ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة لـ«الاتحاد»: لجنة «رفيعة المستوى» ترصد تحديات العمل المناخي
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
أحمد عاطف (القاهرة)
أخبار ذات صلة رئيس الدولة: ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة طحنون بن زايد: تحقيق الاستدامة ركيزة أساسية في مسيرة التنمية مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملةكشف ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمدير الإقليمي لمنطقة غرب آسيا سامي ديماسي، أن لجنة أممية رفيعة المستوى معنية بالتقييم، تقوم حالياً بتنظيم سلسلة من الفعاليات، في «COP28»، ومن شأن المناقشات المرتقبة أن تحدّد الفرص والممارسات الجيدة والتحديات لتعزيز العمل المناخي، وتأمين الدعم للحكومات من أجل إعداد خطط عمل وطنية حول المناخ أكثر طموحاً، يتوقّع تقديمها عام 2025 وتحقيق أهدافها بحلول 2035.
وقال ديماسي في حوار مع «الاتحاد»: إن «COP28» يشهد اختتام عملية التقييم العالمي الأولى، التي تقوم بها البلدان وأصحاب المصلحة لمعرفة مدى تقدّمهم جماعياً نحو تحقيق أهداف اتفاق باريس لتغير المناخ، وتلعب الأمم المتحدة دور المراقب فيها، وتدعو إلى بذل جهود أكبر من أجل تقدّم أسرع.
وأوضح أنّ التقدّم في مجال التكيّف مع تغير المناخ يتباطأ على المستويات كافة التمويل والتخطيط والتنفيذ، في حين كان ينبغي أن يتسارع من أجل ملاحقة آثار تغيّر المناخ المتزايدة، معتبراً أن الإجراءات المتعلقة بالتخفيف والتكيّف غير الكافية تنعكس بشكل متزايد بصورة عوائق، وقد يكون العالم قد وصل إليها بالفعل. ويؤدّي هذا الفشل في التكيّف بشكل مناسب إلى تفاقم أزمة المناخ مخلّفاً آثاراً هائلة على الخسائر والأضرار، وخاصة بالنسبة للشعوب الأكثر ضعفاً، لا سيما أن التقديرات تشير إلى أنّ تكلفة التكيّف المحدّثة في البلدان النامية تتراوح بين 215 مليار دولار و387 مليار دولار سنوياً في هذا العقد، وهو ما يعادل 10 إلى 18 ضعف تدفقات التمويل العام الدولي الحالية.
أعلى حرارة
وبشأن رسالة البرنامج الأممي للمشاركين في المجتمع، قال سامي ديماسي إنه قبيل انعقاد «COP28»، كشف تقرير فجوة الانبعاثات الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة عن اتجاهات مثيرة للقلق، فحتى مطلع أكتوبر هذا العام، شهد العالم 86 يوماً سجلت درجات حرارة فاقت مستويات ما قبل الثورة الصناعية بنحو 1.5 درجة مئوية، وكان سبتمبر الأكثر حرارة على الإطلاق، حيث سجّل متوسّط 1.8 درجة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، معتبراً أن التعهّدات الحالية بموجب اتفاق باريس تضع العالم على المسار الصحيح لعدم ارتفاع الحرارة حتى نهاية القرن إلى أكثر من 2.5 إلى 2.9 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وشدد على أن الواقع يظهر أنّ انبعاثات الغازات الدفيئة ارتفعت بنسبة 1.2% بين العامين 2021 و2022، لتصل إلى مستوى قياسي غير مسبوق يبلغ 57.4 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في العام 2022.
وذكر أن الحفاظ على إمكانية الوصول إلى أهداف درجة الحرارة المنصوص عليها في اتفاق باريس يتوقّف على تعزيز جهود التخفيف بشكل كبير خلال هذا العقد لتضييق فجوة الانبعاثات، ويحتاج العالم إلى خفض الانبعاثات المتوقعة للعام 2030 بنسبة 28% للعودة إلى المسار الصحيح والوصول إلى الدرجتين المنصوص عليهما في اتفاق باريس، وبنسبة 42% للوصول إلى هدف 1.5 درجة مئوية، وعلى جميع الدول تسريع التحوّلات التنموية المنخفضة الكربون على مستوى الاقتصاد، لذلك ينبغي على المشاركين في المؤتمر اتخاذ قرارات جريئة لوقف غليان الأرض، كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة.
