لجريدة عمان:
2024-12-26@12:58:12 GMT

المقاومة.. «الوطن أو الموت»

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

المقاومة.. «الوطن أو الموت»

يشيطن بعض «المثقفين» العرب على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر مقالات منشورة في بعض الصحف الورقية والإلكترونية حركات المقاومة الفلسطينية وبشكل خاص حركة «حماس»، معتبرين أنها تسببت في مقتل آلاف المدنيين في قطاع غزة خلال الحرب التي تدور رحاها الآن هناك، فيما يختبئ أعضاؤها في أنفاق تحت الأرض بعيدا عن سيل صواريخ جيش الاحتلال الصهيوني! ورغم غرابة أن تصدر هذه الرؤية من شخصيات محسوبة على النخب الثقافية العربية التي يفترض أن تكون أكثر وعيا ودعوة للمقاومة في سبيل التحرر الوطني من أي استعمار كان، إلا أنها كشفت، مع الأسف الشديد، عن نجاح دولة الاحتلال الإسرائيلي في اختراق المنظومة الثقافية العربية وتوجيه مسارات بعض الخطابات الثقافية وفق الرؤية الغربية الانتقائية التي توجهها وتديرها إسرائيل من خلف الأضواء الخادعة المتمثلة في بريق الغرب الذي يتساقط اليوم أمام مرآة القيم والمبادئ الإنسانية التي طالما كان يتشدق بها.

لم يستطع هؤلاء المثقفون العرب، وهم قلة مهما كثروا، أن يروا مقاومة الشعب الفلسطيني في كل المدن المحتلة، وليس فقط في غزة، إلا باعتبارها «مغامرة» نرجسية لا علاقة لها بالمقاومة. ولا تخفى الدوافع السياسية والطائفية والمذهبية التي عمل الغرب وإسرائيل على إذكائها في العالم العربي من أجل إبقائه في صراع داخلي مستمر إلا أنها، أي الرؤية، ترقى أن تكون خيانة واضحة للأمة العربية عندما تُطرح بهذا الشكل الفج الذي يساهم في ضرب تماسك المقاومة التي تخوض حربا عادلة من أجل تراب وطنها الطاهر ومن أجل عزتها وكرامتها ومستقبلها.. ورغم الوعي العربي الكبير بحقيقة القضية الفلسطينية ورسوخها في الوجدان العربي إلا أن هذه الخطابات المثبطة من شأنها أن تربك التماسك الجماهيري العربي.

لقد خاضت الكثير من الشعوب العربية حربا طاحنة من أجل تحرير أوطانها والحفاظ على استقلالها كما حدث في الجزائر وفي ليبيا وفي سوريا وفي العراق وفي مصر، وخاضت عُمان حروبا طاحنة عبر التاريخ من أجل أن تبقى عُمان حرة أبية ويبقى ترابها طاهرا من دنس الاستعمار والملاحم التي جسدها العمانيون في تحرير وطنهم من الاحتلال البرتغالي، والجزائريون والسوريون من الاحتلال الفرنسي ملاحم إنسانية كبرى أنارت فيها الدماء الطاهرة التي أريقت تراب الوطن.

ولذلك لا يمكن أن يصمت أي مثقف حر في العالم عن فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي ارتكبها في حق الفلسطينيين عبر أكثر من 75 سنة ليس بدءا بمجزرة دير ياسين وليس انتهاء بمجازر بيت لاهيا وبيت حانون وخان يونس ومجزرة المستشفى المعمداني ومئات المجازر التي ارتكبت خلال 60 يوما؛ لأن الصمت جريمة أكبر بكثير من جريمة الفعل نفسه. ولا دماء غالية على الأوطان مهما كان حجمها. أما الحديث عن المجازر في هذا السياق والمطالبة بوقف همجية الاحتلال فلأنه يستهدف الأطفال والنساء والعجزة والمرضى في المستشفيات ويمعن في الإرهاب والتهجير ليحقق هدفه الإحلالي ليحول الفلسطينيين إلى لاجئين في الشتات ويحل محلهم المستوطنون الغاصبون الذين تلفظهم كل حضارات العالم.. ولا يخوض حربه مع أفراد المقاومة.

وسيأتي اليوم الذي تنتصر فيه فلسطين وتحقق حلم الدولة المستقلة ولن ينسى التاريخ من سفّه المقاومة وقلل من شأنها في تحرير الأوطان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

حصاد 2024.. أبرز اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي لقيادات «حماس» و«حزب الله»

حصاد 2024.. عام سيطرت عليه الدموية عاشه سكان فلسطين ولبنان، حيث استخدم الاحتلال الإسرائيلي أساليب متنافية مع القوانين الدولية والإنسانية واستباحة مقتل الأطفال والنساء العزل، وإعاقة دخول المساعدات الإغاثية والطبية، وشن غارات كثيفة على المستشفيات، واتساع رقعة الاحتلال لصالحهم في فلسطين.

