تحقيق: محمد إبراهيم

أكد عدد من الخبراء والأكاديميين ورؤساء الجامعات، أن الوظائف الخضراء «مصطلح جديد» ظهر، مؤخراً؛ حيث إنه يستنهض الجامعات، لاستحداث برامج أكاديمية متطورة، تواكب متطلبات سوق العمل المستقبلي والاقتصاد الأخضر.

في وقت كشف تقرير «ديلويت»، عن أن معظم الوظائف معرضة للتهديد؛ بسبب الظواهر المناخية المتطرفة، ومن التحول الاقتصادي إلى صافي الصفر، لكن مع إزالة الكربون بشكل منسق وسريع، واتباع السياسات الصحيحة، وأفاد التقرير بأنه يمكن توفير 300 مليون وظيفة خضراء إضافية بحلول عام 2050.

وصرّح الخبراء والأكاديميون ورؤساء الجامعات ل«الخليج» أن جامعات الإمارات تعد محركاً أساسياً لتأهيل الطلبة للوظائف الخضراء من خلال توفير بيئة تعلم شاملة وداعمة، معتبرين أن التحدي الأكبر لا يكمن في تطوير مهارات الطلبة لوظائف المستقبل فحسب؛ بل تأهيلهم أيضاً لمجابهة تحديات المستقبل البيئي.

وأكدوا أن تحقيق الاستدامة يتطلب تبني نماذج استهلاك وإنتاج أكثر استدامة، وتشجيع التنمية الاقتصادية الشاملة والمساواة الاجتماعية، والاستثمار في الابتكارات التكنولوجية الخضراء.

ومع بدء مؤتمر الأطراف (COP28)، نجد أن العالم بمختلف بلدانه في مهمة رسمية، لمناقشة ومعالجة قضايا البيئة، والتعامل مع حالات الطوارئ المناخية التي ظهرت آثارها جلية في المجتمعات كافة في السنوات القليلة الماضية.

دور حيوي

أكد الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، أن الإمارات تشهد تحولاً نحو اقتصاد أكثر استدامة، وصديق للبيئة، وهذا ما دعا الجامعات لأن تؤدي دوراً حيوياً في تأهيل الطلاب لشغل الوظائف الخضراء، والتركيز على تقديم برامج دراسية متخصصة، وتشجيع البحث العلمي للاستدامة، وتوفير التدريب العملي، لضمان قدرة الخريجين على تحقيق التوازن بين التقدم الاقتصادي والأمن المجتمعي والمحافظة على البيئة.

وشدد على ضرورة التزام الجامعات باستحداث برامج أكاديمية متخصصة في الاستدامة والتكنولوجيا الخضراء وحماية البيئة، استناداً إلى برامج التقنيات الخضراء التي ترتكز عليها دراسة البيئية الخضراء، وإدارة استدامة الموارد الطبيعية، واستدامة التخطيط الحضري، لفهم التحديات الاقتصادية والمجتمعية والبيئية والتصدي لها بتطوير الحلول الخضراء المستدامة.

البحث العلمي

وفي وقفته مع البحث العلمي والابتكار، أفاد بأنه على الجامعات تبني الأبحاث العلمية بأنواعها في المجالات الخضراء المستدامة، ومشاركة الطلبة في الابتكارات التكنولوجية والحلول الخضراء، بمشاريع بحثية قابلة للتطبيق، آخذين بعين الاعتبار الاستدامة الشاملة التي تتيح لهم منصة لفهم المفاهيم النظرية وتطبيقها في سياق العمل الحقيقي للتغيير حسب معطيات وتحديات الحاضر لبناء مستقبل مستدام.

وتكمن مرتكزات التعليم الجامعي في التجارب العملية في الجامعات والتدريب العملي، لتكون أدوات حيوية تؤهل الطلبة لسوق العمل الخضراء المستدامة، موضحاً أن توفير فرص التدريب ذات الصلة بالاستدامة، يسهم في تطوير المهارات العملية والمهنية والإدارية، وتعزيز الفهم العملي للتحديات البيئية والاقتصادية والمجتمعية، فضلاً عن تعزيز الريادة البيئية المستدامة، لتكون من أولوياتها التشجيع على روح الريادة والابتكار، وتنفيذها عملياً في مجال الاستدامة، ومن الضروري إطلاق مسابقات الابتكار البيئي، ودعم مشاريع ريادية خضراء، وتطوير مشاريع تجارية مستدامة.

