أقيمت بمدينة مأرب اليوم أمسية شعرية وخطابية ،نظمتها دائرة الثقافة والإعلام في حزب الرشاد اليمني فرع مأرب تحت شعار "من أرض سبأ العزة إلى أرض المقاومة غزة"تضامنا مع الشعب الفلسطيني في مقاومته للإحتلال الصهيوني الغاشم و صموده أمام آلة الدمار و الإبادة ، لاسيما سكان قطاع غزة الباسل، وجرائم مليشيا الحوثي بحق المدنيين في اليمن.

وفي الامسية التي حضرها عدد من السياسيين ووكلاء محافظات وأعضاء بمجلس الشورى ،وعدد من الشعراء والاكاديميين والتربويين والمثقفيين، رحب عبدالرحمن الأعذل رئيس رئيس فرع الرشاد بالحاضرين ،...مشيرا إلى أن الاحتفاء بهذه المناسبة ، يعبر عن مدى تواشج روابط الأخوة مع مجاهدي غزة ،واستنهاض الهمم في مواجهة مليشيا الحوثي التي لاتقل خطرا عن الكيان الصهيوني .

وأشار الاعذل أن الذي نعمله لايساوي شيء وأن الذي يعبر عن الوجع “هو الذي يصدره طفل أخرجوه من بين الأنقاض شهيدا أو جريحا أو ناجيا إلى حين، كما الوجوه التي ترى فيها آثار الحياة والموت، هو صوت الانفجارات والنيران، صوت الهدوء الذي يسبق الموت، الفرحة التي يصبّر الناس أنفسهم بها عند أي خبر عابر عن انتصار واحد، ولو كان بسيطا على شكل كلمة أو جملة أو عبارة وردت على لسان أحد المقاومين أو المتجذرين في أرضهم”.

و بدعوة من دائرة الإعلام والثقافة لحزب الرشاد استعرض كوكبة من الشعراء وهم( مجلي القبيسي،ومبارك بتران،وداوود عسلان والشرعبي ) قامات شعرية راقية كانت في مستوى هذا الحدث التضامني الذي يعكس حجم القضية و حجم معاناة الشعب الفلسطيني و مدى حضور هذه القضية في الوجدان اليمني.

وتطرقت القصائد إلى عظمة البطولات لمقاومةغزة،ومقاومة اليمن وجيشه في مقارعة مليشيا الحوثي الإرهابية،والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في أصعب الظروف وأحلكها.

من جهته، أوضح وكيل وزارة الأوقاف الشيخ العلامة حسن الشيخ أن الامسية تأتي في الوقت الذي يشاهد العالم ما يحدث في قطاع غزة بأرض فلسطين من جرائم إبادة جماعية لم يشهد التاريخ لها مثيلا، ترتكبها دولة الاحتلال الاسرائيلي بحق النساء والأطفال المدنيين.

ووجه الشيخ في كلمتة مجموعة من الرسائل الموجهة لأبناء الأمة عموما، أولاها التأشير على حجم الدمار الهائل الذي ارتكبته قوات الاحتلال بقصفها الممنهج لتدمير معالم الحياة في قطاع غزة في حرب إبادة وتطهير عرقي، والثانية التوعية بضرورة إسناد المقاومة وأهل غزة بأسباب المنعة والقوة والثبات.

وتضمنت الرسالة الثالثة التحذير من الخطر القادم والداهم من العدو الذي يستفرد اليوم بغزة، وسينتقل إلى أدوار أخرى للقضاء على أمتنا العربية والحضارة الإسلامية، وهناك رسالة موجهة للمقاومة تمجد البطولة وتدعم الصمود، وتشد على أيدي المقاومين لمواصلة تحدي آلة الدمار الإسرائيلي باعتبارها الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق المشروعة.

كما أكد الشيخ ان ما أنجزته خلال ساعات، وصمودها على الأرض حتى يومنا هذا رغم التضحيات يعتبر صادما للمحتل والعلوم العسكرية العربية والأجنبية.

وأضاف أن الحدث الكبير “أسقط فكرة الحضارة الغربية التي تدعي حماية المرأة والطفولة وتتشدق بحقوق الانسان ولكونها اتخذت موقفا مؤيدا للقاتل، ممّا قاد إلى رفع منسوب الكراهية لدى المواطن العربي تجاه الغرب والكيان المحتل، وتساوى الغرب الحضاري مع القاتل”.

مشيراً إلى أن البرامج الثقافية ودورها الإعلامي رسالة لها مردودها الإيجابي في إعادة اللحمة وحمل أهداف القضايا المصيرية للأمة إلى الواجهة في مصفوفة الأولويات لدى جناهيى الشعوب الحرة في الوطن العربي والعالم.

كما دعا وزارة التربية إلى رعاية النشء وتحصينهم ضد الأفكار الهدامة،وتوعيتهم بقضايا وطنهم وأمتهم ، وغرس قيم الولاء الوطني في نفوسهم.

