وائل بدران (أبوظبي)

أخبار ذات صلة منال بن يعروف لـ«الاتحاد»: توزيع 550 كجم من فائض الطعام في قمة «COP28» على 2200 مستفيد أبوظبي تستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بتأثير المناخ على الصحة العامة مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

قال جيرنوت لاغاندا، مدير برنامج «الغذاء العالمي» التابع للأمم المتحدة لشؤون المناخ وخفض المخاطر في حالات الكوارث، إن تأثيرات التغيرات المناخية تضاعف أعداد الأشخاص الذين يعانون من الجوع حول العالم، لاسيما بسبب حالات الجفاف، والفيضانات والعواصف، محذراً من تفاقم الاحتياجات الإنسانية في المستقبل.


وأوضح أن هذه تمثل مشكلة كبيرة، لأن هناك بالفعل كثيراً من الناس يعيشون في مخاطر جمة بسبب الصراعات وحالات الطقس المتطرفة، والصدمات الاقتصادية، ممن ينبغي علينا تقديم الدعم لهم. 
وأضاف لاغاندا، في حوار خاص مع «الاتحاد»: نؤكد في مؤتمر الأطراف أن التغير المناخي أزمة إنسانية لم تحدث من قبل، و«COP28» تفرد بإعلان «المناخ والإغاثة والسلام»، وأشاد بأن رئاسة الإمارات لـ «COP28» جعلت من العمل المناخي في السياقات الهشة أولوية، مؤكداً على دعم برنامج الغذاء العالمي لهذه الجهود. وقال: نأمل أنه من خلال هذا الإعلان، أن يكون لدينا استثمارات أقوى في التمويل المناخي، لاسيما في المناطق الهشة. وذكر أن «COP28» بدأ بالفعل بتطور إيجابي جداً، وهو التعهدات الخاصة بـ«صندوق الخسائر والأضرار»، موضحاً أن العديد من البلدان، وفي مقدمتها دولة الإمارات، أعلنت عن تقديم تمويل لهذا الصندوق.
وأضاف: «أعتقد أن هذه خطوة مهمة جداً لأننا نحن الآن، في «COP28» ، وهذا يعني أنه مضت 28 عاماً من المحادثات حول التغير المناخي، ولكن منحنى درجة الحرارة يتصاعد، والظواهر المناخية المتطرفة تتكرر، وكانت استثمارات التكيف غير كافية ومتأخرة جداً». 
ولفت إلى أن العالم الآن على بعد موسم واحد من مواجهة أزمة غذائية، وهو ما يجعل من صندوق الخسائر والأضرار الذي تم الاتفاق على تفعيله هنا في الإمارات نقطة انطلاق للتأكد من أن هذه المجتمعات قادرة على التعامل مع هذه الظواهر المناخية. 
وأعرب لاغاندا عن أمله في تجديد تمويل صندوق الخسائر والأضرار بصورة منتظمة، لأن الاحتياجات اللازمة على الصعيد العالمي هائلة جداً، ولابد من التعاون العالمي، قائلاً: إن كل الحكومات المشاركة في «COP28»  لديها استراتيجيات مناخية وطموحات وطنية، ولذلك نحن نتفاعل مع الحكومات لمحاولة معرفة كيف يمكننا دعمهم لتحقيق هذه الطموحات، فالعديد من الحكومات ترى، على سبيل المثال، صلة بين أزمة المناخ وأنظمتها الغذائية، لذلك، هناك بلدان تمتلك أنظمة زراعية ضعيفة جداً، خاصة في أفريقيا. وأضاف: «العديد من البلدان الأفريقية تعتمد على الزراعة كجزء كبير من اقتصادها، نحو 30% إلى 40% من الناتج المحلي الإجمالي يعتمد على الزراعة، وهي نشاط حساس للغاية تجاه التغير المناخي».  وتابع: «لذلك يحاولون تنويع الزراعة واستخدام أصناف محاصيل مقاومة للجفاف أكثر، والعمل مع آليات التأمين للمزارعين الصغار، وتوفير معلومات جوية أفضل للمزارعين الصغار حتى يعرفوا متى يزرعون وماذا يزرعون وأين يزرعون». 
ونوّه إلى أن منظمة الغذاء العالمي تدعم هذه المبادرات، فهي وسيلة لتقليل احتياجات الإغاثة في المستقبل، لأنه عندما يكون الناس مستعدين بشكل أفضل، وعندما يكون هناك مزيد من المرونة في الزراعة، يعني ذلك أن هناك انهيارات أقل في نظم الغذاء في حالات الكوارث، وأن هناك أقل عدد من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الخارجية. 
