هل خسرت إسرائيل معركتها أمام الرأي العام العالمي؟ مجموعات ضغط أمريكية تتصدى لما تسميه "سردية حماس"
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
مع ازدياد انتشار صور ضحايا الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، تتابع تل أبيب بقلق شديد التراجع الملحوظ في معركتها أمام الرأي العام الدولي للدفاع عن موقفها مع استمرار ما تسمية الحرب على حركة حماس.
فيما تطغى صور الدمار والدماء الآتية من قطاع غزة على المشهد العام، تحاول مجموعات الضغط الموالية لإسرائيل في أمريكا كسب معركة الرأي العام العالمي لمواجهة ما تصفها بالأخبار المضللة التي تستهدف الدولة العبرية.
وحسب تقرير حصري لموقع أكسيوس، تسعى إسرائيل اليوم إلى حشد تلك المجموعات الموالية، وهي عبارة عن تحالف فضفاض يتكون من مجموعة من الهيئات والجماعات والمؤسسات والشخصيات العاملة في الولايات المتحدة. ومن أشهرها "اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة" (AIPAC)، و"مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى"، و"رابطة مكافحة التشهير" (ADL)، والاتحادات اليهودية لأمريكا الشمالية (JFNA)، واللجنة اليهودية الأمريكية (AJC)، بالإضافة إلى المجموعات المسيحية، مثل: "المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل".
وبحسب أكسيوس، فإن هذه المنظمات ستجتمع لإطلاق مشروع 10/7، لمحاربة ما تزعم أنه "معلومات مضللة تتعلق بالحرب بين إسرائيل وحماس"، وذلك للمحافظة على التأييد الأمريكي لإسرائيل على كافة المستويات ورعاية مصالحها في المنطقة.
وستقوم بتمويل ما تقول إنه "تغطية إعلامية دقيقة وعادلة للحرب"، بالتعاون مع وسائل إعلام ومراسلين، ولا تستبعد الإستعانة بمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي وأشخاص لتمرير رسالتها.
وتعتبر إسرائيل أن استمرار الدعم الدولي مهم لمواصلتها الحرب التي دخلت شهرها الثاني، وتتوقع أن تستمر فترة أطول مع فشل جيشها في تحقيق الأهداف التي حددتها حكومة بنيامين نتنياهو لهذه المواجهة الدامية.
فمنذ بدء عملية "طوفان الأقصى" ومع انفتاح الإعلام على وسائل التواصل الاجتماعي وما يحدث على الأرض، شاب السردية الإسرائيلية بعض التشكيك.
ولا تكاد المؤسسات الأممية والدولية تتوقف عن بث مشاهد القتل والدمار في غزة والمناشدات لوقف إطلاق النار مع استهجان منع إدخال المواد الطبية والغذاء والوقود والكهرباء إلى قطاع غزة.
الهجوم الإسرائيلي الدموي على غزة يطغى على جدول أعمال قمة مجلس التعاون الخليجي في الدوحةقمصانٌ رياضية وغيتار وأشياءُ أخرى.. جنود إسرائيليون يوثّقون "غنائمهم" المنهوبة من غزةوول ستريت جورنال: إسرائيل تخطط لسحب مياه البحر بمضخات لإغراق أنفاق حماس في غزة وإخراج مقاتليهاوقد أدى إلى قلب الموازين سقوطُ الآلاف من المدنيين في غزة وتدمير كل مقومات الحياة، من المستشفيات والجامعات والمدارس ودور العبادة ومخازن الأطعمة والأفران ومحطات المياه والكهرباء. ورغم تأكيد إسرائيل أنها "تدافع عن نفسها"، تغيرت نظرة الرأي العام في العديد من دول العالم، من الدعم المطلق للسياسة الإسرائيلية، إلى التعاطف وحتى تأييد مطالب الشعب الفلسطيني.
وأصابت الإسرائيليين صدمةٌ كبيرة لمشاركة يهود حول العالم في تظاهرات داعمة لوقف إطلاق النار في غزة بعد بروز دور ملحوظ لجماعات يهودية في الولايات المتحدة ضد الحرب، في مظاهرات عمت مدن نيويورك وواشنطن وسان فرانسيسكو وغيرها.