أنشطة البرنامج
وحول الأنشطة التي ينظمها برنامج الأمم المتحدة للبيئة قال ديماسي، إنه بالتعاون مع جامعة الدول العربية، والإسكوا، واليونسكو، نظم برنامج الأمم المتحدة للبيئة ورشة العمل الإقليمية السادسة عشرة لتنمية القدرات لمفاوضات تغيّر المناخ في البلدان العربية قبل مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، واستضافت منظمة الدول العربية المصدرة للبترول (أوابك) ورشة عمل في الكويت في يوليو الماضي، وتمحور النقاش حول مخرجات الدورة الثامنة والخمسين للهيئات الفرعية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الصادرة عن مؤتمر بون لتغيّر المناخ. وتلعب ورش العمل هذه دوراً مسانداً لمجموعة المفاوضين العرب من أجل تنفيذ القرارات المنبثقة عن الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف، فضلاً عن بدء المحادثات التي سبقت انعقاد COP28.
وأثناء القمة تقود المنظمة تعهّد التبريد العالمي، والذي يشكل تحالف التبريد الذي يقوده برنامج الأمم المتحدة للبيئة شريكاً له بالتنفيذ، ويهدف التعهد إلى رفع الطموح والتعاون الدولي من خلال أهداف جماعية للحد من الانبعاثات، وتحسين كفاءة الطاقة، واعتماد نُهَج تبريد صديقة للمناخ، مع تعزيز الوصول إلى التبريد المستدام للشعوب الضعيفة، فهو يوفّر حوافز للعمل عبر خمسة مجالات رئيسة هي: الحلول القائمة على الطبيعة، والأجهزة فائقة الكفاءة، وسلاسل تبريد الأغذية واللقاحات، والتبريد الحضري المركزي، وخطط العمل الوطنية للتبريد.
وبشأن النتائج المأمول في تحقيقها، أوضح المسؤول الأممي، أن «COP28» يضع الأساس لتحديد هدف جديد لتمويل المناخ العالمي لما بعد العام 2025، يشار إليه باسم «الهدف الكمي الجماعي الجديد»، والذي سيخلف هدف 100 مليار دولار، ونحن نتطلع إلى توصّل الأطراف إلى توافق بشأن رقم رئيس للهدف الجديد هذه السنة، مع تحديد الإطار الزمني الذي سيغطيه، وتحديد طرق رصد التقدم والإبلاغ عنه، ومعالجة ارتباطه بالخسائر والأضرار.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم النظر في توصيات اللجنة الانتقالية بشأن تفعيل صندوق الخسائر والأضرار الجديد لاعتمادها في المؤتمر، ونتوقّع أن تعالج الأطراف الفجوة في دعم صندوق الخسائر والأضرار، مما يضمن أن تكون الترتيبات والموارد المؤسسية مناسبة للغرض المقصود منها، ولا شك أن هذا الالتزام يعزز الثقة والجهود الرامية إلى تحقيق التنمية القادرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ.
جهود الإمارات
ولفت سامي ديماسي إلى أن الإمارات تعمل جاهدة على تحقيق الأهداف البيئية ومثال رائد في المنطقة والعالم، وأول دولة خليجية تعهّدت في العام 2021 بخفض الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050، وقامت في 2022 بتحديث مساهماتها المحددة التي تهدف إلى الحد من انبعاثات الكربون بنسبة 31% بحلول 2030، مقارنة بهدفها السابق 23.5%. وفي 2023، كشفت الإمارات عن استراتيجيتها الوطنية لصافي الصفر 2050، وتوضح كيف ستستفيد الدولة من الزخم الذي أحدثه التحديث الثالث للمساهمة الوطنية الثانية، للانتقال من خفض الانبعاثات بنسبة 40% بحلول 2030، إلى صافي صفر بحلول 2050.
