نصرة اليمن لغزة تتجاوز العمل العسكري إلى فرض معادلات استراتيجية رادعة للكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
الإنجاز الاستخباراتي اليمني صفع أمريكا وربيبتها حين تجاوز كل محاولات التمويه العمليات اليمنية شلّت حركة المدمرات الأمريكية وما عاد لوجودها أي جدوى
الثورة / إدارة التحقيقات
أكدت عملية أمس الأول باستهداف سفينتين إسرائيليتين لتؤكد على أن اتخاذ قرار الدعم والمناصرة الشعب الفلسطيني لم يكن نتاج تأثر بموقف أو استعراض للعضلات، بقدر ما عكس أن التوجه نابع عن إيمان صادق وقناعة راسخة بأن مواجهة العد الصهيوني أمر لا مفر منه.
وجاء تثبيت المعادلة في وقت شهد الكثير من الحراك الترهيبي الذي قادته أمريكا لتعيىة مناخ الإبادة الذي يمارسه الكيان في غزة والضفة، ما دلل – حسب الكثير من المراقبين والتحليلات الدولية – على أنه ليس من الوارد أن تتراجع صنعاء عن القرار، خصوصاً مع ما يعيشه الشعب الفلسطيني من أبشع صور الإجرام، مع حصار خانق لا يدع لهم مجالاً لالتقاط الأنفاس وهم يفرّون من مكان إلى آخر من هول القصف الطائش للآلة العسكرية الصهيونية مع انعدام لكل وسائل الحياة.
في كل الأحوال لا يمكن تجاهل أن العدو على قدر لا بأس به من الذكاء، وقدرة على التحليل والاستنتاج، إلا أن فعله يكشف غالباً عن غلبة البلادة لديه وربما مرد الأمر ركونه المطلق على العسكري الأمريكي المتنقل بالمراقبة والحماية وحتى الدعم بالمال وبالسلاح، وما على الصهيوني إلا انتزاع أرواح العرب المسلمين في أراضي غزة والضفة من أجسادهم.
ومع موضوع استهداف سفن الكيان من قبل القوات المسلحة اليمنية يبدو أن قدرات العدو وإمكانياته في فهم المأزق الذي صار إليه قد خانته إلى أبعد حد، فعجز عن إخضاع المعطيات للقراءة والتأمل والتحليل، رغم تعمّده توجيه هذه المعطيات في الاتجاه الذي تخدمه.
فبعد أن هددت صنعاء بصورة علنية أنها سوف تستهدف أي سفينة إسرائيلية أو أي سفينة متعاونة معها، عمد الكيان إلى عدم رفع علم كيانه وعدم تشغيل المؤشر الكاشف عن الهوية، ومع ذلك لم يكن في هذا الأمر أي عائق لدى القوات اليمنية لمعرفة هوية السفن، فهل قرأ الكيان هذا الأمر بتامل؟ هل سأل نفسه كيف حدث ذلك؟ وكيف تفوقت الاستخبارات اليمنية في تمييز هذه السفن رغم عمليات التمويه؟
وربما يكون ذلك قد حدث، إلا أنه لا يريد مواجهة نفسه بحقيقة أنه قد يكون هناك من كشف عن هوية هذه السفن، ما يعني اكتمال الحلقة الطاردة لوجوده فكل المنطقة باستثناء بعض المطبعين ممن ربطوا مصيرهم بمصير الكيان، لا يرغبون بوجود الكيان من أصله وليس فقط قمعه عن عدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني، فغالبية العرب والمسلمين يُثنون في السر وفي العلن على عمليات الجيش اليمني ضد الكيان.
لا يكشف النجاح اليمني المبهر، عن تميّز استثنائي في العمل الاستخباراتي فقط، ولكنه يفضح مستوى العجز عن رد الهجمات، فالبحر الذي تنتشر فيه القطع البحرية الأمريكية لا يبدو لوجودها جدوى لجهة حماية الكيان الصهيوني من الهجمات وهي التي جاءت لهذا الغرض.
