة رهن أصول المشروع! والسؤال هنا، لماذا لا تقوم وزارة المالية بفعل ذلك بنفسها؟. إن منْ له القدرة أن يخول القيام بفعلٍ ما، يمكنه ان يقوم بتنفيذ ذلك الفعل بنفسه!.
إنه، لابد أن يعلم الجميع أن القول الفصل في أمر أصول مشروع الجزيرة، دائماً وأبداً، يعود للمزارعين وحدهم، ولا غيرهم. فما تقوم به وزارة المالية تحت عباءة إدارة مشروع الجزيرة وكذلك البنك الزراعي هو “عطاء من لا يملك لمن لا يستحق”. فما تقوم به إدارة المشروع هو إنتحال لحق ليس بحقها. فالغياب القسري لمجلس الإدارة أو للجسم الذي يمثل المزارعين، لا يعطي الإدارة الحق في التجاوز. فما تقوم به الإدارة يعد جريمة. إن الذي تجب معرفته هو أن التمويل حق بالنسبة للمزارع ولا يجب استخدامه أداةً لإذلاله أو إبتزازه.
هناك عدة أسئلة واستفسارات في شأن هذا التمويل أولاً ومن ثم في الوضع الحقيقي للمشروع الآن وفي الوقت الراهن.
نعلم جميعاً أن بلادنا تمر بظروف إستثنائية تستوجب التعامل معها بطرق إستثنائية وبحس وطني كذلك. فإذا كانت هذه هي الصورة أمامنا فلماذا الذهاب إلى وضع اليد على أصول المشروع بدلاً من التفكير وبحس وطني في صيغة أخرى للتمويل وبالشراكة؟!، بالقطع لن يفعلوا او يفكروا في صيغٍ بديلة لأنهم، أي في إدارة المشروع والبنك الزراعي، يعرفون “الوضع الحقيقي للمشروع الآن وفي الوقت الراهن”!.
عليه، فطالما أن الامر أصبح متعلقاً بأصول المشروع فيجب على الإدارة القيام بنشر العقد الذي تم توقيعه اولاً، ومن ثم ثانياً نشر تفاصيل الأصول التي تمّ رهنها. لأنه من حق المزارعين معرفة كل ذلك.
إننا نفترض بإن قرار وضع أصول المشروع في مواجهة الرهن، وهو قرار جسيم، إستوجبته مستجدات لابد وان تكون قد حدثت وستجعل الموسم الزراعي الحالي مختلفاً من المواسم السابقة!. فالسؤال للإدارة، ما هو الجديد الذي طرأ، مثلاً، على حال شبكة الري المتهالكة بنسبة 85%، وجعلكم مستوثقون، وفي توقعاتكم، من إختلاف الإنتاج لهذا الموسم عما سبقه من مواسم، ولدرجة جعلتكم تقومون برهن الأصول وبهذا الإطمئنان؟
إنه، ومما نعلمه بحق، ووفقاً لتقارير الإدارة نفسها، أن معضلة الري وفي المواسم السابقة أخرجت مساحات كبير من دائرة الإنتاج وأوقعت عدداً كبيراً من المزارعين تحت طائلة البنوك وحتى هذه اللحظة. إن إدارة البنك الزراعي هي الأخرى تعلم بذلك. فإذا كان هذا هو الحال وما زال قائماً، فهذا يعني أن هناك تواطئاً مبرماً، بين كل هذه الأطراف المعنية، على إستهداف أصول المشروع.
فما أود قوله، هو أن جميع هذه الأطراف تسعى، وبكامل العلم والإرادة وبعجزها كذلك، إلى خلق فتنة مؤكدة، وفي وقتٍ لا تنقص البلاد فيه الفتن. إن مشروع الجزيرة، بل والسودان قاطبة يستحقان أفضل مما هو حادث فيهما الآن.
في الختام، أتمنى لشعبنا ولبلادنا كل الخير،
* رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة
الوسومالحرب السودان الصديق عبد الهادي مشروع الجزيرةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحرب السودان مشروع الجزيرة أصول المشروع
إقرأ أيضاً:
«إيدج» و«إندرا» تُبرمان رسمياً مشروع «بَلس»
أبوظبي: الخليج
أعلنت «إيدج»، المجموعة الرائدة عالمياً ضمن مجال التكنولوجيا المتقدمة والدفاع، وشركة «إندرا سيستمز» («إندرا»)، الرائدة عالمياً ضمن مجال تكنولوجيا المعلومات وأنظمة الدفاع والموجودة في أكثر من 140 دولة حول العالم، والتي تعد جهة فاعلة مهمة ضمن برامج أوروبية كبرى، عن التوصل إلى اتفاق لتأسيس مشروع مشترك جديد باسم «بَلس» في أبوظبي.
تهدف «بَلس» إلى رعاية القدرات المحلية لتصميم وتصنيع أحدث أنظمة الرادارات المتطورة، مدعومةً بطلبيات قوية من عملاء حاليين ومحتملين في أسواق عالية الإمكانات عبر أنحاء العالم. ومن شأن تلك الاتفاقية أن تُرسّخ وتُوطّد الشراكة بين الجانبين، والتي بدأت في عام 2023.