وأضاف أن إقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية والأدبية والفكرية والفنية والإبداعية الهادفة، ورعاية الشباب والمبدعين والموهوبين وإبراز مواهبهم في كافة المجالات ،فهي من الأمور الواجب تبنيها وتشجيعها في مختلف المواقف الحياتية.

هذا وخلدت الامسية البطولة والثبات على الأرض مهما غلت التضحيات، وأكدت أن الوطن ليس قطعة غيار، في إشارة للتهجير أو ما يريده المحتل من نكبة جديدة للفلسطينيين. كما

شاركت في هذه الفعاليات جمعيات ثقافية و نسائية متعددة إمتزجت فيها الأصوات المبدعة التي إلتقت من أجل المساندة و التعبير عن دعمهم و نصرتهم للإخوة في غزة

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

٩٠ سنة فيروز.. زهرة وسط الدمار

غنت فيروز للحب والأرض..للمشاعر والإنسانية خلال مسيرة فنية ممتدة لأكثر من نصف قرن، بدأتها صغيرة منذ بدأت تتعلق بالغناء فى منزلها فى حارة زقاق البلاط، كانت تستمع للراديو من خلال الجيران الذى كان يشدو بأغنيات لأم كلثوم وعبد الوهاب وآخرين، لم تتخيل تلك الطفلة الصغيرة ذاك الوقت أنها هى الأخرى ستصبح أيقونة فى عالم الغناء ليس فى لبنان فقط ولكن فى الوطن العربى والعالم.

حسب تعبيرها فى لقاء سابق لها قالت: «كنت أسمع الموسيقى آتية من عند الجيران بالطابق العالى، كنت أبدأ بالغناء، فيصل صوتى إلى مسامع جار يعمل فى الليل وينام فى النهار فيستيقظ، ويفتح الشباك ويبدأ بالصراخ والتململ قائلًا «ليش ما بيجو يفتحوا الإذاعة هون شو هيدا؟!».

وبينما تحتفل لبنان بميلاد «جارة القمر» التسعين.. كان القصف الإسرائيلى يطيح بغرفتها فى فندق «بالميرا» فى مدينة بلعبك وهى الغرفة التى اعتادت أن تقطنها خلال مشاركتها فى حفلات بلعبك، وهو مبنى تاريخى يعود للعصر العثمانى، احتضن شخصيات فنية مثل صباح، وديع الصافى، الأخوين رحبانى، فريد الأطرش، أم كلثوم، دريد لحم، وغيرهم.

لم تمر أسابيع قليلة حتى اشتعل القصف فى البيت الأثرى الذى ولدت وعاشت فيه فيروز فى حى زقاق البلاط، وهو المنزل الذى قررت بلدية بيروت تحويله إلى متحف إلا أن القرار لم ينفذ حتى الآن رغم محاولات ابنتها ريما الرحبانى عبر السنوات لكن دون صدى، ليصبح المنزل مهددا بين أن يصبح كوما من الرماد بالقصف الإسرائيلى أو الإهمال الذى أطاح بمشروع متحف يليق بمنزل جارة الوادى الذى عاشت فيه إلى جوار شقيقها جوزيف وأختها هدى وهى تخطو أولى خطواتها نحو حبها للموسيقى والغناء.

الجو العائلى الذى تربت فيه فيروز واسمها الحقيقى «نهاد» التى عاشت طفولتها فى عائلة متوسطة الحال لأب يدعى وديع حداد كان عاملا فى مطبعة لجريدة «لو جور»، حيث كانت هى الابنة البكر التى تساعد مع الأم فى تربية باقى أخوتها، حتى تزوجت وغادرت منزل أسرتها فى منتصف خمسينيات القرن الماضى بعد زواجها من الملحن عاصى الرحبانى، لتبدأ مرحلة جديدة فى الفن والحياة.

لكنها ظلت محبة للأسرة والدفء العائلى، وعلى الرغم من الشهرة التى يحظى بها ابنها الموسيقى الكبير زياد الرحبانى وابنتها ريما التى تتولى أعمالها وشئونها، لكن قبل سنوات قليلة تم الكشف ابنها هلى الذى كشف جوانب إنسانية تليق بـجارة القمر.

فالمطربة التى ما دام سحرت الملايين بصوتها الذى يمس الروح، استطاعت أيضا أن تعكس من خلال أمومتها مع ابنها هلى جوانب إنسانية أعمق حيث منحته القوة وألهمت بتجربتها معه الملايين.

قبل عامين وبالتحديد فى عام ٢٠٢٢ كسرت ريما الرحبانى الحصار الذى فرضته فيروز لأكثر من ٦٠ عاما عن ابنها الأصغر هلى، بعدما نشرت ريما صورة تجمع فيروز بابنها –من أصحاب الهمم- وكان الابن الأكبر لفيروز الموسيقى زياد الرحبانى أيضا فى الصورة التى جمعت بينهم جميعا لأول مرة فى إحدى الكنائس فى إحياء ذكرى عاصى الرحبانى، وظهر هلى فى الصورة مقعدا ممسكا بيد والدته.

