ناهد فريد شوقي تودع جمهورها بمسيرة مشرفة وإنتاج واع.. «صانعة النجوم» لن ننساك
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
بـ«مريلة» المدرسة تقف الفتاة المراهقة فى الخلفية منبهرة أمام ضخامة والدها الجسمانية والفنية، يؤدى المشهد ببراعة شديدة، يدوى الصوت «كات»، المخرج يعلن انتهاء تصوير المشهد و«الملك» لا يلتفت لردود الفعل حوله ويبحث عنها ليتأكد من أدائه فى عينيها الشاخصتين المندهشتين، ويمنحها إحساساً بالثقة والأهمية، فتلك الفتاة بعد سنوات ليست طويلة ستكون الشهيرة ناهد فريد شوقى، وستصبح امتداداً لمسيرة والدها الإنتاجية فى الساحة الفنية على مدار ما يقرب من نصف القرن، قدّمت خلالها علامات بارزة فى السينما والدراما المصرية، قبل أن يخطفها الموت عن عمر يناهز الـ73 عاماً.
«ناهد» كانت الفرحة الأولى التى تسلّلت إلى حياة ملك الترسو فريد شوقى من زوجته الفنانة هدى سلطان، فى 25 ديسمبر 1950، الجينات الفنية ضربت جذورها عميقاً داخل روحها وتكوينها، لم ترث الاسم أو الملامح المميزة أو حتى قطعة من الروح فقط، ولكن تسلل إليها الحس الفنى وروح المغامرة والعقل الإنتاجى، وجرى داخلها مجرى الدم، شاهدة على مراحل كثيرة فى تاريخ السينما.
انبهرت الطفلة «ناهد» بوالدها وارتبطت به ارتباطاً شديداً، فكانت لا توجد إلا برفقته، مكتبه مكانها المفضل، تقرأ سيناريوهات أفلامه بشكل دائم.. «لديها حس فنى عالٍ» هكذا كان رأى النجم فريد شوقى فى ابنته التى كانت حريصة على مرافقته فى تصوير أفلامه، رغم وجود باقى أفراد عائلتها فى المصيف، وتوقع بعين الخبير أن يكون لها مستقبل فى المجال الفنى، ربما ككاتبة أو منتجة.
تحقّقت النبوءة ونجحت ناهد فريد شوقى فى خلق بصمة خاصة لنفسها فى مجال الإنتاج الفنى بعدما أسّست شركتها الخاصة وانفصلت عن والدها فى عام 1981، وقدّمت من خلالها مجموعة من الأعمال المميّزة، سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية، وكونها خريجة مدرسة «فريد شوقى»، على حد تعبيرها، كان اهتمامها الأكبر بالكلمة والنص، من خلال تقديم أعمال فنية مأخوذة عن أصل روائى، فكانت وراء إنتاج «لن أعيش فى جلباب أبى» و«حديث الصباح والمساء»، «هيستريا»، «من نظرة عين».
وعلى مدار 40 عاماً فى مجال الإنتاج نجحت «ناهد» فى إثبات نفسها على الساحة، فكان محركها الأساسى حب الفن والإخلاص له، وكانت حريصة على متابعة تغييرات السوق وضمان المنافسة مع تقديم قيمة فنية حقيقية تُرضى ذائقة الجمهور، وبخلاف منتجين كثر حصلوا على مكاسب مادية ضخمة من الإنتاج الفنى وقفت ابنة «الملك» على الحافة بعدما أنفقت كل أموالها على الفن، كانت دائماً ما تراهن على الإبداع فى كل مغامرة إنتاجية تخوضها، لتكون من ضمن أبرز صانعات السينما المصريات، وكُرِّمت عن مسيرتها فى النسخة الرابعة من مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة.
لم يكن نجاح «ناهد» على الجانب العملى فقط، بل فى الجانب الأسرى، استطاعت إحاطة نفسها بعائلة مُحبّة من أبنائها الأربعة، رغم الصدمة التى هزّت عالمها برحيل نجلها الأكبر فريد المرشدى، فأصبحت دائمة الوجود برفقة أبنائها: رشا، ناهد ومحمد السباعى، بالإضافة إلى حفيدتها «قسمت» من نجلها الراحل فريد وزوجته السابقة الفنانة داليا البحيرى.
