لأول مرة| كوريا الجنوبية تعرض منتجات عسكرية يستخدمها الجيش المصري .. صور
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
تستمر فعاليات اليوم الثاني للمعرض الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية إيديكس 2023، والذي تستضيفه مصر، والمقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويشارك فيه أكثر من 400 شركة عارضة من 46 دولة فى الفترة من 4 ديسمبر حتى 7 ديسمبر 2023 بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية.
وكان لـ "صدى البلد" جولة داخل شركات الدفاع المشاركة من كوريا الجنوبية، حيث قامت ثماني شركات بعرض منتجاتها العسكرية، على رأسها شركة "هانوا" الكورية الجنوبية والتي تعاقدت معها القوات المسلحة في وقت سابق على المدفع EGY k9A1 والذي دخل الخدمة رسميًا في صفوف القوات المسلحة.
ولأول مرة، عرضة شركة "هانوا" الكورية الجنوبية عربة الإمداد بالذخائر طراز k10، بعد ما دخلت الخدمة رسميًا في القوات المسلحة، حيث تقوم بتوفير الذخيرة للمدافع ويمكنها أن تقدم الذخيرة لأكثر من مدفع في ذات الوقت.
عربة الإمداد بالذخائر طراز k10كما عرضت الشركة المدفع EGY k9A1 والذي دخل الخدمة رسميًا في صفوف القوات المسلحة، ويبلغ المدى الخاص بقذيفة المدفع EGY k9A1 40 كيلومتر، والسرعة 60 كيلومتر؛ كما أن هناك قابلية لتزويد المدى الخاص بالقذيفة بإضافة بعض المعدات والأجهزة الأخرى.
المدفع EGY k9A1 المدفع EGY k9A1 المدفع EGY k9A1كما عرضة شركة "هانوا" الكورية الجنوبية العديد من المنتجات العسكرية الأخرى، كـ الصواريخ بمختلف أنواعها، والمركبات المدرعة والقنابل وراجمات الصواريخ، كما تم عرض مركبة المشاة القتالية "ريد باك"، والصاروخ الموجه التكتيكي "تشونجوم"، وقاذفة الصواريخ المتعددة "تشونمو".
منتجات شركة هانوا الكورية الجنوبيةمنتجات شركة هانوا الكورية الجنوبيةمنتجات شركة هانوا الكورية الجنوبيةمنتجات شركة هانوا الكورية الجنوبيةكما تفقد "صدى البلد" شركات دفاع الكورية الجنوبية الأخرى المشاركة في معرض إيديكس 2023، حيث تنوعت المنتجات العسكرية المعروضة ما بين الطائرات والمُسيرات والسفن الحربية والأقمار الصناعية والصواريخ الذكية.
شركة "إل آي جي نيكس ون" الكورية الجنوبيةكما تفقد "صدى البلد" شركة "إل آي جي نيكس ون" الكورية الجنوبية والذي تميز بعرض الأنظمة غير المأهولة مثل الطائرات بدون طيار والروبوتات والذكاء الاصطناعي وأنظمة الحرب السيبرانية.
منتجات شركة "إل آي جي نيكس ون" الكورية الجنوبيةشركة KAI الكورية الجنوبيةكما تفقد "صدى البلد" شركة KAI الكورية الجنوبية، والمتخصصة في مجال الطائرات والطائرات بدون طيار والهليكوبتر.
منتجات شركة KAI الكورية الجنوبيةمنتجات شركة KAI الكورية الجنوبيةمنتجات شركة KAI الكورية الجنوبيةمعرض إيديكس 2023وتستضيف مصر فعاليات المعرض الدولي الثالث للصناعات الدفاعية والعسكرية إيديكس 2023، ويقام المعرض خلال الفترة من 4 - 7 / 12 / 2023 بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة لاستعراض أحدث التقنيات والمعدات والأنظمة العسكرية فى البر والبحر والجو بمشاركة أكثر من 400 شركة عارضة من 46 دولة.
ويشارك فى فعاليات المعرض كبرى الشركات المصرية والعالمية العاملة فى مجال الصناعات الدفاعية بأحدث المعدات والتكنولوجيات والأنظمة الأمنية والدفاعية، كما تملا دعوة وفود عسكرية رفيعة المستوى من أكثر من 100 دولة لزيارة المعرض، المتوقع أن يجذب ما يزيد عن 35 ألف زائر من قطاع الصناعات الدفاعية والمهتمين بمجال التسليح والصناعات الدفاعية والعاملين فى هذا المجال.