وهذه الحقيقة، أصبحت قناعات راسخة لدى العالم بأسره، وهو ما انعكس بصورة واضحة على قطع الكثير من الشركات للتعامل الاقتصادي مع الكيان لانعدام الثقة في توفر الامان، والذي انعكس بدوره على الوضع الاقتصادي داخل الكيان فرفع من كلفة البضائع نظراً لرفع قيم التأمينات المستحقة، كما زاد من الفترة الزمنية لوصول هذه البضائع نظرا للجوء الكثير من السفن الى الالتفاف حول القارة الأفريقية.
وأمس الاول، كشفت صحيفة غلوبس الاقتصادية الاسرائيلية مثلا، عن توقف ميناء “إيلات” عن العمل بشكل كامل، وبتسريح العمال فيه، نتيجة التهديدات اليمنية.
صحيفة غلوبس نقلت، عن مدير ميناء “إيلات”، قوله: إن تهديدات “صنعاء” أثرت على جميع السفن ولا توجد أي سفن تقريبًا تزور الميناء.
وفوق ذلك، تم إغلاق بوابات الميناء بسبب قلة العمل وتحويل الاستيراد الذي كان يستقبله ميناء “ايلات”، إلى ميناء حيفا.
المعادلة اليمنية
فرضت المعادلة اليمنية نفسها بقوة لاستنادها على مسببات منطقية وهي تلك الدائرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث زاد الكيان الصهيوني من إجرامه وهمجيته بحق الشعب الفلسطيني مستغلاً «إخلاص» الطوق الحديدي الذي تفرضه دول الطوق من دول التطبيع، وجُبن العالم عن تحويل الإدانات الواسعة لجرائمه إلى فعل يلزمه بالانضباط للإرادة الدولية.
ومع ذلك أعلنت القوات المسلحة عن الموعد الذي يمكن أن تتوقف حينه عن استهداف الاقتصاد الإسرائيلي وهو عندما يتوقف العدوان على الفلسطينيين.
لم يكن ما فعله ولا يزال جيش الاحتلال بالأمر الهيّن، كما لا يمكن لأي حر أن يقبل بهذا الاستفراد بقتل المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء، ولذلك يبقى الأمر بحاجة لكثير من الضغط، حتى يدرك هذا المتغطرس أنه ليست هناك أي صيغة شرعية تُجيز له ممارسة كل هذا الإجرام، وفضلاً عن وجوده غير الشرعي.
يتحدث العدو عن ضرورة إطلاق اسراه لدى فصائل المقاومة، فماذا عن الأسرى الفلسطينيين الذين في سجونه وهم بالآلاف من مختلف الفئات النساء والأطفال والمسنين، المقاومة ترفض إطلاق أسرى الكيان حتى يتم إطلاق الأسرى الفلسطينيين وهي قاعدة طبيعية، وما عاد بمقدور المحتل الاستمرار في هواية القفز على القواعد سواء احتمى بأمريكا أو موزمبيق.
وترفع دول محور الشر أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وباقي الأتباع أن من حق الكيان الدفاع عن نفسه، وهذه ايضا مغالطة وقفز على الواقع، فليس هناك أي تشريع في العالم يعطي الحق لجيش احتلال أن يمارس القتل تحت عنوان الدفاع عن النفس، وأفضل شكل للدفاع عن النفس بالنسبة للمحتل هو أن يرحل.
والى ذلك، فإن ممارسات جيش الاحتلال نسفت كذبة الدفاع عن النفس، فحجم القتل والتدمير والقصص المأساوية لأطفال تيتّموا ونساء ترملت أو احترقت قلوبهم على أطفالهن، يكشف عن أن الحقد الصهيوني هو الذي يحرك آلته من أجل القتل فقط.
خلال ساعات يستشهد المئات، وعداد الشهداء يتصاعد، ويبحث الناس عن قطعة خبز أو شربة ماء، أما المرضى والجرحى فمأساتهم تلعن المجتمع الدولي الذي صاغ كل المواثيق الدولية بشأن حقوق الإنسان في كل الظروف وجعلها إلزامية، لكنه لا يراها تنطبق على الشعب الفلسطيني، حيث غزة تواجه كارثة إنسانية تهدد بانعدام الأمن الغذائي والمائي والدوائي، حسب ما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ويؤكد قادة القتل في الكيان استمارات عملياتهم بحثاً عن الوهم، أبادوا كل شيء بحثا عن هذا الوهم، فحينا يبحثون عن أماكن المقاومة، وحينا عن الأسرى، وحيناً عن المخابئ والإنفاق، وكلها خيالات استخباراتية، يشكّلها لهم غرورهم واستعلاؤهم، فيصور لهم إمكانية الوصول إلى أهدافهم وأن من يواجهونهم، ليسوا بالقدرة على تحطيم هذا الغرور.
