«الوظائف الخضراء» تلزم الجامعات بإعادة حساباتها وتطوير برامجها
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
تحقيق: محمد إبراهيم
أكد عدد من الخبراء والأكاديميين ورؤساء الجامعات، أن الوظائف الخضراء «مصطلح جديد» ظهر، مؤخراً؛ حيث إنه يستنهض الجامعات، لاستحداث برامج أكاديمية متطورة، تواكب متطلبات سوق العمل المستقبلي والاقتصاد الأخضر.
في وقت كشف تقرير «ديلويت»، عن أن معظم الوظائف معرضة للتهديد؛ بسبب الظواهر المناخية المتطرفة، ومن التحول الاقتصادي إلى صافي الصفر، لكن مع إزالة الكربون بشكل منسق وسريع، واتباع السياسات الصحيحة، وأفاد التقرير بأنه يمكن توفير 300 مليون وظيفة خضراء إضافية بحلول عام 2050.
وصرّح الخبراء والأكاديميون ورؤساء الجامعات ل«الخليج» أن جامعات الإمارات تعد محركاً أساسياً لتأهيل الطلبة للوظائف الخضراء من خلال توفير بيئة تعلم شاملة وداعمة، معتبرين أن التحدي الأكبر لا يكمن في تطوير مهارات الطلبة لوظائف المستقبل فحسب؛ بل تأهيلهم أيضاً لمجابهة تحديات المستقبل البيئي.
وأكدوا أن تحقيق الاستدامة يتطلب تبني نماذج استهلاك وإنتاج أكثر استدامة، وتشجيع التنمية الاقتصادية الشاملة والمساواة الاجتماعية، والاستثمار في الابتكارات التكنولوجية الخضراء.
ومع بدء مؤتمر الأطراف (COP28)، نجد أن العالم بمختلف بلدانه في مهمة رسمية، لمناقشة ومعالجة قضايا البيئة، والتعامل مع حالات الطوارئ المناخية التي ظهرت آثارها جلية في المجتمعات كافة في السنوات القليلة الماضية.
دور حيوي
أكد الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، أن الإمارات تشهد تحولاً نحو اقتصاد أكثر استدامة، وصديق للبيئة، وهذا ما دعا الجامعات لأن تؤدي دوراً حيوياً في تأهيل الطلاب لشغل الوظائف الخضراء، والتركيز على تقديم برامج دراسية متخصصة، وتشجيع البحث العلمي للاستدامة، وتوفير التدريب العملي، لضمان قدرة الخريجين على تحقيق التوازن بين التقدم الاقتصادي والأمن المجتمعي والمحافظة على البيئة.
وشدد على ضرورة التزام الجامعات باستحداث برامج أكاديمية متخصصة في الاستدامة والتكنولوجيا الخضراء وحماية البيئة، استناداً إلى برامج التقنيات الخضراء التي ترتكز عليها دراسة البيئية الخضراء، وإدارة استدامة الموارد الطبيعية، واستدامة التخطيط الحضري، لفهم التحديات الاقتصادية والمجتمعية والبيئية والتصدي لها بتطوير الحلول الخضراء المستدامة.
البحث العلمي
وفي وقفته مع البحث العلمي والابتكار، أفاد بأنه على الجامعات تبني الأبحاث العلمية بأنواعها في المجالات الخضراء المستدامة، ومشاركة الطلبة في الابتكارات التكنولوجية والحلول الخضراء، بمشاريع بحثية قابلة للتطبيق، آخذين بعين الاعتبار الاستدامة الشاملة التي تتيح لهم منصة لفهم المفاهيم النظرية وتطبيقها في سياق العمل الحقيقي للتغيير حسب معطيات وتحديات الحاضر لبناء مستقبل مستدام.
وتكمن مرتكزات التعليم الجامعي في التجارب العملية في الجامعات والتدريب العملي، لتكون أدوات حيوية تؤهل الطلبة لسوق العمل الخضراء المستدامة، موضحاً أن توفير فرص التدريب ذات الصلة بالاستدامة، يسهم في تطوير المهارات العملية والمهنية والإدارية، وتعزيز الفهم العملي للتحديات البيئية والاقتصادية والمجتمعية، فضلاً عن تعزيز الريادة البيئية المستدامة، لتكون من أولوياتها التشجيع على روح الريادة والابتكار، وتنفيذها عملياً في مجال الاستدامة، ومن الضروري إطلاق مسابقات الابتكار البيئي، ودعم مشاريع ريادية خضراء، وتطوير مشاريع تجارية مستدامة.
