صحيفة إسبانية: وصلنا إلى اللحظة الأكثر إثارة للمخاوف بحرب أوكرانيا
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "الكونفيديسيال" الإسبانية تقريرا يقول إن الجبهة الأوكرانية توقفت مؤقتا بعد هجوم مضاد لم يُحقق التقدّم الذي توقعته بعض الحكومات الغربية. وفي هذه الحالة، تتزايد المخاوف من أن يؤدي هذا "الجمود" إلى إضعاف معنويات القوات الأوكرانية.
ونقلت كاتبة التقرير مونيكا ريدوندو عن القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، أنه كما حدث في الحرب العالمية الأولى "وصلنا إلى مستوى التكنولوجيا الذي يضعنا في طريق مسدود.
ونسبت ريدوندو إلى أحد الجنود اسمه "يان شيبولا" قوله إن العملية العسكرية الأوكرانية لم تسفر عن النتائج الفورية التي كانت متوقعة، موضحا أن أحد أسباب ذلك يكمن في أن الغرب لم يرسل مساعدات عسكرية "في الوقت المحدد"، في إشارة إلى دبابات ليوبارد التي وصلت الربيع الماضي.
وأضاف شيبولا أنه "لا ينبغي الاستهانة بالتقدم الذي أحرزته أوكرانيا. فقد تم تدمير أسطول البحر الأسود تقريبا، وتم إجلاء بقاياه من شبه جزيرة القرم. كما عبر البحارة الأوكرانيون نهر الدنيبر وأقاموا رأس جسر على الجانب الروسي". ووفقا له، "يخسر العدو عددا قياسيا من المعدات والجنود كل يوم".
قد تتزايد الضغوط على أوكرانياولفتت الكاتبة الانتباه إلى أن وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا حذر، قبل بدء الهجوم المضاد، من خطورة وضع كل التوقعات على نتائج العملية العسكرية، ذلك أنه إذا فشلت فإن المساعدات الغربية قد تصبح موضع شك، وقد تتزايد الضغوط على أوكرانيا للتفاوض مع روسيا للموافقة على وقف الحرب.
وحسب مارك كانسيان، كبير مستشاري برنامج الأمن الدولي بـ"مركز الدراسات الإستراتيجية"، تقول ريدوندو، فإن "الهجوم الفاشل من شأنه أن يخلق مخاوف من استمرار هذه الحرب بتكلفتها وما ينطوي عليها من معاناة إلى أجل غير مسمى".
وقالت الكاتبة إنه ومنذ بداية الحرب، اتسم الأوكرانيون -جيشا وشعبا- بالروح المعنوية العالية للغاية والأمل الكبير في أن يتمكنوا من هزيمة روسيا واستعادة أراضيهم.
الجمود محبط
لكن ليانا فيكس، المؤرخة وعالمة السياسة والخبيرة الأمنية في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، أشارت إلى أن "الجمود بالطبع محبط للقوات الأوكرانية، خاصة أن روسيا تقوم بإعداد أحزمة ألغام تبطل المزايا التكنولوجية لأوكرانيا والهجمات الصاروخية في الشتاء".
وبالنسبة للغرب وأوكرانيا، تقول الكاتبة، "فإن هذه اللحظة تعني الاستعداد لحرب طويلة يمكن أن تمتد حتى عام 2024 أو 2025، في ظلّ الإخفاق في وضع حد للتقدّم الروسي من خلال هجوم مضاد ناجح وإجبار روسيا على التفاوض".
ورجح التقرير استمرار الصراع، قائلا إن أحدث التقارير الصادرة عن "معهد دراسة الحرب" تشير إلى أن روسيا حققت إنجازات أكبر على الجبهة من أوكرانيا رغم ارتفاع عدد الخسائر. كما أدت الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تشتيت انتباه القوى الغربية.
ملامح الوضع الحالييُركّز المحللون على شحنات الأسلحة الموجّهة من الولايات المتحدة وأوروبا إلى أوكرانيا. ويشير بعض المحللين إلى أن "الجمود" الحالي يرجع إلى حقيقة أن الكثير من المساعدات لم تصل في الوقت المناسب.