وحضر حمد المرر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة «إيدج»، وخوسيه فيسنتي دي لوس موزوس، الرئيس التنفيذي لشركة «إندرا»، في مدريد لتوقيع اتفاقية المشروع المشترك، التي تتضمّن اتفاقيات المساهمين، بمشاركة وحضور مارغريتا روبلس فرنانديز، وزيرة الدفاع الإسبانية، وماريا امبارو فالكارثه غاريثا وزيرة الدولة لشؤون الدفاع في مملكة إسبانيا، وفيصل البناي، رئيس مجلس إدارة مجموعة «إيدج»، ومارك مورترا، رئيس مجلس إدارة شركة «إندرا»، ومسؤولين من وزارة الدفاع الإسبانية، وغيرهم من المسؤولين وكبار الشخصيات.
وأكّد فيصل البناي، رئيس مجلس إدارة مجموعة «إيدج»، ضمن كلمته خلال حفل التوقيع الرسمي الذي استضافته وزارة الدفاع الإسبانية في مدريد: «يُمثل تأسيس شركة«بَلس» محطة بارزة في مسيرة
الارتقاء بالمشهد الدفاعي العالمي عبر توفير أحدث أنظمة الرادارات.
يسد المشروع المشترك بين «إيدج»و«إندرا» الثغرات المهمة في القدرات، ويبرز قوة الابتكار ونقل التكنولوجيا في تحسين التميّز التشغيلي والأمن العالمي. كما يُجسّد المشروع حرصنا على بناء شراكات هادفة تدفع عجلة التقدّم، وترعى الاستقرار في أهم المناطق».
بينما أوضح مارك مورترا، رئيس مجلس إدارة شركة «إندرا»: «لا ريب في أن هذه الشراكة مع مجموعة«إيدج»ستوفر أنظمة رادار من الجيل المقبل. وستشمل بنية تحتية بحثية متقدمة، ومختبرات ومرافق للتجارب سيكون مقرها جميعاً في دولة الإمارات. وستمكّن تلك الخطوة المهمة شركة«إندرا» من توسيع نطاق حضورها العالمي وتطوير علاقتنا القيّمة مع«إيدج».
وستركز الشركة الجديدة، المسماة«بَلس»، على هندسة وتطوير وتصنيع وتكامل وصيــانة أنظمة الرادار الحالية والمستقبلية ومكـــوناتــــها، إلى جـــانب تسويقها في الأسواق عالية الإمكانـــات، ما سيفـــتح آفــاق فرص تجارية دولية عديدة.
وستتيح الاتفاقية تأسيس شركتين، أولهما ستتوزع ملكيتها بنسبة 50.01% لشركة«إندرا»و49.99% لمجموعة«إيدج»، وستركز على تطوير وتصميم وتكامل وبيع وصيانة أحدث الرادارات، وثانيهما ستتوزع ملكيتها بنسبة 50.01% لمجموعة«إيدج»و49.99% لشركة«إندرا»، وستتولى مسؤولية تصنيع تلك الرادارات في مصنع جديد متطور يقع في أبوظبي.
ويهدف المشروع الجديد إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للرادارات ومبيعاتها، وتزويد دولة الإمارات بقدرات رادارية جديدة عن طريق نقل المعرفة والخبرات، إلى جانب تدريب وتأهيل متخصصين محليين من ذوي المهارات. ويُتوقع للشركة في البداية توظيف مهنيين متخصصين وذوي خبرة عالية من«إندرا»مع تعيين موظفين إماراتيين من الشباب والخريجين الجدد، إضافة إلى مهندسين وخبراء فنيين وموظفين تجاريين.
كما تشمل خطط المشروع تحسين قدرات البحث والتطوير المحلية بصورة استراتيجية لتمهيد الطريق أمام تطوير الجيل المقبل من تكنولوجيا الرادارات عبر إنشاء بنية تحتية بحثية متقدمة، ومختبرات ومرافق تجارب معززة، والاستحواذ على أحدث التقنيات، والتعاون مع الخبراء الرواد، وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة لفرق البحث.
من جـهة ممــاثـلـة، أشار حمـــد المرر، العــضو المنـــتـــدب والرئيــــس التنفــــيذي لمجموعة«إيدج»:«تشكّل شركة «بَلس» دليلاً على قوة التعاون، حيث تجمع خبرات «إيدج» و«إندرا» لتصميم وتطوير وتصنيع الجيل المقبل من أنظمة الرادارات وتصديرها إلى أهم عملائنا. وعن طريق الاستثمار في مرافق الإنتاج المتقدمة، نعزز مكانة دولة الإمارات كمنصة عالمية للابتكار ضمن مجال الرادارات، كما نفخر أن نُشكّل مستقبل تكنولوجيا الدفاع في المجالات الجوية والبرية والبحرية. ُجسّد هذا المشروع رؤيتنا الاستراتيجية الرامية إلى توسيع القدرات الصناعية لدولة الإمارات ضمن قطاع التكنولوجيا المتقدمة وتأسيس قدرات سيادية، ما يدفع عجلة الاكتفاء الذاتي والابتكار على نطاق عالمي». كما صرّح خوسيه فيسنتي دي لوس موزوس، الرئيس التنفيذي لشركة«إندرا»:«نخطط معاً لإنشاء مصنع جديد متقدم ومزود بأحدث التكنولوجيا في أبوظبي، وذلك تلبية للطلب الهائل المتوقع على أنظمة الرادار الأكثر ابتكاراً خلال السنوات المقبلة.لا ريب في أن هذا المشروع الجـــديد الذي سنؤسسه مع مجموعة «إيدج»سيساعـــدنا على تسريع عملية التحوّل ضمن قطــاع الدفاع نحو تعزيز المزيد من الحضور العالمي».