مهارات خضراء

وفي حديثه عن احتياجات الطلبة لمهارات الوظائف الخضراء، أكد البستكي أن دور الجامعات بالتعاون مع الحكومة والصناعة جوهري وأساسي للتعرف إلى تحديات المهارات الخضراء في وظائف الحاضر والمستقبل، وكيفية التعامل معها وخصوصاً التغيرات في المهارات الوظيفية الكثيرة التي يجب على الطلبة أن يستعدوا لها. ورصد 10 مهارات ينبغي أن يتمكن منها الطلبة للوظائف الخضراء، أبرزها التحليل البياني (فهم الأنماط البيئية)، والاتصال الفعّال (القدرة على التواصل الفعّال) والتفكير الابتكاري (القدرة على تطوير حلول جديدة) ومهارات القيادة (القدرة على تحفيز وقيادة الفرق) وفهم التكنولوجيا الخضراء والتفاوض وبناء العلاقات (مهارات التفاوض وبناء علاقات فعّالة) والمسؤولية الاجتماعية في مجال البيئة، والتفكير النظامي.

طاقة متجددة

من جانبها، ترى البروفيسور هيذر ماكغريجور، عميد ونائب رئيس جامعة هيريوت وات دبي، أن تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، مع الحد من الزيادة في متوسط درجات الحرارة العالمية إلى «1.5 درجة فوق مستويات ما قبل الصناعة»، تتطلب ضخاً هائلاً للمهارات الخضراء في جميع أنحاء صناعة الطاقة بأكملها، خاصة في قطاع الطاقة المتجددة.

وأوضحت أن المستثمرين في قطاع الطاقة المتجددة مصنعي البتروكربون، يدركون تماماً الحاجة إلى إيجاد مصادر بديلة للطاقة، مشيرة إلى زيادة تركيز المواهب الخضراء في صناعة النفط والغاز بشكل مطرد منذ عام 2016، ليصل إلى 21% في عام 2023.

تغيرات المناخ والبيئة

وأفادت بأن نمو الوظائف الخضراء لا يقتصر على قطاع الطاقة فحسب، ولكن على كل ما يتعلق بالاستدامة وتغيرات المناخ والبيئة، موضحة أن هناك زيادة في الطلب على المهارات الخضراء تفوق العرض، ما يزيد من احتمال حدوث نقص وشيك، وفجوة في المهارات الخضراء.

وقالت: إن الغد القريب سيشهد مسميات وظيفية لم تكن موجودة من قبل، لا سيما الخاصة بالاستدامة؛ أبرزها مستشارو الزراعة المستدامة، والمهندسون المتخصصون في الأنظمة الموفرة للطاقة، ومسؤولو الامتثال البيئي، والمتخصصون في الحد من النفايات، ومستشارو الحفاظ على المياه، ومحللو ومناصرو السياسات البيئية، وتجار ائتمان الكربون. وخبراء الاقتصاد البيئي.

استنهاض الحكومات

ويرى الخبير الدكتور أحمد آل علي أن تحديات البيئة وتغيرات المناخ المتوالية، استنهضت الحكومات والمجتمعات، لا سيما مع وجود مؤثرات كبيرة، تهدد سلامة البشرية، مؤكداً أهمية تضافر الجهود؛ لتدارك تلك التحديات والعمل سوياً من أجل مجتمع عالمي خالٍ من الظواهر البيئية السلبية التي تؤثر في جميع فئاته ومؤسساته.

وفي تعريفه للوظائف الخضراء، أفاد بأن المقصود بها تلك التي تسهم في المحافظة على البيئة والأرض واستعادتها، وقد تعمل في قطاع تقليدي مثل التصنيع أو البناء، أو في صناعة خضراء ناشئة جديدة مثل الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.

نوعية الوظائف

وحول نوعية الوظائف الخضراء المتاحة، قال: إنها تتنوع وترتقي مع اختلاف المهام والمهارات، وأبرزها حارس الأرض، وخبير الطاقة الذكية المتدرب، ومثبت الألواح الشمسية، وعامل إعادة التدوير، وفني توربينات الرياح، وهنا وظائف خضراء جديدة نراها على الساحة قريباً مثل مهندس السيارات الكهربائية، ومحلل البيانات، ومدير المزرعة، وتعتمد الوظيفة الخضراء التي تعمل بها على اهتمامات الموظف، ومهاراته، وخبراته، ومؤهلاته.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الجامعات كوب 28 الإمارات الاستدامة

إقرأ أيضاً:

مهرجان الإبل يعزز الاستدامة البيئية بالعناية بـ 1244 شجيرة ونخلة

شهد مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسخته التاسعة، التي تُقام تحت شعار "عز لأهلها"، الري والعناية بـ 1244 شجيرة ونخلة.
يأتي ذلك ضمن جهود طموحة تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية، وإبراز أهمية المساحات الخضراء في الفعاليات التراثية الكبرى.
وتأتي هذه الخطوة كجزء من التزام المهرجان بدعم الأهداف البيئية التي تنسجم مع مبادرة السعودية الخضراء، الهادفة إلى زيادة الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.