وحسب القائد فاليري زالوجني، فإن هناك عوامل أخرى تفسّر الوضع الحالي في ساحة المعركة، فطائرات الاستطلاع المسيّرة مع كونها أداة إستراتيجية لتحليل التضاريس إلا أنها جعلت الهجمات المفاجئة واسعة النطاق مستحيلة. كانت هذه هي الورقة الرابحة لأوكرانيا في العام الماضي، عندما استعادت خاركيف في عملية لم يتوقعها الروس.
كما أن التشويش على إشارات نظام تحديد المواقع العالمي على نطاق غير مسبوق يعيق قدرة أوكرانيا على استخدام الذخائر عالية الدقة التي يوفرها الغرب، والتي تعتمد على هذا النظام. وأخيرا، كان من الصعب للغاية على القوات الأوكرانية أن تخترق الخطوط الدفاعية الروسية، التي تم الاستعداد لها منذ أشهر والمدعومة بحقول ألغام عميقة تمنع المناورات الآلية على الأرض.
أكثر ما تخشاه أوكرانياوأشارت الكاتبة إلى أن الروح المعنوية للقوات الأوكرانية، سواء في المعارك القاسية مثل معارك باخموت أو في المعارك الأخرى في جنوب وشرق البلاد، هي العامل الرئيسي الذي ميّز أول عامين تقريبا من الحرب. مع ذلك، أكثر ما يخشاه المحلّلون العسكريّون وأوكرانيا هو أن يؤدي الجمود في الحرب إلى وقف المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة وأوروبا.
أما روسيا، تقول ريدوندو فهي تواجه تحديا مماثلا لكنها تحظى بمساعدة حلفاء آخرين، وتنسب إلى المحللة ليانا فيكس توضيحا بأن "موسكو تتكبّد خسائر فادحة في الذخيرة والجنود لكنها تستطيع الاعتماد على دعم كوريا الشمالية وإيران وزادت ميزانيتها وحوّلت اقتصادها نحو الإنتاج الحربي، مما منحها ميزة في توفر الموارد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
صحيفة أمريكية تتحدث المهمة الأولى لترامب التي ستغضب الحوثيين
رجحت صحيفة أمريكية أن تكون إحدى المهام الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولته إنهاء الحروب في الشرق الأوسط وتخفيف الضغوط التضخمية في أميركا، هي إنهاء سيطرة الحوثيين على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، مشيرة إلى ما وصفته بـ"الانتكاسة الحاسمة" التي تلحق بوكيل إيران في اليمن قد ترسل رسالة مهمة في ردع أعداء أميركا.
وسارع المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، إلى نفي التقارير التي وردت الأسبوع الماضي والتي تفيد بأن "الجماعة الإرهابية" المتمركزة في اليمن تعتزم رفع الحصار الذي فرضته منذ عام على البحر الأحمر بسبب انتخاب ترامب. ولتأكيد هذا البيان المسلح، أطلق الحوثيون يوم الأحد صاروخًا باليستيًا على وسط إسرائيل، وأعلنوا عن إصابة هدف عسكري استراتيجي.
وبحسب صحيفة The New York sun، يزعم الحوثيون أنهم يقاتلون إسرائيل نيابة عن حماس، فقد عطلوا أيضًا 12٪ من التجارة العالمية بمهاجمة السفن في البحر الأحمر. حيث "لم يحدث مثل هذا النطاق من الهجمات، باستخدام أنظمة الأسلحة على السفن المدنية، منذ الحرب العالمية الثانية"، وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن لجنة تابعة للأمم المتحدة، والذي سلط الضوء على تسليح إيران وتدريب الحوثيين.
ويقول بيل روجيو، رئيس تحرير مجلة "لونغ وور جورنال" التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، للصحيفة: "لا أستطيع أن أرى ترامب يقبل إغلاق البحر الأحمر وكل التكاليف المترتبة على ذلك. وإذا كان يريد خفض الأسعار، فيجب حل هذه المشكلة".
لقد نفذ الرئيس بايدن ضربات جوية ضد منشآت عسكرية حوثية في اليمن، بما في ذلك خلال مطلع الأسبوع الجاري في عملية مشتركة مع البريطانيين. كما قامت البحرية الأمريكية وقوات بحرية أخرى بمرافقة السفن في البحر الأحمر، كما ضربت إسرائيل مرتين ميناء الحديدة في اليمن، حيث يتلقى الحوثيون الكثير من شحنات الأسلحة.
