هدى الطنيجي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة مسؤول أممي لـ«الاتحاد»: التغير المناخي أزمة إنسانية.. و«COP28» تفرد بـ«الإغاثة والسلام» منال بن يعروف لـ«الاتحاد»: توزيع 550 كجم من فائض الطعام في قمة «COP28» على 2200 مستفيد مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

التغير المناخي أحد أبرز التحديات العالمية الأكثر إلحاحاً، والتي تضع البشرية في مرمى الخطر في حال التغاضي عن إيجاد الحلول لمواجهته، حيث تتضاعف أهمية تكاتف الجهود بين شتى القطاعات والمجالات للتعاون، وضمان التزام كل جهة بمسؤولياتها المناخية لاستشراف المستقبل المستدام لأجيال الغد، وتجنب استنزاف الموارد وإلحاق الضرر في الكوكب الذي نعيشه فيه.


وعند ذكر مصطلح تغيّر المناخ، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا صورة المصانع والمنشآت الصناعية التي تنتج كميات كبيرة من الانبعاثات الملوثة للبيئة والمسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. فعلى الرغم من أن دور القطاع الصناعي هو الأكبر في التصدي لتغير المناخ، لا يمكننا أبداً إغفال دور القطاعات الأخرى، ومنها قطاع الرعاية الصحية. ومع انعقاد الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، والتي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة، حدثتنا الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي، عن دور قطاع الرعاية الصحية في تعزيز الاستدامة، والمبادرات والبرامج التي اعتمدتها الدائرة في هذا الإطار.

دور وقائي وعلاجي 
قالت الدكتورة نورة الغيثي، إنه قبل الحديث عن تأثير قطاع الرعاية الصحية الفعلي على تغير المناخ وما يمكن لمنشآت ومرافق ومؤسسات الرعاية الصحية القيام به لتقليص بصمتها الكربونية، يتعين علينا إدراك أن هذا التغير بحد ذاته يضع أفراد المجتمعات حول العالم أمام مخاطر صحيّة جمّة؛ تتمثل في تسارع وتيرة انتشار الأمراض، ولربما ظهور أمراضٍ جديدة لم نعهدها، أو عودة أمراض أخرى عرفناها على مر العصور.
وانطلاقاً من إدراكنا في دائرة الصحة - أبوظبي لهذه المخاطر، وحرصنا الدائم على ترسيخ تميزنا في الرعاية الصحية لنكون دائماً مستعدين لأي أزمات، نضع جودة وتميز الخدمات الصحية التي تقدمها المنشآت الصحية في الإمارة على رأس قائمة أولوياتنا، ونحرص على الارتقاء بجودة خدمات الرعاية الصحية المتخصصة والشخصية ومعايير السلامة وتجربة المرضى وفق أفضل الممارسات العالمية.
وأضافت: «في إطار مساعي الدائرة لترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة رائدة عالمياً للرعاية الصحية، نتعاون مع الشركاء في الإمارة، وحول العالم لتعزيز الابتكارات في علوم الحياة انطلاقاً من مكانة الإمارة كحاضنة للابتكار في تطوير وإثبات المفاهيم التي تستهدف أكثر التحديات الصحية إلحاحاً. وتواصل الدائرة سعيها المستمر لضمان مرونة منظومة الرعاية الصحية وجاهزية الإمارة في حالات الطوارئ والأزمات الصحية، وذلك من خلال توظيف أحدث التقنيات وتعزيز كفاءة القوى العاملة، والتنبؤ بالتحديات والجاهزية للتعامل معها بما يعزز صحة وسلامة المجتمعات في الإمارة وحول العالم. ولاشك أن شتى هذه الجهود تجعلنا متأهبين للاستجابة بكفاءة لأي تحديات صحية مفاجئة قد تنشأ، نتيجة التغير المناخي أو لأي سبب آخر». 

مبادرات الاستدامة
وقالت الدكتورة نورة الغيثي: «أعلنا مطلع العام الجاري أهداف الاستدامة لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة، تزامناً مع أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023، والتي تتمحور حول خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 20% بحلول عام 2030 وصولاً للحياد المناخي في عام 2050. ووضعنا في هذا الإطار خطة عمل محكمة لضمان وفاء كل جهة ومؤسسة صحية في أبوظبي بمسؤولياتها تجاه الاستدامة، بما يعود في نهاية المطاف بالإيجاب على جهود العمل المناخي الوطنية والعالمية». 
وذكرت أن فرق العمل تواصل التنسيق مع قطاع الرعاية الصحية في الإمارة لتمكينه من تبني عمليات مستدامة على مختلف المستويات، بما يشمل استخدام المواد الكيميائية والغذائية والمشتريات والنقل واستهلاك المياه، إلى جانب تعزيز ودعم نظم التغذية الصحية والمستدامة المنتجة محلياً. 
وتماشياً مع الاهتمام العالمي بإدارة المخلفات الطبية، وفي ضوء المعايير الإرشادية الجديدة، نهدف لتمكين منشآت الرعاية الصحية من تقليصها ومعالجتها، وتحسين سبل التخلص منها. وقمنا أيضاً بإطلاق إرشادات الاستدامة عبر موقعنا الإلكتروني للتركيز على الإجراءات اللازمة لتحقيق أعلى مستويات الاستدامة لجميع منشآت الرعاية الصحية، بما يعزز صحة وسلامة المجتمع. 
وفي إطار الجهود الرامية لضمان تطبيق هذه الإرشادات بأسلوب سلس، تمت إضافة مؤشر «الماسة الخضراء» الجديد للاستدامة إلى مؤشر أبوظبي لجودة الرعاية الصحية، لقياس مدى استدامة المنشآت والتزامها بتطبيق المعايير والإرشادات الخاصة بأهداف الاستدامة.
وأضافت: «نعمل أيضاً على رفد كوادر القطاع بالتدريب اللازم للتعرّف على أبرز أسس الاستدامة وأفضل السبل للامتثال لمعاييرها. ومن هذا المنطلق، وفرنا وصولهم إلى شبكات دولية على غرار الاتحاد الدولي للمستشفيات وشبكة مستشفيات عالمية خضراء وصحية، لتبادل المعارف والخبرات في مجالات الاستدامة، ونسعى لإبرام شراكات إضافية من هذا النوع للارتقاء بقدراتنا على ترسيخ دعائم مستدامة تدعم جهود العمل المناخي والحد من الانبعاثات».

