لجريدة عمان:
2025-04-17@02:42:06 GMT

قمة الدوحة الخليجية وتحديات المرحلة

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

مع ظهور هذا المقال تكون القمة الرابعة والأربعون لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في العاصمة القطرية الدوحة قد أنهت أعمالها بصدور البيان الختامي الذي سوف يشكل عمل المجلس في المرحلة القادمة.

الاثنين الماضي نظمت الأمانة العامة لمجلس التعاون وتلفزيون قطر سهرة تلفزيونية بمشاركة عدد من المفكرين وقادة الرأي والإعلاميين والمبدعين، وكان الحوار يدور حول أهمية تعزيز دور مجلس التعاون الخليجي في مرحلة التحديات الحالية، وهي تحديات كبيرة خاصة على الصعيد الجيوسياسي.

أجمعت تلك الكوكبة الخليجية من خلال النقاش والحوار الذي امتد لساعات في استوديو خاص بحديقة متحف الفن الإسلامي الجميلة في الدوحة، على أن مصير المنطقة واحد، وأن الجغرافيا والتاريخ المشترك، وكل ما يجمع أبناء هذه المنطقة يحفز على مزيد من التنسيق والوحدة والتكامل الاقتصادي وبناء الهوية الوطنية من خلال جملة من الخطوات الجادة لعل من أهمها التنسيق في مجالات القوة الناعمة التي تعد إحدى الأدوات القوية التي تملكها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، خاصة القوة الاقتصادية والدبلوماسية والحوار وتقديم المنطقة كمنطقة السلام والتسامح وحل الأزمات الإقليمية من خلال فلسفة الدبلوماسية.

إن مجلس التعاون الخليجي يواجه جملة من التحديات، خاصة على الصعيد السياسي ومستقبل المنطقة في ظل الصراعات والحروب وفي مقدمتها الصراع العربي الإسرائيلي، وما يدور من أحداث مؤلمة في قطاع غزة، وفي عموم فلسطين المحتلة. كما أن التحديات في مجال التقنية ومستقبل الأجيال الجديدة والثورة الصناعية الرابعة وقضايا الهوية الوطنية والتدفق السريع للمعلومات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي علاوة على الأمن الجماعي للدول الست كلها تحديات طرحت خلال تلك الندوة القيمة من خلال رؤية مشتركة تحلل أهمية الانتقال بالعمل الخليجي المشترك إلى مستوى أكبر قياسًا بتلك التحديات.

لقد صمد مجلس التعاون الخليجي في مواجهة تحديات كبيرة خلال العقود الأخيرة، منها الحرب العراقية ـ الإيرانية، والاجتياح العراقي لدولة الكويت والغزو الأمريكي للعراق وحتى على الصدمات النفطية، وأخيرًا الأزمة الخليجية وحرب اليمن، والآن المواجهة الاستراتيجية بين المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي. ومن هنا، فإن هناك حاجة لمزيد من اللحمة الواحدة والتنسيق في المواقف السياسية وتحصين الهوية الوطنية والحرص على خطاب إعلامي موضوعي وشفاف يتماشى مع تحديات المرحلة.

إنَّ الرؤى الخليجية متطابقة في كثير من القضايا، وهناك تطور نوعي على صعيد التعاون الاقتصادي وفي مجال التعليم وفي مجال ربط الكهرباء والماء وفي توحيد عدد من التشريعات والقوانين، ومع ذلك هناك طموحات كشف عنها حوار الدوحة التلفزيوني من خلال جملة من الأمور التي تحتم على الدول الخليجية أن تكون حاضرة فيها من خلال استثمار رجال الفكر والعلم والباحثين ومراكز البحوث الاستراتيجية للوصول إلى رؤية مشتركة حول جملة الأهداف الوطنية لدول مجلس التعاون الخليجي.

إن نسبة السكان من الشباب في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عالية، تقترب من ستين بالمائة، وهناك تحديات حقيقية أمام الأجيال الجديدة في مجال التحكم في المعلومات المضللة المتدفقة من منصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تشكل هاجسًا للتربويين وقيادات المجتمع المدني، ومن هنا، فإن المشهد الخليجي يحتاج إلى جهود كبيرة في مجالات حيوية تعد جزءًا من الاستراتيجية الأمنية والوطنية وكسياج لحماية الأجيال الجديدة.

لقد أصبح مجلس التعاون الخليجي قوة سياسية واقتصادية مهمة على الصعيد الدولي، وهناك تأثير سياسي كبير لهذا التكتل الخليجي خاصة على الصعيد الاقتصادي في ظل الموقع الاستراتيجي للمنطقة، حيث البحار المفتوحة ووجود أحد أهم الممرات البحرية وهو مضيق هرمز، حيث يتم تصدير الطاقة إلى الغرب والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى في آسيا، كما أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تقود وساطات مهمة لإيجاد حلول سياسية وخفض التصعيد كما حدث مع الدبلوماسية العمانية في الملف النووي الإيراني، وتجنيب المنطقة مخاطر الحرب وعدم الاستقرار بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، ونرى الآن الدور المحوري لدولة قطر الشقيقة على صعيد بذل الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، علاوة على جهود بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عدد من القضايا الإقليمية، وفي مجال المناخ والطاقة المتجددة، وفي مجال الهيدروجين الأخضر. ومن هنا، فإن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمام مرحلة تحديات حقيقية تحتاج إلى جملة من الخطوات، وهناك لا شك حراك سياسي وتنموي تشهده الدول الست. وتبقى القمم الخليجية محطات حيوية لتنشيط العمل الخليجي بما يعزز مكانة دول المجلس وأيضا ترسيخ مبدأ التعاون الخليجي لما يعود بالخير والتقدم والازدهار على شعوب المنطقة، وأكدت الندوة التلفزيونية في الدوحة على الترابط التاريخي والاجتماعي منذ عقود، لتظل تلك الأسس الراسخة خطوة كبيرة في مزيد من الانطلاق لأحد أهم التكتلات العربية التي تواصل النهج السياسي الموضوعي والحرص علي الدفع بالطموحات إلى الأمام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دول مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة مجلس التعاون الخلیجی على الصعید وفی مجال من خلال فی مجال جملة من

