رغم مرور ما يزيد عن الشهرين عن عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، داخل أراضي المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، إلا أن المفاجئات ما زلت تتفجر في تحليل تلك العملية العسكرية الأكثر إبهارا للخبراء العسكريين حول العالم، وكيف تستطيع قوة لمقاومة بدائية، أن تقتحم أحد أكبر الدول قوة عسكريا بالعالم، بل وتقوم باقتحام كافة المواقع العسكرية وأكبرها بقطاع جنوب إسرائيل، ولكن المفاجأة في تلك المرة غير مسبوقة، حيث هنا نتحدث عن جاسوس داخل الجيش الإسرائيلي لصالح حماس.

 

نعم، هذا ليس تأليف خيال كاتب، ولكنه الواقع الذي ذكره تقرير لصحيفة عاروتس 7 العبرية، والتي استعانت فيه بمعلومات نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية، حيث كان الحديث عن جاسوس كشفت عنه مصادر عسكرية إسرائيلية، مازال البحث جاريا عنه، ساهم في إمداد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، كانت لها دورا كبيرا في القيام بعملية طوفان الأقصى، وكشف التقرير أن الأدلة التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي دامغة على وجود هذا الجاسوس داخل الجيش.

 

الخريطة السرية مفتاح الكشف عن الجاسوس 

"عنصر من كتائب القسام كان بحوزته خريطة لقاعدة عسكرية"، هكذا كان عنوان التقرير الصحفي الذي نشرته الصحيفة العبرية، حيث كانت تلك الخريطة هي بداية الخيط للكشف عن احتمالية وجود جاسوس داخل الجيش يعمل لصالح حماس، حيث ذكرت المصادر العسكرية الإسرائيلية، أنه لا يمكن الحصول عليها إلا بمساعدة جاسوس.

 

وبحسب ما نقلته الصحيفة العبرية عن صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإنه من بين الوثائق التي تم العثور عليها مع أحد جنود حماس الذين نفذوا الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر، والمعروفة باسم طوفان الأقصى، كانت هناك أيضًا خريطة لقاعدة جيش الدفاع الإسرائيلي التي لم يكن من الممكن رسمها إلا بمساعدة معلومات من الداخل والتي "يكاد يكون من المؤكد أنها تم إعداده بمساعدة جاسوس حماس.

 

الخريطة تم تعميمها على كافة الجنود 

وبحسب ما جاء بالصحيفة العبرية، فإن حماس قامت بتزويد كل مقاتليها بخرائط تم رسمها على ما يبدو بمساعدة معلومات داخلية عن قواعد الجيش الإسرائيلي، وذلك حسبما نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية هذا الصباح (الثلاثاء)، وذلك بعد أن عرض الجيش الإسرائيلي على الصحفيين المواد التي تم الاستيلاء عليها في حوزة إرهابيي حماس.

 

ووفقا للصحيفة، فإن خريطة القاعدة العسكرية التي استولى عليها إرهابي تسلل إلى إسرائيل خلال أحداث أكتوبر، تحتوي على قائمة مفصلة بقاعدة ومواقع عسكرية تم إنشاؤها على ما يبدو بمساعدة معلومات قدمها جاسوس، وقال مصدر إسرائيلي إن "الخريطة، التي تم تفصيلها بالتفصيل، تم استخلاصها من معلومات داخلية، يكاد يكون من المؤكد أنها من جاسوس لحماس".

 

كتيبات إرشادية مفصلة 

ويبدوا أن الأمر لم يقتصر على خريطة فقط، حيث لوحظ أيضًا أن مقاتلي حماس كانوا يحملون كتيبات إرشادية مفصلة حول كيفية أخذ الرهائن بالإضافة إلى جهاز اتصال داخلي عربي عبري حتى يتمكنوا من التحدث مع المختطفين، فالمعلومات الواردة، من بين أمور أخرى، من تحليل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والوثائق التي صادرتها قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة أثناء الحرب، والجيش الإسرائيلي مشغول بتحليلها لتتبع وفهم كل شيء عن التخطيط للمذبحة في غلاف غزة.

 

ومن بين أمور أخرى، اتضحت أبعاد الخطة، والتي بموجبها أمرت قوات النخبة بالاستمرار خارج المنطقة الجنوبية باتجاه وسط البلاد ومحاولة شل المواقع العسكرية التي يمكن أن تخرج منها قوات قتالية كبيرة، وبالتالي الإضرار بالحكومة قدرة الجيش الإسرائيلي على الرد على أي هجوم أينما خططوا للذهاب، والخطط التي تم الكشف عنها دفعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، إلى الاعتقاد بأن معظم مقاتلي حماس لم يعرفوا الخطة الكاملة للهجوم ولم يكتشفوا حجمها إلا في صباح يوم تنفيذها.

 

هكذا كان دور البدو في إخفاء جنود القسام 

وفي تقرير منفصل للصحيفة العبرية، كشفت فيه، أن النيابة العامة الإسرائيلية قامت بتوجيه لائحة اتهام إلى المحكمة المركزية في بئر السبع ضد أربعة من السكان العرب الإسرائيليين من الشتات البدو الذين يشتبه في قيامهم بإخفاء مقاتلي كتائب القسام الذين فروا من قوات الأمن الإسرائيلية مباشرة بعد هجوم حماس في غلاف غزة، حيث قام أحدهم بإخفاء أربعة من هؤلاء المقاتلين، كما طلب مكتب المدعي العام احتجازهم حتى نهاية الإجراءات وتحديد المنازل التي سيتم استخدامها لاحتجازهم.

 

وجاء في لائحة الاتهام أن أربعة من سكان غزة دخلوا إسرائيل صباح يوم الهجوم القاتل من خلال الثقوب التي أحدثها المقاتلين في السياج، ثم سرقوا جرارًا وقادوه حتى نفاد الوقود، وفي اليوم التالي وصل الأربعة إلى رهط وكنا في المسجد هناك، وبعد ذلك بيوم، وأثناء جولة في برحات، التقى اثنان من المتسللين بأحد البدو، وأخبروه أنهم دخلوا من غزة يوم الهجوم وطلبوا قضاء الليلة معه "حتى يهدأ الوضع"، وبالفعل وافق وأجاب بأنه يعرف أن الشرطة تجمع الناس من غزة وحثهم على البقاء، وخلال النهار انضم إليهما المتسللان الآخران.

وبعد أيام قليلة ذكر بعض المتسللين أن لهم قريب يعيش في إسرائيل، فقام هذا البدوي بالاتصال بقريبهم طربين الذي جاء برفقة شخص آخر لاصطحابهم من منزله، وبعد نحو أسبوعين جاء الشخص الآخر، واتصل بالعيد وأخبره أن لديه عاملين من غزة بدون تصاريح إقامة ويرغبان في العمل لديه، ورغم أن الشاهد اشتبه في أنهما دخلا تحت رعاية الهجوم، إلا أنه آواهما في منزله وتجنب معرفة السبب، وجاء في لائحة الاتهام "ظروف دخولهم إلى إسرائيل".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی کتائب القسام طوفان الأقصى داخل الجیش التی تم

إقرأ أيضاً:

أردوغان يستقبل وفدًا من حركة حماس في أنقرة

أعلنت الرئاسة التركية في بيان اليوم الأربعاء، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقبل وفدًا من حركة حماس بالقصر الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة.

 

وضم وفد حركة حماس، رئيس مجلس شورى حماس محمد درويش، ورئيس حماس في الخارج خالد مشعل، والقيادي البارز بالحركة خليل الحية، ومسؤول حماس بالضفة الغربية زاهر جبارين، إضافة لمسؤولين اثنين آخرين.

 

فيما شارك بالاجتماع عن تركيا وزير الخارجية هاكان فيدان، ورئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالن، ورئيس قسم الإعلام والاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألتون، وعاكف تشاغاتاي كيليتش كبير مستشاري الرئيس التركي بملفات السياسة الخارجية والأمن.

 

حماس: معركة "طوفان الأقصى" كسرت أسطورة الاحتلال الإسرائيلي


قال رئيس المجلس القيادي لحركة حماس محمد درويش، إن معركة "طوفان الأقصى" كسرت أسطورة الاحتلال الإسرائيلي التي استمرت 76 عاما، وأعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العربي.

 

وأضاف أن رسالة الطوفان هي تأكيد أن الشعب الفلسطيني المناضل سيحقق النصر.

 

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في حفل استقبال الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية، والمبعدين إلى خارج فلسطين في العاصمة المصرية القاهرة.

 

حماس: حافظنا على أسرى الاحتلال التزاما بأخلاقنا وأعرافنا


قالت حركة المقاومة الفلسطينية حماس، إن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال من أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية، ترى النور اليوم في إطار صفقة طوفان الأقصى).

وأضافت في بيان عبر قناتها الرسمية بتطبيق تليجرام، صباح السبت: اليوم نُرغِم المحتل المجرم على فتح أبواب زنازينه لأسرانا الأبطال، وهذا عهدنا لهم بالحرية، ولشعبنا بمواصلة السير معاً على طريق الاستقلال وتقرير المصير.

 

وأكملت: رغم العدوان الغاشم غير المسبوق الذي استهدف في همجيته كل شبرٍ في غزة، حافظنا على أسرى العدو، التزاماً بأخلاقنا وأعرافنا، في الوقت الذي حاوَل فيه العدو المجرم التخلّص منهم، وملاحقتهم بالاستهداف والقصف.