لتكشف الصورة عن الأمومة الاستثنائية لجارة القمر والتى بدأت فى أواخر الخمسينيات من القرن الماضى وبالتحديد فى عام ١٩٥٨ حين أصيب طفلها هلى الذى لم يكمل ثلاث سنوات وقتها بمرض السحايا، وهو ما تسبب له فى إعاقة صحية وحركية استلزمت تقديم الرعاية الكاملة له، حتى أن الأطباء فى البداية أخبروا فيروز أن هلى لن يعيش لأكثر من ثمانى سنوات، ليخالف التوقعات ويتجاوز الستين من العمر وتظل المطربة اللبنانية الكبيرة تعكف على رعايته حتى بعد أن تجاوزت الثمانين من عمرها، لتكمل دورها الذى بدأته قبل سنوات طويلة حين رفضت أن تدخله إلى مصحة تهتم بشؤونه وقررت أن تتولى هى كل مهام أمومتها، ولم يقف عمرها حائلا أمام خدمته ورعايته وتوفير بيئة آمنة له.

فهى تهتم بالكثير من التفاصيل اليومية مثل الرعاية الصحية، فتذهب معه فى زيارات الأطباء، كما تتولى بنفسها الإشراف على تناوله وجبات تناسب حالته الصحية، كما تساعده فى التفاصيل اليومية مثل الاستحمام وتغيير ملابسه ورعايته الشخصية اليومية.

مسيرة ممتدة يسبقها نبل الأمومة

مسيرة فيروز الغنائية والمسرحية الممتدة والطويلة لم تعطلها عن تكريس الكثير من الوقت لرعاية هلى، ولم يقف جدول أعمالها المزدحم عن أمومتها، التى وضعتها فى المقام الأول.

وهو ما كشف عنه المؤرخ الموسيقى السورى سامى المبيض، حين كشف اعتذار فيروز عن إحياء حفلة فى معرض دمشق الدولى والغناء على خشبة مسرحه، وقال المبيض إن المجلات كتبت وقتها أن السبب هو إصابة طفلها بمرض السحايا، رغم ذلك ثارت وبحسب وصفه ثارت إذاعة دمشق وثارت معها دمشق فى المساء، وغضب الفيروزيون السوريون من غياب نجمتهم المفضلة، وقال: «تجمهروا أمام شُبّاك بيع التذاكر رافضين التعويضَ المادّى، مُطالبين بحضور فيروز». وتابع أن اعتذار فيروز عن الحفل كان لسبب مقنع ونبيل.

فيروز التى ولدت فى منتصف الثلاثينيات من القرن الماضى وتميزت بأسلوبها الموسيقى المميز والعاطفى، حيث غنت للوطن والحياة والحب والأمل، لكن هناك قصة متداولة أن فيروز كانت دائما ما تغنى مقاطع كتبتها بنفسها لـهلى قام بعدها زياد الرحبانى استكمالها وتلحينها لتصبح «سلملى عليه» التى صدرت ضمن ألبوم غنائى «مش كاين هيك تكون» عام ١٩٩٩، حيث قامت فيروز بتأليف كلمات الأغنية فى البداية بطريقة ارتجالية لم تلتزم خلالها بالقافية والوزن.

إرث فيروز الفنى لا ينفصل عن إرثها الإنسانى، فعلاقتها بهلى تضيف بعدًا إنسانيًا لجارة القمر، وتجعل منها نموذجًا للأم التى لم تفقد بوصلة الحب والحنان رغم مشاغلها ومسؤولياتها وكونها واحدة من أهم المطربات فى الوطن العربى فى القرن العشرين، وإن كان العدو الإسرائيلى تمكن بالعدوان الغاشم والقصف هدم معالم أثرية هامة، لكنه لم ينجح فى محو عطائها الكبير، لن ينجح فى هدم المشاعر والحب ولا الأرض.

مقالات مشابهة

  • أمسية وطنية للاحتفال بـ"عيد الاتحاد الإماراتي" ضمن فعاليات "مهرجان صحار"
  • نصرة إسرائيل في سوريا
  • لم يتمالك نفسه: ما الذي أبكى الشيخ الكلباني أمام نيكول؟.. فيديو
  • النازحون اللبنانيون يعودون إلى قراهم ومنازلهم رغم الدمار
  • نصرة إسرائيل في سوريا
  • أمسية شعرية وطنية في بلدة المعمور ببهلا احتفالًا بالعيد الوطني
  • مشاهد توثق حجم الدمار ببلدة معروب جنوب لبنان
  • الإمارات.. قصة وطن العزة والشموخ
  • الذي نصح البرهان بالرد على الشيخ عبد الحي يوسف أضر به أيما ضرر
  • ٩٠ سنة فيروز.. زهرة وسط الدمار