ويضم المعرض 22 جناحاً دولياً من "الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند وكوريا الجنوبية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليونان والسعودية والإمارات العربية المتحدة والبرازيل ورومانيا وجمهورية التشيك وصربيا وسلوفاكيا وبلغاريا وأوكرانيا وكازاخستان وباكستان وأرمينيا والبوسنة والهرسك" بالإضافة إلى مصر.
ويتم تنظيم المعرض من قبل شركة AWE الشركة الدولية الرائدة فى تنظيم الأحداث الدولية الكبرى بالتعاون مع وزارة الدفاع ووزارة الإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع، كما يُعد معرض إيديكس 2023 هو الحدث الدفاعى والأمنى الوحيد فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والأكبر فى أفريقيا مما يوفر فرصة فريدة للزوار لمشاهدة أحدث التقنيات والمعدات والأنظمة الدفاعية والمنتجات العسكرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كوريا الجنوبية شركة هانوا هانوا معرض أيديكس 2023 معرض ايديكس أيديكس 2023 القوات المسلحة إیدیکس 2023 صدى البلد
إقرأ أيضاً:
شركة إماراتية تخطط لاستحواذ زراعي كبير بمصر وتفاوض جهة عسكرية
في الوقت الذي يتواصل فيه توغل الشركات الإماراتية في مصر، وخاصة القابضة ADQ، التابعة لـ"صندوق أبوظبي السيادي" عبر الاستحواذات المتتابعة على الأصول والممتلكات والشركات العامة والحكومية، تتفاقم مخاوف المصريين من توغل إماراتي بالقطاع الزراعي الحيوي ومنه سلعة القمح الاستراتيجية، التي يعاني أكبر بلد عربي سكانا، نقصا شديدا منها.
شركة "الظاهرة" الإماراتية المملوكة للشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، المتخصصة بزراعة وإنتاج الأعلاف وتوريدها لهيئة التحكم الإماراتية المسؤولة عن الأمن الغذائي هناك، تفاوض "الهيئة الهندسية للقوات المسلحة" المصرية لإعادة شراء أراض بمشروع "توشكى" جنوب الصحراء الغربية.
"تمليك بخس وعدم جدية"
وفي عهد حسني مبارك، تملكت شركة "الظاهرة" مساحة 100 ألف فدان بفرع (3) بمشروع توشكى، مقابل 5 ملايين جنيه فقط بسعر الفدان 50 جنيها مصريا، بينما كان متوسط سعره حينها نحو 11 ألف جنيه، وفقا لتقديرات دعوى "المركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية"، عقب ثورة يناير 2011، فيما أصدر "مجلس الدولة" 9 شباط/ فبراير 2011، فتوى ببطلان العقد.
لكن؛ وبدعوى الحفاظ على الاستثمارات العربية، قررت "هيئة التنمية الزراعية" في نيسان/ أبريل 2011، بمصر عدم فسخ التعاقد مع "الظاهرة"، لكنها عادت في 26 أيلول/ سبتمبر 2012، وقررت سحب 70 ألف فدان من "الظاهرة" والاكتفاء بتخصيص 30 ألف فدان على فرع رقم 2 في توشكى، أسوة بالتسوية التي أبرمتها الحكومة مع الأمير الوليد بن طلال في 2011.
ولم تكتمل تحقيقات النيابة بهذا الملف حول قيمة التسعير، كما أن الشركة لم تستزرع إلا ربع المساحة (25 ألف فدان فقط)، لتقوم الحكومة المصرية بالفعل بسحب 62.6 ألف فدان لعدم الجدية، وأبقت للشركة على 37.4 ألف فدان، فيما تحاول "الظاهرة" مجددا استعادة ما تم سحبه من أراضي.
"خطط الشركة"
وقالت مصادر لوكالة "رويترز، في تشرين الثاني/ أكتوبر 2023، إن "شركة الظاهرة، تُجري محادثات للاستحواذ على على 500 ألف فدان من الأراضي الزراعية بمصر"، صاحبة ثالث أكبر اقتصاد عربي وثاني أكبر اقتصاد إفريقي، والسوق الواسعة بعدد سكان يفوق 107 ملايين نسمة.