«استراحة محارب»، متغيرات كثيرة شهدتها الساحة الإنتاجية بجانب عدد من الأسباب الشخصية دفعت ناهد فريد شوقى إلى الرجوع خطوة إلى الوراء قليلاً، والابتعاد عن الإنتاج لفترة قاربت الـ10 سنوات، ولكنها فى ذلك الوقت كانت نصب عينيها أهداف جديدة، حيث كانت ترغب فى إخراج أفلام وثائقية وأفلام قصيرة، وبدأت بالفعل فى الحصول على ورش فى مجال الإخراج، وربما إن أمهلها القدر سنوات أخرى، كانت الساحة الفنية ستكتشف مخرجة ذات نظرة مختلفة وبصمة اعتادت عليها «خليفة فريد شوقى».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ناهد فريد شوقي فريد شوقي الحس الفني الفن الدراما التليفزيونية فرید شوقى ناهد فرید
إقرأ أيضاً:
تعاون بين «القابضة» وشركة كورية لاستزراع وإنتاج الروبيان في «كيزاد»
أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت القابضة- ADQ، إبرام اتفاقية شراكة مع شركة Aqua Development الكورية الجنوبية الناشئة والمتخصصة في تقنيات الاستزراع المائي، بهدف دراسة إمكانية إنشاء مزرعة لتربية الروبيان على منطقة برية وضمن الظروف المناخية في الإمارات عبر تطوير منشأة تجريبية لاختبار أنظمة زراعية جديدة وحلول مستدامة حاصلة على براءة اختراع.
ويشارك في تمويل المنشأة التجريبية، التي تبلغ مساحتها نصف هكتار، صندوق مختبر القابضة للنمو، الذي يضم مجتمعاً حيوياً من المبتكرين ويركز على الاستفادة من فرص النمو وتحقيق القيمة من خلال عمليات الأبحاث والتطوير والابتكار.
وستتخذ المنشأة موقعاً ضمن منطقة كيزاد، مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات قطاع الاستزراع المائي، حيث تضم بنية تحتية ومرافق متخصصة لهذا الغرض.
وبموجب الاتفاقية، ستعمل الشركتان على تقييم إمكانية استزراع الروبيان، أحد أكثر المأكولات البحرية شعبية في العالم، في منطقة برية باستخدام الحلول البيولوجية المائية المبتكرة لمحاكاة البيئة الطبيعية للروبيان.
وتساعد هذه الطريقة على تربية الروبيان بكفاءة أكبر مقارنة بأساليب الاستزراع التقليدية التي تتطلب عدداً كبيراً من العمالة وتحقق معدلات إنتاج منخفضة التكاليف، كما تتطلب الأنظمة الحديثة التي تستخدم تقنيات الترشيح المتقدمة لإعادة تدوير المياه استثمارات كبيرة.
وتسهم حلول شركة Aqua Development الطبيعية والحائزة على براءة اختراع في خفض التكاليف وزيادة الإنتاجية بنسبة تصل إلى عشرة أضعاف مقارنة بالأنظمة التقليدية والحديثة.
وفي حال نجاح المرحلة التجريبية، من المتوقع أن يتم توسعة الإنتاج بشكل ملحوظ لتشكل بذلك خطوة مهمة ضمن جهود الإنتاج المحلي للروبيان في الإمارات.
وقال منصور الملا، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة في القابضة - ADQ ، إن الشراكة مع Aqua Development تعكس مدى التزام القابضة - ADQ بدعم الحلول المبتكرة التي تسهم في سد الفجوات الحالية في سلاسل التوريد وتعزز الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في الإمارات.
وأضاف أنه من شأن هذا التعاون الذي يسعى لتوظيف التقنيات المتقدمة والأنظمة الزراعية المتطورة، أن يعزز عمليات إنتاج الروبيان محلياً بشكل مستدام وناجح تجارياً، وأن يساعد في تلبية الطلب المتنامي على أحد أكثر المأكولات البحرية استهلاكاً في الإمارات، وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
من جانبه قال دوهيون لي، الرئيس التنفيذي لشركة Aqua Development، نطمح من خلال التعاون مع القابضة - ADQ التي حققت إنجازات مهمة على صعيد تعزيز الأمن الغذائي وإنتاج الغذاء بشكل مستدام في الإمارات، إلى استبدال كمية كبيرة من واردات المأكولات البحرية بمنتجات محلية بديلة عبر تطبيق حلول استزراع مائي مبتكرة ومستدامة وناجحة تجارياً.