مهارات خضراء
وفي حديثه عن احتياجات الطلبة لمهارات الوظائف الخضراء، أكد البستكي أن دور الجامعات بالتعاون مع الحكومة والصناعة جوهري وأساسي للتعرف إلى تحديات المهارات الخضراء في وظائف الحاضر والمستقبل، وكيفية التعامل معها وخصوصاً التغيرات في المهارات الوظيفية الكثيرة التي يجب على الطلبة أن يستعدوا لها. ورصد 10 مهارات ينبغي أن يتمكن منها الطلبة للوظائف الخضراء، أبرزها التحليل البياني (فهم الأنماط البيئية)، والاتصال الفعّال (القدرة على التواصل الفعّال) والتفكير الابتكاري (القدرة على تطوير حلول جديدة) ومهارات القيادة (القدرة على تحفيز وقيادة الفرق) وفهم التكنولوجيا الخضراء والتفاوض وبناء العلاقات (مهارات التفاوض وبناء علاقات فعّالة) والمسؤولية الاجتماعية في مجال البيئة، والتفكير النظامي.
طاقة متجددة
من جانبها، ترى البروفيسور هيذر ماكغريجور، عميد ونائب رئيس جامعة هيريوت وات دبي، أن تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، مع الحد من الزيادة في متوسط درجات الحرارة العالمية إلى «1.5 درجة فوق مستويات ما قبل الصناعة»، تتطلب ضخاً هائلاً للمهارات الخضراء في جميع أنحاء صناعة الطاقة بأكملها، خاصة في قطاع الطاقة المتجددة.
وأوضحت أن المستثمرين في قطاع الطاقة المتجددة مصنعي البتروكربون، يدركون تماماً الحاجة إلى إيجاد مصادر بديلة للطاقة، مشيرة إلى زيادة تركيز المواهب الخضراء في صناعة النفط والغاز بشكل مطرد منذ عام 2016، ليصل إلى 21% في عام 2023.
تغيرات المناخ والبيئة
وأفادت بأن نمو الوظائف الخضراء لا يقتصر على قطاع الطاقة فحسب، ولكن على كل ما يتعلق بالاستدامة وتغيرات المناخ والبيئة، موضحة أن هناك زيادة في الطلب على المهارات الخضراء تفوق العرض، ما يزيد من احتمال حدوث نقص وشيك، وفجوة في المهارات الخضراء.
وقالت: إن الغد القريب سيشهد مسميات وظيفية لم تكن موجودة من قبل، لا سيما الخاصة بالاستدامة؛ أبرزها مستشارو الزراعة المستدامة، والمهندسون المتخصصون في الأنظمة الموفرة للطاقة، ومسؤولو الامتثال البيئي، والمتخصصون في الحد من النفايات، ومستشارو الحفاظ على المياه، ومحللو ومناصرو السياسات البيئية، وتجار ائتمان الكربون. وخبراء الاقتصاد البيئي.
استنهاض الحكومات
ويرى الخبير الدكتور أحمد آل علي أن تحديات البيئة وتغيرات المناخ المتوالية، استنهضت الحكومات والمجتمعات، لا سيما مع وجود مؤثرات كبيرة، تهدد سلامة البشرية، مؤكداً أهمية تضافر الجهود؛ لتدارك تلك التحديات والعمل سوياً من أجل مجتمع عالمي خالٍ من الظواهر البيئية السلبية التي تؤثر في جميع فئاته ومؤسساته.
وفي تعريفه للوظائف الخضراء، أفاد بأن المقصود بها تلك التي تسهم في المحافظة على البيئة والأرض واستعادتها، وقد تعمل في قطاع تقليدي مثل التصنيع أو البناء، أو في صناعة خضراء ناشئة جديدة مثل الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.
