عرض اليوم الثلاثاء، الفيلم الوثائقي الطويل "العنصرية"، إخراج فايق جرادة، ضمن فعاليات 
"أسبوع السينما الفلسطينية" الذي يقيمه المركز القومي للسينما، برئاسة الدكتور حسين بكر، وقطاع صندوق التنمية الثقافية، برئاسة الدكتور وليد قانوش، بسينما الهناجر، بدار الأوبرا المصرية.

 

وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة أدارها الناقد السينمائي أسامة عبد الفتاح، وأدارت معه النقاش الناقدة السينمائية شاهندة محمد علي.

 


جاء ذلك بحضور عدد من السينمائيين والنقاد والإعلاميين، وعدد من أساتذة المعهد العالي السينما ، كما حضر اليوم عدد من طلاب المعهد العالي للسينما قسم سيناريو ، وتحدث عدد من الحاضرين عن ضرورة عمل سيناريوهات ومشاريع أفلام جديدة تناقش القضية الفلسطينية توثيقاً لما يجري حالياً من حرب ضد الشعب الفلسطيني.

 

يذكر أن فعاليات البرنامج قامت بإعداده فنياً الناقدة السينمائية شاهندة محمد علي المشرف علي النشاط السينمائي بصندوق التنمية الثقافية، وتستمر فعالياته يومياً حيث تختتم يوم الجمعة الموافق ٨ ديسمبر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأوبرا المصرية أسامة عبد الفتاح الدكتورة نيفين الكيلاني الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة المركز القومي للسينما القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

العنصرية الضمنية في تبرير الهيمنة الغربية وانعدام المساواة

لا ينظر للطفولة باعتبارها مرحلة كغيرها. بل المرحلة التي تُكوّن الإنسان ذهنيا، جسديا، ونفسيا. مرحلة يتقرر فيها ما إذا كان الطفل سيؤجل أكل قطعة المارشميلو ليكافأ بأخرى، ويكبر ليصبح إنسانا قادرا على ضبط النفس، تأجيل تحقيق الرغبات، ينال الشهادات، والترقيات، ويحقق النجاح الاجتماعي. أو ما إذا كان سيأكلها مباشرة، وينتهي باختصار بلا مستقبل. مرحلة تغور فيها الجراح النفسية لتصبح أمراضا عقلية عند البلوغ. مرحلة إذا فات فيها الطفل أن يلعب، أن يتغذى كما يجب، فإنه يفقد الفرصة في تنمية دماغه على النحو المطلوب.

لكن، ثمة أطروحات جديدة لا تكتفي بأن ترفض هذه الأفكار، لأننا نفتقر للأساس العلمي الذي يدعمها، بل تذهب إلى تسليط الضوء على خطر هذه النظرة الجوهرانية والحتمية لنمو الإنسان.

تكتب فرانسيسكا مِزينزانا وغابرييل شايدكر في «ما المشكلة في ذكاء أطفالنا؟» حول تحويل تدخلات الطفولة المبكرة لوسائل هيمنة في الجنوب العالمي. يعمل منطق هذه التدخلات كالتالي: إذا ما تم التدخل في تربية الأطفال على نحو محفز، يحسن أدمغتهم، فسيعود بنتائج إيجابية على أدائهم الأكاديمي، وتكوينهم كناضجين. إن هذه التدخلات تمثل استثمارا فعالا يعِدُ بتحقيق النمو الاقتصادي، السلام، الديمقراطية بأنجع الطرق، عبر استهداف لبنات المجتمع الأساسية، ومكون مستقبله الأهم.

وفق هذا تُصمم برامج للتطور الأمثل لدماغ الأطفال، تستفيد من المرحلة التكونية، وقدرة الدماغ على النمو بوتيرة لن تتكرر مستقبلا.

يُجادل الكاتبان أن هذا المنطق يقوم على افتراضين مترابطين. «الأول هو أن هناك خطأ جوهريا في طريقة تربية الآباء في الجنوب العالمي لأطفالهم. والثاني هو أن قضايا مثل الفقر، وانخفاض الدخل، والبطالة، وعدم الاستقرار السياسي أو الحروب يمكن إرجاعها بطريقة ما إلى عيوب فردية».