وكان رؤوف توفيق، قد أعلن بمؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي، عن توجه "الظاهرة" لاستثمار نحو 230 مليون دولار بمصر خلال 5 سنوات، 200 مليون منهم في 90 ألف فدان، خلال 2025، بالشراء المباشر أو بعقد تأجير طويل الأجل.
لتنضم تلك المساحة المحتملة إلى محفظة أراضي تقدر بنحو 67 ألف فدان تملكها الشركة في 4 مشاريع زراعية بمصر، واحد في "توشكي"، واثنين بـ"شرق العوينات" (جنوب الصحراء الغربية)، والأخير بـ"الصالحية" (شمال شرق الدلتا).
وأكد توفيق، الأربعاء الماضي، لنشرة "إنتربرايز" الاقتصادية المحلية، ولموقع "الشرق مع بلومبيرغ"، أن الشركة الإماراتية أكبر منتج للقمح من القطاع الخاص بمصر، معلنا عن توجه لاستصلاح ألفي فدان من محفظة أراضي الشركة العامين المقبلين باستثمارات نحو 400 مليون جنيه.
وتوقع تحقيق"الظاهرة" التي تعمل في مصر منذ العام 2007، ويقع مقرها بأبوظبي، وتدير مشروعات زراعية بأوروبا والأمريكتين وإفريقيا، إيرادات إجمالية من مشروعاتها بمصر بقيمة 62 مليون دولار بنهاية العام الجاري، مع احتمالات زيادتها إلى 67 مليون دولار العام المقبل.
وألمح إلى أنها تحقق أرباحا من استثماراتها في مصر منذ 2021، وأن استثماراتها بلغت نحو 250 مليون دولار، وأنه تم استصلاح نحو 40 ألف فدان في 4 مشاريع، بالصالحية، وتوشكى، وشرق العوينات.
"توريد القمح لمصر"
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، إن إنتاج "الظاهرة" بلغ خلال 5 سنوات نحو 450 ألف طن قمح، وردتها "الظاهرة" بالكامل إلى وزارة التموين بالجنيه المصري بقيمة 500 مليون دولار، وبواقع 100 مليون دولار سنويا، مشيرا إلى إنتاج 210 آلاف طن ذرة صفراء، و90 ألف طن من بنجر السكر، تم بيعها بالسوق المحلية.
وفي 22 تموز/ يوليو 2023، وقعت مصر اتفاقية تسهيل قرض متجدد بـ100 مليون دولار مع صندوق "أبوظبي للتنمية" لتمويل مشترياتها من الحبوب من شركة "الظاهرة"، وسط تساؤلات خبراء عن سعر التوريد كونها أقماح مستوردة وتزيد كثيرا عن السعر الذي تفرضه الحكومة لتوريد الأقماح من المزارعين المصريين.
واشترت القاهرة ثاني أكبر مستورد للقمح بالعالم الأردب (150 كيلوغرام) من المزارعين بسعر 1500 جنيها بموسم (2023/2024)، لترفعه إلى 2200 جنيها في (2024/2025).
وتستهلك مصر التي كان يطلق عليها لقب سلة غلال العالم القديم، نحو 25 مليون طن قمح سنويا، تنتج منه أراضي الدلتا والوادي حوالي 12 مليون طن يكفي البلاد 6 شهور، وتستورد الباقي من 16 منشأ أهمها: روسيا، وأوكرانيا، ورومانيا، وأستراليا، وفرنسا، وليتوانيا، وكندا، والصين.
"مؤثرات خارجية ومخاوف"
وتتزايد المخاوف مع توجه المزارعين الروس لزراعة كميات أقل من القمح في العام المقبل، لصالح محاصيل أكثر ربحية، وذلك بعد تكبدهم خسائر فادحة هذا العام، وذلك وفقا لتقرير لوكالة "رويترز" للأنباء، الأربعاء الماضي، ما قد يؤثر على واردات مصر من القمح الروسي، ويزيد من حاجة القاهرة إلى أقماح الشركة الإماراتية.
وأعرب مراقبون عن مخاوفهم من تعاظم أدوار الشركة الإماراتية في القطاع الزراعي، مشيرين إلى أنها تنتج القمح والذرة الصفراء والبنجر على الأراضي المصرية وبعمالة محلية رخيصة الأجر وبمياه نهر النيل بلا أية تكلفة، في وقت يعاني الاقتصاد المصري من أزمات بنيوية وهيكلية خطيرة ويعتمد على الاقتراض الخارجي لتوفير السلع الحيوية.