حدث ملهم
وأضافت الغيثي: «استضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) ترسخ المكانة العالمية الرائدة التي تتبوأها دولتنا على مختلف الصعد، في حدث سينقل العالم من التعهدات المناخية إلى التنفيذ. وتمثل هذه الاستضافة دافعاً لنا في قطاع الرعاية الصحية للمضي في العمل نحو تحقيق مستهدفات الدولة لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، ودعم أهداف (عام الاستدامة) الذي يحمل شعار (اليوم للغد). ونحن في دائرة الصحة - أبوظبي ماضون في التزامنا الراسخ بدعم الأهداف المناخية للدولة، عملاً بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، وتحقيقاً للمستهدفات الوطنية، لتكون دولتنا دائماً وأبداً في صدارة العمل المناخي ومنظومتنا الصحية متميزة ومتفوقة ومستعدة للمستقبل».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: دائرة الصحة أبوظبي الإمارات المناخ تغير المناخ الاستدامة قطاع الرعایة الصحیة دائرة الصحة فی الإمارة الصحیة فی

إقرأ أيضاً:

قنصل إستونيا تشيد بجودة الرعاية الصحية فى مستشفيات الغردقة

قامت كريستينا هيلينا جيردا، قنصل سفارة إستونيا في القاهرة، بزيارة تفقدية لمستشفى الغردقة العام ومستشفى حميات الغردقة، حيث اطلعت على مستوى الخدمات الطبية المقدمة، وأشادت بجودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، خاصة الأجانب المقيمين والزائرين.

تمت الزيارة تحت إشراف الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة، واللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، وكان في استقبال القنصل الدكتور إسماعيل العربي، وكيل وزارة الصحة بالبحر الأحمر، إلى جانب  عماد بولس، المفوض الرسمي للسفارة، والدكتور عمرو عادل عبد العال، مدير إدارة المستشفيات، والدكتور أندرو عاطف، عضو إدارة التخطيط.

جولة تفقدية وإشادة بالخدمات الطبية

شملت الزيارة جولة تفقدية داخل مستشفى الغردقة العام، برفقة الدكتور كريم شبراوي، مدير المستشفى، وكذلك مستشفى حميات الغردقة، بحضور الدكتورة شيرين علاء الدين، مديرة المستشفى. وخلال الجولة، استعرض الدكتور إسماعيل العربي الخدمات الطبية المقدمة، مشيرًا إلى الدور الحيوي الذي تقوم به مستشفيات البحر الأحمر في استقبال وعلاج السياح الأجانب، بالإضافة إلى المواطنين، وفق أعلى معايير الجودة الطبية.

من جانبها، أعربت القنصل عن إعجابها بمستوى الخدمات الصحية المقدمة، مشيدةً بتنوع الخدمات العلاجية والعاجلة، وكفاءة الطاقم الطبي والتمريضي، إلى جانب اهتمام المستشفيات بتوفير وسائل الراحة والأمان للمرضى الأجانب، رغم اختلاف اللغات والثقافات.

تعزيز التعاون في المجال الصحي

ناقش الطرفان خلال اللقاء سبل تعزيز التعاون الطبي بين الجانبين، بما يخدم أفراد الجالية الإستونية المقيمة في الغردقة، ويسهم في تبادل الخبرات الطبية بين البلدين.

وفي ختام الزيارة، أكد الدكتور إسماعيل العربي أن مستشفيات البحر الأحمر تستقبل عشرات السائحين الأجانب من مختلف الجنسيات، إلى جانب المصريين، مشيرًا إلى حرص وزارة الصحة على تقديم خدمات طبية متكاملة لكل المقيمين والزائرين، بما يعكس التزام مصر بتقديم رعاية صحية متميزة للجميع.

مقالات مشابهة

  • معبر رفح يستقبل 34 مصابا فلسطينيا لتلقي الرعاية الصحية في مصر
  • المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي ووزارة الاقتصاد تتعاونان لدعم الاستدامة عبر إطلاق دورة الاقتصاد الدائري
  • وزير الزراعة يبحث مع رئيس نستله مصر التعاون في مجال تحقيق الاستدامة
  • وزير الزراعة يبحث مع رئيس نستلة مصر التعاون في مجال تحقيق الاستدامة
  • الرعاية الصحية: خطة لتطوير القطاع الصحي الخاص تحفيزا للاستثمار
  • الرعاية الصحية: خصم 50% للعاملين بالهيئة على أسعار الخدمات الطبية
  • وكيل "الصحة" بالإسكندرية تعلن استعدادات مديرية الشئون الصحية لشهر رمضان الكريم
  • قنصل إستونيا تشيد بجودة الرعاية الصحية فى مستشفيات الغردقة
  • تعزيز الحلول الخاصة بالمحيطات ضمن العمل المناخي
  • استشاري الشارقة يقر توصياته بشأن هيئة الشارقة الصحية