نوعية الوظائف
وحول نوعية الوظائف الخضراء المتاحة، قال: إنها تتنوع وترتقي مع اختلاف المهام والمهارات، وأبرزها حارس الأرض، وخبير الطاقة الذكية المتدرب، ومثبت الألواح الشمسية، وعامل إعادة التدوير، وفني توربينات الرياح، وهنا وظائف خضراء جديدة نراها على الساحة قريباً مثل مهندس السيارات الكهربائية، ومحلل البيانات، ومدير المزرعة، وتعتمد الوظيفة الخضراء التي تعمل بها على اهتمامات الموظف، ومهاراته، وخبراته، ومؤهلاته.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الجامعات كوب 28 الإمارات الاستدامة
إقرأ أيضاً:
منها دولة عربية.. قائمة الدول التي تضم أعلى عدد من المفاعلات النووية
دبي، الإمارات العربية المتحدة-- (CNN) في تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحت عنوان "مفاعلات الطاقة النووية في العالم" تقدم من خلاله البيانات الحديثة المتعلقة بوحدات مفاعلات القوى النووية في الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
المفاعلات النووية هي بمثابة قلب محطة الطاقة النووية، تحتوي على التفاعلات النووية المتسلسلة التي تنتج الحرارة من خلال عملية فيزيائية تسمى الانشطار وتتحكم فيها. تُستخدم هذه الحرارة لإنتاج البخار الذي يدير التوربينات لتوليد الكهرباء. لا تزال الطاقة النووية واحدة من أكبر المصادر المتاحة للكهرباء الموثوقة الخالية من الكربون.
تعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية كمدقق للسلامة النووية العالمية، وقد زاد هذا الدور بشكل كبير في أعقاب حادث تشيرنوبيل. وينص على إجراءات السلامة والإبلاغ عن الحوادث البسيطة. وقد تم تعزيز دورها منذ عام 1996. كل دولة تقوم بتشغيل محطات الطاقة النووية لديها مفتشية للسلامة النووية وكلها تعمل بشكل وثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ووفقًا للتقرير فإن أكبر ثلاثة منتجين من الكهرباء النووية في عام 2023 هم الولايات المتحدة والصين وفرنسا. حيث تستحوذ الولايات المتحدة التي تمتلك أكبر أسطول نووي في العالم على 31% من إجمالي توليد الكهرباء بإنتاج 779.2 تيراواط/ ساعة. تليها الصين بنسبة 16% (406.5 تيراواط/ ساعة). في حين بلغ إنتاج فرنسا 323.8 تيراواط/ ساعة، أي ما يعادل 13% من الإجمالي العالمي.
ومن بين الدول التي تضم مفاعلات الطاقة النووية، جاءت الإمارات كالدولة العربية الوحيدة التي تضم مفاعل نووية عاملة، بمجموع 4 مفاعلات. محطة براكة للطاقة النووية، أول محطة كهرباء في الإمارات، تتكون من أربع مفاعلات نووية من طراز APR-1400. دخلت براكة 1 مرحلة التشغيل التجاري في أبريل 2021، تلتها الوحدة 2 في مارس 2022 والوحدة 3 في فبراير 2023. وتنتج الوحدات التشغيلية الثلاث 30 تيراواط ساعة من الكهرباء النظيفة سنويًا. تم ربط الوحدة 4 بالشبكة في مارس 2024، ودخلت حيز التشغيل التجاري في سبتمبر من هذا العام. حيث تنتج المحطة 40 تيراواط ساعة من الكهرباء الخالية من الكربون سنويًا لمدة 60 عامًا على الأقل، وهو ما يعادل 25% من احتياجات الدولة من الكهرباء. ومن المتوقع أن تمنع محطة براكة للطاقة النووية ما يصل إلى 22 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام، أي ما يعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من الطرق.
وقد أضاف التقرير، بأنه في نهاية عام 2023، بلغت القدرة الإجمالية للمفاعلات النووية قيد الإنشاء 61.1 غيغاوات (59 مفاعلًا) في 17 دولة. لتنضم مصر ضمن القائمة الدول التي تضم مفاعلات نووية قيد الإنشاء ضمن مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية.
أمريكاالإماراتالصينروسيافرنساكوريا الجنوبيةالبرنامج النوويانفوجرافيكنشر الأربعاء، 13 نوفمبر / تشرين الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.