وربما مع تتابع حالات الفشل أصبح الكيان يشعر بمأزق الانتكاسات، لذلك لجأ حسب عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب اللبناني علي المقداد، الى قتل الأطفال والخدج والنساء بنسبة كبيرة ليعيد بعضًا من معنوياته أمام العالم وأمام كيانه، والحفاظ على سمعته، كرابع جيش في العالم، والأقوى في المنطقة»، وهذا ما تؤكده الإدارة العشوائية للمعركة بما يجعلها حرب للقتل والتطهير لغزة من البشر، وليس لأي هدف استراتيجي.
أمريكا في هذا الخضم ليست إلا شريكة فاعلة في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة.
والأحد الفائت، زعم المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الامريكي جون كيربي لقناة “أي بي سي ان جيش الاحتلال يحاول بالفعل تقليل الخسائر في صفوف المدنيين إلى الحد الأدنى، متجاهلاً أن هذا الجيش العدواني ارتكب في ذات اليوم أكثر من (20) مجزرة سقط فيها مئات الشهداء، ومتجاهلا حديث متحدث منظمة الأمم المتحدة للطفولة جيمس إلدر، في نفس اليوم: بإن “أسوأ قصف في الحرب يجري حاليا في جنوب قطاع غزة، ونرى خسائر فادحة في صفوف الأطفال”.
أمريكا تعرقل إدانة الكيان
في هذه الأثناء تبين أن أمريكا كانت هي من عرقلت الجلسة الختامية للجنة الأمن الغذائي العالمي “سي اف اس” لمدة شهر كامل لعدم الاتفاق على صيغة بخصوص تجريم ما يحدث في غزة!
إذ اختتمت لجنة الأمن الغذائي العالمي CFS ـالمنبثقة عن الأمم المتحدةـ دورتها العامة الـ 51، في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بدلاً من أن تكون في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وذلك بسبب تعليق الجلسة الختامية المتعلقة بالأمن الغذائي المتعلق بالنزاعات، بعد تقديم ممثل مصر مقترحاً بخصوص تجريم استخدام الغذاء كسلاح في غزة، الأمر الذي استفز ممثل واشنطن الذي رفض المقترح وغادر القاعة.
وفي وقت لاحق، وبعد مشاورات أسابيع مع بعض الدول، وبشكل غير واضح ولا شفاف وقبل ساعات من الجلسة التكميلية تم تقديم نص معدل مخفف لذات الفقرة التي أثارت حفيظة الولايات المتحدة، لتضمينها في التقرير النهائي الصادر عن اللجنة “تشدد على ضرورة الامتناع عن استخدام الغذاء والماء كأسلحة حرب في مناطق النزاع، وعن الحاجة إلى وصول آمن ومستدام وكافٍ ودون عوائق للسلع والخدمات الأساسية إلى المدنيين في جميع أنحاء قطاع غزة، إضافة للتشديد على دور منظمة FAO، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية IFAD، وبرنامج الأغذية العالمي WFP، بالتنسيق والتعاون مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى والمؤسسات المالية الدولية والهيئات ذات الصلة، في تقييم ومعالجة عواقب الصراع على الأمن الغذائي والزراعة في غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وفي المناقشة الختامية انتقدت ممثلة الشبكة العربية للسيادة على الغذاء في آلية المجتمع المدني العالمي CSIPM، مريم محمد، في مداخلتها الاختلاف على الصيغة الذي لم يغير ما يجري على أرض الواقع خلال شهر، إذ أن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي مجزرة وقصف عشوائي للمستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين والنساء والأطفال والرضع والشيوخ، ولا يمكن أن يمحي استخدام مصطلح “مناطق الصراع” حتى لو تم الاتفاق عليه حقيقة أن هذه المناطق محتلة بما في ذلك غزة وبقية أرض فلسطين.
