بـ«مريلة» المدرسة تقف الفتاة المراهقة فى الخلفية منبهرة أمام ضخامة والدها الجسمانية والفنية، يؤدى المشهد ببراعة شديدة، يدوى الصوت «كات»، المخرج يعلن انتهاء تصوير المشهد و«الملك» لا يلتفت لردود الفعل حوله ويبحث عنها ليتأكد من أدائه فى عينيها الشاخصتين المندهشتين، ويمنحها إحساساً بالثقة والأهمية، فتلك الفتاة بعد سنوات ليست طويلة ستكون الشهيرة ناهد فريد شوقى، وستصبح امتداداً لمسيرة والدها الإنتاجية فى الساحة الفنية على مدار ما يقرب من نصف القرن، قدّمت خلالها علامات بارزة فى السينما والدراما المصرية، قبل أن يخطفها الموت عن عمر يناهز الـ73 عاماً.

«ناهد» كانت الفرحة الأولى التى تسلّلت إلى حياة ملك الترسو فريد شوقى من زوجته الفنانة هدى سلطان، فى 25 ديسمبر 1950، الجينات الفنية ضربت جذورها عميقاً داخل روحها وتكوينها، لم ترث الاسم أو الملامح المميزة أو حتى قطعة من الروح فقط، ولكن تسلل إليها الحس الفنى وروح المغامرة والعقل الإنتاجى، وجرى داخلها مجرى الدم، شاهدة على مراحل كثيرة فى تاريخ السينما.

انبهرت الطفلة «ناهد» بوالدها وارتبطت به ارتباطاً شديداً، فكانت لا توجد إلا برفقته، مكتبه مكانها المفضل، تقرأ سيناريوهات أفلامه بشكل دائم.. «لديها حس فنى عالٍ» هكذا كان رأى النجم فريد شوقى فى ابنته التى كانت حريصة على مرافقته فى تصوير أفلامه، رغم وجود باقى أفراد عائلتها فى المصيف، وتوقع بعين الخبير أن يكون لها مستقبل فى المجال الفنى، ربما ككاتبة أو منتجة.

تحقّقت النبوءة ونجحت ناهد فريد شوقى فى خلق بصمة خاصة لنفسها فى مجال الإنتاج الفنى بعدما أسّست شركتها الخاصة وانفصلت عن والدها فى عام 1981، وقدّمت من خلالها مجموعة من الأعمال المميّزة، سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية، وكونها خريجة مدرسة «فريد شوقى»، على حد تعبيرها، كان اهتمامها الأكبر بالكلمة والنص، من خلال تقديم أعمال فنية مأخوذة عن أصل روائى، فكانت وراء إنتاج «لن أعيش فى جلباب أبى» و«حديث الصباح والمساء»، «هيستريا»، «من نظرة عين».

وعلى مدار 40 عاماً فى مجال الإنتاج نجحت «ناهد» فى إثبات نفسها على الساحة، فكان محركها الأساسى حب الفن والإخلاص له، وكانت حريصة على متابعة تغييرات السوق وضمان المنافسة مع تقديم قيمة فنية حقيقية تُرضى ذائقة الجمهور، وبخلاف منتجين كثر حصلوا على مكاسب مادية ضخمة من الإنتاج الفنى وقفت ابنة «الملك» على الحافة بعدما أنفقت كل أموالها على الفن، كانت دائماً ما تراهن على الإبداع فى كل مغامرة إنتاجية تخوضها، لتكون من ضمن أبرز صانعات السينما المصريات، وكُرِّمت عن مسيرتها فى النسخة الرابعة من مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة.

لم يكن نجاح «ناهد» على الجانب العملى فقط، بل فى الجانب الأسرى، استطاعت إحاطة نفسها بعائلة مُحبّة من أبنائها الأربعة، رغم الصدمة التى هزّت عالمها برحيل نجلها الأكبر فريد المرشدى، فأصبحت دائمة الوجود برفقة أبنائها: رشا، ناهد ومحمد السباعى، بالإضافة إلى حفيدتها «قسمت» من نجلها الراحل فريد وزوجته السابقة الفنانة داليا البحيرى.