وحول تأثير التغير المناخي المباشر على الأشخاص في الدول الهشة، أوضح أنه كلما ارتفعت درجة الحرارة على سبيل المثال، زادت الخسائر في الإنتاج الزراعي، بدءاً من تضرر المحاصيل إلى عدم القدرة على الوصول إلى الأسواق بفعل الفيضانات والعواصف. 
وقال في النهاية: هناك مسألة الاستهلاك، فالناس لا يحتاجون فقط إلى شراء المنتجات، بل يحتاجون أيضاً إلى الطهي، ونحن، في منظمة الغذاء العالمي، نريد التأكد من أن عندما يقوم الناس بإعداد طعامهم، يمكن أن يتم ذلك أيضاً باستخدام حلول طهي لا تؤثر سلباً على البيئة. 
ونوّه إلى أنه في العام الماضي، تسببت الظواهر المناخية المتطرفة في دفع 57 مليون شخص إلى أزمات غذائية أو انعدام الأمن الغذائي الحاد، ومعظم هؤلاء الأشخاص في الدول الأفريقية، وقد شهدنا ظواهر مناخية غير مسبوقة هناك. 
وأوضح لاغاندا أن العام الجاري شهد ارتفاع درجات الحرارة إلى مستوى قياسي، حيث كان العام الأكثر حرارة على الإطلاق، وأنماط هذه الظواهر المناخية تتغير. 
وفي وقت مبكر جداً هذا العام، على سبيل المثال، كان هناك إعصار فريدي في مدغشقر، وعادةً، يصل إعصار إلى اليابسة ويصبح أبطأ ثم يضمحل، لكن هذا الإعصار وصل إلى مدغشقر، ثم انتقل إلى موزمبيق، وثم انعكس إلى المحيط، واستمد طاقة جديدة ثم وصل إلى موزمبيق مرة أخرى وانتقل إلى مالاوي، لذلك هو أطول إعصار تم تسجيله على الإطلاق في أفريقيا بأطول فترة من النشاط فوق اليابسة.  وذكر أن هذه الأنواع من الظواهر المناخية يتعرض لها المزارعون الصغار الآن، وليسوا مستعدين لذلك. وتوقع زيادة عدد الأشخاص الذين يتعرضون لمستويات من انعدام الأمن الغذائي الحاد، لأننا مرة أخرى نواجه ظاهرة «النينيو» التي تُسبب الجفاف في جنوب أفريقيا وفيضانات في القرن الأفريقي. وتابع: ليس في أفريقيا فحسب، ولكن أيضاً في أميركا اللاتينية، خصوصاً نيكاراجوا وغواتيمالا والسلفادور وهندوراس، فهذه المناطق تعاني الجفاف بشكل كبير الآن. ولفت إلى أن منظمة الغذاء العالمي تعمل على زرع الأشجار على الشواطئ أو تدريج المنحدرات أو بناء خزانات مجتمعية حتى يتمكن الناس من تخزين المياه للماشية في حالات الجفاف. 
كما تعمل المنظمة، بحسب غورنيت، على وضع نظم التنبؤ والتحذير المبكر حتى يكون الناس على علم بما إذا كانوا في مأمن أم لا، نحاول دمج هذا التحذير المبكر مع وسائل لدعم الأشخاص والاستعداد للتأثير. 
وقال: على سبيل المثال، بدلاً من الانتظار حتى تضرب الكارثة ومن ثم تقديم المساعدة الإنسانية، نحاول بالفعل إجراء تحويلات نقدية صغيرة مبنية على التنبؤ، لذا قبل 4 أيام من التأثر الأشخاص بالكارثة، قد يحصلون على تحويل نقدي بقيمة 50 أو 60 دولاراً، وبهذا يمكنهم شراء مخزون من الطعام وتأمين منازلهم، ويمكنهم إجلاء الماشية أو أفراد الأسرة الضعفاء. 
وحذر من أن المساعدات الإنسانية تكلف الكثير من الأموال، فقد تكون وسيلة مكلفة جداً لإدارة مخاطر المناخ، ولا بد من الاستثمار أكثر قبل أن يتعرض الناس للمخاطر لأن كل دولار واحد يجري استثماره في تقليل مخاطر الكوارث، والوقاية، يوفر أضعافاً مضاعفة من الإغاثة بعد وقوع الكارثة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات كوب 28 التغير المناخي المناخ تغير المناخ مؤتمر المناخ العالمي الظواهر المناخیة على سبیل المثال التغیر المناخی الغذاء العالمی أن هذه إلى أن

إقرأ أيضاً:

برنامج الغذاء: نصف العائلات في شمال اليمن لا تتناول ما يكفيها من طعام

كشف برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، أنّ "الحرمان الحاد من الغذاء" بلغ ذروته في عدد من مناطق الشمال في اليمن، من بينها الجوف والبادية ولحج وعمران والحديدة.