وأشارت إلى أنه بينما كانت الجلسة متوقفة من أجل مناقشة “الصيغة”، كان شعبنا في فلسطين ولا يزال يتعرض للإبادة بأكثر أشكال الوحشية والفظاعة، فضلاً عن تجويعه وتعطيشه.
وأملت أن تتمكن لجنة الأمن الغذائي العالمي في ختام أعمالها من تقديم التوجيه والتوصيات القابلة للتنفيذ من أجل تحقيق عالم خال من الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، والتخلص من المعايير المزدوجة والحماية الانتقائية لحقوق الإنسان. وأشارت لحديث خبراء الغذاء في الأمم المتحدة الذين دقوا ناقوس الخطر بشأن خطر الإبادة الجماعية من خلال هذه الحرب عبر تجويع أهل غزة. وأضافت أن اللجنة ملزمة بالعمل بشكل عاجل من أجل منع الفظائع وتردي الوضع الغذائي، باعتبار أن ما يجري في فلسطين استخدام للغذاء كسلاح، ومن غير المفهوم، على حد تعبيرها، أن يصبح الحديث عن ضرورة وقف الإبادة الجماعية ووقف الحرب أمراً مثيراً للجدل.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
نصرة لغزة.. احتشاد اسطوري في الساحات اليمنية لأكثر من عام
الوحدة نيوز/ منذ انطلاقة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، يسجل اليمنيون حضوراً مستمراً وحاشداً في 400 ساحة نصرة لغزة في المحافظات المحررة، بلا كلل ولا ملل، مؤكدين ثباتهم على الموقف الإنساني والديني والعروبي في مساندة الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، في موجهة الغطرسة الصهيونية وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها في غزة والضفة الغربية المحتلة، بمباركة ودعم غربي بقيادة أمريكا.
ففي كل يوم جمعة يهب اليمنيين للميادين خفافا وثقالاً يرسمون لوحات ملحمية تعكس الايمان الراسخ لديهم بالقضية الفلسطينية، وتظهر التحدي واللهفة الكامنة في ذواتهم لمواجهة الكيان الصهيوني مباشرة، غير أبهين بترسانته العسكرية وجيشه الهش اللاخلاقي، رافعين أسلحتهم الشخصية يهتفون لغزة “لستم وحدكم.. نحن معكم”.
يتسأل كثيرون.. ماذا لو كانت اليمن محاذياً جغرافياً لهذا الكيان؟ لتأتي الإجابة ببديهية وتلقائية: “لفني الصهاينة ومحي أثره”.
إن الخروج الجماهيري المهيب لليمنيين يمثل دافعاً معنوياً للمقاومة الفلسطينية والغزيين في المقام الأول وكذا شعوب العالم الأحرار الذين لا يقبلون الضيم ويرفضون الصمت حيال الجرائم الوحشية المرتكبة بحق الفلسطينيين بغزة.
فليس لليمنيين من المظاهرات المليونية الأسبوعية مع غزة ثمة مصالح خفية يرمون إليها، غير أواصر الدم والدين والعرض والأرض وعدالة القضية، هي من تجبرهم على الإصرار في الاحتشاد، حتى لا يشعر الفلسطينيين بالخذلان واستفراد العدو بهم.
فكم راهن العدو الصهيوني وداعميه الغرب في تثبيط همم الشعوب العربية تجاه القضية الفلسطينية ونصرتها، ومحاولتهم الحثيثة لطمس أثرها من ماهيتهم ووجدانهم، بيد أنها بائت بالفشل، فلاتزال جذوة القضية مشتعلة في أفئدة وأذهان الأجيال ولن تخبوا طال الدهر أو قصر؛ حتى تتحرر أرض المقدس من دنس الصهاينة الغاصبين، ويعود الحق للفلسطينيين.
صحيح أن الحكام العرب اليوم يحكمون السيطرة على إرادة شعوبها في التعبير عن سخطها ورفضها لجرائم الكيان الصهيوني في غزة، لكن لو ترك الأمر لها فلن تتوانى لثانية واحدة في التسلح والسير في درب الجهاد لتحرير أرض الميعاد من عجرفة المحتل.