وكان «حزب الله» يعمل كجبهة إسناد لـ«حماس» لتعزيز صفوف قوة المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي، مما ساهم في ضعف الموقف الإسرائيلي لوقت طويل، لذلك طالب الاحتلال من الولايات المتحدة إرسال أسلحة محرمة دوليًا وقوات خاصة تساعد في تحقيق أهداف ومصالح شخصية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وليس لإعادة الرهائن كما تدعي حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

البرد في غزة

وبالفعل استجابت الولايات المتحدة الأمريكية لطلب الكيان الإسرائيلي وأرسلت أسلحة محرمة دوليًا، ومنذ تلك اللحظة تغيرت أساليب الحرب من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلية، واتجهت لاستخدام الأسلحة المحرمة في اغتيال أبرز القيادات الإسلامية الفلسطينية واللبنانية، وهذا لم يقتصر فقط على القادة فقط، بل كانت له تبعات سلبية مما أثر على المنازل السكنية وقتل الكثير من المدنيين العزل، ونزوح الآخرين.

وأصبحت فلسطين ولبنان في الوقت الراهن «وجهان لعملة واحدة»، بالنسبة لأساليب المعاناة والإجراءات التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين اللبناني التي يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي 7 أكتوبر 2024، والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء والأطفال.

ويستعرض موقع «الأسبوع» لكل متابعيه وقراؤه أهم وأبرز القادة الفلسطينيين واللبنانيين التي اغتالهم قوات الاحتلال الإسرائيلية في 2024، وهم كالتالي:

اغتيال «إسماعيل هنية» في إيران

توجه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يوم الثلاثاء الموافق 30 يوليو 2024، إلى طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشيكان، لكن في الصباح التالي أعلنت المقاومة الفلسطينية رسميًا اغتياله.

وكشفت «حماس» والحرس الثوري، يوم الأربعاء الموافق 31 يوليو 2024، تفاصيل استشهاد إسماعيل هنية في طهران، قائلة: «الاحتلال الإسرائيلي استهدف مقر إقامة إسماعيل هنية في طهران، مما أدى إلى استشهاده، واستشهاد أحد حراسه».

إسماعيل هنية

وبعد التأكد من استشهاد إسماعيل هنية، أصدرت «حماس» قرارًا بتعيين يحيى السنوار خلفًا له، لتعزيز القدرات الدفاعية لصفوف المقاومة لمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلية، وفي الوقت ذاته تظاهر العديد من عائلات الأسرى وانقلبت إسرائيل رأسًا على عقب بعد مقتل 6 رهائن إسرائيليين كانوا موجودين بأحد الأنفاق في مدينة رفح الفلسطينية.

اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس «يحيى السنوار»

لم يمكث يحيى السنوار في منصب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إلا 3 أشهر فقط، إذ أكدت المقاومة الإسلامية يوم الخميس الموافق 17 أكتوبر 2024، اغتياله جراء اندلاع اشتباكات بين عناصر المقاومة مع عدد من جنود الاحتلال بمدينة رفح الفلسطينية، وتحديدًا في تل السلطان.

وكشفت تقارير إعلامية عبرية، عن وقوع اشتباك بين 3 عناصر من المقاومة وعدد من قوات الاحتلال تابعة لسلاح المدرعات بمدينة رفح الفلسطينية لساعات طويلة، وبعد القصف أسل الاحتلال مسيرة إلى أحد المباني للتعرف على وجهه يحيى السنوار، وبعد التأكد من تواجد أحد عناصر المقاومة جالس على كرسي وهو ينزف، قذفت الآلية العسكرية الإسرائيلية قذيفة لاغتياله.

يحيى السنوار

وأفادت التقارير العبرية، بأن قوات الاحتلال تعرفت على جثة السنوار بناء على صور أسنانه وإجراء تحليل الـ DNA للتوصل إلى النتيجة النهائية، وقالت: «هذه العملية كانت محل الصدفة دون تخطيط مسبق».

استشهاد «حسن نصرالله» بالضاحية الجنوبية

استشهد حسن نصرالله، الأمين العام للمقاومة اللبنانية «حزب الله»، يوم السبت الموافق 28 سبتمبر 2024، جراء قصف إسرائيلي كثيف استهدف المقر المركزي للحزب في العاصمة «بيروت» وتحديدًا في الضاحية الجنوبية، وفقًا لما أكده حزب الله.

وكشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن حسن نصرالله لم يكن وحده متواجد بمقر الحزب فقط، بل كان يعقد اجتماع حينها مع 20 قيادي أخر، وبعد رصدهم شن طيران الاحتلال الإسرائيلي نحو 140 غارة إسرائيلية كثيفة، يوم الجمعة الموافق 27 سبتمبر 2024، على مقر الحزب لاغتيالهم، وذلك من خلال استخدام قنابل محرمة دوليًا تزن حوالي 2000 طن.

حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني

وأوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت أسفل المباني السكنية بمنطقة الضاحية الجنوبية، تم استهدافه من قبل طائرات سلاح الجو، ثم نفذت الغارة على قيادات الحزب داخل المقر.

تفاصيل اغتيال قائد الجبهة اللبنانية «علي كركي»

كان علي كركي، قائد الجبهة اللبنانية ضمن قائمة الاغتيالات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلية في لبنان، حيث استهدف كركي، والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، و20 قيادي آخر في غارة إسرائيلية واحدة أثناء اجتماعهم بالمقر المركزي المتواجد بأسفل أحد المباني المكتظة بالسكان بمنطقة الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت.

ونفذ طيران الاحتلال الإسرائيلي من طراز «F-35» الشبحية غارات كثيفة في ساعات مبكرة مساء يوم الجمعة الموافق 27 سبتمبر 2024، ملقيًا قنابل خارقة على المقر المركزي لـ«حزب الله» تزن نحو 2000 رطل، مما أدى حينها لتدمير 6 مباني سكنية واستشهاد حسن نصر الله، وعلي كركي، وباقي القيادات.

علي كركي بعد 20 ساعة بحث.. اغتيال «فؤاد شكر»

ذكرت تقارير إعلامية عبرية، اغتيال أبرز قيادي عسكري بالمقاومة الإسلامية اللبنانية حزب الله «فؤاد شكر»، والمعروف باسم «الحاج محسن»، جراء قصف إسرائيلي عنيف استهدف مبنى بالضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت.

وأفادت التقارير العبرية، بأن طيران سلاح الجو الإسرائيلي شن غارات كثيفة يوم الثلاثاء الموافق 30 يوليو 2024، على محيط مجلس الشورى التابع لحزب الله، وكان المستهدف من تلك الغارات هو فؤاد شكر، وذلك بمثابة رد على الصواريخ التي أطلقت من لبنان على «مجدل شمس»، الذي أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإسرائيليين.

فؤاد شكر القائد العسكري الأول لحزب الله

وفور إعلان نبأ استشهاد فؤاد شكر، بدأت عناصر المقاومة اللبنانية بالتأكد من المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام، وبعد نحو 20 ساعة من البحث عنه، أعلنت التقارير الإعلامية المحلية اللبنانية العثور على جثمان فؤاد شكر.

اغتيال «روحي مشتهي» و3 قيادات آخرين جراء غارات إسرائيلية مكثفة

شن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات كثيفة على أحد الانفاق المتواجدة بمحيط المنطقة «الصناعية» غرب مدينة غزة، يوم الخميس الموافق 3 أكتوبر 2024، لاغتيال روحي مشتهي أحد أهم قيادات حركة المقاومة الإسلامية «حماس».

أحد أبرز قيادات حماس روحي مشتهي

وكشفت تقارير إعلامية عن تفاصيل استشهاد القيادي روحي مشتهي، وقالت إن «مشتهي» كان يختبئ بأحد انفاق غرب غزة وتم قصفه قبل ذلك ببداية العدوان الإسرائيلي 7 أكتوبر 2024، ولكن تضرره جراء في ذاك الوقت كانت جزئية، ثم هاجم الاحتلال الإسرائيلي هذا النفق مرة أخرى وهذه المرة هي الأخيرة التي استشهد بها قيادي حماس.

اقرأ أيضاًبيت عائلة «طه» يكتسب شهرة عالمية بعد استشهاد يحيى السنوار (تفاصيل)

مفكر استراتيجي: هؤلاء مرشحون لخلافة يحيى السنوار في قيادة حماس

نتنياهو يتحدث عن يحيى السنوار في أول ظهور بعد محاولة اغتياله بقيساريا (فيديو)

مقالات مشابهة

  • حصاد 2024.. أبرز اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي لقيادات «حماس» و«حزب الله»
  • خبير عسكري: المواجهة بين المقاومة والاحتلال تحولت إلى حرب معلومات
  • بحضور المحافظ.. أوبريت استعراضي يروي قصة كفاح بورسعيد ضد العدوان الثلاثي
  • مجلس الشباب العربي للتغير المناخي يطلق تقرير “تمكين أصوات الشباب في سياسة المناخ العربية”
  • بيان عاجل من حماس بعد استشهاد 8 فلسطينيين في طولكرم
  • الغرف العربية: البحث العلمي مفتاح التنمية المستدامة في العالم العربي
  • العدو يعترف بمصرع 38 من ضباط ومجندي الاحتلال بنيران المقاومة شمال غزة
  • افتتاح الملتقى الإقليمي حول "حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في الوطن العربي" بمكتبة الإسكندرية
  • أبو عبيدة يعلق على عمليات المقاومة النوعية في شمال قطاع غزة
  • رئيس دائرة الخليج العربي واليمن بجامعة الدول العربية يلتقي رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع