مفاجئات مذهلة مازالت تتفجر بعملية طوفان الأقصى.. القصة الكاملة لجاسوس حماس داخل الجيش الإسرائيلي الذي تبحث عنه تل أبيب
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
رغم مرور ما يزيد عن الشهرين عن عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، داخل أراضي المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، إلا أن المفاجئات ما زلت تتفجر في تحليل تلك العملية العسكرية الأكثر إبهارا للخبراء العسكريين حول العالم، وكيف تستطيع قوة لمقاومة بدائية، أن تقتحم أحد أكبر الدول قوة عسكريا بالعالم، بل وتقوم باقتحام كافة المواقع العسكرية وأكبرها بقطاع جنوب إسرائيل، ولكن المفاجأة في تلك المرة غير مسبوقة، حيث هنا نتحدث عن جاسوس داخل الجيش الإسرائيلي لصالح حماس.
نعم، هذا ليس تأليف خيال كاتب، ولكنه الواقع الذي ذكره تقرير لصحيفة عاروتس 7 العبرية، والتي استعانت فيه بمعلومات نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية، حيث كان الحديث عن جاسوس كشفت عنه مصادر عسكرية إسرائيلية، مازال البحث جاريا عنه، ساهم في إمداد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، كانت لها دورا كبيرا في القيام بعملية طوفان الأقصى، وكشف التقرير أن الأدلة التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي دامغة على وجود هذا الجاسوس داخل الجيش.
الخريطة السرية مفتاح الكشف عن الجاسوس
"عنصر من كتائب القسام كان بحوزته خريطة لقاعدة عسكرية"، هكذا كان عنوان التقرير الصحفي الذي نشرته الصحيفة العبرية، حيث كانت تلك الخريطة هي بداية الخيط للكشف عن احتمالية وجود جاسوس داخل الجيش يعمل لصالح حماس، حيث ذكرت المصادر العسكرية الإسرائيلية، أنه لا يمكن الحصول عليها إلا بمساعدة جاسوس.
وبحسب ما نقلته الصحيفة العبرية عن صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإنه من بين الوثائق التي تم العثور عليها مع أحد جنود حماس الذين نفذوا الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر، والمعروفة باسم طوفان الأقصى، كانت هناك أيضًا خريطة لقاعدة جيش الدفاع الإسرائيلي التي لم يكن من الممكن رسمها إلا بمساعدة معلومات من الداخل والتي "يكاد يكون من المؤكد أنها تم إعداده بمساعدة جاسوس حماس.
الخريطة تم تعميمها على كافة الجنود
وبحسب ما جاء بالصحيفة العبرية، فإن حماس قامت بتزويد كل مقاتليها بخرائط تم رسمها على ما يبدو بمساعدة معلومات داخلية عن قواعد الجيش الإسرائيلي، وذلك حسبما نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية هذا الصباح (الثلاثاء)، وذلك بعد أن عرض الجيش الإسرائيلي على الصحفيين المواد التي تم الاستيلاء عليها في حوزة إرهابيي حماس.
ووفقا للصحيفة، فإن خريطة القاعدة العسكرية التي استولى عليها إرهابي تسلل إلى إسرائيل خلال أحداث أكتوبر، تحتوي على قائمة مفصلة بقاعدة ومواقع عسكرية تم إنشاؤها على ما يبدو بمساعدة معلومات قدمها جاسوس، وقال مصدر إسرائيلي إن "الخريطة، التي تم تفصيلها بالتفصيل، تم استخلاصها من معلومات داخلية، يكاد يكون من المؤكد أنها من جاسوس لحماس".
كتيبات إرشادية مفصلة
ويبدوا أن الأمر لم يقتصر على خريطة فقط، حيث لوحظ أيضًا أن مقاتلي حماس كانوا يحملون كتيبات إرشادية مفصلة حول كيفية أخذ الرهائن بالإضافة إلى جهاز اتصال داخلي عربي عبري حتى يتمكنوا من التحدث مع المختطفين، فالمعلومات الواردة، من بين أمور أخرى، من تحليل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والوثائق التي صادرتها قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة أثناء الحرب، والجيش الإسرائيلي مشغول بتحليلها لتتبع وفهم كل شيء عن التخطيط للمذبحة في غلاف غزة.
ومن بين أمور أخرى، اتضحت أبعاد الخطة، والتي بموجبها أمرت قوات النخبة بالاستمرار خارج المنطقة الجنوبية باتجاه وسط البلاد ومحاولة شل المواقع العسكرية التي يمكن أن تخرج منها قوات قتالية كبيرة، وبالتالي الإضرار بالحكومة قدرة الجيش الإسرائيلي على الرد على أي هجوم أينما خططوا للذهاب، والخطط التي تم الكشف عنها دفعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، إلى الاعتقاد بأن معظم مقاتلي حماس لم يعرفوا الخطة الكاملة للهجوم ولم يكتشفوا حجمها إلا في صباح يوم تنفيذها.
