لجريدة عمان:
2025-02-05@17:32:19 GMT

المقاومة.. «الوطن أو الموت»

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

المقاومة.. «الوطن أو الموت»

يشيطن بعض «المثقفين» العرب على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر مقالات منشورة في بعض الصحف الورقية والإلكترونية حركات المقاومة الفلسطينية وبشكل خاص حركة «حماس»، معتبرين أنها تسببت في مقتل آلاف المدنيين في قطاع غزة خلال الحرب التي تدور رحاها الآن هناك، فيما يختبئ أعضاؤها في أنفاق تحت الأرض بعيدا عن سيل صواريخ جيش الاحتلال الصهيوني! ورغم غرابة أن تصدر هذه الرؤية من شخصيات محسوبة على النخب الثقافية العربية التي يفترض أن تكون أكثر وعيا ودعوة للمقاومة في سبيل التحرر الوطني من أي استعمار كان، إلا أنها كشفت، مع الأسف الشديد، عن نجاح دولة الاحتلال الإسرائيلي في اختراق المنظومة الثقافية العربية وتوجيه مسارات بعض الخطابات الثقافية وفق الرؤية الغربية الانتقائية التي توجهها وتديرها إسرائيل من خلف الأضواء الخادعة المتمثلة في بريق الغرب الذي يتساقط اليوم أمام مرآة القيم والمبادئ الإنسانية التي طالما كان يتشدق بها.

لم يستطع هؤلاء المثقفون العرب، وهم قلة مهما كثروا، أن يروا مقاومة الشعب الفلسطيني في كل المدن المحتلة، وليس فقط في غزة، إلا باعتبارها «مغامرة» نرجسية لا علاقة لها بالمقاومة. ولا تخفى الدوافع السياسية والطائفية والمذهبية التي عمل الغرب وإسرائيل على إذكائها في العالم العربي من أجل إبقائه في صراع داخلي مستمر إلا أنها، أي الرؤية، ترقى أن تكون خيانة واضحة للأمة العربية عندما تُطرح بهذا الشكل الفج الذي يساهم في ضرب تماسك المقاومة التي تخوض حربا عادلة من أجل تراب وطنها الطاهر ومن أجل عزتها وكرامتها ومستقبلها.. ورغم الوعي العربي الكبير بحقيقة القضية الفلسطينية ورسوخها في الوجدان العربي إلا أن هذه الخطابات المثبطة من شأنها أن تربك التماسك الجماهيري العربي.

لقد خاضت الكثير من الشعوب العربية حربا طاحنة من أجل تحرير أوطانها والحفاظ على استقلالها كما حدث في الجزائر وفي ليبيا وفي سوريا وفي العراق وفي مصر، وخاضت عُمان حروبا طاحنة عبر التاريخ من أجل أن تبقى عُمان حرة أبية ويبقى ترابها طاهرا من دنس الاستعمار والملاحم التي جسدها العمانيون في تحرير وطنهم من الاحتلال البرتغالي، والجزائريون والسوريون من الاحتلال الفرنسي ملاحم إنسانية كبرى أنارت فيها الدماء الطاهرة التي أريقت تراب الوطن.

ولذلك لا يمكن أن يصمت أي مثقف حر في العالم عن فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي ارتكبها في حق الفلسطينيين عبر أكثر من 75 سنة ليس بدءا بمجزرة دير ياسين وليس انتهاء بمجازر بيت لاهيا وبيت حانون وخان يونس ومجزرة المستشفى المعمداني ومئات المجازر التي ارتكبت خلال 60 يوما؛ لأن الصمت جريمة أكبر بكثير من جريمة الفعل نفسه. ولا دماء غالية على الأوطان مهما كان حجمها. أما الحديث عن المجازر في هذا السياق والمطالبة بوقف همجية الاحتلال فلأنه يستهدف الأطفال والنساء والعجزة والمرضى في المستشفيات ويمعن في الإرهاب والتهجير ليحقق هدفه الإحلالي ليحول الفلسطينيين إلى لاجئين في الشتات ويحل محلهم المستوطنون الغاصبون الذين تلفظهم كل حضارات العالم.. ولا يخوض حربه مع أفراد المقاومة.

وسيأتي اليوم الذي تنتصر فيه فلسطين وتحقق حلم الدولة المستقلة ولن ينسى التاريخ من سفّه المقاومة وقلل من شأنها في تحرير الأوطان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

المقاومة تتصدى لجرائم الاحتلال وتفجير المنازل في الضفة الغربية

غزة (الاراضي الفلسطينية)"وكالات":اعلنت حركة حماس اليوم بدء المرحلة الثانية لمفاوضات اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان صحافي "اتصالات ومفاوضات المرحلة الثانية بدأت، ونحن معنيون ومهتمون في المرحلة الحالية بالإيواء والإغاثة والإعمار لشعبنا في قطاع غزة".

ودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في 19 يناير بعد حرب دامت 15 شهرا، وتضمنت وقف القتال وإطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس مقابل إفراج إسرائيل عن بعض السجناء الفلسطينيين من سجونها.

وتهدف المرحلة الثانية من الاتفاق المكون من ثلاث مراحل إلى التفاوض على إطلاق سراح باقي الرهائن وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

وقال القانوع "اتصالات ومفاوضات المرحلة الثانية بدأت، ونحن معنيون ومهتمون في المرحلة الحالية بالإيواء والإغاثة والإعمار لشعبنا في قطاع غزة".