وتساءل البعض عن منح الشركة الإماراتية مميزات تفضيلية لا يتم منحها للشباب مطالبين بتملكهم مساحات صغيرة خاصة وأن نسبتهم بين سن (18 و29) تفوق 21.1 مليون نسمة، وفق إحصاء رسمي في آب/ أغسطس الماضي.
ولفت البعض إلى أنه في مقابل، منح الشركة الإماراتية آلاف الأفدنة يجري حرمان ملايين الشباب المصري من التملك في المشروعات التي يقوم الجيش بالاستصلاح فيها، بل إن الحكومة المصرية تقوم بعمليات تهجير واسعة بحق الأهالي في مناطق استراتيجية وحيوية وتسلمها لشركات إماراتية وأخرى شريكة لها.
وشهدت جزيرة الوراق وسط نيل القاهرة مساء الثلاثاء الماضي، اشتباكات عنيفة بين الأهالي الرافضين لمغادرة أراضيهم لتنفيذ مشروع سياحي إماراتي، وبين قوات الأمن التي اعتقلت العشرات منهم.
وفي 4 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اشتبكت قوات الجيش مع أهالي قرية جميمة التابعة لمحافظة مرسى مطروح وأطلقت الرصاص الحي على الرافضين لتهجيرهم لإقامة المشروع السياحي "ساوث ميد إيجيبت" بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ومجموعة طلعت مصطفى القابضة، وبشراكة إماراتية.
"جريمة أمن قومي"
وفي قراءته لـ"عربي21"، تحدث الخبير الزراعي المصري الدكتور عبدالتواب بركات عن الآثار المترتبة على توغل الشركة الإماراتية في مجال الزراعة المصري وإنتاج سلع استراتيجية كالقمح والذرة، معتبرا أنها "جريمة تمس الأمن الغذائي للمصريين".
وقال: "عندما تتحول الاستثمارات الأجنبية من مصدر للتمويل، وزيادة فرص عمل الشباب، ونقل للتكنولوجيا، وزيادة الناتج القومي، ومشاركة العوائد إلى التربح، وإهدار المال العام، وابتزاز الدولة، والفساد المالي على حساب المنتج المحلي وهو الفلاح المصري في هذه الحالة، فإنه جريمة في حق الأمن القومي تستوجب المساءلة والمحاسبة".
مستشار وزير التموين المصري الأسبق، أضاف: "ذلك أن الجنرال السيسي صرح بأن زراعة القمح ليست أولوية اقتصادية لنظامه، وأن زراعة محاصيل أخرى ذات عائد أعلى ثم شراء القمح من الخارج هي سياسته الزراعية".
وأكد أن "الواقع يثبت أنه يحرم الفلاح المصري من حيازة الأرض الزراعية في الظهير الصحراوي وينزع ملكيتها من أصحابها بحجج واهية، ويهديها للشركات الأجنبية التابعة للحكومات الداعمة لنظامه ويملكها لتلك الشركات الأجنبية على حساب الأمن القومي المصري".
الأكاديمي المتخصص في بحوث التنمية الزراعية وسياسات الأمن الغذائي، أشار إلى أنه "وبدلا من دعم مزارع القمح المصري باعتباره أمنا استراتيجيا، وكذلك الذرة الصفراء والصويا، فإنه يشتري هذه المحاصيل الاستراتيجية من الفلاح المصري بأسعار بخسة تحقق خسائر مالية له، فيضطر لزراعة محاصيل أخرى هامشية وغير مجدية".
ويرى أنها "سياسة راسخة لإفقار الفلاح المصري منذ 2014"، مؤكدا أن "إهدار الأمن الغذائي أحد أهم مقومات الأمن القومي، وأدت لزيادة الفجوة الغذائية في مصر مع ارتفاع أسعار الغذاء لأعلى معدل في العالم، وزيادة الفقر والمشاكل الإجتماعية المرتبطة به، من بطالة وطلاق وتفكك أسري وجرائم السرقة من الجيران والأقارب وتهديد النسيج الاجتماعي للأمة المصرية".
وختم بالقول: "وهي جرائم ستسجل في سجل تاريخ هذا النظام".
انتهاز للفرص
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي والاستراتيجي الدكتور علاء السيد، إن "اعتزام الظاهرة الإماراتية التابعة لصندوق أبوظبي السيادي للتوسع بشراء أراض زراعية بمصر وزراعة القمح وبيعه لها كسلعة مستوردة ليس هو أصل المشكلة، ورغبة التوسع أمر طبيعي لأي شركة".