وبرغم ذلك تشير الصحيفة إلى أن الحوثيين لا يتراجعون. فبدعم من الحرس الثوري الإسلامي، يبدو أنهم عازمون على تحديد أي السفن التجارية سوف يُسمح لها بالإبحار في البحر الأحمر. وتساءل التقرير بالقول "هل يمكن تجربة استراتيجيات جديدة؟
من ناحية أخرى، رفضت أميركا إغراق سفينة التجسس الإيرانية "إم في بهشاد" ، التي كانت تبحر منذ أشهر في منطقة البحر الأحمر، وتشرف على استهداف السفن الحوثية. ويشير السيد روجيو إلى أن هناك تكتيكًا آخر لم يتم تجربته بعد، وهو استهداف أفراد الحوثيين، بما في ذلك كبار القادة والمتعاونين معهم من الحرس الثوري الإيراني في اليمن.
ولكن من ناحية أخرى، تعترض المملكة العربية السعودية، التي سرعان ما أصبحت محورية في استراتيجية أميركا في الشرق الأوسط، على العمل العسكري عبر حدودها، كما تقول إنبال نيسيم لوفتون، وهي مراقب لليمن في منتدى القدس للتفكير الإقليمي، للصحيفة . وقالت الصحيفة بأن الرياض ،بعد فشلها في هزيمة الحوثيين في الحرب التي بدأت في عام 2015، أصبحت حذرة من هجمات الحوثيين على منشآتها للطاقة، وتخشى تجددها.
ومثله كمثل بايدن، يشير ترامب إلى حرصه على تهدئة الشرق الأوسط، ويعتبر الرياض لاعباً رئيسياً في تحقيق هذا الهدف. وفي الوقت نفسه، تعارض الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تتمتع بنفوذ حاسم على الحوثيين، التقارب الإقليمي الذي يركز على السعوديين.
ويقول السيد روجيو إنه إذا كان ترامب "يريد الانسحاب من بعض هذه الأمور، فسوف يتعين عليه الانخراط"، مضيفًا أن صد العدوان الحوثي سيكون بداية جيدة. ويضيف: "من الواضح أن الأمر ليس بهذه البساطة، لكنه أمر يمكن القيام به، ولا يتعين عليك حقًا إرسال قوات على الأرض لإصلاح هذه المشكلة".
وفي تقريرها المكون من 537 صفحة والمقدم إلى مجلس الأمن، كتبت لجنة الأمم المتحدة المكونة من مسؤولين عسكريين واستخباراتيين واقتصاديين وغيرهم من عدة بلدان الأسبوع الماضي: "إن مدى نقل المعدات العسكرية والتكنولوجيا المتنوعة المقدمة إلى الحوثيين من مصادر خارجية، بما في ذلك الدعم المالي وتدريب مقاتليها، غير مسبوق".
وبحسب الصحيفة فإنه وبمساعدة إيران وحزب الله، أصبحت الميليشيا السابقة التي كانت تقاتل منافسين محليين في واحدة من أفقر دول العالم جيشًا هائلاً. ويقدر عدد قوات الحوثيين، بما في ذلك الأطفال المجندين، بنحو 350 ألفًا الآن، ارتفاعًا من 220 ألفًا في عام 2022 و30 ألفًا في عام 2015، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة.
وأضاف تقرير اللجنة أن "حجم وطبيعة ومدى نقل المعدات العسكرية والتكنولوجيا المتنوعة المقدمة للحوثيين من مصادر خارجية، بما في ذلك الدعم المالي وتدريب مقاتليها، غير مسبوق".
وأشار التقرير إلى أنه مع تدهور حزب الله وحماس ، فإن الحوثيين ــ الذين تم تعيينهم في الأصل لمحاربة الرياض ــ أصبحوا على وشك أن يصبحوا الجيش بالوكالة الأول للملالي، الأمر الذي من شأنه أن يلحق الضرر بمصالح أميركا.
وشددت الصحيفة بأن ترامب يستطيع أن يمنع التعقيدات العسكرية المستقبلية من خلال التعامل مع الحوثيين الآن. وحذرت من أنه إذا سُمح للجماعة بالتمدد أكثر، فقد يؤدي ذلك إلى إنهاء أي أمل في السلام ــ ومعاقبة الاقتصاد الأميركي في الوقت نفسه.