ومع ذلك، يبقى الرهان على الشعوب العربية في الضغط على حكامها لاتخاذ المواقف الصحيحة قولا وعملا لإيقاف جنون العدو الأرعن وتحجيم شطحاته التي إن تُرك يفعل ما يريد فلن يسلم أحد منه حتى ذلك المتماهي مع سياسة الصهيوني الذي يعتقد أنه سينجو من بطشه قدم الأمر أو تأخر.
وها هو الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية والعسكرية يتصدرون تلك المواقف القومية والإنسانية في مواجهة صلف العدو الإسرائيلي رغم البعد الجغرافي، ويسطرون أروع الملاحم البطولية، لنصرة أبناء جلدتنا في غزة ولم يقفوا مكتوفي الأيدي لمشاهدة الغزيين أطفالاً ونساءً وكهولاً يذبحون بآلة القتل الصهيونية، دون أن يكون هناك رد اسنادي شعبي وعسكري وسياسي والواقع اليوم شاهد على ذلك.
ومن هذا المنطلق ومواكبة للحشود المليونية التي تخرج أسبوعيا للميادين والساحات “الوحدة” ترصد أراء المواطنين الذين حضروا لميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، تلبية لدعوة السيد القائد عبدالملك الحوثي، ونصرة لغزة المظلومة.
لن نبرح الساحات
“لن نتوقف عن مناصرة غزة مهما فعل الكيان الصهيوني، وسنبذل كل ما بوسعنا حتى ننتصر”، هكذا تحدث منصور الواقدي بحماس وغضب لـ”الوحدة” أثناء تواجده في ميدان السبعين، معبراً عن ألمه تجاه المجازر الوحشية التي يرتكبها الصهاينة بحق أبناء فلسطين الغزاويين، قائلا: “ما يجري في غزة من إبادة جماعية يتطلب من الجميع التحرك بالمال والرجال لنصرة المظلومين ومساندة المقاومة الفلسطينية كلا بما يستطيع حتى يتوقف العدوان الصهيوني على غزة”، مشيراً إلى أن الشعب اليمني يقف إلى جانب إخوانه في فلسطين كافة وغزة خاصة، ولن يبرح الساحات حتى تنقشع الغمة عنهم ، ويزول هذا الكيان الغاصب من أرضهم.
مؤكداً أن الخذلان العربي والإسلامي لغزة، شيء مؤسف ويدعوا الى التأمل ومراجعة الحسابات لدى الحكام العرب والدول الإسلامية، كون المستهدف اليوم ليست فلسطين فحسب بل العالم العربي بأكمله.
ودعا الواقدي الشعوب العربية والإسلامية إلى اليقظة من سباتهم، والوقوف الصادق مع الفلسطينيين في هذا الظروف الصعبة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
تحذير للمرتزقة
وبتحدي وثبات، يقول عبدالرقيب المأخذي، أن خروجنا للساحات يبعث برسائل عديدة خاصة لأمريكا وإسرائيل، أهمها أن الفلسطينيين في غزة ليسوا وحدهم فنجن بجانبهم، بالإضافة إلى استعدادنا وجهوزيتنا الكاملة لأي معركة مباشرة مع الكيان الصهيوني أو أذرعه، فقد أعددنا العدة ولن يجدوا منا سوى البأس الشديد، محذراً المرتزقة اليمنيين في المناطق المحتلة من الانجرار إلى ساحة العدو والقتال في صفه تحت عناوين براقة وخادعة، لأن ذلك سيكلفهم الكثير ولن يساعدهم للوصول لما يصبون إليه.
وأضاف المأخذي: “نعلن التحدي للأمريكي والصهيوني، فلن يرهبونا مهما قصفوا وحاكوا المؤامرات ضد اليمنيين، فنحن لهم في المرصاد”.
رسائل الحشود لدول الجوار
من جانبه، يؤكد صبري العرشاني، على استمرار الزخم الشعبي في الساحات اليمنية نصرة لغزة، لما لذلك من أهمية بالغة في تحفيز الشعوب العربية وأحرار العالم للخروج من حالة الخنوع إلى واحة المناصرة بالكلمة كأقل واجب، وتذكيرهم بالمأساة الإنسانية التي يعيشها أبنا غزة من قتل وتدمير ممنهج من قبل إسرائيل وبدعم أمريكي سياسي وعسكري.