 

واختتمت: هذا يوم من أيام شعبنا الفلسطيني الخالدة، يجسّد فيه طريقه وخياراته، ويؤكّد التفافه حول مقاومته، وإصراره على المضيّ في طريق العزّة والكرامة، والوصول إلى أهدافه المشروعة بالحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

 

وأنهت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس، صباح السبت، عملية تسليم الرهينات الإسرائيليات الأربعة إلى الصليب الأحمر.

 

وظهرت المجندات الأربعة بلباسهن العسكري الأخضر، كما حملن في أيديهن حقيبة هدايا وشهادة تفيد بإنهاء فترة الاحتجاز لدى القسام.

 

وانتشرت عناصر كتائب القسام وسرايا القدس بشكل مكثف في «ميدان فلسطين» في مدينة غزة، أثناء تسليم الأسيرات الإسرائيليات ضمن صفقة التبادل.

وفي وقت سابق، قال رئيس المجلس القيادي لحركة حماس محمد درويش، إن معركة "طوفان الأقصى" كسرت أسطورة الاحتلال الإسرائيلي التي استمرت 76 عاما، وأعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العربي.

وقالت حركة المقاومة الفلسطينية حماس، إن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال من أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية، ترى النور اليوم في إطار صفقة طوفان الأقصى).

وأضافت في بيان عبر قناتها الرسمية بتطبيق تليجرام، صباح السبت: اليوم نُرغِم المحتل المجرم على فتح أبواب زنازينه لأسرانا الأبطال، وهذا عهدنا لهم بالحرية، ولشعبنا بمواصلة السير معاً على طريق الاستقلال وتقرير المصير.

وأكملت: رغم العدوان الغاشم غير المسبوق الذي استهدف في همجيته كل شبرٍ في غزة، حافظنا على أسرى العدو، التزاماً بأخلاقنا وأعرافنا، في الوقت الذي حاوَل فيه العدو المجرم التخلّص منهم، وملاحقتهم بالاستهداف والقصف.

واختتمت: هذا يوم من أيام شعبنا الفلسطيني الخالدة، يجسّد فيه طريقه وخياراته، ويؤكّد التفافه حول مقاومته، وإصراره على المضيّ في طريق العزّة والكرامة، والوصول إلى أهدافه المشروعة بالحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وأنهت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس، صباح السبت، عملية تسليم الرهينات الإسرائيليات الأربعة إلى الصليب الأحمر.

وظهرت المجندات الأربعة بلباسهن العسكري الأخضر، كما حملن في أيديهن حقيبة هدايا وشهادة تفيد بإنهاء فترة الاحتجاز لدى القسام.

وانتشرت عناصر كتائب القسام وسرايا القدس بشكل مكثف في «ميدان فلسطين» في مدينة غزة، أثناء تسليم الأسيرات الإسرائيليات ضمن صفقة التبادل.

ووفقًا للناطق باسم كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة، فإن الـ4 مجندات الإسرائيليات المفرج عنهن ضمن هذه الدفعة، هن: كارينا أرئيف، ودانييل غلبوع، ونعمة ليفي، وليري إلباغ.

فيما ستتضمن قائمة الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم في الدفعة الثانية 120 أسيرًا من ذوي المؤبدات، و80 أسيرًا من أصحاب الأحكام العالية.

مقاتلو القسام حملوا سلاحًا إسرائيليًا خلال تسليم المجندات للصليب الأحمر

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بأن 4 من مقاتلي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية كانوا بجانب المجندات الإسرائيليات الأربع على المنصة خلال الإفراج عنهم، وكانوا يحملون سلاح "تافور" الخاص بالنخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ونقل موقع واللا الإسرائيلي، عن مصدر عسكري (لم تسمه) أن حماس اختارت عناصر نخبة للظهور إلى جانب المجندات وهم يحملون سلاحًا للجيش الإسرائيلي حصلوا عليه خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، في إشارة لعملية طوفان الأقصى.

مقالات مشابهة

  • أسد الفيوم يلتهم حارسه.. القصة الكاملة لمصرع الحارس داخل حديقة الحيوان
  • القصة الكاملة لـ حادث أسد الفيوم.. ننشر صورة سعيد جابر عامل حديقة الحيوان
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • بالفيديو.. تعرف على “محمد الضّيف” مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني
  • شاهد | المقاومة الفلسطينية تنتزع حرية أسراها رغماً عن العدو الإسرائيلي
  • محمد الضيف.. الشبح الذي قاد كتائب القسام إلى طوفان الأقصى
  • «جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
  • أردوغان يستقبل وفدًا من حركة حماس في أنقرة
  • حماس: طوفان الأقصى كسر أسطورة الاحتلال
  • حماس: معركة "طوفان الأقصى" كسرت أسطورة الاحتلال الإسرائيلي