رئيس "الأكاديمية المصرفية الدولية"، أكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "المشكلة الأكبر كانت في سوء التخطيط الاستراتيجي من البداية منذ العام 2013"، مبينا أنه "ليس هناك استراتيجية وطنية خالصة لإنقاذ الاقتصاد المصري، ورغم تعاقب الحكومات لكنها لم تضع خطط استراتيجية واضحة للإنقاذ ولم تكن هناك رؤية وطنية واحدة".
ولفت إلى أن "المشهد يقول إن الهدف الرئيسي إغراق مصر بالديون، ربما بشكل متعمد وربما بصورة عشوائية، وإن كنت أميل إلى أن الأمر مخططا له ويتم تنفيذه بشكل دقيق للغاية".
استشاري تطوير وتمويل المشروعات والأوقاف الاستثمارية، يرى أن "إغراق مصر في الديون وعدم قدرتها على السداد أديا بها إلى التخلي عن أصولها رويدا رويدا، كالتخلي عن حصة مصر التاريخية بمياه النيل باتفاقية 2015، وحقول غاز شرق المتوسط باتفاقيات ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الصهيوني وقبرص واليونان مكايدة في تركيا في ظروف معينة".
وأضاف: "كان من السهل على الحكومات المتعاقبة التنازل عن الأصول المصرية بشكل ملفت للنظر، ومنها جزيرتي تيران وصنافير للسعودية عام 2016، وما تبعه من التنازل عن ممر تيران المصري الاستراتيجي والذي تحول لممر دولي يسمح بإنشاء قناة بن غوريون المنافسة لقناة السويس".
وتابع: "ثم بعد ذلك تدفقت مئات مليارات الدولارات على مصر بصورة مستغربة للغاية ولم يكن هذا ثمنا مناسبا لإحداث التغيير في المشهد السياسي المصري، وكانت تكفي بضعة مليارات فقط ولم يكن الأمر يستدعي تدفق كل تلك المليارات دون أن تمر على البنك المركزي".
ويرى السيد، أن "هذه مسألة متعمدة، وفي النهاية من أرسل تلك الأموال طالب بعد ذلك بحقوقه، وتساءل: ماذا فعلتم بهذه الأموال؟، وقالوا: نريد مقابلا لها، فبدأ التفريط مرة أخرى، بل الاستمرار في التفريط في الأصول والأراضي كما رأينا في رأس الحكمة في العلمين شمال غرب البلاد، وغيرها".
وألح إلى أنه "إلى جانب التفريط في آلاف الأفدنة الزراعية جرى التفريط في قطاع الأسمدة المرتبط بالقطاع الزراعي، وضياع أهم الشركات العاملة في هذا المجال كثمن للمليارات التي تدفقت بعد 2013، وهي ليست استثمارات جديدة بل استثمارات مصرية وطنية تم التنازل عنها".
وأعرب الخبير المصري عن تخوفه الأكبر، موضحا أن "الأمر وصل الآن إلى صعوبة التخطيط للمستقبل ليس بمجال الزراعة والقمح فقط، بل بكل القطاعات إذا جاءت حكومة رشيدة وقررت وضع خطة لإعادة هيكلة الاقتصاد وتطويره؛ فلن تستطيع تنفيذ هذا في ظل وجود التمدد الإماراتي والسعودي داخل الاقتصاد المصري وقبله الذراع الاقتصادية للجيش".
ومضى يؤكد أنه "لم يعد هناك مساحة للوطن أو للشعب أو أي حكومة أن تعمل بين سندان الذراع الاقتصادية للجيش، أو الذراع الاقتصادية للصندوق السيادي لأبوظبي، وأموال دبي، والصندوق السيادي السعودي".
وختم حديثه: "الوضع الاقتصادي في مصر تم تعقيده بشكل متعمد، ولم يعد بإمكان الشعب ولا حتى الحكومات التي تريد التخطيط والتطوير فعل شيء، فهناك لاعبون رئيسيون بالمشهد المصري والاقتصادي يمنعون قرارا وطنيا خالصا لمصلحة المصري".
وخلص، للقول: "لذا فالأمر لا يقتصر فقط على مسألة الأراضي الزراعية والقمح والذرة والمحاصيل الاستراتيجية، وأرى أن القصة أكبر وهي انتهاز للفرص وتخليص للفواتير القديمة".