موضحاً، أن موقف اليمن المساند لغزة ينم عن النخوة العروبية الأصيلة التي لا تزال تجري في دماء اليمنيين، إذ يتجلى ذلك في خطابات السيد عبدالملك الحوثي الشجاعة التي تعزز القوة والثبات والقيم الإنسانية في النفوس وتضع الصورة الحقيقية لكل ما يدور في المحيط بدقة متناهية، وقلما نجد قائد كهذا يحث الأمة للتحرر من براثن الطغيان الأمريكي والإسرائيلي.
منوهاً إلى الرسائل المهمة للحشود الجماهيرية في صنعاء والمحافظات الأخرى المناصرة لغزة، فهي تعني دول الجوار والقوى الاستعمارية العالمية.
وناشد العرشاني، أحرار العالم للتحرك الفاعل في تسجيل مواقف مشرفة لنصرة غزة، وفضح جرائم الإبادة الجماعية للكيان الإسرائيلي بتواطؤ الغرب في حق الشعب الفلسطيني بغزة والضفة الغربية المحتلة.
مع غزة حتى النصر
وبصوت عالي وانفعالي، يهتف جابر الحاشدي، من ميدان السبعين، رافعاً سلاحه الكلاشنكوف للأعلى “نتحدى الصهيوني والأمريكي”، غير مكترث بتهديدات إسرائيل باستهداف اليمن، حيث قال لـ(الوحدة)،” فشلت 17 دولة في كسر إرادتنا على مدى 9 سنوات، وبرغم الحصار والقصف السعودي والإماراتي والأمريكي، وبفضل الله وصبرنا وثباتنا خرجنا منتصرين على قوى الشر”.
ويضيف: “مستعدون لمواجهة إسرائيل وأذنابها، ولن يثنينا أي قوة في العالم من مساندة فلسطين وغزة، وسنريهم بأسنا بسلاحنا وصواريخنا وتماسكنا على مبادئنا الإسلامية والإيمانية”.
ووجه الحاشدي رسالة لدول الجوار قائلا: “على السعودية والإمارات فهم موازين المعادلة العسكرية في المنطقة، وانه ليس في مصلحتهما المغامرة مرة أخرى في اليمن خدمة لإسرائيل وأمريكا”.
اليمن في مصاف الأقوياء
وبشجاعة واقدام، يعلن غانم السامعي جهوزيته لخوض المعركة ومواجهة إسرائيل والتضحية بما يملك من المال والأولاد في سبيل نصرة الحق وأهله في “غزة هاشم”، معتبراً ذلك شرف وعزة وكرامة في الذود عن حياض الأمة برمتها، لافتاً إلى أن اليمن بقيادة السيد العلم عبدالملك الحوثي والقوات المسلحة صارت في مصاف الأقوياء، وهذا يعزز من حضور بلادنا في المحافل الإقليمية والدولية، فليس هناك دولة تقف إلى صف المظلومين في غزة كما اليمن واليمنيين.
وتابع السامعي: “لسنا ممن يزيد بمواقفه تجاه القضية الفلسطينية سياسياً والانكفاء ببيانات التنديد والاستنكار أمام دماء الفلسطينيين المسفوكة بآلة الحرب الصهيونية لمجرد الاستعطاف وتسجيل موقف ليس إلا، لأن ذلك خداع وافتراء على أنفسنا قبل ما هو على الشعوب الأمة العربية؛ فموقفنا واضحة قولاً وعملاً”.
وأبدا السامعي استغرابه ممن ظلوا لعقود ينادون بالقومية العربية والقضية الفلسطينية وحينما حصص الحق، تواروا عن الأنظار ولم نر ونسمع لهم حسيسا.
وشدد على الاستمرار في الخروج للميادين والساحات المختلفة في عموم المحافظات نصرة لغزة، ورفضاً للعدوان الثلاثي الأمريكي البريطاني والإسرائيلي على اليمن، الذي يستهدف مقومات الحياة لليمنيين، الأمر الذي يدلل على فشلهم وإفلاس بنك أهادفهم في اليمن.