هذه السرديات تؤكد على وجود قصور. والقصور الذي كان يُرد يوما ما إلى دونية العرق، يُربط اليوم بالظروف الاقتصادية الاجتماعية فترة التنشئة. سردية تُعزي أصحاب الامتيازات عبر تأكيدها أنهم لا يتحمّلون مسؤولية التفاوت الاقتصادي والاجتماعي. وهي أداة طيعة لتبرير فشل السياسات، ودور القوى المهيمنة في المصير المؤسف للدول التي استعمرتها، وتواصل استعمارها بنعومة في عالم اليوم. غني عن الذكر كيف استغل هذا لانتزاع الأطفال من السكان الأصليين، وكيف أن وضع تنشئة الطبقة المتوسطة في الدول الغربية كمعيار، يفشل في الأخذ في الحسبان الفروق الاجتماعية والثقافية التي تنتج أساليب أخرى، لعلها أكثر ثراءً وتحفيزا. فالأب الغربي يحتاج ليعين «موعد لعب» حتى يتسنى لطفله اللعب مع أقرانه، بينما الحارة والعالم هي ملاعب الأطفال الطبيعية في مناطق أخرى.

يتم عبر سرديات النمو المبكر الاحتفاظ بعقلية الحتمية وتحويل المسؤولية من النظام وسياساته إلى طبيعة الأفراد. ولأن تفسيرات الحتمية البيولوجية للسلوك البشري -والتي تركز على دور الجينات على حساب البيئة أو التربية والأقران- لم تعد مقبولة أخلاقيا ومعرفيا اليوم، يحدث الانزياح من مرحلة التكون الجنيني إلى الطفولة المبكرة، ليرتبط حظ الإنسان، وما يستحقه في الحياة بظروف تنشئته التي لا سبيل لإلغائها.

الذي نغفل عنه غالبا أن كثيرا من الاستنتاجات حول الأمر تُبنى على دراسات لحالات استثنائية، متطرفة. أقتبس مجددا من فرانسيسكا مِزينزانا وغابرييل شايدكر، اللذين يقولان: «تستند معظم الأبحاث حول تأثير الحرمان على الدماغ في مرحلة النموّ إلى دراسات أُجريت على الأطفال الذين تم تبنّيهم من دُور الأيتام الرومانية بعد سقوط نظام تشاوشيسكو عام 1989، والذين عرفوا الحدّ الأدنى من التواصل البشري، وهو أمرٌ لن تعيشه الغالبية العظمى من أطفال العالم».

في أكثر من مناسبة أتحدث عن الحاجة الملحة لأن تُقرأ العلوم والنتاج المعرفي المتمركز حول الغرب على نحو ناقد. إن المقاييس التي توضع لتشخيص وتبرير التدخلات العلاجية والطبية قد تكون في حالات (غير كونها أداة هيمنة) ضد مصلحة الأطفال، لأسباب أقلها إقناعهم بأنهم يعانون من أمراض، ومن قصور. وأقصاها تهديد حياتهم عبر التدخلات غير الملائمة.

نوف السعيدية كاتبة وباحثة عمانية في مجال فلسفة العلوم.

مقالات مشابهة

  • عبد الله بولا.. صرخة في وجه العنصرية الثقافية نهاية عصر المركزية النيلية وبدء انعتاق الهوية السودان
  • إيرادات ضعيفة لفيلم استنساخ في أولى أيام عرضه
  • العنصرية الضمنية في تبرير الهيمنة الغربية وانعدام المساواة
  • شاهندة عبد الرحيم تشيد بالخدمات الطبية في مستشفى الناس: اللي يقدر يتبرع ما يتأخرش
  • لقطات من أحدث أجزاء المهمة المستحيلة قبل عرضه بمهرجان كان السينمائي
  • خالد جلال ولقاء سويدان وعايدة فهمي.. نجوم الفن يدعمون كارمن في أول أسابيع عرضه
  • أحمد مالك يتفاعل مع الجمهور بعد تصدر فيلم «6 أيام» التريند: «حب كبير»
  • خلال أسبوع.. تزايد الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية
  • بعد 9 أيام من عرضه بدور السينما .. "سيكوسيكو" يتخطى الـ 79 مليونا
  • محمد الحوقاني: ريادة إماراتية في رعاية الأمهات والمواليد