واختتم سامي ديماسي بأنه على ثقة بأن «COP28» سيكون ناجحاً من حيث التنظيم والاستضافة، وأعرب عن أمله بأن يحقق الأهداف المنشودة وتصدر عنه قرارات تنقذ البيئة والإنسان والكوكب.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كوب 28 الإمارات حماية البيئة العمل المناخي المناخ التغير المناخي تغير المناخ اتفاق باریس ر المناخ من أجل
إقرأ أيضاً:
باسل رحمي: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي شريك مؤسسي داعم لجهاز تنمية المشروعات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أشاد باسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات، بالشراكة الممتدة للجهاز مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر منذ عام 1992 وحتى الآن باعتباره الشريك المؤسسي لجهاز تنمية المشروعات، مؤكدا علي جهود التعاون المشترك مع البرنامج لدعم وتنمية قطاع المشروعات الصغيرة في مصر باعتباره قاطرة للنمو الاقتصادي ومساهمته الفعالة في الاقتصاد الوطني و في توفير فرص العمل اللائقة والمستدامة للشباب والخريجين ومن ثم تحسين جودة حياتهم و مستوي معيشتهم.
وأوضح رحمي، أن التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يشمل دعم البرنامج لمعرض تراثنا باعتباره أكبر ملتقى إقليمي للحرف اليدوية والتراثية، وذلك انطلاقا من إيمان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأهمية المعرض السنوي في المساهمة في تسويق المنتجات اليدوية والحرفية داخليا وخارجيا، ومن ثم تعزيز قدرة المشروعات اليدوية على الاستقرار وزيادة الإنتاجية من خلال دعم أصحابها بالخدمات اللازمة لتطوير المشروعات للمساهمة في نموها وخلق فرص للتسويق والتصدير لها.
وأكد رحمي حرص الجهاز على مواصلة العمل المشترك مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خلال الفترة المقبلة، وذلك بما يتفق مع توجهات الدولة ورؤية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة الجهاز لمساندة هذا القطاع الواعد مشيدا بدور البرنامج في تبادل أفضل الخبرات والممارسات الإقليمية في دعم ونمو المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر مع الجهاز بالإضافة إلى التعاون البناء بين الجانبين في مجالات ريادية مثل الاقتصاد الأخضر ودعم المشروعات الابتكارية وريادة الأعمال و المشروعات الناشئة وادماج الشمول المالي و التكنولوجيا الحديثة بقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر.
من جانبه قال اليساندرو فراكاستي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر: “يمثل معرض تراثنا منصة هامة لإبراز الإبداع المصري وتمكين رواد الأعمال من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر من الوصول إلى فرص أكبر".
وأضاف فراكاستي: "من خلال شراكتنا مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، نهدف إلى تعزيز الابتكار والاستدامة في هذه القطاعات التي تلعب دوراً محورياً في تحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص العمل، كما أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل عصب الاقتصاد المصري، فهي تسهم بشكل كبير في دعم النمو الاقتصادي، تحسين مستويات المعيشة، وتعزيز دور المرأة والشباب في سوق العمل.”
من جانبها قالت الدكتورة عبير شقوير، مساعد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: “يأتي دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمعرض تراثنا انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن المشروعات الصغيرة والمتوسطة والحرف اليدوية التراثية ليست فقط محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي، ولكنها أيضاً أداة فعّالة لحفظ التراث الثقافي المصري ونقله إلى الأجيال القادمة".
وأضافت شقوير: "نحن ملتزمون بدعم رواد الأعمال من أصحاب الحرف اليدوية وهي احد اهم المحاور لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في مصر، خاصةً السيدات والشباب، لتطوير قدراتهم وتعزيز فرصهم في الأسواق المحلية والدولية."