وأشاد السامعي بالعمليات العسكرية النوعية للقوات المسلحة التي تنفذها في العمق الصهيوني “يافا”، بصواريخ “فلسطين2″، اسناداً لغزة ورداً على العدوان الإسرائيلي لبلادنا، وهي بمثابة رسالة متعددة الاتجاهات، وتؤكد أن موازين القوى قد تغيرت ولم تعد كما يظن العدو ومن هاودهم ومضى في درب التطبيع معهم.
ووجه السامعي رسالة للسيد القائد عبدالملك الحوثي قائلاً: “نحن جنود مجندة ننتظر إشارة البدء منك سيدي، فأينما تريدنا جاهزون براً وبحراً”، مطالباً الدول العربية والإسلامية الخروج من العباءة الصهيونية، والخوف من أمريكا، ليسجلوا مواقف عملية مع غزة والقضية الفلسطينية حتى لا يظفر العدو بالأمة ويسلبها عزتها وكرامتها وقرارها ودينها ونخوتها.
الكيان الإسرائيلي في ورطة
يا لها من مظاهرةٍ أسبوعيةٍ تحوَّلتْ إلى ملحمةٍ تُجسِّدُ عظمةَ الشعبِ اليمنيّ وإيمانَهُ بقضيتهِ، فملايينُ اليمنيين لبّوا نداءَ قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – مُسجِّلينَ حضورا جماهيريا هائلاً في الساحات، تُنادي بِوحدةِ الصفِّ وتُؤكِّدُ على دعمِ القواتِ المسلحةِ في مواجهةِ العدوانِ، كأنَّ الأرضَ قد ارتجّتْ من هولِ العددِ، وغمرَتْها موجةٌ من الغضبِ العارمِ والإصرارِ على إسنادِ فلسطين والدفاعِ عن البلدِ حتى تحقيقِ النصر، هكذا وصف وزير الإعلام هاشم شرف الدين، مشهد الطوفان البشري في الساحات المختلفة بصنعاء والمحافظات نصرة لغزة، مؤكدا أن الشعب اليمني العزيز يبعث رسالةً إلى كلِّ من يُحاولُ أن يسلبَ شعوبَ الأمةِ حريتَها وكرامتَها، مفادُها، أنَّ إرادةَ اليمنيين – بقيادةِ السيد عبدالملك – قويةٌ كالصخرِ، صلبةٌ كالجبال، وأنَّ اليمنَ لن يُسَلِّمَ للتوحشِ الإسرائيلي، ولن يُهانَ شعبُهُ الذي يُجسِّدُ أروعَ صورِ المقاومةِ والصمودِ.
وأوضح شرف الدين في تغريدة له على منصة (X)، أن كيانُ العدو الإسرائيليّ وَقَعَ في ورطةٍ حقيقيةٍ، فقد أخطأَ الحسابَ حينَ ظنَّ أنَ بإمكانهِ إخضاعَ شعبٍ يملكُ هذهِ الإرادةَ الحديدية، وهذهِ القوةَ الاستثنائيةَ، مشيراً إلى أن اليمنُ ليسَ مجردَ بلدٍ على الخريطةِ، بل هو مُجسِّدٌ لِروحِ الإسلامِ والعُروبةِ التي لا تُقهر جهاداً وكرامة.
“يا صهيوني نتحداك”
فيما يقول د. حمود الاهنومي أن اليمن تخرج في ٤٠٠ ساحة لتعلن تحديها للصهاينة وتصرخ: “يا صهيوني نتحداك”، مضيفاً أن اليمن تخرج عن حدود الصوت والصورة؛ لأنها أكبر من كل ذلك باستثنائيتها وفرادتها وإخلاصها..
من جانبه علق الإعلامي المصري معتز مطر على الخروج المليوني لليمنيين المناصر لغزة قائلاً: “مافيش شعوب تتحرك في المنطقة العربية غير أهل اليمن الذي لم يتأخروا ولم يترددوا رغم البعد الجغرافي لم يتوقف الشعب اليمني ولو لإسبوع واحد من بداية الطوفان”.