«استراحة محارب»، متغيرات كثيرة شهدتها الساحة الإنتاجية بجانب عدد من الأسباب الشخصية دفعت ناهد فريد شوقى إلى الرجوع خطوة إلى الوراء قليلاً، والابتعاد عن الإنتاج لفترة قاربت الـ10 سنوات، ولكنها فى ذلك الوقت كانت نصب عينيها أهداف جديدة، حيث كانت ترغب فى إخراج أفلام وثائقية وأفلام قصيرة، وبدأت بالفعل فى الحصول على ورش فى مجال الإخراج، وربما إن أمهلها القدر سنوات أخرى، كانت الساحة الفنية ستكتشف مخرجة ذات نظرة مختلفة وبصمة اعتادت عليها «خليفة فريد شوقى».






المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ناهد فريد شوقي فريد شوقي الحس الفني الفن الدراما التليفزيونية فرید شوقى ناهد فرید

إقرأ أيضاً:

ياسمين صبري.. الموهوبة (بروفايل)

تسلل حب الفن إلى قلبها منذ نعومة أظافرها، وعندما حانت شارة البداية انطلقت بعنفوان وجمال الإسكندرانية، لتصبح من نجمات الصف الأول فى سنوات معدودات، وقت بدايتها لم تملك سوى مقومات الجمال، لكن بحر إسكندرية كان صاحب النصيب الأكبر فى خروج المواهب الفنية التى تجمع بين الجمال والموهبة، وخلال مسيرتها القصيرة قدمت أعمالاً فنية مميزة جذبت آلاف المشاهدين إلى أدائها، دخلت الوسط الفنى مصادفة من بوابة الإعلانات بعد أن تخرجت فى كلية الإعلام قسم الصحافة، رغم ابتعاد عائلتها عن المجال الفنى.

تعرّف الجمهور على «ياسمين» من خلال شخصية «صافى» ابنة منصور أبوهيبة، خلال الموسم الرمضانى 2014 فى مسلسل «جبل الحلال»، بطولة النجم الراحل محمود عبدالعزيز، لتجذب انتباه الكثيرين، بعد مشاركتها فى أول عمل فنى لها بالبرنامج الدينى «خطوات الشيطان»، ولعبت فيه دور فتاة محجبة تُدعى «رشا» فى موسم رمضان 2013.

ومن بعدها انطلقت فى الوسط الفنى وكان أول دور تليفزيونى لـ«ياسمين» بمثابة انطلاقة فنية لها من خلال مسلسل «طريقى»، وأصبحت حينها حديث السوشيال ميديا والصحافة، وجاء النجاح الأكبر من خلال محطة مسلسل «الأسطورة» بطولة الفنان محمد رمضان، وكان لها دور بارز فى عدد من الأفلام السينمائية من بينها «الديزل، جحيم فى الهند، ليلة هنا وسرور».

اختارت عنوان الانتصار لحقوق المرأة والدفاع عنها خلال العديد من الأدوار التى قدمتها فى دراما رمضان على مدار الأعوام الماضية، وقد بدأت رحلة البطولة الدرامية من خلال مسلسل «حكايتى» عام 2019، ثم قدمت مسلسل «فرصة تانية» عام 2020، ثم قدمت بطولة خلال مسلسل «رحيل» عام 2024، لتكمل مسيرتها الدرامية هذا العام من خلال مسلسل «الأميرة» فى رمضان 2025.

مقالات مشابهة

  • تسريب جديد حول هاتف آيفون القابل للطي.. شاشة بلا تجعد وتصميم فريد
  • مقتل شخص واندلاع حريق في مستودع نتيجة هجوم بمسيرة في منطقة بوريسبيل الأوكرانية
  • ياسمين صبري.. الموهوبة (بروفايل)
  • محمد رضا «معلم السينما» الذي أضحك الأجيال
  • ريهام عبدالغفور.. «الاستثنائية»
  • مدير فرع هيئة الاستثمار في السويداء: فرص استثمارية واعدة بالمحافظة
  • محافظ القاهرة: الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا لتطوير صناعة وإنتاج التمور بجميع المحافظات
  • طور سيناء تودع سائق حادث سانت كاترين في مشهد مهيب
  • تعريف المزارعين بمشروع تطوير زراعة وإنتاج العنب بالمضيبي
  • أخبار السيارات| داينامكس تطرح فيات 500X.. ومازدا تودع موديلها الشهير للأبد