المقاومة.. «الوطن أو الموت»
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
يشيطن بعض «المثقفين» العرب على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر مقالات منشورة في بعض الصحف الورقية والإلكترونية حركات المقاومة الفلسطينية وبشكل خاص حركة «حماس»، معتبرين أنها تسببت في مقتل آلاف المدنيين في قطاع غزة خلال الحرب التي تدور رحاها الآن هناك، فيما يختبئ أعضاؤها في أنفاق تحت الأرض بعيدا عن سيل صواريخ جيش الاحتلال الصهيوني! ورغم غرابة أن تصدر هذه الرؤية من شخصيات محسوبة على النخب الثقافية العربية التي يفترض أن تكون أكثر وعيا ودعوة للمقاومة في سبيل التحرر الوطني من أي استعمار كان، إلا أنها كشفت، مع الأسف الشديد، عن نجاح دولة الاحتلال الإسرائيلي في اختراق المنظومة الثقافية العربية وتوجيه مسارات بعض الخطابات الثقافية وفق الرؤية الغربية الانتقائية التي توجهها وتديرها إسرائيل من خلف الأضواء الخادعة المتمثلة في بريق الغرب الذي يتساقط اليوم أمام مرآة القيم والمبادئ الإنسانية التي طالما كان يتشدق بها.
لقد خاضت الكثير من الشعوب العربية حربا طاحنة من أجل تحرير أوطانها والحفاظ على استقلالها كما حدث في الجزائر وفي ليبيا وفي سوريا وفي العراق وفي مصر، وخاضت عُمان حروبا طاحنة عبر التاريخ من أجل أن تبقى عُمان حرة أبية ويبقى ترابها طاهرا من دنس الاستعمار والملاحم التي جسدها العمانيون في تحرير وطنهم من الاحتلال البرتغالي، والجزائريون والسوريون من الاحتلال الفرنسي ملاحم إنسانية كبرى أنارت فيها الدماء الطاهرة التي أريقت تراب الوطن.
ولذلك لا يمكن أن يصمت أي مثقف حر في العالم عن فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي ارتكبها في حق الفلسطينيين عبر أكثر من 75 سنة ليس بدءا بمجزرة دير ياسين وليس انتهاء بمجازر بيت لاهيا وبيت حانون وخان يونس ومجزرة المستشفى المعمداني ومئات المجازر التي ارتكبت خلال 60 يوما؛ لأن الصمت جريمة أكبر بكثير من جريمة الفعل نفسه. ولا دماء غالية على الأوطان مهما كان حجمها. أما الحديث عن المجازر في هذا السياق والمطالبة بوقف همجية الاحتلال فلأنه يستهدف الأطفال والنساء والعجزة والمرضى في المستشفيات ويمعن في الإرهاب والتهجير ليحقق هدفه الإحلالي ليحول الفلسطينيين إلى لاجئين في الشتات ويحل محلهم المستوطنون الغاصبون الذين تلفظهم كل حضارات العالم.. ولا يخوض حربه مع أفراد المقاومة.
وسيأتي اليوم الذي تنتصر فيه فلسطين وتحقق حلم الدولة المستقلة ولن ينسى التاريخ من سفّه المقاومة وقلل من شأنها في تحرير الأوطان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من أجل
إقرأ أيضاً:
أبو الغيط يستنكر الفيتو والبرلمان العربي يتحدى الاحتلال.. وخبير يكشف فوضي في جيش إسرائيل
تشهد المنطقة تصعيدًا غير مسبوق من التوترات، حيث تتزايد الانتقادات الدولية لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) للمرة الرابعة في مجلس الأمن لوقف قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
يأتي هذا في وقت يتعرض فيه كيان الاحتلال الإسرائيلي لانتقادات حادة من البرلمان العربي بسبب تهديداته بضرب جمهورية العراق، مما يزيد من حدة القلق بشأن الاستقرار الإقليمي. فيما تشير تحليلات الخبراء العسكريين إلى وجود فوضى داخل جيش الاحتلال، مما يطرح تساؤلات جدية حول قدرته على إدارة الأزمات الحالية.
من جانبه استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بشدة استخدام الولايات المتحدة للفيتو لمنع قرار أيدته 14 دولة عضوًا في مجلس الأمن، والذي كان يهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية.