بعد مرور شهر أصبحنا نواجه واقعاً جديداً، فالصور التي تتألق في وسائل الإعلام الدولية هي صور القتل والدمار في غزة، وليست الصور القادمة من المستوطنات. القناة 12 الإسرائيليةوقالت القناة الـ12 الإسرائيلية "إنه وبعد مرور شهر، أصبحنا نواجه واقعاً جديداً فالصور التي تلفت الأنظار في وسائل الإعلام الدولية هي صور القتل والدمار في غزة، وليست الصور القادمة من المستوطنات".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وول ستريت جورنال: إسرائيل تخطط لسحب مياه البحر بمضخات لإغراق أنفاق حماس في غزة وإخراج مقاتليها "الجزائريون هم الأسوأ ولا أريد المزيد من المسلمين".. اتهامات عنصرية تطال المدرب كريستوف غالتييه الجيش الإسرائيلي: وثائق تظهر مستوى من التفاصيل والإعداد الدقيق لهجوم حركة حماس أزمة إنسانية إعلام قطاع غزة حركة حماس وسائل التواصل الاجتماعي الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: أزمة إنسانية إعلام قطاع غزة حركة حماس وسائل التواصل الاجتماعي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسرائيل غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط قطاع غزة طوفان الأقصى روسيا البيئة فلاديمير بوتين حركة حماس إسرائيل غزة فلسطين الشرق الأوسط طوفان الأقصى یعرض الآن Next الرأی العام حرکة حماس قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس: المحادثات مع الوسطاء من أجل هدنة في غزة تتكثّف الأمم المتحدة: ما تقوم به إسرائيل استخفاف قاس بالحياة البشرية في قطاع غزة
جنيف غزة "د ب أ" "أ ف ب": قال متحدث باسم الأمم المتحدة،اليوم إن الحصار الإسرائيلي المفروض على المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة يعرض السكان مجددا للخطر.
وذكر ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن برنامج الأغذية العالمي لا يزال لديه 5700 طن من المواد الغذائية التي تم إحضارها إلى المنطقة خلال وقف إطلاق النار.
وأوضح أن هذه الكمية تكفي لمدة أسبوعين.
وكانت إسرائيل قد أوقفت إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية في بداية مارس قائلة إن ذلك يرجع إلى رفض حماس قبول خطة بوساطة أمريكية لمواصلة اتفاق وقف إطلاق النار.
واتهم منتقدون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعطيل تنفيذ المرحلة الثانية من خطة وقف إطلاق النار للحفاظ على بقائه في السلطة، حيث إن شركاءه في الائتلاف اليميني غير راغبين بالانسحاب من غزة.
ووجه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اتهامات خطيرة للسلطات الإسرائيلية، حيث قال ينس لايركه: "ما نشهده استخفافا قاسيا بالحياة البشرية والكرامة، والأعمال الحربية التي نشهدها تحمل بصمات جرائم وحشية."
وفي إطار القانون الدولي، يشير مصطلح "جرائم وحشية" إلى الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
وأضاف لايركه بأن "لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني."
المحادثات تتكثّف
أكد عضو المكتب السياسي في حماس باسم نعيم الجمعة أنّ المحادثات بين الحركة والوسطاء من أجل استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، "تكثّفت في الأيام الأخيرة".
وقال نعيم لوكالة فرانس برس "نأمل أن تشهد الأيام القليلة القادمة انفراجة حقيقية في مشهد الحرب، بعدما تكثّفت الاتصالات من ومع الوسطاء في الأيام الأخيرة".
وأفادت مصادر مقرّبة من حماس فرانس برس، بأنّ محادثات بدأت مساء الخميس بين الحركة الفلسطينية ووسطاء من مصر وقطر في الدوحة، من أجل إحياء وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة.
وفي السياق، أوضح نعيم أنّ المقترح الذي يجري التفاوض بشأنه "يهدف لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات والأهم العودة للمفاوضات حول المرحلة الثانية والتي يجب أن تؤدي إلى وقف الحرب بشكل كامل وانسحاب قوات الاحتلال".
وفي 18 مارس، استأنف الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة ثمّ عملياته البرية، بعد شهرين من هدنة نسبية في الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وتعثرت المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ تسعى إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، بينما تطالب حماس بإجراء محادثات بشأن المرحلة الثانية التي من المفترض أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وبحسب وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، قُتل 896 شخصا في القطاع منذ استئناف إسرائيل ضرباتها.
ومن بين 251 رهينة إسرائيلية احتجزتهم حماس في هجوم السابع أكتوبر 2023، لا يزال 58 في القطاع بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
وأتاحت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار عودة 33 رهينة إلى إسرائيل بينهم ثمانية توفوا، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.
وبدأت محادثات في الدوحة غداة تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالاستيلاء على أجزاء من غزة إذا لم تفرج حماس عن الرهائن.
من جانبه، قال نعيم إنّ الحركة تتعامل "بكل مسؤولية وإيجابية ومرونة"، مضيفا "نصب عينيها كيف ننهي معاناة شعبنا الفلسطيني وتثبيته على أرضه ونفتح الطريق لاستعادة الحقوق".