إقرأ أيضاً:

«التعاون الخليجي»: دعم الجهود لتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية

الكويت (الاتحاد، وام)

أخبار ذات صلة غزة.. تحذيرات من «انهيار إنساني» بفعل سياسة الحصار 500 ألف نازح في غزة منذ انتهاء وقف إطلاق النار

ترأس معالي خليفة شاهين المرر وزير دولة، وفد الإمارات العربية المتحدة المشارك في الاجتماع الوزاري الثالث للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى الذي عقد أمس، بدولة الكويت الشقيقة.
وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الوثيقة بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى، وسبل تطويرها وآخر المستجدات التي تشهدها المنطقة والعالم.
كما بحث الاجتماع عدداً من الموضوعات ذات الصلة بالحوار والعلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى وسبل تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، في كلمة خلال الاجتماع أمس، موقف مجلس التعاون الداعم للجهود الإقليمية والدولية كافة الساعية إلى تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وعلى رأسها المبادرة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، من خلال «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين».
وقال البديوي، إن المبادرة التي تم الإعلان عنها في نيويورك 26 سبتمبر 2024 بالشراكة مع مملكة النرويج والاتحاد الأوروبي، تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.  وأضاف أن هذا التحالف شكل نقلة نوعية في الدفع نحو بلورة جدول زمني واضح لتجسيد الدولة الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال، وهو ما عكسته مستويات التأييد الدولي الواسع التي حظي بها في اجتماعاته المتعاقبة في الرياض وبروكسل وأوسلو والقاهرة، ما يعكس تنامي الإرادة الدولية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.
ودعا الدول كافة التي تؤمن بالسلام العادل إلى الانضمام لهذا التحالف، والاعتراف بدولة فلسطين دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ومساهمة في تحقيق سلام شامل ومستدام في منطقة الشرق الأوسط. وأكد أن الاجتماع يأتي امتداداً للزخم الذي أطلقته القمة الأولى بين قادة دول مجلس التعاون وآسيا الوسطى في جدة (يوليو 2023) والذي ترجم إلى خطوات عملية وفقاً لخطة العمل المشترك (2023 - 2027) والتي تشمل مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والتعليم والصحة والثقافة والإعلام والشباب والرياضة.
  وأشاد بما تحقق من خطوات إيجابية لتعزيز السلم والاستقرار في آسيا الوسطى والقوقاز مرحباً بالاتفاقات الثلاثية بين طاجيكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان، وكذلك باتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا، مؤكداً دعم مجلس التعاون لكل المساعي السلمية في تسوية النزاعات.
واستعرض البديوي أبرز الإنجازات التي تحققت على مستوى التعاون الثنائي والتي شملت اجتماعات وزراء المالية والبنوك المركزية، وعقد منتدى الاستثمار الأول في الرياض (مايو 2024) والاستعداد لعقد الثاني في قيرغيزستان (يونيو 2025) واجتماعات في مجالات النقل والصحة والثقافة والرياضة والإعلام والمشاركات المتبادلة في الفعاليات الثقافية والتنموية الدولية.
 وذكر أن حجم التبادل التجاري بلغ نحو 10 مليارات دولار مع تطلع الجانبين لتعزيز الاستثمارات والتكامل الاقتصادي المستدام، مؤكداً أهمية استمرار التنسيق في المحافل الدولية حول القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وعبر عن تطلع مجلس التعاون لانعقاد القمة الثانية مع دول آسيا الوسطى المقررة في مدينة سمرقند في 5 مايو المقبل كخطوة إضافية نحو بناء شراكة استراتيجية راسخة تخدم مصالح شعوب المنطقتين، وتسهم في تحقيق التنمية والسلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

مقالات مشابهة

  • «التعاون الخليجي»: دعم الجهود لتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية
  • خبير أممي: اتحاد الغرف لدول مجلس التعاون هدفه دعم القطاع الخاص الخليجي
  • رئيس مجلس الشورى يتسلم درع رواد العمل القانوني بدول مجلس التعاون الخليجي
  • تقديرًا لجهوده بالمجال التشريعي.. رئيس “الشورى” يتسلم درع رواد العمل القانوني بدول مجلس التعاون
  • القائم بالأعمال في سفارة قطر لدى سوريا: زيارة الرئيس الشرع إلى الدوحة خطوة نحو مزيد من الانفتاح والتنسيق بين البلدين
  • خبير سياسي: جولة الرئيس السيسي الخليجية تدعم العلاقات المصرية العربية
  • العربية للتحكيم توقع بروتوكول مع الصين لتعزيز التعاون في المجالين القانوني والاستثماري
  • معرض توعوي في الظاهرة ضمن "أسبوع المرور الخليجي"
  • الإمارات تشارك في اجتماع لجنة وكلاء الاستثمار بمجلس التعاون الخليجي
  • الإمارات تشارك في الاجتماع الثالث للجنة وكلاء الاستثمار بمجلس التعاون الخليجي