ونقل جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام عن أبو الغيط أن الموقف الأمريكي، الذي وصفه بالمعزول دوليًا والمدان سياسيًا وأخلاقيًا، يمثل "ضوءًا أخضر" لإسرائيل للاستمرار في عملياتها العسكرية ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأشار أبو الغيط إلى أن هذا التصعيد يعزز من عجز الأمم المتحدة في مواجهة أحد أخطر الصراعات في المنطقة، ويشجع الاحتلال على مواصلة الحرب تحت غطاء خطط اليمين الإسرائيلي المتطرف، بما في ذلك مخططات الضم وإعادة الاستيطان. وأوضح أن استخدام الولايات المتحدة للفيتو للمرة الرابعة يعزز من إضعاف مجلس الأمن ويقوض الثقة في المنظومة الأممية.
في سياق متصل، أدان البرلمان العربي التهديدات التي أطلقها كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد جمهورية العراق، مؤكدًا دعمه الثابت لسيادتها وأمنها. وأشار البرلمان إلى أن كيان الاحتلال ينبغي عليه الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي ووقف المجازر في فلسطين ولبنان.
ودعا البرلمان العربي المجتمع الدولي إلى الضغط على كيان الاحتلال لوقف مخططاته التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، محذرًا من عواقب أي تصعيد قد يؤدي إلى حرب إقليمية.
فوضى في جيش الاحتلالعلى صعيد آخر، أوضح الخبير العسكري الأردني نضال أبو زيد في تصريحات خاصة ل"الوفد" أكد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد أن الفوضى تسود في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى عدة مؤشرات تدل على ذلك. ومن أبرز هذه المؤشرات مقتل مستوطن خلال مواجهات مع حزب الله في جنوب لبنان، حيث دخل المنطقة دون موافقة رسمية برفقة صديق له يحمل رتبة قائد كتيبة، وهو باحث أثري لم يُعثر على اسمه في سجلات الجيش.
وأشار أبو زيد إلى أن لواء الجولاني، الذي يُعتبر من أقدم وأهم وحدات جيش الاحتلال، تكبد خسائر فادحة منذ بداية الحرب الحالية، حيث قُتل 110 جنود خلال العمليات العسكرية على الجبهتين.
كما ألقى أبو زيد الضوء على مقطع فيديو بثته المقاومة يظهر حالة من الفوضى بين جنود لواء كفير أثناء اقتحام أحد المنازل في بيت لاهيا، حيث هرب عدد منهم بعد وقوعهم في كمين للمقاومة.
أزمات قيادية وتخبط في التنسيق
ولفت أبو زيد إلى أن حالة الفوضى وعدم الانضباط لا تقتصر على المستويات القيادية الدنيا، بل تشمل أيضًا المستويات القيادية العليا. فقد دفع جيش الاحتلال بقوات مشاة إلى مناطق ذات حدة عمليات مرتفعة، مثل شمال غزة، حيث تم إرسال لواء كفير ولواء جفعاتي، وهما وحدات مشاة وليستا مدرعتين، مما زاد من تعرضها للخسائر.
وأضاف أبو زيد أن هناك أزمة ثقة واضحة بين وزير الدفاع الإسرائيلي، تساحي كاتس، الذي يميل إلى خلفية مدنية، وقيادات الجيش، بما في ذلك رئيس الأركان هرتسي هاليفي. وقد ظهر هاليفي في مقطع فيديو وهو متفاجئ من تصريحات كاتس حول القضاء على قدرات حزب الله، مما يشير إلى تخبط في التنسيق بين الأجهزة العسكرية والقيادة السياسية.
كما أشار إلى وجود تضارب في التصريحات بين قيادات المناطق العسكرية، حيث عُقدت تصريحات من قائد المنطقة العسكرية الجنوبية حول إمكانية إقامة حكم عسكري في غزة، تلاها تصريح من رئاسة الأركان بأن الجيش لا يملك قوات كافية لتنفيذ هذا القرار.
غياب الناطق الإعلامي
تُعزز هذه الأزمات من حالة الارتباك داخل الجيش، خاصة مع غياب الناطق الإعلامي باسم جيش الاحتلال، الذي لم يظهر منذ أكثر من أسبوعين، مما يزيد من الشكوك حول فعالية القيادة العسكرية في التعامل مع الأوضاع المتغيرة بسرعة
تتزايد التحديات في الشرق الأوسط، مع تصاعد الانتقادات الدولية للاحتلال الإسرائيلي وتبعات الفيتو الأمريكي. يبقى السؤال مطروحًا حول كيفية تعامل المجتمع الدولي مع هذه الأزمات، ومدى قدرة الدول العربية على حماية مصالحها في ظل هذه الظروف المتقلبة.