الاستدامة مع الطابع التراثي

حرصت إدارة المهرجان على دمج الاستدامة مع الطابع التراثي للحدث، وتعكس هذه الجهود رؤية المملكة في تحقيق التوازن بين الاحتفاء بالموروث الثقافي، والحفاظ على البيئة.
وجرى اختيار أنواع متنوعة من الأشجار والنخيل بعناية، لتكون متكيفة مع البيئة الصحراوية المحيطة بالصياهد، ما يعزز من استدامة الغطاء النباتي في المنطقة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسخته التاسعة - إكس نادي الإبل
وتوفر هذه المساحات الخضراء لم يكن مجرد عنصر جمالي، بل جاء بهدف توعية الزوار بأهمية الزراعة، والمحافظة على البيئة في حياتنا اليومية، لما تعد به النخلة رمزًا حضاريًا عريقًا يرتبط بثقافة المملكة وتاريخها.
بينما تأتي زراعة الشجيرات، لتعزيز مفهوم التكامل بين الإنسان والبيئة في تعزيز استدامة الموارد الطبيعية.
كما تجسد هذه الخطوة التزام مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بدعم رؤية المملكة 2030، التي تضع البيئة في صدارة أولوياتها، عبر تنفيذ مشاريع طموحة تهدف إلى جعل المملكة نموذجًا عالميًا في الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية.

أخبار متعلقة "سدايا" الأولى على 15 جهة حكومية ضمن نتائج مؤشر التحوّل الرقميطقس المملكة.. استمرار الأجواء الباردة على مختلف المناطقواحة الأمن

زار سفراء دول اليابان ومصر والمغرب والأردن وصربيا والهند ورومانيا وألبانيا، بجانب البعثة الفرنسية، اليوم، معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن) في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، في الصياهد بالرمحية شمال منطقة الرياض.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الإبل تُعد رمزًا ثقافيًا أصيلًا يرتبط بتراث المملكة - واس

وتجول السفراء ووفد البعثة الفرنسية، في أجنحة إمارات المناطق والقطاعات الأمنية، وتعرفوا على جهود وزارة الداخلية في حفظ الأمن، وإنجازاتها محليًا ودوليًا، وأبرز مشروعاتها التنموية، واستثمار التقنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وحلولها الرقمية في المحافظة على البيئة واستدامتها، والسلامة العامة.

كما تعرفوا على إنجازات تعزيز السلامة المرورية، وتسهيل وتيسير أداء ضيوف الرحمن مناسكهم، والارتقاء بجودة الخدمات الأمنية لقطاعات الأفراد والأعمال والحكومة عبر منصة "أبشر"، وخدمات مراكز العمليات الموحدة (911) الإنسانية والأمنية.

مقالات مشابهة

  • البيئة : برنامج الصناعة الخضراء يصنع قصة نجاح جديدة قابلة للتطبيق
  • شريف الجبلي: التحول إلى الصناعة الخضراء ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة
  • وزيرة البيئة تطلق المرحلة الجديدة من برنامج الصناعة الخضراء GSI
  • وزيرة البيئة تطلق المرحلة الجديدة من برنامج الصناعة الخضراء
  • مهرجان الإبل يعزز الاستدامة البيئية بالعناية بـ 1244 شجيرة ونخلة
  • كاتب صحفي: تخفيف العقوبات على سوريا مرهون بإعادة الإعمار
  • جامعة بني سويف الـ9 محلياً في تصنيف الجامعات الخضراء
  • جامعة بنها الأولى محليا بمعيار الطاقة وضمن أفضل 5 جامعات في أفريقيا
  • العمليات العسكرية السورية تطالب المواطنين بإعادة ممتلكات نُهبت خلال الاحداث
  • حوارات مبادرة السعودية الخضراء تسلط الضوء على دور الشباب السعودي في قيادة المبادرات البيئية