 

وقال البرنامج في تقرير حديث له أن أكثر من نصف عائلات اليمن لا تتناول ما يكفيها من طعام، بسبب سوء الظروف الاقتصادية، بالإضافة إلى توقّف الإمدادات الغذائية منذ أشهر عن ملايين المواطنين في الشمال.

 

وأفاد برنامج الأغذية العالمي، أنّ الجزء الجنوبي من اليمن، الخاضع لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، شهد كذلك "مستويات تاريخية" من استهلاك غير كاف للغذاء.

 

يُذكر أنّ البرنامج كان قد أعلن، في ديسمبر الماضي، أنّ "عمليات توزيع المساعدات الغذائية العامة في مناطق سيطرة الحكومة سوف تستمرّ، مع التركيز بشكل أكبر على العائلات الأكثر ضعفاً واحتياجاً، بما يتماشى مع التغيّرات في الموارد" المعلن عنها في وقت سابق.

 

وبيّن برنامج الأغذية العالمي، اليوم، أنّ المواد الغذائية الأساسية كانت متوفّرة في الأسواق بكلّ أنحاء اليمن في شهر مايو/ أيار الماضي، لكنّ المجتمعات الأكثر فقراً لم تكن قادرة على تحمّل تكاليفها.

 

ولفت إلى ارتفاع أسعار السكر والزيت النباتي ودقيق القمح والفاصولياء الحمراء. وتجدر الإشارة إلى أنّ الأحوال في اليمن تدهورت وسط الحرب التي اجتاحته وقسّمته ابتداءً من عام 2014، والتي دفعت الاقتصاد إلى حافة الانهيار، الأمر الذي أثّر في الصادرات وقيمة العملة المحلية، وتسبّب في أزمة اقتصادية إنسانية كبيرة.

 

وكان برنامج الأغذية العالمي قد أوقف مساعداته الغذائية في شمال اليمن "مؤقتاً" في أوائل ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بسبب محدودية التمويل وعدم التوصّل إلى اتفاق مع سلطات صنعاء (الحوثيون) من أجل تنفيذ برنامج أصغر يتناسب مع الموارد المتاحة للعائلات الأكثر ضعفاً واحتياجاً.

 

وأضاف أنّ "القرار الصعب" الذي اتُّخذ بالتشاور مع الجهات المانحة أتى "بعد ما يقرب من عام من المفاوضات، التي لم يجر خلالها التوصّل إلى اتفاق لتخفيض عدد اليمنيين المستفيدين من المساعدات الغذائية المباشرة من 9.5 ملايين شخص إلى 6.5 ملايين".

 

وأوضح البرنامج التابع للأمم المتحدة، في ذلك الحين، أنّ مخزون الغذاء بدأ بالنفاد في المناطق الخاضعة لسلطات صنعاء بصورة كاملة تقريباً، مشيراً إلى أنّ استئناف المساعدات الغذائية حتى في حال التوصّل إلى اتفاق فوري مع السلطات، وهو ما لم يحصل، قد يستغرق نحو أربعة أشهر بسبب انقطاع سلسلة إمداد المساعدات الغذائية الإنسانية.

 

 وأضاف أنّه سوف يواصل برامجه المتعلقة بتعزيز القدرة على الصمود، وسبل العيش والتغذية، والوجبات المدرسية، من أجل "الحدّ من تأثير التوقّف المؤقت لتوزيع الأغذية"، علماً أنّ ذلك "مرهون بتوفّر التمويل اللازم وكذلك بتعاون سلطات صنعاء".

 

وبحسب بيانات الأمم المتحدة لعام 2023، فإنّ اليمن يشهد "أكبر أزمة إنسانية في العالم"، إذ يحتاج نحو 23.7 مليون شخص إلى مساعدة إنسانية، بمن فيهم نحو 13 مليون طفل، إذ إنّ سنوات النزاع القائم في البلاد جعلت الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية على حافة الهاوية.


مقالات مشابهة

  • هل يؤثر التغير المناخي على الإصابة بعدوى الليستريا؟.. طرق الوقاية
  • تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء
  • مصطفى بكري: الفساد انتشر بشكل غير معقول.. ويجب أن يكون لدينا مجموعات إدارة أزمة
  • مسؤول أممي: تكلفة إعادة إعمار غزة تصل 50 مليار دولار
  • برنامج الغذاء: نصف العائلات في شمال اليمن لا تتناول ما يكفيها من طعام
  • مسؤول أممي: تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة تصل إلى 50 مليار دولار
  • المجلس العالمي للتسامح والسلام يدعو إلى تبنّي قيم الرحمة
  • 2.8 تريليون دولار خسائر العالم خلال 20 عاماً جراء التغير المناخي
  • مسؤول أمميّ يُحدّد حجم الدمار في جنوب لبنان... إليكم ما قاله
  • 500 مليون دولار وفورات “أدنوك”من تطبيق 30 أداة للذكاء الاصطناعي