هكذا كان دور البدو في إخفاء جنود القسام
وفي تقرير منفصل للصحيفة العبرية، كشفت فيه، أن النيابة العامة الإسرائيلية قامت بتوجيه لائحة اتهام إلى المحكمة المركزية في بئر السبع ضد أربعة من السكان العرب الإسرائيليين من الشتات البدو الذين يشتبه في قيامهم بإخفاء مقاتلي كتائب القسام الذين فروا من قوات الأمن الإسرائيلية مباشرة بعد هجوم حماس في غلاف غزة، حيث قام أحدهم بإخفاء أربعة من هؤلاء المقاتلين، كما طلب مكتب المدعي العام احتجازهم حتى نهاية الإجراءات وتحديد المنازل التي سيتم استخدامها لاحتجازهم.
وجاء في لائحة الاتهام أن أربعة من سكان غزة دخلوا إسرائيل صباح يوم الهجوم القاتل من خلال الثقوب التي أحدثها المقاتلين في السياج، ثم سرقوا جرارًا وقادوه حتى نفاد الوقود، وفي اليوم التالي وصل الأربعة إلى رهط وكنا في المسجد هناك، وبعد ذلك بيوم، وأثناء جولة في برحات، التقى اثنان من المتسللين بأحد البدو، وأخبروه أنهم دخلوا من غزة يوم الهجوم وطلبوا قضاء الليلة معه "حتى يهدأ الوضع"، وبالفعل وافق وأجاب بأنه يعرف أن الشرطة تجمع الناس من غزة وحثهم على البقاء، وخلال النهار انضم إليهما المتسللان الآخران.
وبعد أيام قليلة ذكر بعض المتسللين أن لهم قريب يعيش في إسرائيل، فقام هذا البدوي بالاتصال بقريبهم طربين الذي جاء برفقة شخص آخر لاصطحابهم من منزله، وبعد نحو أسبوعين جاء الشخص الآخر، واتصل بالعيد وأخبره أن لديه عاملين من غزة بدون تصاريح إقامة ويرغبان في العمل لديه، ورغم أن الشاهد اشتبه في أنهما دخلا تحت رعاية الهجوم، إلا أنه آواهما في منزله وتجنب معرفة السبب، وجاء في لائحة الاتهام "ظروف دخولهم إلى إسرائيل".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی کتائب القسام طوفان الأقصى داخل الجیش التی تم
إقرأ أيضاً:
تفاصيل قضية التسريبات في الجيش الإسرائيلي
فجر الإعلان عن اعتقال ضابط إسرائيلي كبير في الجيش في قضية التسريبات، مزيداً من الجدل بشأنها، وحسب ما أفادت وسائل إعلام عبرية، كان الضابط يستجم مع زوجته وولديه في أحد الفنادق بمدينة إيلات الجنوبية، عندما داهمته قوة من رجال الشرطة الملثمين واعتقلته، ونقلته إلى غرفة التحقيق في منطقة تل أبيب، وأبلغوه بأنه مطلوب للتحقيق من دون إعطاء تفاصيل.
وحسب الشرق الأوسط، يتوقع المراقبون أن يكون هذا الضابط أحد عناصر الأمن الذين سربوا وثائق من الجيش وزوروا بعضها، حتى تلائم سياسة نتنياهو، وإصراره على إفشال صفقة تبادل أسرى مع «حماس».
وبهذا الاعتقال الأحدث، يصبح هناك 5 معتقلين، المتهم الرئيسي وهو مدني كان يعمل ناطقاً بلسان نتنياهو، و4 ضباط وموظفين في أجهزة الأمن تعاونوا مع نتنياهو في خططه.
إيلي فيلدشتاين
وكشفت وسائل إعلام عبرية، الاثنين، معطيات جديدة عن المتهم الرئيسي، إيلي فيلدشتاين، وهو الوحيد الذي سمحت المحكمة بنشر اسمه، واتضح منها أنه كان يعمل ناطقاً بلسان وزير الأمن الداخلي، إيتمار بن غفير، وقد أهداه إلى نتنياهو في 7 أكتوبر 2023، ليكون ناطقاً بلسانه في القضايا العسكرية.
وبحسب مقربين من التحقيق، فإن إحدى المهام التي كلف بها فيلدشتاين في مكتب نتنياهو، كانت أن يدس في وسائل الإعلام المختلفة، «معلومات أمنية تخدم السيد (نتنياهو)».
وفيلدشتاين مشتبه به بالتآمر مع ضباط في الجيش، إذ تلقى منهم وثائق سرية ووزعها بتفسير زائف على كل من صحيفة «بيلد» الألمانية، وصحيفة «جويش كرونيكل» البريطانية، التي سارع نتنياهو وزوجته ليستخدماها لأغراضهما السياسية، علماً بأن الصحيفتين معروفتان بقربهما منه.
وبداية تلك الفضيحة تعود إلى ما نشرته صحيفة «بيلد» الألمانية، في 6 سبتمبر الماضي، إذ ادعت وجود وثيقة سرية لحركة «حماس»، تحدِّد استراتيجية التفاوض التي تتبعها الحركة مع إسرائيل.
وزعمت الصحيفة، آنذاك، أن الوثيقة تابعة لمكتب يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» حينها، ويعود تاريخها إلى ربيع 2024، عن «المبادئ التوجيهية لمحادثات وقف إطلاق النار».
وبحسب «الوثيقة المزعومة»، فإن «حماس» لا تسعى إلى نهاية سريعة للصراع، بل «تفضِّل تحسين شروط الاتفاق، حتى لو أدى ذلك إلى إطالة أمد الحرب»، كما أن «استراتيجية (حماس) ترتكز على نقاط أساسية: أولاً، مواصلة الضغط النفسي على عائلات الرهائن لزيادة الضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية. وثانياً، استنفاد الآليات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وتكثيف الضغوط الدولية على إسرائيل».
وبالتزامن مع تقرير الصحيفة الألمانية، نقلت صحيفة «جويش كرونيكل»، عن مصادر وصفتها بـ«استخباراتية»، أن «خطة زعيم (حماس) السنوار، كانت تتمثل في الهرب مع قادة الحركة المتبقين، وكذلك مع الرهائن الإسرائيليين، عبر محور فيلادلفيا إلى سيناء في مصر، والطيران من هناك إلى إيران».
وعقب بث تلك المعلومات عبر الصحيفتين أدلى نتنياهو بتصريحات صاخبة، ادعى فيها أنه يسعى لمنع السنوار من الهرب مع الرهائن، وفي مؤتمر صحافي لوسائل الإعلام الأجنبية في القدس، قال إن «(حماس) تخطط لتهريب رهائن إلى خارج غزة عبر محور فيلادلفيا»، واستخدم نتنياهو هذه المسألة لتبرير احتلاله رفح وتمسكه بمحور فيلادلفيا (على الحدود بين مصر وقطاع غزة) ونسفه مفاوضات الصفقة.
أخبار الفضيحة
وسيطرت هذه الفضيحة على الحوار في المجتمع الإسرائيلي، لدرجة أنها تُغطي على أنباء الحرب، وفي حين يهاجم اليمين الجهاز القضائي على تنفيذه الاعتقالات، والجيش على تولي قيادة هذه الحرب ضد نتنياهو، أبرزت وسائل الإعلام المستقلة «الفساد الذي لا يعرف حدوداً» في حكومة نتنياهو.
وكتب يوسي فيرتر في صحيفة «هآرتس»، أن «مجموعة المقربين من نتنياهو عبارة عن تنظيم إجرامي يضعه فوق الدولة ومصالح الأمن الوطني، لكن السمكة فاسدة من الرأس».
وتابع الكاتب الإسرائيلي متحدثاً عن المتهم الرئيسي في القضية: «النجم الجديد فيلدشتاين، جاء من مكتب بن غفير، متحمساً جداً كي يثبت نفسه، وبالفعل اندمج بسرعة في الأجواء الفاسدة وشبه الإجرامية في مكتب رئيس الحكومة، (حيث) الفساد الأخلاقي والقيمي المتفشي هناك، وفي ثقافة الكذب والتلاعب والمعلومات الكاذبة، وقد أغرق ممثلي وسائل الإعلام بالأنباء، هذا مقبول لدينا».
وسائل الإعلام في إسرائيل
وشرح فيرتر أن «وسائل الإعلام في إسرائيل أصلاً تخضع للرقابة، أما وسائل الإعلام الأجنبية، مثل (بيلد) و(جويش كرونيكل) فهي غير مراقبة، وعندما نشرت في هذه الصحف مواد استخبارية حساسة جداً، فقد فهموا في الجيش الإسرائيلي أنهم يتعاملون مع مسرب كبير، ليس فقط خطيراً وعديم المسؤولية والكوابح؛ بل هو أيضاً يعمل على مساعدة رئيس الحكومة في أهدافه السياسية».
ورأى فيرتر أن المتهم الرئيسي فيلدشتاين «خدم نتنياهو في سلوكه الكاذب والمتعمد مع عائلات المخطوفين، إذ استخدم منظومة نشر الأنباء الكاذبة، ليس ضد (حماس)؛ بل ضد الجمهور الإسرائيلي وعائلات المخطوفين، وهذه هي السخرية في أبهى صورها».
وفي صحيفة «معاريف»، استغل شمعون حيفتس، وهو عميد في جيش الاحتياط وعمل سكرتيراً عسكرياً لـ3 رؤساء إسرائيليين، ذكرى مرور 29 عاماً على اغتيال رئيس الوزراء إسحق رابين، لإجراء مقاربة مع الأوضاع الراهنة، وقال: «سيكون إلى الأبد (اغتيال رابين) يوماً صادماً للديمقراطية الإسرائيلية، كما يحدث في مكتب رئيس الحكومة اليوم، ويؤكد كم تحتاج إسرائيل اليوم لزعيم شجاع وأخلاقي ويتحمل المسؤولية ويعمل لصالح الجمهور مثل رابين، وعندما أقف أمام قبره، أتذكر وعده بالسلام ورغبته في إنهاء الحروب، وأنا أنتظر مستقبلاً بالفعل تكون لنا فيه حياة آمنة وسلام حقيقي».