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق اليوم إن إسرائيل تستعد لإرسال وفد رفيع المستوى إلى العاصمة القطرية الدوحة لمناقشة استمرار تنفيذ الاتفاق.

و يجري نتنياهو محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، ومن المرجح أن تركز المباحثات على وقف إطلاق النار .

وتستمر المرحلة الأولى، التي توسطت فيها مصر وقطر ودعمتها الولايات المتحدة، ستة أسابيع ولا تزال صامدة إلى حد كبير ولكن احتمالات التوصل إلى تسوية دائمة غير واضحة.

من جهة أخرى قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم في بيان اليوم إنّ "الاحتلال يواصل مراوغته في تنفيذ المسار الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار، ويتعمّد تأخير وإعاقة دخول المتطلبات الأكثر أهمية وإلحاحا، وخصوصا الخيام والبيوت الجاهزة، والوقود والمعدات الثقيلة لرفع الأنقاض".ودعا البيان الوسيطين المصري والقطري الى "التدخل ومعالجة الخلل".

من جهته، قال مسؤول في وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة إن الدفعة الرابعة من الجرحى ومرافقيهم وعددهم 50 مريضا ومصابا و50 من مرافقيهم، "لم يتمكنوا من السفر اليوم عبر معبر رفح وفق الآلية الإنسانية الطارئة بسبب عدم وصول الموافقة الإسرائيلية على كشف أسماء المرضى والمصابين".

وأوضح أن لدى وزارة الصحة قائمة ب"أسماء ستة آلاف مريض جاهزين للسفر فورا، ويجري إعداد قائمة ب12 ألف مصاب ومريض يحتاجون للعلاج العاجل في مشاف بالخارج".

وأعيد فتح معبر رفح استثنائيا السبت الماضي. وبناء على اتفاق وقف النار، من المقرر أن تسمح إسرائيل يوميا بسفر عشرات الغزاويين ممن يعانون حالات إنسانية طارئة.

وأعلن ترامب الإثنين أنّ "لا ضمانات" على أنّ وقف إطلاق النار الساري في القطاع سيظلّ صامدا.

وعشيّة لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض "ليس لديّ أيّ ضمان بأنّ السلام سيصمد"، قبل أن يتولى الكلام مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي كان جالسا إلى جانبه ليقول إنّ الهدنة "صامدة حتى الآن ونحن بالتالي نأمل حتما بأن نُخرج الرهائن وننقذ أرواحا ونتوصّل، كما نأمل، إلى تسوية سلمية للوضع برمّته".

ميدانيا أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم قتل فلسطيني خلال تبادل لإطلاق النار في شمال الضفة الغربية المحتلة حيث ينفذ عملية عسكرية واسعة النطاق منذ نحو أسبوعين.

وقال الجيش في بيان إن "المقاوم أطلق النار على جنود قرب حاجز عسكري في تياسير" في شرق جنين مضيفا "تبادل الجنود إطلاق النار مع الإرهابي وقتلوه".

وأفاد المتحدث باسم مستشفى "بيلينسون" قرب تل أبيب، بأن أربعة من المصابين يخضعون لتقييم طبي أولي، فيما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن جنديَين في حالة حرجة.

من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن "العملية البطولية في تياسير شمال الضفة الغربية" هي "تأكيد على إصرار الشعب الفلسطيني ومقاومته على التصدي لجرائم الاحتلال الذي يفجر البيوت ويهجر العائلات، والمقاومة ماضية حتى دحر الاحتلال".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في 21 يناير بدء عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين والأحد، قال الجيش إنه قتل ما لا يقل عن 50 مسلحا منذ بدء عمليته.

ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية الأحد التدمير الإسرائيلي "الوحشي" لأبنية في جنين في الضفة الغربية المحتلة.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، استشهد ما لا يقل عن 884 فلسطينيا، من بينهم العديد من المسلحين، بنيران القوات الإسرائيلية أو مستوطنين في الضفة الغربية منذ بدء الحرب في غزة.

كما قُتل ما لا يقل عن 30 إسرائيليا، بعضهم عسكريون، في هجمات فلسطينية أو مواجهات خلال العمليات الإسرائيلية في المنطقة خلال الفترة نفسها، وفق أرقام إسرائيلية رسمية.

مقالات مشابهة

  • "الريفيرا" .. عودة لاحتلال صهيوني-أمريكي
  • سكان جباليا لا يجدون شيئا في بيوتهم التي دمرها الاحتلال
  • المقاومة تتصدى لجرائم الاحتلال وتفجير المنازل في الضفة الغربية
  • تحديات صناعة الكتب في الوطن العربي
  • ملامح المرحلة الجديدة من الصراع بعد الطوفان
  • دوجاريك: العملية الإسرائيلية بالضفة تؤدي لمزيد من الموت
  • السجال السياسي والفكري مابعد حرب غزة -3-
  • الوطن العمانية: على الدول العربية تبني مواقف تدعمِ رفضِ تهجير الفلسطينيين
  • تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية".. جامعة الدول العربية تفتتح دائرة الحوار العربي حول الذكاء الاصطناعي في الإسكندرية
  • البرلمان العربي يدعو لتوطين صناعة الذكاء الاصطناعي في الدول العربية